الدكتور عبد الرزاق مقري يوضح بخصوص العلاقة مع فريدم هاوس : لمن يريد أن يفهم.
03-11-2009, 04:19 PM
[IMG][/IMG]
أمام كثرة الأسئلة التي يطرحها علي الإخوة من داخل الوطن وخارجه بخصوص ما ورد في جريدة الخبر حول موضوع فريدم هاوس و ما تبعه من حملة عبر البريد الإلكتروني يشنها بعض من توهم بأنه قد وجد ملفا آخر يسيء لنا به، وحتى لا نكرر الجواب للمرة الألف فنُشغل عن العمل أُوضح الأمر وفق البنود السبعة الآتية للجميع في داخل الوطن وخارجه:
أولا ـ لا توجد لي أية علاقة عضوية أو تنظيمية مع فريدم هاوس وإنما تعاملت معها في إطار مساحة الحرية والديموقراطية التي تجمعنا كما أتعامل أنا وغيري من قيادات وأفراد الحركة مع غيرها من المنظمات غير الحكومية الأخرى العربية والغربية والإسلامية منذ سنوات طويلة وفق سياسة ارتضتها الحركة لنفسها كما سأبين أدناه.
ثانيا ـ العمل الذي قمت به مع فريدم هاوس كان بطلب من مدير المنظمة في المنطقة العربية وهو عربي مسلم نشأ وترعرع في الحركة الإسلامية تعرفت عليه حينما قمنا إلى جانب ستة مؤلفين آخرين من العالم العربي بتأليف جماعي لكتاب تدريبي حول الإسلام والديموقراطية من أروع ما كتب في هذا الموضوع بفضل الله تعالى ويتمثل هذا العمل فيما يلي لا غير:
• التنسيق مع جريدة الخبر لتنظيم ندوة عن الإصلاح السياسي في العالم العربي وكان دوري الأساسي في هذه الندوة المساعدة في اختيار المشاركين من الإسلاميين والوطنيين والعلمانيين وكان من هؤلاء إثنان من المكتب التنفيذي الوطني بإذن من المكتب نفسه حيث عُرض الموضوع في أحد جلساته قبل الندوة ومن أهم توصيات تلك الندوة الإدانة الشديدة من الجميع إزاء التدخل الأمريكي في المنطقة وانحيازها للكيان الصهيويني ومساندتها للأنظمة الفاسدة في العالم العربي مما يعرقل الإصلاح السياسي الذي هو موضوع الندوة.
• المساعدة في تنظيم دورة تدريبية عن مهارة تنظيم الحملات الانتخابية وقد سبق لنا مرات عديدة أن شاركنا في دورات في هذا الموضوع مع المعهد الوطني الديموقراطي الأمريكي (NDI) وكان المدرب الذي قدم هذه الدورة هو أحد إخواننا الذين كانوا معنا في شبكة المدربين واعتمد على كتاب الإسلام والديموقراطية الذي ذكرته أعلاه.
• اقتراح أحد إخواننا المسؤولين للمشاركة في تكوين حول حقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف دام 21 يوما.
• محاولة إعداد دليل حول المواثيق التي صادقت عليها الجزائر بخصوص حقوق الإنسان وإعداد مقترح مواد قانونية تطبيقية لهذه المواثيق تعرض على الكتل البرلمانية والتدريب على ذلك ( لم ينجز).
ثالثا: كان الاتفاق منذ البداية مع مسؤول فريدم هاوس الذي أشرت إليه أعلاه بأن تكون مشاركتي حول برامج محددة ولمدة وجيزة لكثرة انشغالي بأشياء أخرى أهم، وكان في نيتي في هذه الفترة تأهيل أحد الإخوة لمواصلة العمل حتى لا يتحكم فيه أشخاص معادون للحركة وللتيار الذي نمثله أساءهم كثيرا مزاحمتنا لهم في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان وقد توقفت عن المشاركة في هذا العمل قبل أن تتناولها جريدة الخبر.
