العالـم هو أنــــت.
28-07-2012, 05:06 PM
كيف هو شعورك بنفسك، وماهي نظرتك إليها؟...هل ترى أنك جزء من كلّ أم كلّ ؟
وهل تعتبر وجودك نقطة من العالم أم العالم؟
في الحقيقة، وجودك بالنسبة إليك هو العالم كلّه وليس جزءا منه فقط، لأن طبيعة كيانك التي تستند إلى تكليف كُلِّفت به وأمانة حُمِّلتها تقتضي ذلك، فأنت مكلّف في حدود ذاتك الزمنية ( العمر) والبشرية ( البدن والنفس) بأداء مهمّة معيّنة على هذه الأرض وفي هذه الحياة الدنيا،مهمّة تشغلُك وتأخذ منك الوقت والجهد وحدك لتُحاسَب عليها وتُجزى بها في يوم الدّين وحدك أيضا، وليس لكائن من الكائنات أن يشاركك في أداءها أو يقاسمك أجرها أو وِزرها ، فكيف تكون أنت جزءا من عالم، والأمانة التي في عنقك عالم كامل،وكيف تقوم بها وكيف تؤدّيها و أنت تشطر نفسك إلى أشطار وأجزاء ومهمّتك على هذه الأرض لا تقبل شطرا و لا تجزئة؟؟
هل يكون الرجل عند نفسه وهو مع أولاده أبا من الآباء أم يكون كلّ الأبوة؟...هل مهمّة تربية أولاده واجب كامل يتحمّله وحده أم أنه واجبات مجزئة يتكفّل بها أكثر من إنسان وأكثر من مخلوق؟
طبعا، مهمّة التربية الأبوية كاملة لا تقبل التجزئة، وعلى حاملها أن يكون عند نفسه كلّ الأبوّة حتى يؤدي حقّ ما كلّف به، وكذلك مهمّة التربية الأمومية ينبغي على حاملتها أن تكون عند نفسها كلّ الأمومة، لا أمّا من الأمهات، لأن أولادها لن يحمل أمانة تربيتهم غيرها فما حاجتها من الإعتقاد بأنها جزء من عالم وهي العالم كلّه بمعيار الحساب ويوم الدّين...
لو قِسنا على هذا المثال شؤون حياتنا الأخرى مما سوى الأبوّة والأمومة، لوجدنا أننا نخطئ ولا نكاد نؤدي ما يجب علينا أداؤه عندما ننظر إلى أنفسنا بمنظار التجزئة فنُنزل ذواتنا منازلا غير منازلها، فيقول الواحد منّا " ماذا يفيد عدم رميي للنفايات في غير مكان رميها والناس كلهم يرمون" وكأنّه يجعل من نفسه جزءا ليعفي وجوده الجزئي هذا من أداء أمانته أو يقسمه مع غيره من الأجزاء وهو الذي لا يقسم ولا يُشارك فيه... ومثله من يقول"ماذا سيجلب تصويتي في الإنتخابات من عدمه وأنا جزء من الناخبين ولست كلّ الهيئة الناخبة" ومن يقول " ما نفع إماطتي للأذى عن الطريق والطريق كلّه أذى أو يوجد غيري من يتكفّل بإماطته" ومن يقول " لماذا ألتزم الهدوء في المسجد والناس كلّهم يوشوشون ويحدثون الجلبة" ومن يقول " ما جدوى إتقاني لعملي وزملائي لا يفعلون"...
أيها الصديق، أنت العالم والعالم هو أنت بالنسبة إليك، فافعل ما أُمرت بفعله واجتنب ما نُهيت عنه، فإنك إن فعلت واجتنبت فقد أسلمت عالما كاملا ووجودا تامّا لله ربّ العالمين، ومنحته برحمة من ربّك نعيما وسعادة أبدية وحياة طيبة قبل ذلك...فإن كنت تحبّ إصلاح العالم وعمارة الأرض فاصلح نفسك واعمر قلبك بالإيمان وعُمرك بالعمل الصالح.
{09/رمضان/1433ه}
الإنسان عالم في حد ذاته بما ألزم به من واجبات و أعمال في هذه الدنيا لقول الله تعالى:
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} و قوله :{ كُلُّ نَفْسٍۭ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }..
و في نفس الوقت ملزم بالتأثير في العالم من حوله بأداء ما عليه تجاه هذا الكل بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و العمل الصالح.
{فهم جامع لمعاني الموضوع كتبه الأخ لغريب-ص2}
من مواضيعي
0 رحلة عبر الزمن!
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
التعديل الأخير تم بواسطة djazayri ; 30-07-2012 الساعة 11:00 AM
سبب آخر: إضافة