شبابنا..وما يكتب في صدورهم.
30-10-2012, 01:08 PM
شبابنا..وما يكتب على صدورهم

في سياق ما يظهر كل موسم من "موضات" مضحكة مبكية، انتشرت في الفترة الأخيرة بين شبابنا "موضة" جديدة، تنص تعاليمها على أن يلبسوا قمصانا (T-shirt) يكتب عليها من جهة الصدر عبارات باللغة الإنجليزية، ولن أتكلم هنا عما كتب على الصدور من عبارات مخالفة لعقيدتنا، يلبسها البعض منا غفلة منه وجهلا، وهي مع خطورتها أمر نادر بحمد الله تعالى.
إنما عمت البلوى بعبارات مكتوبة على صدور شبابنا بالإنجليزية فيها رعونة وقلة حياة وتعريض بالفاحشة ودنو همة، ولا أدري إن كان شبابنا يعتنون بما كتب على تلك القمصان ويفهمونه، أم أنهم يعجبهم رسم الكلمات دون معرفة معانيها، ويا ليت الأمر كذلك فتهون المصيبة، من باب قول الشاعر:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم!
وقد أمضيت فترة أتصفح صدور الشباب، مطالعا ما كتب فيها من عبارات يواجه بها الشاب أمه وأباه، وأستاذه في المدرسة والجامعة، ومديره في الوظيفة، بل ويواجه بها ربه سبحانه إذا توجه للصلاة، وما علق بذهني إلا ما سأمثل به وهو منبه على ما سواه، فمن باب الرعونة والتعريض بالفاحشة، أن رأيت شابا كتب على قميصه من جهة الصدر العبارة التالية: "FBI" بخط كبير ، وهي كما نعلم جميعا الحروف الأولى للكلمات المركبة لـ" مكتب التحقيقات الفيدرالي" الأمريكي (Federal Bureau of Investigation)، ثم كتب تحت هذه الحروف تأويلها على وجه المزاح المخل بالفضيلة المحرض على الرذيلة العبارة التالية:"Female Body Inspector" أي "مفتش أجساد الإناث"!!!
وإليك مثالا آخر عن التعريض بالفاحشة، طالعت على صدر شاب من شبابنا العبارة التالية: "Relax I am not your son!" بمعنى "اهدأ فلست ولدك!"، ومن عرف عادة الكفار من الغربيين فهم ما في هذه العبارة من التعريض الفاحش، فلفشو الزنا والسفاح فيهم، قد يكون للرجل أولاد من الزنا لا يعلم بهم، وقد يأتي إلى الرجل منهم غلام لم يعرفه قط فيفاجئه قائلا: "أنا ولدك وأنت أبي" (أي من الزنا)، فيجزع ذلك الرجل ويطير فؤاده، ففي هذه العبارة تعريض بهذه الحالة القبيحة الشنيعة كأنه يقول لك: اهدأ فلست ولدك من الزنا حتى يظهر عليك القلق والانفعال.
وأما من باب دنو الهمة وضحالة الفكر والثقافة مما يكتب في صدور شبابنا على تلك القمصان، أنه كان ينبغي أن نعلم فشو ثقافة الإشهار عند الغربيين عامة والأمريكيين خاصة، حتى مارسه آحاد الناس وأفراد المجتمع على اختلاف مهنهم، بحيث تجد الواحد منهم خبازا كان أو جزارا أو ميكانيكيا يوزع قمصانا (بالمجان) فيها إشهار لمحله، ولربما وزعت قمصان مجانية بمناسبة مؤتمر أو حفل أو مقابلة أو حتى مناسبة عائلية، وهذه القمصان ثياب مرذولة عند الأمريكيين، فلا يغشون بها مدارسهم وجامعاتهم وأماكن عملهم، ولكن ما أكثر ما نرى -مع الأسف الشديد- بعض شبابنا يلبسونها مفتخرين مباهين، ولربما اشتروها بأثمان باهظة، وخصصوها لمناسبات سعيدة، ولبسوها في أماكن محترمة كالمساجد والمدارس ومقار الهيئات الرسمية، فتجد الواحد منهم يكاد يخرق السماء كبرا وتيها بلباسه الموافق للـموضة الجديدة، وهو يلبس قميصا كتب عليه بالإنجليزية:" فلان لتصليح العجلات، اتصل بنا على الرقم التالي... أو لدينا محل في الشارع الفلاني....!!" فأي دنو همة مثل هذا؟
إنه من العجب أن يعد بعض الشباب من أنصار "الموضة" أنفسهم رمز الفطنة والتطور ومجاراة العصر، وصنيعهم -كما رأينا- في أحوال كثيرة غفلة وحمق ورعونة، فمتى يعقل شبابنا هذا ويأخذون من الحضارة الغربية ما صفا ويدعون ما كدر؟