ثالثا – اهتمامي بمجال الديموقراطية وحقوق الإنسان قديم منذ أن كلفني الشيخ محفوظ نحناح بالأمانة الوطنية لحقوق الإنسان والعلاقة مع المجتمع المدني في المؤتمر الثاني سنة 1989 وقد نسجت منذ ذلك الحين علاقات كبيرة مع المنظمات غير الحكومية الغربية والعربية والإسلامية بتشجيع منه رحمه الله، وقال لي بكل صراحة آنذاك أنا كلفتك بهذه الأمانة من أجل نسج علاقات جديدة للحركة مع المنظمات غير الحكومية الغربية وحينما قلت له بأنك رميتني في صحراء وعرة لا أعرفها ( بهذه العبارة) قال لي إنك تقدر على ذلك وعندما طلبت منه التوجيه قال لي رحمه الله: " أرسل حكيما ولا توصه" فلله الحمد والمنة على هذه الثقة التي وضعها في، وكان عليه رحمة الله يشرف بنفسه على اللقاءات السنوية التي كنا ننظمها في شهر ديسمبر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان وحاولنا وقتها أن نؤسس منظمة في هذا الاختصاص (( المجلس الجزائري لحقوق الإنسان)) ولكننا لم نحصل على الاعتماد.
رابعا ـ من بين الأسباب التي جعلت جريدة الخبر تتناول هذا الموضوع هو الخلاف القديم المعروف الموجود بين الجهات المساهمة في الجريدة وأعضاء مجلس الإدارة حيث استطاع الطرف المعارض لعلي جري ( المدير السابق للجريدة الذي نظم ندوة الإصلاح) أن يزيحوا هذا الأخير كمدير ( كما فعلوا ذلك في فترة ماضية ثم استطاع أن يعود) فاتهم الفريق الجديد علي جري بأنه غيبهم في موضوع الندوة وأرادوا أن يجعلوني كبش فداء متنصلين من مسؤولية تنظيم الندوة باسم جريدة الخبر ومعتمدين على تسريبات بعض المغرضين المعروفين من إخواننا هداهم الله. وحينما أصدروا المقال الثاني الذي زعموا فيه أن المكتب الوطني صنف المنظمات وحدد شروط التعامل معها كردة فعل على علاقتي بفريدم هاوس زرتهم في الجريدة وسلمتهم تكذيبا أكدت فيه أن الحركة تعبر عن قراراتها من خلال بيانات رسمية أو تصريحات منسوبة لأصحابها وأن هذا السيناريو هو محض خيال ولا أساس له من الصحة وأن أخذ الإذن من الحركة في التعامل مع هذه المنظمات هو تحصيل حاصل وسلوك قديم ثبتناه في لقاء مكتب أنا من ترأس جلسته، فرفضوا إصدار التكذيب بعد أن وعدوني بذلك فتعجبت لهم كيف يرفضون إصدار تصريح منسوب لصاحبه ويهتمون بتسريبِ مزعومِِ مجهول الهوية فنَّد صحته بطبيعة الحال كل أعضاء المكتب ومسؤولو الحركة، وفهم جميعنا بأنها محاولات ضرب انسجامنا ووحدتنا في قيادة الحركة وهو الأمر الذي لن ينطلي علينا.
خامسا ـ الشخص الذي أطلق حملة البريد الالكتروني من لندن وتناولني باسمي مدعيا حرصه على الحركة معروف فهو إنسان يبحث عن رضا الجهات الرسمية في البلد بواسطة حركة حمس لظروف قديمة مر بها يريد أن يتنصل منها (وهو مخطئ في تقييمه الجديد لها نسأل الله له السداد)، وقد دشّن من قبل حملة ضد الأساتذة والدعاة الذين توسطوا في موضوع الخلاف الحاصل داخل الحركة وهددهم بأنه سيرفع عليهم دعوة قضائية لتدخلهم في شأن الحركة معتقدا بأنه سيرضيننا وحينما عرف موقفي الرافض لعمله هذا ها هو يريد أن ينتقم وأنا أنصحه أن يتقي الله ويحفظ أعراض المؤمنين الأبرياء فإنها مسمومة، و هو ليس في حاجة أن يتورط في مثل هذه المبادرات الخاطئة لنقدم له يد المساعدة إذ نحن نعين القريب والبعيد بلا ثمن حينما نقدر على ذلك.
