رؤية العالم في الدراسات العربية
28-07-2007, 09:13 PM
أنا سميحـة طالبـة أدب عربي ، تخصص نقد أدبي وقد قمت بدراسة حول رؤيـة العالـم - المنهج البنيوية التكويني - في الدراسات العربية وأتمنى أن تقوموا بنشر هذه الدراسة التي تعد أول مشاركة لي في المنتدى ، عساها تفيد من يهتم بالموضوع :
لقد شهدت البنيويـة رواجا في الوطن العربي ، فكانت أول دراسة انتهجت المنهج البنيوي ، هي الدراسـة التي تقدم بها عبد السلام المسدي في كتابـه "الأسلوبية والأسلوب" سنـة 1977، ثم دراسـة صلاح فضل التي حاول فيها تقديم محاولـة جادة للتأسيس النظري لعالم البنيوية في كتابه "النظرية البنائية في النقد الأدبي" سنة 1978 ، وفي نفس السنـة صدر الكتاب " مشكلـة البنية" لإبراهيم زكريا ، ويأتي كمال أبو ديب في طليعة النقـاد الذين حاولوا تطبيق المنهج البنيوي ، وقد بدا ذلك واضحا من خلال كتابـه "جدلية الخفاء والتجلي ، دراسة بنيوية في الشعر" صدر سنة 1979 ([1]) .
وتعد البنيويـة التكوينيـة الأكثر شيوعا في الساحة النقديـة العربيـة فقد هلل الكثير من النقاد العرب لعلم البنيوية التكوينيـة تنظيرا وممارسة ، ويأتي في الطليعة الناقد المغربي " محمد بنيس" في كتابه " ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب : مقاربة بنيوية تكوينية" ([2]).
كما نجد دراسة تطبيقية ليمنى العيد في كتابها: " في معرفة النص، دراسات في النقد الأدبي"، وغيرها من الدراسات التي تحاول الربط بين الإبداع الأدبي والظواهر السوسيولوجية ([3]) .
ولعل مصطلح "رؤية العالم" من أهم المصطلحات التي تعين الناقد على إجراء المقاربة من منظور سوسيولوجي أدبي، فنجد من الذين وظفوا هذا المصطلح في دراساتهم التونسي الطاهر لبيب وهو في الأصل عالم اجتماع وليس ناقدا أدبيا وقد درس رسالته للدكتوراه في أوروبا على يد جولدمان فكان أستاذه المشرف وقد كانت دراسته شيقة في غاية الطرافة ، درس ظاهرة التغزل العذري" في العصر الأموي ، درسها من ناحية تعبيرها عن رؤية العالم لفئة اجتماعية وهم الشعراء العذريون، حاول أن يقيم علاقة بين هذه الظاهرة " التغزل العذري" في الفترة الأموية من ناحية، وطبيعة الأبنية الاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء الشعراء من ناحية أخرى ومدى نجاحهم في تقديمهم رؤية للعالم تعبر عن واقعهم ([4]).
كما أن الدراسة التي قام بها محمد بنيس حاول أن يربط فيها بين الإبداع الشعري العربي المعاصر، والظواهر السوسيولوجية في المغرب العربي ، والتقاط العلاقة بينهما ، ومدى قدرتها على مدى بلورة رؤية للعالم([5]) .
وهناك دراسة متميزة قام بها إدريس بلمليح في كتابه "الرؤية البيانية عند الجاحظ" الصادر سنة 1984 ، حيث قام بتطبيق مفهوم رؤية العالم بطريقة متميزة ، مما ساعده على تمثل فلسفة بيانية كانت قاعدة لتصور العالم من طرف الجاحظ ، ثم أدمج هذه البنية في بنية أشمل وأوسع وهي الاتجاه العقائدي العام الذي آمن به الجاحظ : "فلسفة المعتزلة" وحاول تفسير هذا الاتجاه العقائدي في ضوء شبكة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية التي عاشها الجاحظ([6]) .
هذه هي أهم الدراسات في الوطن العربي التي اعتنقت البنيوية التكوينية موظفة أهم مبادئها "رؤية العالم ، فاستطاعت بالرغم من الكثير من الانتقادات التي وجهت لها أن تبقى نقطا مضيئة في مسيرة الحركة النقدية المعاصرة، لما كشفته عن بعض جماليات هته النصوص([7]) .
(1) ينظر تاوريريت بشير، محاضرات في مناهج النقد الأدبي المعاصر، دار الفجر للطباعة والنشر، قسنطينة-الجزائر، ط1 ، 2006 ، ص71.
(2) ينظر المرجع السابق ، ص 72.
(3) ينظر المرجع نفسه ، ص 72.
(4) ينظر صلاح فضل ، مناهج النقد المعاصر، المعاصر إفريقيا الشرق ، بيروت- لبنان ، 2002 ، ص51.
