النساء قوّامات على الرجال!
24-12-2017, 06:56 AM
جمال لعلامي
عندما ينتحر تلميذ بسبب النتائج الدراسية، ويفرّ تلاميذ من بيوتهم لنفس السبب، فهنا يجب أن يتوقف الأولياء والأساتذة ومسؤولو المدارس ووزارة التربية، وجهات أخرى، على صلة بالملف التربوي، فيبحثوا عن الأسباب الكامنة والحقيقية لمثل تصرفات غريبة كهذه في أصلها وفصلها عن مجتمعنا الإسلامي، الذي لم يكن يعرف مثل هذه الظواهر الخطيرة!
هل من العقل أن تصطفّ الأمهات، ولا أقول الآباء، أمام أبواب المدارس وفي ساحاتها، يسألن بعضهن بعض، ويضحكن على بعضهن البعض، ويستعرضن عضلاتهن، والسند هو كشوف النقاط.. هذه الظاهرة المشينة في مضمونها، الجميلة في شكلها، لم تكن موجودة في المجتمع خلال الزمن الجميل، الزمن الذي تخرّج منه العباقرة من المؤسسات التربوية، من دون أن يحدث ما يحدث من "زوخ وفوخ"، وضحك وبكاء وحتى "معايرة"!
لا أدري لماذا تتباهى النساء بالنقاط، أمام التلاميذ "الفاشلين"، وعلى مرأى من أوليائهم، وهل في ذلك تشفّ أم تشجيع أم إحباط للمعنويات وتحريض على اليأس والانتحار؟.. ثمّ لماذا تحدث مثل هذه الخزعبلات بطريقة مفضوحة ومستفزة عند النساء أكثر من الرجال؟.. هل لأن النساء أكثر حرارة من الرجال، وأكثرهن خوفا على أبنائهن، أم أن قلوب الرجال ماتت؟
لو لاحظ الحاضرون بالمدارس يوم تسليم الكشوف والدفاتر، الخاصة بمعدلات ونقاط الفصل الدراسي الأول، النقاش بين أغلب النساء، وليس كلهن طبعا، لتوصّل إلى أن هذه الأغلبية من العنصر النسوي، خرجت عن موضوع الدراسة إلى مواضيع "قلتلك وقلتيلي"، ومنهنّ من انحرفت إلى الأحاديث عن العائلات وحتى الأسرار الزوجية ومشاكل البيوت، ويحدث هذا داخل الحرم المدرسي، ووسط التلاميذ.. فعلا، العلم في الرّاس وليس في الكرّاس!
أعتقد، والله أعلم، أن التحصيل العلمي وتشجيع التلاميذ، ورفع المستوى، لن يكون بأيّ حال من الأحوال بالتباهي والتشفي والضحك على الآخرين، فمثل هذه المنهجية الخاطئة والمريضة، هي التي تتسبّب في فرار تلاميذ وانتحار بعضهم، ووصول البعض الآخر منهم إلى حافة الجنون، وبعدها سيتحمّل أولياء وأساتذة ومسيّرون تربويون جزءا من سبب المأساة!
نعم مسؤولية الابن التلميذ، هي مشتركة بين الوالد والوالدة، لكن أن تصطفّ الأمّهات عند أبواب المدارس، وتحوّل ساحاتها إلى "جدران للمبكى"، وتجعلها أخريات "قاعات للاحتفال"، في غياب "الرجّالة"، فهذا تطوّر عجيب، ويا ريت كان في المنحى الإيجابي، لكنه مبني في منعرجاته على كلّ ما هو سلبي، الأمر الذي ساهم أيضا في تدنـّي المستوى وتراجع الأخلاق وفرق المدرسة في "الواي واي" و"الحوت الأزرق" والغش بالفايسبوك!