حكايتي مع الواقع...
10-02-2013, 01:33 PM
في هذا اليوم حاولت أن أحمل قلمي وأدوّن حصيلة ما قدمته لهذه الحياة ، وفي المقابل ما منحته لي هذه الأخيرة من أفراح وآلام منذ الطفولة إلى ما أنا عليه اليوم . وأدركت أن البحث في ماضي الإنسان يحيي تلك المشاعر الميتة ويبعث نوعا ما من التفاؤل والطموح في المستقبل ، ولاسيما أن كان الماضي مملوء بالانجازات والنجاحات الرائعة التي نفتخر بها.
فعليه رجعت بذاكرتي إلى مرحل الطفولة وخصوصا قبيل الالتحاق بمقاعد الدراسة لأول مرة ، فكانت تلك اللحظات السعيدة والتي مرّ بها كل إنسان في هذه المرحلة ، هي أشبه بأسطورة الكهف الأفلاطونية ، باعتبارها مرحلة الخروج إلى الواقع الحقيقي ، من خلال الاصطدام بعقول مختلفة عكس تلك العقلية التي كنت أتعامل بها في البيت . ولكن كل هذا لا يمنعني من الطموح والتفاؤل الذي كان يغمر مشاعري الداخلية ،فقد استمرت الأفراح المتعاقبة عليّ وعلى كل العائلة من خلال حصولي على مختلف الشهادات النهائية للأطوار الثلاثة ،لأنها كانت عبارة عن خطوات التقدم للأمام في الواقع من أجل الاكتشاف واكتساب العلم والمعرفة .
واذكر يومها أن إحدى معلمي الابتدائية سألنا عن مهنة المستقبل ، وكانت إجابتي حينها (مهنة الصحافة) ولقد تمسكت بهذه الأمنية إلى غاية وصولي إلى القسم النهائي في المرحلة الثانوية لاجتياز شهادة الباكالوريا. ربما أحدكم يسألني : لماذا بالضبط وقع اختيارك على هذه المهنة ؟. في إحدى دروس التربية المدنية للسنة الخامسة ابتدائي تطرقنا إلى موضوع حول : " ايجابيات الصحافة وسلبياتها " ، وقد سألنا المعلم حول مدى مصداقية الصحافي قي نقل الأخبار ونشرها للعامة ، وقد ترك لنا السؤال مفتوح ولم يجيبنا عليه، فأدركت حينها أن الإجابة عن هذا السؤال لا يكون إلا من خلال تجربة ممارسة هذه المهنة . لكن القدر شاء أن تزول هذه الأمنية من عقلي وذلك بمجرد ظهور نتائج قبول التخصص الذي سأدرسه في الجامعة ، وكانت النتيجة " تخصص الفلسفة " . وبما أن هذه الأخيرة كانت الشعبة التي درستها في مرحلة الثانوية و تعلقت بها نوعا ما جعلتني اقتنع ببعض أفكارها. وقلت لنفسي : لماذا لا افتح باب جديد بهذا التخصص لعله يمنحني طعم جديد لهذه الحياة والواقع؟. وبما أنها (محبة الحكمة) دفعني الفضول لأسعى في هذا المسلك و استمتع بمغامراته الإبداعية والفكرية .
ولو تصدقوا قد أثرت في عبارة رائعة قالها لنا إحدى الأساتذة في السنة الأولى جامعي " أنت لا تختار الفلسفة...و أنما الفلسفة هي من تختارك كصديق لها" فتحمست لهذا القول ووضعته أمام عيني كعنوان كبير لكل عمل أو مشروع يتعلق بموضوع الفلسفة. فالحمد لله، وفقنا سبحانه وتعالى في كل تلك السنوات الجامعية ، حتى جاء ذاك اليوم معلنا عن نهاية تلك المرحلة التي يصفها البعض بثروة قارون ، والبعض من يراها مقر لاختيار شريك الحياة سواء تعلق الأمر بالشاب أو الشابة ، والبعض من يراها نصف جنة ونصف نار، ووو... . ربما أحدكم يسألني : وأنت ما رؤيتك لها؟. في الحقيقة يصعب علي الإجابة في البداية (ههه) ، لكن بعد دقيقة التفكير والتشاور مع الذات ، أجيبك كما يقول الناس " عين شافت وعين ما شافتش."
وهكذا بعد حصولي على شهادة الليسانس، بقيت حائرا: هل هي إيعازا لمرحلة العمل والعيش الهنيء في هذه الحياة من خلال تحقيق البيت السعيد والزوجة الصالحة السيارة الفاخرة... والتي هي بمثابة أحلام ولقد حولناها – نحن الجزائريين- كطموح؛ أم أنها هي إعلان وعنوان لحياة البطالة والمشاكل الاجتماعية – عفانا الله وإياكم منها- أو الركض طيلة الأيام والشهور والسنوات وراء مناصب مابين واحد أو خمسة على الأقل، لعلنا نحظى بإحداها لتدخلنا إلى عالم الشغل. لكن – والكل يدرك ذلك- بيروقراطية الإدارة وما تتضمنه من رشوة وغش واحتيال حال دون ذلك، ولكن من باب قوله تعالى " ولا تقنطوا من رحمة الله فإنها واسعة " . فقد التزمت بالصبر ، و الحمد لله أنني أدرس في السنة أولى ماستر . ولسان حالنا يقول: ( عش بالحب ... عش بالإيمان... عش بالأمل ... عش بالكفاح. وقدر قيمة الحياة.) فالله يمهل ولا يهمل.