(5) ينظر المرجع السابق ، ص51.
(6) ينظر تاوريريت بشير، محاضرات في مناهج النقد الأدبي المعاصر، ص73.
(7) ينظر المرجع السابق ، ص74.
لقد شهدت البنيويـة رواجا في الوطن العربي ، فكانت أول دراسة انتهجت المنهج البنيوي ، هي الدراسـة التي تقدم بها عبد السلام المسدي في كتابـه "الأسلوبية والأسلوب" سنـة 1977، ثم دراسـة صلاح فضل التي حاول فيها تقديم محاولـة جادة للتأسيس النظري لعالم البنيوية في كتابه "النظرية البنائية في النقد الأدبي" سنة 1978 ، وفي نفس السنـة صدر الكتاب " مشكلـة البنية" لإبراهيم زكريا ، ويأتي كمال أبو ديب في طليعة النقـاد الذين حاولوا تطبيق المنهج البنيوي ، وقد بدا ذلك واضحا من خلال كتابـه "جدلية الخفاء والتجلي ، دراسة بنيوية في الشعر" صدر سنة 1979 ([1]) .
وتعد البنيويـة التكوينيـة الأكثر شيوعا في الساحة النقديـة العربيـة فقد هلل الكثير من النقاد العرب لعلم البنيوية التكوينيـة تنظيرا وممارسة ، ويأتي في الطليعة الناقد المغربي " محمد بنيس" في كتابه " ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب : مقاربة بنيوية تكوينية" ([2]).
كما نجد دراسة تطبيقية ليمنى العيد في كتابها: " في معرفة النص، دراسات في النقد الأدبي"، وغيرها من الدراسات التي تحاول الربط بين الإبداع الأدبي والظواهر السوسيولوجية ([3]) .
ولعل مصطلح "رؤية العالم" من أهم المصطلحات التي تعين الناقد على إجراء المقاربة من منظور سوسيولوجي أدبي، فنجد من الذين وظفوا هذا المصطلح في دراساتهم التونسي الطاهر لبيب وهو في الأصل عالم اجتماع وليس ناقدا أدبيا وقد درس رسالته للدكتوراه في أوروبا على يد جولدمان فكان أستاذه المشرف وقد كانت دراسته شيقة في غاية الطرافة ، درس ظاهرة التغزل العذري" في العصر الأموي ، درسها من ناحية تعبيرها عن رؤية العالم لفئة اجتماعية وهم الشعراء العذريون، حاول أن يقيم علاقة بين هذه الظاهرة " التغزل العذري" في الفترة الأموية من ناحية، وطبيعة الأبنية الاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء الشعراء من ناحية أخرى ومدى نجاحهم في تقديمهم رؤية للعالم تعبر عن واقعهم ([4]).
كما أن الدراسة التي قام بها محمد بنيس حاول أن يربط فيها بين الإبداع الشعري العربي المعاصر، والظواهر السوسيولوجية في المغرب العربي ، والتقاط العلاقة بينهما ، ومدى قدرتها على مدى بلورة رؤية للعالم([5]) .
وهناك دراسة متميزة قام بها إدريس بلمليح في كتابه "الرؤية البيانية عند الجاحظ" الصادر سنة 1984 ، حيث قام بتطبيق مفهوم رؤية العالم بطريقة متميزة ، مما ساعده على تمثل فلسفة بيانية كانت قاعدة لتصور العالم من طرف الجاحظ ، ثم أدمج هذه البنية في بنية أشمل وأوسع وهي الاتجاه العقائدي العام الذي آمن به الجاحظ : "فلسفة المعتزلة" وحاول تفسير هذا الاتجاه العقائدي في ضوء شبكة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية التي عاشها الجاحظ([6]) .
هذه هي أهم الدراسات في الوطن العربي التي اعتنقت البنيوية التكوينية موظفة أهم مبادئها "رؤية العالم ، فاستطاعت بالرغم من الكثير من الانتقادات التي وجهت لها أن تبقى نقطا مضيئة في مسيرة الحركة النقدية المعاصرة، لما كشفته عن بعض جماليات هته النصوص([7]) .
(1) ينظر تاوريريت بشير، محاضرات في مناهج النقد الأدبي المعاصر، دار الفجر للطباعة والنشر، قسنطينة-الجزائر، ط1 ، 2006 ، ص71.
(2) ينظر المرجع السابق ، ص 72.
(3) ينظر المرجع نفسه ، ص 72.
(4) ينظر صلاح فضل ، مناهج النقد المعاصر، المعاصر إفريقيا الشرق ، بيروت- لبنان ، 2002 ، ص51.
(5) ينظر المرجع السابق ، ص51.
(6) ينظر تاوريريت بشير، محاضرات في مناهج النقد الأدبي المعاصر، ص73.
(7) ينظر المرجع السابق ، ص74.