سادسا ـ إن استراتيجية المشاركة مع المنظمات غير الحكومية تمثل اتجاها غالبا في الحركات الإسلامية الوسطية رغم تحفظ بعض الأطراف فيها وهو موضوع حسمناه في حركة مجتمع السلم منذ فترة غير يسيرة كما فصلنا أمرنا في كثير من القضايا الأخرى السياسية والفكرية التي لا تزال موضوع خلاف عند بعض الإسلاميين. وأؤكد بأن هذا الاتجاه بدأ يتوسع أكثر ويأخذ أشكالا تنسيقية متقدمة حيث جمعتنا كمسؤولين في التيار الإسلامي من المغرب والجزائر ومصر وتونس وليبيا واليمن والأردن والكويت وغيرها لقاءات عديدة مع هذه المنظمات في أنحاء عديدة من العالم وقد فكرنا أن ننظم هذه المبادرات ونجعلها أكثر فاعلية ونتبادل بشأنها التجارب ونصحح الأخطاء التي نقع فيها أثتاء الطريق وقد أُنجزت الخطوة الأولى على هذا الطريق في المغرب في ضيافة حزب العدالة والتنمية قبل أقل من سنة حيث قيمنا التجربة وصنفنا المنظمات ووضعنا خطوطا ومسارات في كيفية تناول هذا النوع من العلاقات.
سايعا ـ بخصوص طبيعة المنظمات التي نتعامل معها ومنها فريدم هاوس وما يتعلق بتمويلها من قبل الإدارة الأمريكية وموقفها من القضية الفلسطينية وعلاقة بعض مسؤوليها باللوبيات المعادية للأمة ومنها اللوبي الصهيوني فإنها لا تخفى علينا فنحن نعرفها تمام المعرفة ونحن واثقون من أنفسنا في التعامل معها نعطيها في كل فرصة الوجه الحقيقي الذي يمثل الأمة الإسلامية والوطنية الصادقة لا المزعومة، وقد التقينا كمسؤولين في التيار الإسلامي مع منظمات غاية في التطرف ضد العالم الإسلامي والقضية الفلسطينية ولكنه الحوار الذي ننشده، نقول فيه ما يرضي ربنا وينصر قضايانا، ونتلمس واقع الغرب وحقيقته عن قرب، حتى نعرف من هو الأقرب ومن هو الأبعد، وكيف نتعامل مع الأقرب وكيف نتعامل مع الأبعد، وكيف نستفيد من الإيجابي الذي نجده عند الأقرب والأبعد، وندحض السلبي الذي يخاطبنا به الأبعد والأقرب من هذه المنظمات، وحتى يعرفنا هؤلاء جميعا كما نحن لا كما يخبر عنا غيرنا.