وهكذا تنتهي حكايتي مع الواقع – في شطرها الأول- في انتظار ما ستكشفه لنا الأيام المقبلة، وللحديث بقية...
فعليه رجعت بذاكرتي إلى مرحل الطفولة وخصوصا قبيل الالتحاق بمقاعد الدراسة لأول مرة ، فكانت تلك اللحظات السعيدة والتي مرّ بها كل إنسان في هذه المرحلة ، هي أشبه بأسطورة الكهف الأفلاطونية ، باعتبارها مرحلة الخروج إلى الواقع الحقيقي ، من خلال الاصطدام بعقول مختلفة عكس تلك العقلية التي كنت أتعامل بها في البيت . ولكن كل هذا لا يمنعني من الطموح والتفاؤل الذي كان يغمر مشاعري الداخلية ،فقد استمرت الأفراح المتعاقبة عليّ وعلى كل العائلة من خلال حصولي على مختلف الشهادات النهائية للأطوار الثلاثة ،لأنها كانت عبارة عن خطوات التقدم للأمام في الواقع من أجل الاكتشاف واكتساب العلم والمعرفة .
واذكر يومها أن إحدى معلمي الابتدائية سألنا عن مهنة المستقبل ، وكانت إجابتي حينها (مهنة الصحافة) ولقد تمسكت بهذه الأمنية إلى غاية وصولي إلى القسم النهائي في المرحلة الثانوية لاجتياز شهادة الباكالوريا. ربما أحدكم يسألني : لماذا بالضبط وقع اختيارك على هذه المهنة ؟. في إحدى دروس التربية المدنية للسنة الخامسة ابتدائي تطرقنا إلى موضوع حول : " ايجابيات الصحافة وسلبياتها " ، وقد سألنا المعلم حول مدى مصداقية الصحافي قي نقل الأخبار ونشرها للعامة ، وقد ترك لنا السؤال مفتوح ولم يجيبنا عليه، فأدركت حينها أن الإجابة عن هذا السؤال لا يكون إلا من خلال تجربة ممارسة هذه المهنة . لكن القدر شاء أن تزول هذه الأمنية من عقلي وذلك بمجرد ظهور نتائج قبول التخصص الذي سأدرسه في الجامعة ، وكانت النتيجة " تخصص الفلسفة " . وبما أن هذه الأخيرة كانت الشعبة التي درستها في مرحلة الثانوية و تعلقت بها نوعا ما جعلتني اقتنع ببعض أفكارها. وقلت لنفسي : لماذا لا افتح باب جديد بهذا التخصص لعله يمنحني طعم جديد لهذه الحياة والواقع؟. وبما أنها (محبة الحكمة) دفعني الفضول لأسعى في هذا المسلك و استمتع بمغامراته الإبداعية والفكرية .
ولو تصدقوا قد أثرت في عبارة رائعة قالها لنا إحدى الأساتذة في السنة الأولى جامعي " أنت لا تختار الفلسفة...و أنما الفلسفة هي من تختارك كصديق لها" فتحمست لهذا القول ووضعته أمام عيني كعنوان كبير لكل عمل أو مشروع يتعلق بموضوع الفلسفة. فالحمد لله، وفقنا سبحانه وتعالى في كل تلك السنوات الجامعية ، حتى جاء ذاك اليوم معلنا عن نهاية تلك المرحلة التي يصفها البعض بثروة قارون ، والبعض من يراها مقر لاختيار شريك الحياة سواء تعلق الأمر بالشاب أو الشابة ، والبعض من يراها نصف جنة ونصف نار، ووو... . ربما أحدكم يسألني : وأنت ما رؤيتك لها؟. في الحقيقة يصعب علي الإجابة في البداية (ههه) ، لكن بعد دقيقة التفكير والتشاور مع الذات ، أجيبك كما يقول الناس " عين شافت وعين ما شافتش."
وهكذا بعد حصولي على شهادة الليسانس، بقيت حائرا: هل هي إيعازا لمرحلة العمل والعيش الهنيء في هذه الحياة من خلال تحقيق البيت السعيد والزوجة الصالحة السيارة الفاخرة... والتي هي بمثابة أحلام ولقد حولناها – نحن الجزائريين- كطموح؛ أم أنها هي إعلان وعنوان لحياة البطالة والمشاكل الاجتماعية – عفانا الله وإياكم منها- أو الركض طيلة الأيام والشهور والسنوات وراء مناصب مابين واحد أو خمسة على الأقل، لعلنا نحظى بإحداها لتدخلنا إلى عالم الشغل. لكن – والكل يدرك ذلك- بيروقراطية الإدارة وما تتضمنه من رشوة وغش واحتيال حال دون ذلك، ولكن من باب قوله تعالى " ولا تقنطوا من رحمة الله فإنها واسعة " . فقد التزمت بالصبر ، و الحمد لله أنني أدرس في السنة أولى ماستر . ولسان حالنا يقول: ( عش بالحب ... عش بالإيمان... عش بالأمل ... عش بالكفاح. وقدر قيمة الحياة.) فالله يمهل ولا يهمل.
وهكذا تنتهي حكايتي مع الواقع – في شطرها الأول- في انتظار ما ستكشفه لنا الأيام المقبلة، وللحديث بقية...
" من الممكن أن نضيف حياة لأيــــــا منا ولكــن من المستحيل أن نضيف أيــــامــا لحياتنــــا "