من معجزات القرآن الكريم "رب المشارق والمغارب"
01-02-2007, 02:05 PM
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز..."رب المشرق والمغرب "."رب المشرقين ورب المغربين"."رب المشارق والمغارب"
لو أخذنا الآيات حسب حجم تفكير العقل البشري في ذلك الوقت..نجد أن مفهوم المشرق هو جهة شروق الشمس..فليس هناك تعارض بين العقل والآية ،أما رب المشرقين معناها أن تجمع بين عمومية الجهة وهي الشرق..وبين المكان المحدد لشروق الشمس..ثم نأتي إلى"رب المشارق والمغارب"والتفسير هو أنه لكل بلد مشرق ومغرب.
هذا تفسير أهل زمن نزول القرآن أما إذاجئنا إلى زماننا فإن تفسير الآيات يكون كالآتي:
"رب المشرق والمغرب"..هنا نلاحظ أن الله عز وجل قرن كلمة المشرق بالمغرب لأنه لايوجد مشرق بدون مغرب أي أنه في نفس الوقت الذي تشرق فيه الشمس على جهة فإنها تغرب على جهة أخرى..وهنا نعرف لماذا لم يقل الله تعالى:رب المشرق ورب المغرب.وقد كان الناس يعتقدون أنهما جهتان مختلفتان تماما ..متقابلتان بالنسبة للعين المجرده..واتضح الآن أن الشروق والغروب يتم في وقت واحد أي أن الشمس تشرق على بلد في نفس الوقت الذي تغرب فيه على بلد آخر.
"رب المشرقين ورب المغربين" فالكرة الأرضية مقسمة إلى جزءين..نصف مضيء ونصف معتم..فإذا دارت الأرض صار المضيء في ظلام والمظلم مضيء..أي أن النصف المظلم ليس له مشرق ولا مغرب..والنصف الآخرالمضيء له مشرق ومغرب..وعندما ينعكس الوضع يصبح هذا النصف له مشرق ومغرب..وهذاالنصف لا مشرق له ولا مغرب..وهكذا في عمومية الكرة الأرضية..هناك مشرقان ومغربان...
"رب المشارق والمغارب" بعد تقدم علم الفلك عُلم أن زاوية الشروق تتغير وكذا زاوية الغروب..ولكن الحس لا يدرك ذلك..فإنه بين اللحظة والأخرى تشرق الشمس على مدينة وتغرب عن أخرى..أي أن هناك آلاف المشارق وآلاف المغارب لكل بقعة من الأرض..والمشرق والمغرب للبلدة الواحدة يتغير يوميا و حسب الفصول،ودوران الارض يجعل لكل يوم مشرقا ومغربا بزاوية مختلفة،بل حتى بتوقيت مختلف(نلاحظ ذلك في شهر رمضان جليا).
إن التقدم العلمي الذي غير كثيرا من مفاهيم الكون لم يستطع أن يغير معنى الآيات الكريمة..بل انسجم معها..وسبحان الله عالم الغيب والشهادة.
التعديل الأخير تم بواسطة إبن الهضاب ; 01-02-2007 الساعة 02:30 PM سبب آخر: عن تفسير الشعراوي"بتصرف"