وفي هذا الموضوع تحدث بعضهم أن فريدم فريدم هاوس تمول ب 75 بالمئة من الدعم الفدرالي الحكومي وأن من بين أعضائها صامويل هنتنتن صاحب فكرة صدام الحضارات ( الذي ألفت شخصيا كتابا كاملا لرد عليه قبل 12 سنة ) وأن فريدم هاوس مغضوب عليها من قبل النظام الجزائري، و لا يعلم أصحاب هذه الحملة أن منظمات أخرى نتعامل معها وتعامل معها أغلب الأحزاب ( بما فيها أحزاب التحالف) وكثير من المنظمات هي أسوأ حالا من فريدم هاوس وأضرب على ذلك مثال منظمة المعهد الوطني الديموقراطي (NDI)التي ترسل لها هذه الأيام بالذات أمانة الشباب والعمل الجمعوي لحركتنا عددا من الشباب للتكوين خارج الوطن والتي نتعامل معها ويتعامل معها برلمانيونا وشبابنا وأخواتنا منذ أكثر من عشر سنوات في داخل الوطن وخارجه. هذه المنظمة تأخذ ميزانيتها كاملة من الإدارة الأمريكية ورئيستها هي مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة والعضوة النشيطة في (الاتحاد النسائي اليهودي الدولي) ونادي (الروتاري اليهودي العالمي)، والتي لعبت دوراً خطيراً في مباحثات السلام المزعومة أو في تصريحاتها التي بررت لإسرائيل اعتداءاتها على لبنان والضفة والقطاع ووفرت غطاء كاملا إزاء المجازر المرتكبة في انتفاضة الأقصى، وأما موقف السلطة الجزائرية منها فإن بعض الطارئين على العمل السياسي الذين يحبذون التعالم مع الأندآي ربما لا يعرفون بأن مكتبها أُغلق في الجزائر واتُهمت من كانت تمثله بإثارة القلائل خاصة في منطقة القبائل وأخبرني شخصيا وزير الخارجية اليزيد زرهوني عن سخطهم عن هذه المنظمة مذكرا إياي بأنها هي التي تسببت في الانتفاضات الشعبية في أوربا الشرقية. ورغم ذلك لم نغير سياستنا لأننا حركة مستقلة تنقاد لمؤسساتها وحسب، ولو كنا لنتوقف لكان الأولى أن نتوقف عن علاقتنا بالسفارات والتمثيليات الدبلوماسية الغربية وعلى رأسها الأمريكية والفرنسية ولكان أولى بنا كذلك أن مقطع علاقاتنا مع كثير من المفسدين في هذا البلد اللذين تلجئنا ظروف العمل السياسي القاصية لنتعامل معهم والصبر عليهم وفي بعض الأحيان السكوت على ما يقترفونه في حقنا وفي حق البلد والأمة والله حسبنا وهو نعم الوكيل.
ثامنا و أخيرا: لا نزعم أننا حينما نمارس العمل السياسي وما يتصل بالعلاقات الخارجية لا نخطئ وأن أعمالنا على هذا الدرب معصومة لا يصح لأحد أن ينقدنا فيها، لا ! وألف لا ! نحن بشر نخطئ وتصيب ونرحب بكل من ينصحنا ويهدي لنا عيوبنا وقد تكون مقاربتنا بهذا الخصوص فيها ما يجب مراجعته، ولا حرج في قول ذلك على الإطلاق إذ أن الذي نقصده هو خدمة أوطاننا وديننا وأمتنا وفق سياستنا التي تقرها مؤسساتنا، ولكن لا يصار إلى ذلك عبر الغمز واللمز والتسريبات الإعلامية والحملات الالكترونية واستغلال الفرص لتحقيق المآرب الانتهازية على ظهر الشرفاء الأبرياء ولكن يكون ذلك بالحوار الفكري الشفاف والواضح والنزيه و إذا كان لا بد أن نغير أو نطور منظومة علاقاتنا الخارجية فإننا نفعل ذلك وفق تكفير وتخطيط وقرارات مدروسة ذات سيادة داخل مؤسساتنا لا خارجها وليس عبر الفوضى التي تضعنا فيها إرادات غير إراداتنا.... وفي انتظار ذلك سنبقى على ما نحن عليه في تطوير وترقية هذه العلاقات....مع فريدم هاوس ومع الأندآي ومع غيرهما.
أمام كثرة الأسئلة التي يطرحها علي الإخوة من داخل الوطن وخارجه بخصوص ما ورد في جريدة الخبر حول موضوع فريدم هاوس و ما تبعه من حملة عبر البريد الإلكتروني يشنها بعض من توهم بأنه قد وجد ملفا آخر يسيء لنا به، وحتى لا نكرر الجواب للمرة الألف فنُشغل عن العمل أُوضح الأمر وفق البنود السبعة الآتية للجميع في داخل الوطن وخارجه:
أولا ـ لا توجد لي أية علاقة عضوية أو تنظيمية مع فريدم هاوس وإنما تعاملت معها في إطار مساحة الحرية والديموقراطية التي تجمعنا كما أتعامل أنا وغيري من قيادات وأفراد الحركة مع غيرها من المنظمات غير الحكومية الأخرى العربية والغربية والإسلامية منذ سنوات طويلة وفق سياسة ارتضتها الحركة لنفسها كما سأبين أدناه.
ثانيا ـ العمل الذي قمت به مع فريدم هاوس كان بطلب من مدير المنظمة في المنطقة العربية وهو عربي مسلم نشأ وترعرع في الحركة الإسلامية تعرفت عليه حينما قمنا إلى جانب ستة مؤلفين آخرين من العالم العربي بتأليف جماعي لكتاب تدريبي حول الإسلام والديموقراطية من أروع ما كتب في هذا الموضوع بفضل الله تعالى ويتمثل هذا العمل فيما يلي لا غير:
• التنسيق مع جريدة الخبر لتنظيم ندوة عن الإصلاح السياسي في العالم العربي وكان دوري الأساسي في هذه الندوة المساعدة في اختيار المشاركين من الإسلاميين والوطنيين والعلمانيين وكان من هؤلاء إثنان من المكتب التنفيذي الوطني بإذن من المكتب نفسه حيث عُرض الموضوع في أحد جلساته قبل الندوة ومن أهم توصيات تلك الندوة الإدانة الشديدة من الجميع إزاء التدخل الأمريكي في المنطقة وانحيازها للكيان الصهيويني ومساندتها للأنظمة الفاسدة في العالم العربي مما يعرقل الإصلاح السياسي الذي هو موضوع الندوة.
• المساعدة في تنظيم دورة تدريبية عن مهارة تنظيم الحملات الانتخابية وقد سبق لنا مرات عديدة أن شاركنا في دورات في هذا الموضوع مع المعهد الوطني الديموقراطي الأمريكي (NDI) وكان المدرب الذي قدم هذه الدورة هو أحد إخواننا الذين كانوا معنا في شبكة المدربين واعتمد على كتاب الإسلام والديموقراطية الذي ذكرته أعلاه.
• اقتراح أحد إخواننا المسؤولين للمشاركة في تكوين حول حقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف دام 21 يوما.
• محاولة إعداد دليل حول المواثيق التي صادقت عليها الجزائر بخصوص حقوق الإنسان وإعداد مقترح مواد قانونية تطبيقية لهذه المواثيق تعرض على الكتل البرلمانية والتدريب على ذلك ( لم ينجز).
ثالثا: كان الاتفاق منذ البداية مع مسؤول فريدم هاوس الذي أشرت إليه أعلاه بأن تكون مشاركتي حول برامج محددة ولمدة وجيزة لكثرة انشغالي بأشياء أخرى أهم، وكان في نيتي في هذه الفترة تأهيل أحد الإخوة لمواصلة العمل حتى لا يتحكم فيه أشخاص معادون للحركة وللتيار الذي نمثله أساءهم كثيرا مزاحمتنا لهم في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان وقد توقفت عن المشاركة في هذا العمل قبل أن تتناولها جريدة الخبر.
ثالثا – اهتمامي بمجال الديموقراطية وحقوق الإنسان قديم منذ أن كلفني الشيخ محفوظ نحناح بالأمانة الوطنية لحقوق الإنسان والعلاقة مع المجتمع المدني في المؤتمر الثاني سنة 1989 وقد نسجت منذ ذلك الحين علاقات كبيرة مع المنظمات غير الحكومية الغربية والعربية والإسلامية بتشجيع منه رحمه الله، وقال لي بكل صراحة آنذاك أنا كلفتك بهذه الأمانة من أجل نسج علاقات جديدة للحركة مع المنظمات غير الحكومية الغربية وحينما قلت له بأنك رميتني في صحراء وعرة لا أعرفها ( بهذه العبارة) قال لي إنك تقدر على ذلك وعندما طلبت منه التوجيه قال لي رحمه الله: " أرسل حكيما ولا توصه" فلله الحمد والمنة على هذه الثقة التي وضعها في، وكان عليه رحمة الله يشرف بنفسه على اللقاءات السنوية التي كنا ننظمها في شهر ديسمبر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان وحاولنا وقتها أن نؤسس منظمة في هذا الاختصاص (( المجلس الجزائري لحقوق الإنسان)) ولكننا لم نحصل على الاعتماد.
رابعا ـ من بين الأسباب التي جعلت جريدة الخبر تتناول هذا الموضوع هو الخلاف القديم المعروف الموجود بين الجهات المساهمة في الجريدة وأعضاء مجلس الإدارة حيث استطاع الطرف المعارض لعلي جري ( المدير السابق للجريدة الذي نظم ندوة الإصلاح) أن يزيحوا هذا الأخير كمدير ( كما فعلوا ذلك في فترة ماضية ثم استطاع أن يعود) فاتهم الفريق الجديد علي جري بأنه غيبهم في موضوع الندوة وأرادوا أن يجعلوني كبش فداء متنصلين من مسؤولية تنظيم الندوة باسم جريدة الخبر ومعتمدين على تسريبات بعض المغرضين المعروفين من إخواننا هداهم الله. وحينما أصدروا المقال الثاني الذي زعموا فيه أن المكتب الوطني صنف المنظمات وحدد شروط التعامل معها كردة فعل على علاقتي بفريدم هاوس زرتهم في الجريدة وسلمتهم تكذيبا أكدت فيه أن الحركة تعبر عن قراراتها من خلال بيانات رسمية أو تصريحات منسوبة لأصحابها وأن هذا السيناريو هو محض خيال ولا أساس له من الصحة وأن أخذ الإذن من الحركة في التعامل مع هذه المنظمات هو تحصيل حاصل وسلوك قديم ثبتناه في لقاء مكتب أنا من ترأس جلسته، فرفضوا إصدار التكذيب بعد أن وعدوني بذلك فتعجبت لهم كيف يرفضون إصدار تصريح منسوب لصاحبه ويهتمون بتسريبِ مزعومِِ مجهول الهوية فنَّد صحته بطبيعة الحال كل أعضاء المكتب ومسؤولو الحركة، وفهم جميعنا بأنها محاولات ضرب انسجامنا ووحدتنا في قيادة الحركة وهو الأمر الذي لن ينطلي علينا.
خامسا ـ الشخص الذي أطلق حملة البريد الالكتروني من لندن وتناولني باسمي مدعيا حرصه على الحركة معروف فهو إنسان يبحث عن رضا الجهات الرسمية في البلد بواسطة حركة حمس لظروف قديمة مر بها يريد أن يتنصل منها (وهو مخطئ في تقييمه الجديد لها نسأل الله له السداد)، وقد دشّن من قبل حملة ضد الأساتذة والدعاة الذين توسطوا في موضوع الخلاف الحاصل داخل الحركة وهددهم بأنه سيرفع عليهم دعوة قضائية لتدخلهم في شأن الحركة معتقدا بأنه سيرضيننا وحينما عرف موقفي الرافض لعمله هذا ها هو يريد أن ينتقم وأنا أنصحه أن يتقي الله ويحفظ أعراض المؤمنين الأبرياء فإنها مسمومة، و هو ليس في حاجة أن يتورط في مثل هذه المبادرات الخاطئة لنقدم له يد المساعدة إذ نحن نعين القريب والبعيد بلا ثمن حينما نقدر على ذلك.
سادسا ـ إن استراتيجية المشاركة مع المنظمات غير الحكومية تمثل اتجاها غالبا في الحركات الإسلامية الوسطية رغم تحفظ بعض الأطراف فيها وهو موضوع حسمناه في حركة مجتمع السلم منذ فترة غير يسيرة كما فصلنا أمرنا في كثير من القضايا الأخرى السياسية والفكرية التي لا تزال موضوع خلاف عند بعض الإسلاميين. وأؤكد بأن هذا الاتجاه بدأ يتوسع أكثر ويأخذ أشكالا تنسيقية متقدمة حيث جمعتنا كمسؤولين في التيار الإسلامي من المغرب والجزائر ومصر وتونس وليبيا واليمن والأردن والكويت وغيرها لقاءات عديدة مع هذه المنظمات في أنحاء عديدة من العالم وقد فكرنا أن ننظم هذه المبادرات ونجعلها أكثر فاعلية ونتبادل بشأنها التجارب ونصحح الأخطاء التي نقع فيها أثتاء الطريق وقد أُنجزت الخطوة الأولى على هذا الطريق في المغرب في ضيافة حزب العدالة والتنمية قبل أقل من سنة حيث قيمنا التجربة وصنفنا المنظمات ووضعنا خطوطا ومسارات في كيفية تناول هذا النوع من العلاقات.
سايعا ـ بخصوص طبيعة المنظمات التي نتعامل معها ومنها فريدم هاوس وما يتعلق بتمويلها من قبل الإدارة الأمريكية وموقفها من القضية الفلسطينية وعلاقة بعض مسؤوليها باللوبيات المعادية للأمة ومنها اللوبي الصهيوني فإنها لا تخفى علينا فنحن نعرفها تمام المعرفة ونحن واثقون من أنفسنا في التعامل معها نعطيها في كل فرصة الوجه الحقيقي الذي يمثل الأمة الإسلامية والوطنية الصادقة لا المزعومة، وقد التقينا كمسؤولين في التيار الإسلامي مع منظمات غاية في التطرف ضد العالم الإسلامي والقضية الفلسطينية ولكنه الحوار الذي ننشده، نقول فيه ما يرضي ربنا وينصر قضايانا، ونتلمس واقع الغرب وحقيقته عن قرب، حتى نعرف من هو الأقرب ومن هو الأبعد، وكيف نتعامل مع الأقرب وكيف نتعامل مع الأبعد، وكيف نستفيد من الإيجابي الذي نجده عند الأقرب والأبعد، وندحض السلبي الذي يخاطبنا به الأبعد والأقرب من هذه المنظمات، وحتى يعرفنا هؤلاء جميعا كما نحن لا كما يخبر عنا غيرنا.
وفي هذا الموضوع تحدث بعضهم أن فريدم فريدم هاوس تمول ب 75 بالمئة من الدعم الفدرالي الحكومي وأن من بين أعضائها صامويل هنتنتن صاحب فكرة صدام الحضارات ( الذي ألفت شخصيا كتابا كاملا لرد عليه قبل 12 سنة ) وأن فريدم هاوس مغضوب عليها من قبل النظام الجزائري، و لا يعلم أصحاب هذه الحملة أن منظمات أخرى نتعامل معها وتعامل معها أغلب الأحزاب ( بما فيها أحزاب التحالف) وكثير من المنظمات هي أسوأ حالا من فريدم هاوس وأضرب على ذلك مثال منظمة المعهد الوطني الديموقراطي (NDI)التي ترسل لها هذه الأيام بالذات أمانة الشباب والعمل الجمعوي لحركتنا عددا من الشباب للتكوين خارج الوطن والتي نتعامل معها ويتعامل معها برلمانيونا وشبابنا وأخواتنا منذ أكثر من عشر سنوات في داخل الوطن وخارجه. هذه المنظمة تأخذ ميزانيتها كاملة من الإدارة الأمريكية ورئيستها هي مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة والعضوة النشيطة في (الاتحاد النسائي اليهودي الدولي) ونادي (الروتاري اليهودي العالمي)، والتي لعبت دوراً خطيراً في مباحثات السلام المزعومة أو في تصريحاتها التي بررت لإسرائيل اعتداءاتها على لبنان والضفة والقطاع ووفرت غطاء كاملا إزاء المجازر المرتكبة في انتفاضة الأقصى، وأما موقف السلطة الجزائرية منها فإن بعض الطارئين على العمل السياسي الذين يحبذون التعالم مع الأندآي ربما لا يعرفون بأن مكتبها أُغلق في الجزائر واتُهمت من كانت تمثله بإثارة القلائل خاصة في منطقة القبائل وأخبرني شخصيا وزير الخارجية اليزيد زرهوني عن سخطهم عن هذه المنظمة مذكرا إياي بأنها هي التي تسببت في الانتفاضات الشعبية في أوربا الشرقية. ورغم ذلك لم نغير سياستنا لأننا حركة مستقلة تنقاد لمؤسساتها وحسب، ولو كنا لنتوقف لكان الأولى أن نتوقف عن علاقتنا بالسفارات والتمثيليات الدبلوماسية الغربية وعلى رأسها الأمريكية والفرنسية ولكان أولى بنا كذلك أن مقطع علاقاتنا مع كثير من المفسدين في هذا البلد اللذين تلجئنا ظروف العمل السياسي القاصية لنتعامل معهم والصبر عليهم وفي بعض الأحيان السكوت على ما يقترفونه في حقنا وفي حق البلد والأمة والله حسبنا وهو نعم الوكيل.
ثامنا و أخيرا: لا نزعم أننا حينما نمارس العمل السياسي وما يتصل بالعلاقات الخارجية لا نخطئ وأن أعمالنا على هذا الدرب معصومة لا يصح لأحد أن ينقدنا فيها، لا ! وألف لا ! نحن بشر نخطئ وتصيب ونرحب بكل من ينصحنا ويهدي لنا عيوبنا وقد تكون مقاربتنا بهذا الخصوص فيها ما يجب مراجعته، ولا حرج في قول ذلك على الإطلاق إذ أن الذي نقصده هو خدمة أوطاننا وديننا وأمتنا وفق سياستنا التي تقرها مؤسساتنا، ولكن لا يصار إلى ذلك عبر الغمز واللمز والتسريبات الإعلامية والحملات الالكترونية واستغلال الفرص لتحقيق المآرب الانتهازية على ظهر الشرفاء الأبرياء ولكن يكون ذلك بالحوار الفكري الشفاف والواضح والنزيه و إذا كان لا بد أن نغير أو نطور منظومة علاقاتنا الخارجية فإننا نفعل ذلك وفق تكفير وتخطيط وقرارات مدروسة ذات سيادة داخل مؤسساتنا لا خارجها وليس عبر الفوضى التي تضعنا فيها إرادات غير إراداتنا.... وفي انتظار ذلك سنبقى على ما نحن عليه في تطوير وترقية هذه العلاقات....مع فريدم هاوس ومع الأندآي ومع غيرهما.
من مواضيعي
0 خنسوات الجزائر الرهائن عند العدو الصهيوني.
0 هذا العام ، شريان الحياة 4، بباخرة جزائرية
0 أبحث عن عدد يومية الشروق ل8ماي 2010
0 تحديات كبرى تنتظر قطاع الأشغال العمومية في 2010:إنجازات غول أرضت الجزائريين
0 فتبينوا : من يقف وراء تشويه صورة حركة مجتمع السلم ورجالها
0 نواب (حماس ) يقيمون ندوة برلمانية تحت إشراف الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم
0 هذا العام ، شريان الحياة 4، بباخرة جزائرية
0 أبحث عن عدد يومية الشروق ل8ماي 2010
0 تحديات كبرى تنتظر قطاع الأشغال العمومية في 2010:إنجازات غول أرضت الجزائريين
0 فتبينوا : من يقف وراء تشويه صورة حركة مجتمع السلم ورجالها
0 نواب (حماس ) يقيمون ندوة برلمانية تحت إشراف الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم