تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > المنتدى العام

> فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
19-02-2013, 02:02 PM
31- رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية rcd ( في الجزائر ) العلماني واللائكي بريء من الحكم الإسلامي , والحكم الإسلامي بريء منه كذلك , لكن كما قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام : ( الحكمة ضالة المؤمن , أنى وجدها فهو أحق بها ) . ومما يمكنُ أن يُؤخَذ منه من حق وصدق ( مهما كانت نيته من وراء ذلك ) قولُه عن نظام الجزائر " يا حكام الجزائر! لماذا تتهمونني بتبني اللائكية والعلمانية وأنتم تطبقونها منذ استقلال الجزائر وحتى اليوم !. الفرق البسيط بيني وبينكم يتمثل فقط في أنني أعلن عن لائكيتي , وأنتم تطبقونها ولا تعلنونها ". وهذا صحيح كل الصحة على الأقل في رأيي الشخصي .
32- إذا ظهر من الحكام كفرٌ بواحٌ جاز أو وَجَبَ على المواطنين الخروج على الحاكم . ولكن لا يجوز هذا الخروج على الحاكم إلا بعد إعداد العدة اللازمة والكافية التي يغلبُ على الظن أنها تؤدي إلى إحدى نتيجتين :
ا- تضطرُّ الحاكمَ أن يبدأ في تطبيق شريعة الإسلام تطبيقا جادا صوابا خالصا لا تحايل ولا مراوغة فيه .
ب- أو تتمكن الجماعة الخارجةُ عليه بإذن الله من إزاحة الحاكم عن الحكم , ثم تحكمُ الشعبَ بعد ذلك بما أنزل اللهُ .
وذلك لن يتحقق إلا بإحدى طرق ثلاث أساسية( أنا لم أذكر هنا أي الطرق أفضل وأيها أسوأ ):
الأولى : انقلاب عسكري يُنهي الحكمَ القائم في مدة قصيرة جدا ومع إراقة لأقل الدماء الممكنة .
الثاني : انقلاب سياسي عن طريق الانتخابات ( وهذه طريقة قبِلها نظامُنا في الجزائر نظريا لكنه رفضَها عمليا للأسف الشديد ) .
الثالث : ثورة شعبية عارمة ( لا حزبية كما وقع في بلادنا بعد إلغاء الانتخابات التشريعية عام 1991 م ) كما وقع في إيران عام 79 م , حيث خرج الملايينُ من الناس من ديارهم وكانوا غير مستعدين للرجوع إليها إلا بعد خروج الشاه من إيران ودخول الخميني إليها . وقف الجيشُ حينَها في البداية ضدَّ الشعب ثم وقف على الحياد ثم وقف مع الشعب في آخر المطاف ( هذا بطبيعة الحال بغض النظر عن الخلافات الأساسية والجوهرية بيننا وبين الشيعة في مجال العقيدة الإسلامية أو في مجال السياسة ) .




33- صحيحٌ :
*أن النظام عندنا في الجزائر ارتكب حماقة عظمى وجريمة كبرى عندما ألغى نتائج الانتخابات التشريعية عام 91 م لأنها لم تكن في صالحه .
*أنه ارتكب خطيئة كبرى عندما أدخل في ليلة واحدة - بعد إقالة الشاذلي مباشرة - ما يزيد عن 5000 شابا ورجلا أغلبيتهم لا ذنب لهم ( ومنهم أبناء شهداء , ومجاهدون ضدَّ فرنسا بالأمس , ودكاترة , وأطباء , ومثقفون ثقافة عالية , و ... ) إلا أنهم أرادوا أن يُحَكِّموا الإسلامَ في أرض الجزائر , وإلا أن الشعبَ اختارهم ليمثلوه .
*أنه ارتكب – عن طريق البعض من رجاله - جرائم بشعة في حق مواطنين أبرياء منتشرين على طول الجزائر وعرضها بمداهمة البيوت وبالتعذيب والتمثيل والسجن غير المبرر ولا القانوني وبسب الله ورسوله وعلماء الإسلام وبالتهكم والسخرية من كل ما يمت إلى الإسلام بصلة و... حتى أصبح الواحدُ ( خلال فترة التسعينات ) يخاف أو يكادُ من أن يقول "أنا مسلم " أو " لا إله إلا الله عليها نحيا ونموت ونلقى اللهَ بإذن الله " أو يصلي أمام واحد من الناس . وما لم أذكره أكثرُ بكثير مما ذكرتُهُ .
لكن صحيحٌ كذلك :
*أن الجبهة الإسلامية أخطأت خطأً فادحا حين رفعتْ السلاحَ وخرجتْ إلى الجبل بدون أن تُعد العدة التي أشار إليها العلماء في فتاواهم , بل إن الظروف المحلية ( جيش يحكمُ الجزائر عوض مدنيين , وعلمانيون حاقدون , وفرونكوفونيون وشيوعيون مسعورون , وشعب عنده من الجهل ما عنده ...) وكذا ظروف الجِوار ( كلُّ الأنظمة المجاورة للجزائر جغرافيا ترفض بشدة قيام أي نظام إسلامي عندنا وتقف بقوة مع النظام الجزائري عندنا ضد أية محاولة لإقامة شريعة الله على أرض الجزائر) و... وكذا الظروف الدولية والعالمية ( فرنسا والغرب وأمريكا والدنيا كلها مستعدة لأن تبذل الغالي والرخيصَ من أجل أن لا تقوم دولة الله على أرض الله ) ... كل هذه الظروف وغيرها بما فيها حالة الشعب الجزائري الواقف بقلبه مع الإسلام والشعب وبسيفه مع القوة والنظام , كلها تؤكد بأن الذين خرجوا إلى الجبل كان الكثير منهم ساذجين للغاية في مجال الدين والسياسة حين كانوا يظنون أن إقامة الدولة الإسلامية أمر سهل وبسيط وأن المسألة كما قال البعض منهم قبل الخروج إلى الجبل وبعده مباشرة أي في السنوات 92/93/94 هي مسألة 6 شهور أو عام على الأكثر .
وأذكرُ بالمناسبة أنني قلت في محاضرة بمدينة القل ( ولاية سكيكدة ) مع بداية سنة 1991 م أمام جمهرة من الناس بأن الطريق إلى الدولة الإسلامية شاق وصعب وطويل , (ونُشِرت لي مقالة بهذا العنوان بالذات في جريدة من الجرائد الجزائرية قبل ذلك بسنوات ) فردَّ علي أخونا " رابح كبير " قائلا : " يبدو أن أخانا عبد الحميد متشائم .أبشروا ! إن الدولة الإسلامية على الأبواب بإذن الله !".وكنتُ - وما زلتُ - أُشفق على الإسلام من هؤلاء الشباب الطيب والمتحمس للدين ولشريعة الله , أشفق عليه من هؤلاء بسبب سذاجتهم الزائدة والمبالغ فيها والتي لا يحبون غالبا أن يعترفوا بها , ولا أدري إذا كانت صدمة الواقع الآن بعد" الاتفاق" الذي وقع بينهم وبين السلطة قد أخرجتهم منها أم لا .
34- الحقُّ يزيده محاربوه وضوحا في ضمير الناس . ومن هنا فإن الحكام عندما يحاربون متدينين منحرفين عن الدين هم معذورون في ذلك إلى حد بعيد . أما عندما تكون حربهم على الإسلام والدين فإن الحرب تُقَوي المتدين عادة وتزيد من تعصبه للدين , بل قد تجعل منه - إذا كانت ثقافته الدينية متواضعة وبسيطة - متطرفا للدين بعد أن كان معتدلا .
هذا فضلا عن أن الناس- مسلمين أو كفارا - يتعاطفون مع المظلوم حتى ولو كان على باطل في عقيدته وفي فكره وفي مبادئه , ويتعاطفون معه من باب أولى إذا كان مسلما لا ذنب له إلا أنه يريد أن يُقيمُ الدولةَ الإسلامية التي أمر الإسلام ( لا عباسي مدني ولا عبد الله جاب الله ولا بوجرة سلطاني ولا ...) بتطبيقها ويُطبق شرع الله الذي حكم به سيدنا ورسولنا محمد .
35- كثرة وقوع العين على الشخص تُسهِّل أمرَه وتهَوِّنُه . فإذا كان لدينا مثلا هنا في ميلة شيخ مثل " مبارك الميلي " رحمه الله – وهو مَن هو في العلم والتقوى والإيمان والجهاد في سبيل الله - يُدرِّس للناس ويعلمهم شعائر دينهم , يمكن جدا أن تجد الناسَ في ميلة زاهدين إلى حد ما في دروسه ومحاضراته وخطبه لا لشيء إلا لأنَّ أعينهم كثيرة الوقوع عليه . فإذا انتقل الشيخ مثلا إلى مدينة سكيكدة , فالاحتمال كبيرٌ جدا في أن يُستقبَل هناك استقبالا عظيما وفي أن يُقبِل الناسُ على ما يُقدمُه لهم أيما إقبال . لماذا ؟ لأن أعينَهم لم تقعْ عليه من قبل أو أنها لم تقع عليه من قبلُ إلا قليلا . وهكذا ...

يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية قطر.الندى
قطر.الندى
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 11-09-2012
  • المشاركات : 1,400
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • قطر.الندى will become famous soon enoughقطر.الندى will become famous soon enough
الصورة الرمزية قطر.الندى
قطر.الندى
عضو متميز
رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
20-02-2013, 02:50 PM
أولا دعني أعبر لك يا أستاذي الفاضل عن مدى سعادتي بتواجدك بيننا، وإنه لشرف عظيم لي أن أقرأ لك بعد كل ما سمعته عنك.
قرأت الكلمات التي خطتها أناملك لنا أعلاه كلمة كلمة، واعذرني ان قلت بأنك قد قلبت علي المواجع أيما تقليب... هؤلاء الجماعات التي صعدت للجبال منهم من امتدت يداه غدرا باسم فتاوى تلقاها من هنا أو هناك لتصفية احد أفراد عائلتي المقربين لا لشيء سوى لأنه كان يجاهر برأيه ضدهم وقد كان انسانا بسيطا مسلما بطبيعة الحال لا علاقة له لا بالسياسة ولا حتى بالادارة فقد كان فلاحا... أريد أن اعرف من يتحمل مسؤولية اراقة دم هذا المسلم؟ ومن يتحمل مسؤولية ترميل زوجته؟ ومن يتحمل مسؤولية تيتيم أولاده؟ ومن يتحمل مسؤولية ابنه البكر الذي كان مراهقا آنذاك وأقسم بأغلظ الأيمان أن لا تطأ قدماه ابواب مسجد ابدا ما عاش في حياته لأن والده قُتل بعد اصدار فتوى جاءت بعد "قال الله قال الرسول"؟ والله ورسوله عليه الصلاة والسلام براء مما كسبت ايديهم، ما ذنب أختنا إخلاص -هنا في المنتدى- لما بترت قدميها جراء قنبلة انفجرت في الحافلة وضعتها إحدى أيادي هؤلاء الأوباش؟ ... قرار الصعود للجبال كان من الاساس خطأ فالبتر هو آخر الحلول ولكنهم لغبائهم وطيشهم وقلة اخلاصهم في نواياهم لله اختاروه كأول الحلول، نبينا صلى اله عليه وسلم ما نشر دعوته بحد السيف والعنف لا يمكن أن يولد إلا عنفا وحقدا.
نحن ولله الحمد والمنة أناس مسلمون ومن بيئة محافظة حتى النخاع ونتمنى ونرجوا أن يحكم شرع الله في الأرض فالاسلام في نظري هو منهج حياة متكامل، ولكني لن أخفي عليك بأنه لدي العديد من التحفظات على الكلام الذي قلته أعلاه، فالأمور تحتاج لأن تؤخذ بروية وتعقل وتحتاج لمراعاة الكثير من التوازنات والمصالح داخليا وخارجيا... سأكتفي بالتعقيب على ما ورد في آخر فقرة من الموضوع حيث قلت بأن كثرة وقوع العين على الشخص تسهل أمره وتهونه وضربت لنا مثلا بالشيخ مبارك الميلي... صدقني لقد صُدمت عندما قرأت هذه العبارة، كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الجلوس مع صحابته الكرام ومع هذا لم يكونوا يشبعوا من مجالسته ولا من الاستماع إليه ويشتاقون لكل اللحظات التي تجمعهم به عليه أزكى الصلاة والسلام، وكذلك كان الحال بالنسبة للصحابة من بعده ولكبار العلماء الذين مروا على الأمة... أعتقد أن ما يجعل الناس يجتمعون ويتهافتون للقاء عالم والتعلم على يديه هو أن يكون مخلصا لله أولا وأن يكون لديه مشروع حقيقي يلامس قضايا الأمة ويعالجها ويرسم معالم الطريق أمامهم بوضوح، لا من خلال كلام عام وقيم سامية مجملة ولكن من خلال ألف باء تاء خطوات عمليه على أرض الواقع تخرجهم من انفاق الظلمات وما أكثرها في عصرنا هذا، وما أقل مثل هؤلاء العلماء كذلك في عصرنا هذا. أما أن تقول بأن كثرة وقوع العين عليه سبب لتسهيل أمره وتهوينه فإن هذا الفكر مشابه لما كان يروج له فلاسفة بلاد فارس -ان لم تخني الذاكرة- فقد كانوا ينصحون الحكام كي تزيد هيبتهم لدى العامة بأن يتشبهوا بالآلهة الغائبة بجسدها والحاضرة بسلطانها ونفوذها وأن يجتنبوا قدر الامكان الاحتكاك بالناس ومقابلتهم.
أعتذر منك ان أطلت في الحديث، أرجو أن تتقبل مروري وسأظل ان شاء الله في المتابعة.
تحياتي يا أستاذ.
التعديل الأخير تم بواسطة قطر.الندى ; 20-02-2013 الساعة 03:02 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
21-02-2013, 05:15 PM
قطر الندى : بارك الله فيك ونفع الله بك وجعلني الله وإياك من أهل الجنة .

1- ما قلته أنت أعلاه أوافقك عليه إلى حد بعيد . ولذلك فأنا قلت وما زلت أقول بأن مسؤولية وفاة أكثر من 400 ألف ( وليس 200 ألف ) أثناء العشرية الحمراء يتحملها النظام أولا ثم الجبهة الإسلامية للإنقاذ ثانيا . وأما تبرئة الجبهة الإسلامية من المسؤولية فهو إما ناتج عن جهل أو سذاجة أو عن محاولة خداع أو ...

وكذلك أنا طرحت على من صعد إلى الجبل من الجبهة الإسلامية للإنقاذ أو من الجيش الإسلامي للإنقاذ , طرحت عليهم سؤالا لا أظنهم قادرين على الإجابة عنه .
السؤال هو " إذا كنتم قد صعدتم إلى الجبل بحق فلماذا نزلتم , وأما إذا كنتم قد نزلتم بحق فلماذا صعدتم ؟!" .

ثم إنني أخبرك كذلك لأطمئنك على أنني أوافقك على الكثير مما قلته أنت أعلاه . أنا أخبرك بأن بعض الإخوة طلبوا مني أن أصعد للجبل حوالي 1994 م وقالوا لي بأن الشيخ علي بن حاج أفتى بوجوب الجهاد ضد النظام وبوجوب الصعود إلى الجبل .
وبغض النظر عن كون الفتوى صدرت أم لم تصدر بالفعل من الشيخ علي بن حاج , إلا أنني قلت لمن طلب مني الصعود إلى الجبل " الأخ علي بن حاج داعية فاضل ولكنه ليس عالما ولا مفتيا ... ثم إن الخروج إلى الجبل لأقتل أو أموت يحتاج إلى فتوى علماء ( لا عالم واحد ) أحياء لا أموات , يتحدثون عن الجزائر لا عن غيرها , ويتحدثون عن جزائر 1991 - 2000 م , ويفتون بأن الصعود إلى الجبل فرض عين . عندئذ وعندئذ فقط سأصعد بإذن الله إلى الجبل غير متردد" ... وهذا ما لم يحصل .

ثم من جهة أخرى أنا أقول بأنني أذكر حسنات الإسلاميين ( أنا واحد منهم ) أمام من ينتقدهم ويعتبرهم بلا حسنات , ولكنني في المقابل أنتقد الإسلاميين وأذكر سيئاتهم أمام من يقدسهم ويعتبرهم بلا سيئات .

ثم إنني أنبه إلى أن قراءة بقية الموضوع ستوضح لك الكثير من الأمور التي تبين أننا متفقون أكثر مما نحن مختلفون .

2- وأما مسألة كثرة وقوع العين على الشخص تهون من أمره عند من رآه لمدة طويلة , فهذه مسألة أنا مصر عليها كل الإصرار ولم آت بها من عندي . قال بها علماء ودعاة ومفكرون وأطباء ... وأكدها الواقع خلال آلاف السنين ومع ملايير البشر ولا أقول ملايين . قرأت هذا الكلام لعلماء أكثر من مرة وخلال أكثر من 40 سنة ... أما رسول الله وأبناء القرن الأول والثاني فحالتهم خاصة لأن الله اختصهم ببركة لم يعطها لغيرهم .

أنا مستعد لآتيك بمئات الأمثلة ( أو آلاف بلا مبالغة ) التي تصدق كلامي هذا .
أردت الآن أن أضرب لك أمثلة كثيرة , ولكنني توقفت لأنني وجدت نفسي كأنني أضرب أمثلة لأثبت أمرا بديهيا لا يحتاج إلى أي دليل .

ومع ذلك أنا أؤكد على أننا شبه متفقين على مسألة الإسلاميين والفيس ... ولا بأس أن نختلف على حكاية العين .

نتفق ونحن إخوة ونختلف ونحن إخوة كذلك , بل إننا في كثير من الأحيان نستفيد من بعضنا البعض عندما نختلف أكثر مما نستفيد من بعضنا البعض حينما نتفق .

بارك الله فيك على تعقيبك الطيب وأهلا وسهلا ومرحبا بك.
الله يرضى عليك ويجعلك من أهل الجنة .

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 21-02-2013 الساعة 05:19 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
21-02-2013, 05:25 PM
36- قال بعض العلماء : " سمعتُ قائلا يردد في ألم : نحن متفرقون على حقنا وهم مجتمعون على باطلهم " , فقلتُ له : ما أحسِبُ المتفرقين على حقهم أصحابَ حقٍّ , فطبيعة الحق أن يَجْمَع أهلَه لا أن يُفرِّق بينهم ".
أُنظر مثلا إلى الصراع الذي كان موجودا في السنوات الماضية بين الجماعات الإسلامية المختلفة في أفغانستان , القريب منها جدا إلى الإسلام والبعيد , والقريب من هذه الحكومة أو من تلك , الموجود في السلطة الحاكمة (إن صحت تسميتُها كذلك) والمعارِض لها و ... من الصعب جدا علينا سواء كنا أذكياء أو أغبياء , عالمين بالدين والسياسة أو جاهلين لهما , أن نعتبر الأطرافَ المختلفةَ المتصارعةَ هناك أصحابُ حقٍّ .
إن الصراع الذي كان قائما بعد خروج السوفيات الأنجاس من البلد ( وقبل دخول المحتلين الأمريكان الجدد ) لم يكن من أجل رفع راية الإسلام , ولكن من أجل زعامات وإمارات ليس إلا . أما اعتبارُ كل واحد من القادة هناك أن مصلحة الإسلام تكمنُ في أن يحكمَ هو بالذات , فهي " أغنية قديمة " مللنا من سماعها , وعرفت الكثير من أمثالها هنا في الجزائر خلال أكثر من 40 سنة دعوة .

37- كان الحاكِم أيام عزة الإسلام والمسلمين يقول لأتباعه : "إذا بلغني من عاملٍ ظلمٌ فلم أغيِّره فأنا الظالم ". فأين نحن من هذا الزمان ومن هذا الحاكم ؟. إن خيرات بلادنا المستثمرَة والغير مستثمرَة تكفي بإذن الله شعبا تعداد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة بإذن الله , لكن كانت في بلادنا الجزائر وما زالت ( بل أصبحت ظاهرة بشكل أكبر وأكثر في ال 20 سنة الأخيرة ) القلة القليلة من الناس" فوقَ الأغنياء " بالسرقة والنهب والرشوة والربا والاختلاس و ... أما الكثرة الكثيرة من الناس ف" تحتَ الفقراء " بالقهر والظلم والعنف والقسوة والإرهاب والتسلط والدكتاتورية المفروضة عليها من طرف الحكام منذ الاستقلال وحتى اليوم . وإذا كان"حاميها حراميها " كما يقول إخواننا الشرقيون , فلمن تكون الشكوى عندئذ ؟!. اللهم إليك وحدك المشتكى من ظلمِ القلة من عبادك للكثرة منهم في كل مكان .

38- من الغرائب أن لا نقبل في العلانية أن ينتقدَنا عدوٌّ أو خصمٌ , ثم نقبَلُ في السرِّ أن نُذِلَّ أنفسَنا وأن نستسلمَ ونخضعَ لهذا الغيرِ .

39- ومن الغرائب كذلك أن نرفض النصيحةَ بحق من مسلمٍ , وأن نقبل النصيحةَ بباطل من خصمٍ أو عدوٍّ .

40- المحسنُ في شيء ليس شرطا أن يحسنَ في كل شيء - حتى وإن كان محسنا في غالب أحواله - . والمسيء في شيء ليس شرطا أن يسيء في كل شيء - حتى وإن كان مسيئا في أغلب أحواله - .
ومنه يمكن أن نقول عن حاكمٍ يحكمُ بالحق والعدل أو عالمٍ يدعو إلى الله ويعلِّم الناس الدينَ بأن أغلب ما عنده (على حسب الظاهر , وأما السرائر فيتولى أمرها اللهُ ) خيرٌ , لكن فيه بكل تأكيد بعض الشر . وكذلك يمكن أن نقول عن حاكم لا يحكم بشريعة الله أو عالم يتمسحُ بالحكام ويفتي الناسَ بالباطل , بأن أغلبَ ما عنده شرٌّ , لكن فيه بكل تأكيد بعض الخير .

41- يجب – عموما - أن نُحسن الظنَّ فيمن غلبت حسناتُه على سيئاتِه , كما يجب ( أو يجوز ) أن نُسيء الظن بمن غلبت سيئاتُه على حسناتِه .

42- الساكت عن الباطل مُبطِل و الساكت عن الظالم ظالمٌ , والمُعين لهما - وهو يعلم بظلمهما – ظالمٌ وعلى باطل في نفس الوقت .

43- الحاكم المحِبُّ والمحبوبُ هو الذي يحكمُ شعبَه بلا سلاح .

44- الدفاع الضعيف عن الفكرة هو أشدُّ فتكا بها من الهجومات العنيدة لخصومها . لذلك يجب أن يدعوَ إلى الإسلام من له النصيب الكافي من العلم بالدين والفقه بالدعوة ومن الأدب والخلق حتى يُحسن تبليغ الدين كما يُحسن الدفاع عنه .

45- كثيرا ما يعاديك الناسُ إذا دعوتهم إلى الدين وإلى مخالفة أهوائهم , حتى ولو كانوا في أعماق أنفسهم يُكنُّون لك الاحترامَ والتقديرَ .

46- الحياد بين الحق والباطل مرفوض دينا وعرفا ، لأنه في الحقيقة وقوف مع الباطل , وهو حرام , وهذا الحيادي آثم ومُبطِلٌ . أما فيما فيه خلافٌ في الدين أو فيما بين الصواب والخطأ , فإن الوقوفَ على الحيادِ جائزٌ ولا بأس به .

47- الأممُ وإن اختلفت في درجات الثقافة والجهل وتفاوتت في مقدار الرقي والانحطاط لن تختلف أبدا ( أو على الأقل غالبا ) في فهم الزعيم الحق ولن تخطئ في اختيار القائد الصالح , وذلك عائد إلى حواس فطرية وإدراك طبيعي . وهذا الذي يمكن أن نعتبره عنصرَ مناعة ضد الانحلال والانحدار خلقه اللهُ في جسم الأمة , ولا دخل للعلم والاكتساب فيه . وقائدُ الأمة الحقُّ- الذي يخدم الأمة قبل أن تخدمه - يخلقُه الله بصفات الزعامة التي لا يراها هو في نفسه , ولكن الأمةَ تراها فيه .

48- مفاتحة الناس بالسؤال عن رأيهم في فعل من أفعالنا أو في قول من أقوالنا , لا يصلحُ بنا لسببين اثنين :
ا- لأنه إما استجداء ثناء , وهو لا يُستحسنُ بنا .
ب- وإما أن فيه إحراج للمسئول لأن السائل اضطرَّه إلى إبداء رأي قد لا يروقُ ولا يطيبُ وقعُه في أذني السائل , وهو كذلك لا يحسنُ بالمرء خاصة إن كان داعية .

49- إن المذهب السياسي والاجتماعي الذي يسلبُنا الحريةَ يسلبنا أعزَّ نعمة في الحياة الإنسانية بل يسلبنا كرامةَ الإنسان , وهو بسبب ذلك يستحق منا المقتَ والازدراء والكراهية كلَّ الكراهية . والذي يسلب منك الحرية يُستبعد أن يحلُّ لك مشكلا اقتصاديا أو اجتماعيا أو تربويا أو تعليميا أو ...

50- إنني أعتقد ( كما قال بعضهم ) أن حياة الإنسان في منزله – مع زوجته وأولاده - ذليلا خاضعا لمن أذله أسوأُ وأشقى آلاف المرات من السجن ومتاعبه مع احتفاظ الإنسانِ بالاستعلاء على من ظلمه وإشعاره بأنه لا يخشاه ولا يخاف منه , وصدق سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام : ( السجن أحبُّ إلي مما يدعونني إليه ) . ولقد مضى عليَّ وقتٌ ( عندما كنت بالسجن عام 82 , وعام 85 م ) كنتُ فيه أضحكُ بصوت مرتفع أمام جلادي ( حتى وهو يجلدُني ) وأُحِسُّ بالعزة تغمرني الراحةُ العارمة , وهو في المقابل في قمة غضبه ويُحسُّ حتما بالذلة ويخيم على عقله وقلبه ضيقٌ شديدٌ .
والسجين , إذا كان على حق وكان مظلوما وكان يعلم أن ما أصابه هو في سبيل الله وحده , يمكن أن يقولَ لجلاده بكل قوة : " والله أنا في سعادة لو علم بها أكبر شخصٍ في الدولة لقاتلَني عليها بأقوى سلاحٍ عندهُ ".


يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 21-02-2013 الساعة 05:41 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
23-02-2013, 05:28 PM
51- نحن نلتزمُ بالقوانين الوضعية - في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية و... لا التقنية والتنظيمية - وإن كنا لا نحترمُها ونطالب بإلغائها . أما القوانين المتعلقة بالجوانب التقنية والتنظيمية فنلتزم بها ونحترمها لأنه لا جنسية لها .

52- إن أي شعب لا يستمتع بحريته الكاملة لن يُرجى له خيرٌ مهما حاول المصلحون .
وإن كل الأزمات الغذائية أو السكانية أو ... لا يمكن أن يعالجَها ( العلاج الناجح ) إلا حريةُ الفرد الحقيقية لا الشكلية , لأنه بحريته يتحملُ كافةَ التبعات راضيا مستريحا ولأنه صاحب الرأي الأول في كل ما يجري على أرض بلاده .

53- الظالمُ لا يحرقُ أعصابَه مثل عدم إحساس أو اهتمام الناس بظلمه وبقوته الجوفاء . وفي دم الظالم غريزةُ الحبِّ لخوف الناس منه حيث يسعدُ ( أو يبدو له بأنه يسعدُ ) بهذا الشعور كثيرا . فإذا ما حٌرم من هذا بأن لم يخف الناسُ منه أو لم يُظهروا له خوفَهم منه حُطِّم كبرياؤُه وانطفأتْ غطرستُه .

54- حتى لو كان للحرية التي يوفرها حاكمٌ لشعبِه بعضُ الأضرارِ بسبب من يستغلونها لتحقيق مآربهم الشخصية أو مؤامراتهم أو تدابيرهم الخفية , فإن أضرارها من الحكم المطلق .
والحرية المطالب بها هنا هي التي يتَّسع نطاقُها إلى أبعد حد ممكن بشرط أن لا تؤدي إلى كفر أو معصية سواء على مستوى الفكر والعقيدة أو على مستوى الممارسة والتطبيق .

55- قال الأحنف بن قيس لمعاوية رضي الله عنه عندما سأله عن رأيه في يزيد :" أخاف اللهَ إن كذبتُ وأخافكم إن صدقتُ ", ومع ذلك فالصدق أولى بل هو الواجب مهما كلَّف من ثمن إذا كان الشخص ممن يُقتدى به .
مع ملاحظة :
ا- أن الذي يتم إكراهه على أن يقول ما لا يجوز , معذور عند الله بإذن الله مادام قلبه عامرا بالإيمان وما دام قلبهُ يُنكر ما قالهُ لسانُهُ . إن الذي يقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر ويتحمل كلَّ ما ينتج عن ذلك , هو أعظمُ مجاهد .
ب- أن المؤمن ما لم يصل إلى درجة الإكراه المعتبر شرعا , يمكن له أن يسكتَ عن قول بعض الحق لكن لا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يقول باطلا .

56- قيل: " لا تُصدقوا كثيرا وسائل الإعلام وخاصة العناوين الضخمة فإنها شبيهة بتاجر الخضر والفواكه الذي يضعُ أمامَك الجيِّد المُغري ويبيعٌك المغشوشَ ".

57- ليست الحكمة أن تسلك بالدعوة أقرب السبل إلى ضمان أمنِك ودنياك كما أنها ليست حصنا يحمي به الداعية نفسه مما قد يلحقه من البأساء والضراء , وإنما الحكمة في الدعوة أن تسلك بها أقرب السبل إلى أفئدة الناس وعقولهم كما أنها سياسة يحافِظ بها على كلمة الحق كي تصل إلى مداها من عقول الناس ونفوسهم واضحةً وسليمة ومشروعة . ومن قال عكس هذا فكأنه يزعم أن على المرء أن يبتغي بآخرته الدنيا وأن يؤثر سلامةَ دنياه على سلامةِ دينه وأن يبحث عن مرضاة ربه في الدعة واليسر والراحة والبحبوحة والنعيم .
وبالمناسبة هناك أشخاص كانوا بالأمس ( في الثمانينات ) بسطاء وبسطاء جدا في مجال علمهم بالدين وفي مجال عملهم الدعوي ثم بطريقة " سِحرية " أصبح الواحد منهم بين عشية وضحاها"برلمانيا"يتقاضى خمسة وعشرين مليونا من السنتيمات وأكثر ... مع مكاسب أخرى وامتيازات أخرى ( وحال أغلب الشعب الاقتصادي والمعيشي معلوم من الدنيا والحياة بالضرورة ) . وإذا كان الواحد منهم يمكن أن يجد لنفسه حجةً يحتج بها ويُثبت من خلالها أنه مازال- حتى ولو كان هو في السماء ماديا وأغلب الشعب تحت الأرض- داعيةً إلى الله وزعيما إسلاميا سياسيا , فإنني أنصحُه أن يذهبَ إلى الغابة
( حيث " ماوْكْلي " ومن معه ) لعله يجدُ حيوانا يُقنعُه بذلك , أو يذهبُ إلى مجنون لعله يثبتُ له صحةَ ما يقولُ .
أنا لا أدري كيفَ يُقنع هذا البرلماني واحدا من الناس بأنه يمثله بالفعل , وهذا البرلماني في قصرٍ وهذا الشعبي البسيطُ فيما يشبه القبر ؟!.
ثم أنا لا أدري كذلك كيف يتصور هذا البرلماني أنه – بعد أن ملأ له النظامُ جيبَهُ مالا - يمكن أن يقول للنظام " لا " اليوم أو غدا أو بعد غد , إذا أساء هذا النظام في شيء ما ؟!.

58- من لا خير له في دينه لا خير له في وطنه ، لأنه إن كان بنقضه عهد الوطنية غادرا أو فاجرا فهو بنقضه عهد الله وميثاقه أغدرُ وأفجرُ . ولا معنى لقول من يقول بأنه ليس مهما أن يكون المسؤول في منصب حكومي معين متدينا أو يخاف الله حتى يخدم بلده ووطنه . إذا صَلُحَ ذلك عند غير المسلمين , فإنه لا ولن يصلُح ذلك عند المسلمين . إن الله- كما يقول بعض العلماء - قد يُعطي للكفار الدنيا إذا طلبوها بتقديم الأسباب المناسبة حتى ولو كانوا بعيدين عن الدين , أما المسلمون فلن يعطيهم الله الدنيا ولا الآخرة- رحمة منه بهم - حتى يطلبوهما من خلال التزامهم بالدين الالتزام الصحيح لا المغشوش كما يقول الشيخ " محمد الغزالي " رحمه الله رحمة واسعة .

59- ليس موقف الجندي في معترك الحرب بأحرج من موقف المرشد في معترك الدعوة وليس سلب الأجسام أرواحها بأقرب منالا من سلب النفوس غرائزها وميولها . وقلَّ أن يكونَ الداعي في الأمة الجاهلية حبيبا إليها إلا إذا كان خائنا في دعوته ، سالكا سبيل الرياء والمداهنة فيها .
صحيح أن المؤمن- فطرة- يحِبُّ أن يحَبَّ , لكن يجب عليه أن يفكِّر في محبة الله أولا كما يجبُ أن يعلم أن الناسَ في كل زمان ومكان يستاءون ممن يقف بينهم وبين غرائزهم وشهواتهم , ولنا في الأنبياء والرسل المثلُ الأعلى . فاحرص إذن أيـها المؤمن على أن تكون على الحق دومـا وداعيا إلى الخير باستمـرار حتى ولـو عاداك الناسُ كلُّ الناس .

60- لا تنصح على شرط العمل- كما يقول بن حزم رضي الله عنه - ولا تشفع على شرط الإجابة ، ولا تهب على شرط الإثابة , بل انصح واشفع ( فيما تجوز الشفاعة فيه ) وهَب . فإذا وقع ما ترجوه فذاك وإلا فأجرُك ثابت عند الله بإذن الله . قد تستثنى من ذلك الحالةُ التي يغلبُ على ظنك فيها أن النصيحة والشفاعة لا فائدة منهما , فيمكن في هذه الحالة التخلي عنهما .

يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
26-02-2013, 02:24 PM
61- ذلاّ وإهانة للعلمِ أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه . إن المطلوب منا أن نتحدث عن الدين خصوصا وعلى الأخص مع المسلمين عندما نتأكد أو يغلب على ظننا أن السامع يستجيب ولو إلى حد ما , أما إذا رأينا بأن حديثنا قد يقابَل بالسخرية والاستهزاء فإن من حق الدِّين علينا عندئذ أن نسكت ونصمت . ويمكن في وقت لاحق أن نتحدث عن الدين مع آخرين , أو نعيد الحديث مع الأولين في وقت آخر أو في مكان آخر أو في ظرف آخر أو بمُحَدِّث آخر أو بأسلوب حديثٍ آخر .

62-قال أحد الصالحين :" أربع يمِتن القلبَ : الذنب إلى الذنب ، وكثرة مجالسة النساء وحديثهن ، وملاحات الأحمق تقول له ويقول لك ، ومجالسة الموتى ".
قيل :"وما مجالسة الموتى؟ ".
قال :" مجالسة كل غني مترف وسلطان جائر ".
ولو بحثْتَ عن المصاحبين للأغنياء والسياسيين ربما تجد من عشرة منهم واحدا حيَّ القلب وتسعةً منهم ماتت قلوبهم أو تكاد والعياذ بالله .

63- قال عالم لحاكم : " إياك أن يغرك هؤلاء بثنائهم ، فإن من أثنى عليك وقال فيك من الخير ما ليس فيك ، أوشك أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك . فاتق الله في التزكية منك لنفسك ولا ترض بها من أحدٍ يقولها لك في وجهك ، فإنك أنت أعرفُ بنفسك منهم ".

والغريب أن الحكام الظلمة بقدر ذكائهم الكبير من جهة فإنك تجدهم أغبياء من جهة أخرى , وإلا فكيف تفسر فرحهم الزائد والمبالغ فيه :
- بمن يعلمون يقينا أنه يمدحهم بما ليس فيهم حتى أنه يكاد يؤلههم ؟!.
- ويعلمون يقينا كذلك أن الذي يمدحهم بما ليس فيهم لا يفعل ذلك غالبا إلا لأنهم واقفون اليوم , فإذا سقطوا غدا ( وسوف يسقطون حتما ) ذمَّهم بما ليس فيهم ؟!.

64-قال عبدٌ صالح لحاكمٍ :"..فقد أمكنتك القدرة من ظلم العباد ، فإذا هممت بظلم أحد فاذكر قدرةَ اللهِ عليك . واعلم أنك لا تأتي إلى الناس شيئا إلا كان زائلا عنهم باقيا عليك ، واعلم أن الله عز وجل آخذ للمظلومين من الظالمين " .
وأذكر بالمناسبة أن جلادا من الجلادين كان يجلدني - مع غيره - في السجن بين سبتمبر 85 وجانفي 86 م ويعذبني بالكهرباء ويضربني ويسبني , ويسب أمي وأبي والعلماء والأنبياء ويقول لي : " قل لربك ينزل ليدافع عنك !!!" . كنت أقول له ( ولكنه لا يفهم للأسف الشديد ) :
- يا فُلان أنت لا سلطان لك إلا على بدني , أما عقلي وقلبي فإنك لن تصل إليهما مهما حاولت وعاونك على ذلك ظلمةُ الدنيا كلهم ".
- ويا فُلان أما ظلمك لي فإنه زائل عني بإذن الله طال الزمن أو قَصُر ولا يبقى لي منه إلا حسنات , ولكنه باقٍ عليك إلى أن تلقى ربك يوم القيامة على شكل سيئات قد تقدر على حملها ويمكن جدا أن لا تقدر". ولكن لا حياة لمن تنادي . وكما قال الله : ( فإنها لا تعمى الأبصار , ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ).

65- إن المتاجرين بالحق قد يكونون شرًّا من المخدوعين بالباطل , فإذا لم يخف العارف بالدين اللهََ تعالى استعملَ هذه المعرفة من أجل التحايل على الدين وإباحة ما حرمه الله اتباعا لأهوائه ولشهواته سواء في تعامله مع نفسه أو مع غيره , واحتمال رجوع هذا إلى صوابه ضئيل ويقلُّ هذا الاحتمال مع طول الوقت . أما المخدوع بالباطل فجاهل يمكن له بإذن الله أن يتعلم ويهتدي بين أية لحظة وأخرى .

66- فردان خطيران جدا على الحركة الإسلامية يُنفِّران الناسَ من الدِّين أكثر مما يرغبانهم فيه :
* الأول : منافق يُظهر للناس وجها أبيضا مؤمنا تقيا مخلصا ويخفي عنهم وجها آخر أسود كالحا , كمن يتتبَّع عورات النساء ويتظاهر أمام الناس بالتقوى .
* الثاني : متعصبٌ للدين تعصبا مذموما , يأخذ من كل مسألة خلافية بين العلماء قولا واحدا هو الأشد ويرفض بقية الأقوال معتبرا إياها خارجة عن الدين , يتشدد مع نفسه في الدين ويُشدِّدُ على غيره كذلك , يكاد يحرِّم على نفسه وعلى الناس كل شيء , ... وباختصار يُقدِّم صورة مشوهة جدا عن الدين للناس كل الناس .

67- الرجل المُوفَّق هو الذي يستخدم الكلمة الطيبة ، وينذرُ أن يقبل الآخرون منك الشتيمة حتى ولو كانوا يستحقونها . ومن هنا فإن عليك أن تختار الأسلوب المناسب في دعوة الناس وفي تقديم النصيحة لهم , ولا تلجأ إلى الفضيحة إلا حين تضطر إلى ذلك . أما أسلوب الشتم والسب فلا يصلح مهما كان الدافع ومهما كان الموضوع .

68- حتى تُؤتي دعوتُنا للناس إلى الدين والحق والعدل ثمراتها الطيبة كاملة غير منقوصة , يجب علينا أن نكون قدوة – في حدود الإمكان - لمن ندعوهم , وإلا كانت دعوتنا حجة علينا عند الله لا لنا , وكنا منفِّرين عن الدين لا داعين إليه .

69- حتى لا يذِلَّ العلماء ( ومن يريد أن يتشبه أو يقتدي بهم ) أنفسَهم لأهل الدنيا , خاصة الحكام منهم :
- يجب أن يُربوا أنفسَهم على الرضا باليسير من الدنيا ومتاعها الزائل .
- ثم يجب أن يصرِفوا البعضَ من وقتهم الثمين في طلب الرزق الحلال .

70- أزمتنا في العالم العربي والإسلامي أولا وقبل كل شيء هي أزمة إنسان حاكم يخاف الله أو لا يخافه , وأزمة عقيدة وفكر ومبادئ متفقة مع شريعة الله أو متعارضة معها . ومن قال بأن أزمتنا اقتصادية بالدرجة الأولى إما جاهل لا يفهم شيئا لا من الدين ولا من السياسة ولا من الاقتصاد , وإما مخادع نسأل الله لنا وله الهداية . وإذا قال لنا قائل :" أنتم متعصبون لله ولشريعته " فإننا نقول : " متعصبون ومعتزون والحمد لله بهذا التعصب ".

يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
28-02-2013, 05:19 PM
71- للأسف نحن في زمان المؤمنُ الصادق لا ينتبه له أحدٌ وكأنه ليس إنسانا ويعيش غالبا فيما يشبه القبرَ , أما الساقط والعاصي والفاجر و... والكافر فمرفوع فوق هامات الناس بأمرٍ من حكامنا بطبيعة الحال ويعيشُ غالبا في القصور أو فيما يُشبهها , ولقد جاء في الأثر: ( الدنيا سجنُ المؤمنِ وجنةُ الكافرِ ) . وإذا أردت أن تعرف قيمة الدين في أمة فانظر إلى موقف حكامها من شخصين :
- أحدهما سبَّ علانية اللهَ ورسولهَ .
- والآخر سبَّ - ولو أمام قلة قليلة من الناس- رئيس الجمهورية مثلا .
72- يا مَن تتزلفْ للحكام الظلمة ( والتزلف لا يكون عادة مع الحاكم العادل ) توقف , واعلم أن :
- أن هذا الحاكم –مهما كان- لا يملك من أمره ولا من أمرك شيئا لأن الله هو صاحب الأمر.
- أن الحكمَ لو دام لغيره ما وصل إليه .
- أن هذا الحاكم سيقضي بك حاجاتِه ثم يرميك , كما تُرمى القشور غير مأسوف عليها .
- أن الإنسان –أي إنسان-لن يحترمَ إلا أصحابَ المبادئ الثابتين عليها حتى ولو كان يُخالفُهم فيها وحتى ولو كان يحاربُهُم بسببها .
ثم اذكر قول الله عز وجل : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكم النارُ ) .
73- قال الشيخ عمر التلمساني رحمه الله :"إنني أفضل -سواء كنت مصيبا أو مخطئا- أن يكون كلام الدعاة بلا مقابل , فذلك أدعى لاحترامهم وأدعى لأن يكون الكلام يُبتغي به وجهُ الله .
74- قال الحسن البصري:" الظالمُ سيفُ الله ينتقمُ ( اللهُ ) به ثم ينتقم ( اللهُ ) منه .
75- إن ثورة الجزائر هي ثورة انتفاضية رائعة , لكن بقي عليها أن تبقى بعد الاستقلال يقظة فكرية وعلمية ودينية منظمة حتى نستطيعَ أن نسميها بحق " ثورة" . لكن للأسف وقع بعد الاستقلال ما لم يكن في حسبان شهداء الثورة الذين ماتوا من أجل دولة جزائرية ديموقراطية مبنية على أساس المبادئ الإسلامية ‍. والشعب المقتدرُ ليس هو الذي يقوم بثورة رائعة فحسب , بل المقتدرُ هو الذي يعمل إلى جانب ذلك من أجل المحافظة على قيمها ويعرفُ كيف يستفيد من تضحياته فيها .
76- الرجل المثقف الشعبي هو الذي يُسخِّر ثقافته في خدمة الشعب ولو صدمَه , وليس هو الذي يتظاهرُ بالتواضع الكاذب أمام الشعب وقلبُه نائم وغافل لا يعرف الألمَ الذي يعيشه الشعبُ ولا يريد أن يعرفَه .
77- إن رحابة الصدر واتساع الأفق مطلوبان في هذه المرحلة التي دخلها المشروع الإسلامي وفي كل مرحلة . وهما ليسا مطلوبين مع أنصار الحل الإسلامي فحسب وإنما مع خصومه أيضا .
78- إذا أردت أن تكسبَ حبَّ الناس ورضاهم وتحتلَّ مكانةً راقيةً بينهم فالتزِم بما يلي :
* عدم مجادلتهم في أمور ترى أنهم لن يتنازلوا عنها مهما يكن .
* الزهد فيما في أيديهم من مال ومتاع .
* الصراحة معهم دون إحراج أو تجريح ,لأن الناسَ يحبون الرجلَ الصريحَ الهادئَ .
* اجتناب الإكثار من التحدث عن نفسك أمامهم وعن نجاحاتك بإطناب حتى لا تُشعرهم بالنقصِ فيحقدوا عليك ويحسدونك .
* لا تزرْهم وقتَ غضبِك و انقباضِك .
79- الجزائر بلد من أعظم بلدان العالم العربي والإسلامي , وهي بلد المعجزات
( أو الخوارق ) كما يُقال . هذا صحيح وثورة المليون ونصف المليون شهيد ضد المستعمر الفرنسي الصليبي الحاقد أحسنُ دليل على ذلك . لكن للأسف الشديد هذا الذي يقال عن جزائر ما قبل الاستقلال يمكن أن يُقال مثلُه عن جزائر ما بعد الاستقلال لكن بمعنى معاكس . وإلا فماذا نقول عن نظام :
- نادى عام 91 م أمام الدنيا كلها بأنه ديموقراطي ثم أدخل الجيش بعد ذلك بشهور من أجل إلغاء نتيجة من نتائج الديموقراطية والانتخابات . هذه ليست ممارسات ديموقراطية بل هي قمة الدكتاتورية . أما إذا كانت هذه هي "الديموقراطية" فلعنة الله عليها من ديموقراطية , وصدق من قال عنها بأنها " كفرٌ ".
- ثم قال هذا النظام بعد إلغاء الانتخابات مباشرة : " ألغينا المسار الانتخابي لكننا لم نلغ المسار الديموقراطي " وهذا كلام لا يمت إلى السياسة بصلة , إذْ ماذا يبقى من الديموقراطية إذا ألغيَ المسارُ الانتخابي , وإذا أسمينا هذا سياسة فقد فهِمنا عندئذ لماذا كان محمد عبده رحمه الله يقول " لعن الله ساسَ يسوسُ سياسةً ".
- نادى الحكام عام 91 م أمام الدنيا كلها بأنهم يقبلون باختيار الشعب مهما كان الفائز , فلما فاز مَن يخافون من محاسبته لهم أدخلوا من اختارهم الشعبُ السجونَ , وزعموا بأن الشعب لم يعرف من يختارُ ليمثلَه وقالوا للشعب " نحن نحب لك الخير يا شعب أكثر مما تحبه أنت لنفسك . نحن الأب والأم وأنت ولدُنا المدلل ,أو نحن الملكُ وأنت شعبيَ العزيزْ " . ألم أقل لكم بأنه صدق من قال بأن الجزائر " بلد المعجزات " .
إن الذي حدث في بلادنا لم يحدث بمثل بشاعته في بلد من بلدان العالم سواء الأول أو الثاني أو " العالم الثالث", ولا حتى في إسرائيل عدوة الله ورسوله وعدوة كل مؤمن !.
80- الديموقراطية الغربية فيها سيئتان أساسيتان تجعل منها ( إذا لم نخلصها منهما ) دخيلة على الإسلام والمسلمين , وهما :
ا- أن الحاكمية فيها للشعب في كل شيء بلا استثناء ,أما عندنا فالحاكمية لله ورسوله في الأصول , ولا حكم للشعب إلا في فروع الدين لا في أصوله .
ب- أن قاعدة الديموقراطية الغربية هي اللائكية أو العلمانية , أما في ديننا فالسياسة جزء من الدين والدين يحميها ويوجهها وفق ما يُحبُّ الله .

يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
07-03-2013, 05:33 PM
81- الذين صعدوا إلى الجبل في 92 م ثم هبطوا عام 2000 م :
ا- إذا كانوا قد صعدوا خوفا على أنفسهم من القتل أو النفي أو التعذيب أو التمثيل أو الإهانة أو..ثم نزلوا الآن ورجعوا إلى أهاليهم بعد أن أحسوا بأنهم آمنون-ولو مؤقتا- على أنفسهم .هؤلاء معذورون ولا حديث لي معهم بشرط أن يكونوا صرحاء .
ب-أما إذا كانوا قد صعدوا لله وللحق وللدين ولإرجاع الاعتبار لحزبهم ولإرجاع الانتخابات إلى ما بعد الدور الأول منها ولإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ولإرجاع العمال المضربين إلى عملهم ولإعادة الاعتبار للمتدينين وللشعب ولتحسين أمور المعيشة للناس و..وبكلمة مختصرة لتطبيق شريعة الله وإقامة الدولة الإسلامية .
إذا كانوا قد صعدوا من أجل ذلك-كما كانت شعاراتهم المرفوعة تقول منذ بداية 92 م وحتى حوالي عام 97 م –فلماذا هبطوا ؟! .
هناك جوابان أساسيان محتملان :
الأول: إذا قالوا :"حققنا قبل هبوطنا كذا أو سنحقق بعد هبوطنا كذا " فأقول لهم : " إما أنكم تكذِبون على أنفسكم وعلى ذقون الناس بهذه الطريقة , وهذا ما لا أحبه لكم ولا أتمناه لكم , وإما أنكم تقولون ما تؤمنون به بالفعل , وعندئذ عوضَ أن أقول عنكم - كما كنت أقول من سنوات- بأنكم "سذج لا تفهمون من السياسة إلا القليل" , أقول :"إنكم أغبياء في السياسة "وهذا ما لا أرضاه ولا يرضاه أحد لكم .
الثاني (وهو الجواب المتوقع) :إذا قالوا :"ضعفنا فاستسلمنا "فأقول لهم :"جواب جريء وشجاع , حتى ولو كانت الشجاعة هي شجاعة المعترف بضعفه ". ومع ذلك أستدركُ وأضيف : أجركم علمُه عند ربي , ونياتكم علمها عند ربي كذلك , لكن بالله عليكم حاسبوا أنفسكم واسألوا العلماء ثم ارجعوا لتسألوا عقولكم وقلوبكم مرات ومرات هذا السؤال:
"أليست لكم أنتم كذلك (طبعا في المرتبة الثانية بعد مَن ألغى الانتخابات) مسؤولية أمام الله ثم أمام الناس عن مئات الألوف الذين ماتوا خلال 8 سنوات تقريبا ".
وحتى الذين ماتوا من إخوانكم من سنوات. ألا تخافون أن يسألوكم :"من أجل ماذا مِتنا ؟ ألم تخونوننا ؟ "وحتى أهاليهم ( زوجات وإخوة وأخوات وآباء وأمهات و.. ) أليس من حقهم أن يسألوكم وأن يطرحوا عليكم نفس السؤال : "من أجل ماذا مات من ماتَ مِنا ؟ ألم تخونوه ؟ ".
إنه من السهل جدا أن يقول المرء:"أخطأتُ" في مسائل أخرى ليس فيها إزهاقُ أرواح وليس فيها ترويع لآمنين وليس فيها ..أما في مسألة وقع فيها كلُّ ذلك وأكثر فقد تُقنعون بعضَ الناس بهذا العذر لكنني أخاف أن لا تُقنعوا به أغلبيةَ الناس ولا عالما من العلماء ولا تستطيعوا الاعتذار به أمام ربكم يوم القيامة .ومن خاف عليكم-يا إخوة الإيمان- فقد أحبَّكم وأحبَّ لكم الخير مهما كان قاسيا عليكم. أما إذا رأيتم أن مَن نصحكم فقد كره لكم الخيرَ ,فأنتم وشأنُكم وحسبي أنني نصحتُ والله أحبُّ إلي منكم ومن النظامِ ومن الدنيا جميعا .
لو أنكم حققتم ولو شيئا بسيطا لقلنا :"مات من مات من أجل ما حققتم" لكنكم لم تحققوا شيئا مهما كان بسيطا , بل الجزائر اليوم هي أسوأ بكثير من جهات عدة من جزائر ما قبل 10 سنوات .
82-هذا سؤال مهم جدا موجه لكل إخواننا الذين صعدوا إلى الجبل عام 92 م (يُستثنى فقط منهم الذين أشرت إليهم في مسألة سابقة والذين يقولون بأنهم صعدوا هروبا من الموت فلما أمِنوا هبطوا) : "إذا كنتم قد صعدتم بحق فلماذا هبطتم ؟ وإذا كنتم قد هبطتم بحق فلماذا صعدتم ؟ ".
أما أن تقولوا بأنكم صعدتم بحق ونزلتم كذلك بحق فهذا جواب لا يمتُّ إلى الحق والعدل ولا إلى الدين والسياسة ولا إلى العقل والمنطق بصلة , ولا أظن أنكم تستطيعون أن تقنعوا به إلا بعضَ المقدسين لكم (وهم قلة إن شاء الله)والذين يُغلقون عقولهم قبل أن يسمعوا منكم أو عنكم.
83- تمنيتُ لو أنكم قبل صعودكم إلى الجبل من أجل أن تَقتُلوا أو تُقتَلوا , اعتمدتم على فتاوى علماء لا على عالم واحد فقط (علماء أحياء لا أموات أجمعت الأمة على وضع الثقة فيهم يقولون لكم بصراحة بأنه يجوز لكم أو يجب عليكم رفع السلاح ومقاتلة رجال النظام الكبار والصغار ومن له أية صلة بهم ولو من المدنيين في جزائر 1992 م ) . قال لي أحد الشباب في بداية 92 م بأن "علي بلحاج " ربما أفتى لهم بجواز أو بوجوب ذلك , فقلت له :"إذا حدث هذا بالفعل فإنني أعتبرُ مجرد سماع الفتوى من أخينا علي بلحاج في مسألة مصيرية مثل هذه يمكن أن يُعتبَر جريمة . لماذا ؟ ببساطة لأن علي بلحاج مدرِّس وداعية وله إن شاء الله حسنات وحسنات , لكنه بكل تأكيد ليس عالما فقيها ولا هو قريبٌ من العالِم الفقيه . هذا إن أردنا أن نحكِّم العقل والعاطفة معا , أما إذا أراد إخواني أن يُحكِّموا عاطفةً مناقِضة للعقل فأنا لست مستعدا لأن أسايرهم في ذلك .
84- لأنني لا أريد أن أساير إخواني- مهما كان عددهم وكان علمهم وكانت شهرتهم وكان تعلق الناس بهم- فيما أرى أنهم مُخطئون فيه أو مُبطِلون , فإنني قلتُ للبعض منهم في نهاية الثمانينات :" أنا أخاف إذا وصلتم إلى الحكم- وأنتم على نفس التعصب الذي عليه بعضكم اليوم - أن أكون أنا أولُ واحد تُدخلونه إلى السجن !".
85- من غرائب السياسة في بلادنا أن النظام الحاكم ألغى انتخابات 91 م واعتذر للشعب بأن الجبهة الإسلامية لو وصلت إلى الحكم ستقود البلاد إلى الهاوية . والاعتذار"بايخ" من جهات عدة منها :
- أنتم بذلك تدَّعون أنكم تعلمون الغيب ,والمعروف أنه لا يعلم الغيب إلا الله .
- إذا كنتم تعلمون الغيب فلماذا أعطيتم هذا الحزب الاعتماد قبل ذلك ؟
- كيف تقولون هذا عمن يرفعُ شعار الإسلام ولا تقولون مثله أو قريبا منه عن أعداء البلاد والعباد من العلمانيين واللائكيين والفرنكوفونيين والشيوعيين وعن "حزب فرنسا" . أهذا هو العدل ؟! أهذه هي الديموقراطية ؟! أهذه هي التعددية ؟!.
- إذا كان عند الإسلاميين من السيئات ما عندهم فهل أنتم خير للشعب منهم ؟!
- إذا قلتم بأنهم لو وصلوا إلى الحكم لن يسمحوا بالتداول على الحكم أو لن يسمحوا للائكيين بالحكم حتى ولو انتخب عليهم الشعبُ , لكن المعلوم هو أن الشيخ "عباسي مدني"- أطلق الله سراح جميع المظلومين مثله - وهو الناطق الرسمي للجبهة أعلن أمام الشعب الجزائري كله ومن خلال التلفزيون بأنه سيسمح حتى ل "سعيد سعدي" بالحكم إن انتخبه الشعبُ فقال له الآخر : " أما نحن فلن نسمح لكم بذلك !".
وبالفعل لقد كان "سعيد سعدي" بعد فوز الجبهة مباشرة من أول المنادين بإلغاء نتائج الانتخابات , وقال المقولة المشهورة التي لا تحتاج إلى أي تعليق :" أنا ديموقراطي وأنا مع تدخل الجيش لإلغاء الانتخابات " .
- أيهما أحسن ؟! أن يُحكم الشعبُ من طرف ناس انتخبهم هو بنفسه ( حتى ولو كان الشعب مجنونا وحتى ولو كان أفراد الجبهة الإسلامية يهودا أو نصارى ) أو أن يُحكمَ من طرف عصا وبندقية - حكمته منذ الاستقلال وما زالت تحكمُه - بدون أي اختيار منه ؟!
- إذا ربطتم الحكمَ بنية الحاكم التي لا يعلمها إلا الله , فلن تسمحوا لأحد أن يَصل إلى الحكم لأنكم ستقولون لكل من لا يعجبكم أو من ينافسكم أو من يُفضِّله الشعب عليكم أو من تخافون عليه أن يحاسبَكم ,ستقولون :" لن نسمح له بالحكم لأن نيته تدمير الجزائر "!!!. قولوا بالله عليكم يا حكام ويا ناس ما الذي يبقى إذن بهذه الطريقة من الديموقراطية أو من الشورى؟!.
لا يبقى شيءٌ بكل تأكيد.


86- طيلة الثماني سنوات الماضية ( من 1992 وإلى 2000 م ) أخبرنا النظام بمئات وآلاف الجرائم البشعة التي ارتُكبت في حق الجزائريين وينسبها دوما إلى جهة واحدة هي" الجبهة الإسلامية أو الجيش الإسلامي للإنقاذ " , بدون دليل ولا برهان . وإذا كانت السياسة النجسة تقبل بهذا فإن بديهيات العقل والمنطق والشرع يقول بأن الأصل فيما يقول النظام ليس صدقا (حتى ولو كان صدقًا في بعض الأحيان) إلى أن يثبت العكسُ مادام الطرف الآخر ليس مسموحا له أن يدافع عن نفسه . ولنذكر جميعا أن حبل الكذب قصير بإذن الله , والأصل أن الإنسان (سواء كان إرهابيا أم لا , مسلما أو يهوديا ) بريء حتى تثبت إدانته .
صحيح أن السياسة في بعض الأحيان تقول خلاف ما أقول , لذلك فإنني مع السياسة ما اتفقت مع مقتضيات العقل والشرع وأضعها عندئذ على رأسي وعيني , أما إذا كانت السياسة مناقضة لمقتضى الشرع والعقل فلا بارك الله فيها ولا أتمها الله , وأعتزُّ عندئذ عندما يقال لي بأنك لست سياسيا !.
87- مئات الألوف ماتوا في الجزائر خلال ثماني سنوات,وما وقع مما هو دون الموت كثير وكثير . أما الذين يعترف الجيش الإسلامي للإنقاذ بأنه قتلهم فأمرُهم واضح , وقد أشرنا لهذه المسألة من قبل . وأما الآخرون فمن قتلهم بالفعل ( لا كما تقول وسائل إعلام النظام ) من قتلهم بالفعل ؟! ما أعظم السؤال وما أصعب الجواب , إلا على من قتل بالفعل ؟!
وما أعظم المسؤولية أمام الله أولا ثم أمام التاريخ والناس ثانيا ؟!.
لكنني أقول للقتلة : " كونوا على يقين بأن الله سيكشِف عنكم حتما بإذنه سبحانه إن آجلا أو عاجلا . كيف لا ورسول الله يخبرنا أن زوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق . وكما يقول المثل عندنا في الجزائر " يا قاتِل الروحْ وِين تْروحْ ".

يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 07-03-2013 الساعة 06:12 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
13-03-2013, 11:20 AM
88- طيلة الثماني سنوات الماضية كان الشرطي بصفة عامة ضحية وكذلك كان الدركي والجندي ,وكذلك كان من يسميه النظام "إرهابيا"كان ضحية ,أما الذين لم يكونوا ضحايا وكانوا سبب الأزمة الأول وكانوا بعيدين جدا عن ساحة القتل والقتال فهم الكمشة القليل عددها والكبيرة عدتها الذين كانوا من وراء إلغاء انتخابات 91 م والذين حكموا الجزائر منذ الاستقلال ومازالوا يحكمونها للأسف الشديد ,لم يُمَسُّوا بأدنى سوء طيلة السنوات الماضية مع كل ما أصاب الجزائرَ وشعبَها .


89-الإسلام سيحكم الجزائر والدنيا كلها إن عاجلا أو آجلا أحبَّ من أحب وكرهَ من كره .هكذا أراد الله وقضى "ولا راد لقضاء الله ":(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ). والغريب أننا سمعنا في يوم من الأيام في التلفزيون الجزائري مذيعا يسأل قائدَ حزب من الأحزاب الإسلامية :"لماذا لا يقبل "الفيس" التخلي عن مطلبه بإقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية ؟" غريبٌ وغريب جدا أن يُطرح سؤالٌ كهذا من خلال مذيع لتلفزيون دولة تقول بأن دينها هو الإسلام .إن علماء الإسلام اتفقوا قديما وحديثا (بمن فيهم الذي التقوا في الجزائر في ملتقى فكر إسلامي منذ سنوات وكان موضوعه في ذلك العام شمولية الإسلام لجميع جوانب الحياة ) على أن السياسة من الدين,وعلى أن الدين عقيدة وعبادة ومنهج حياة,وعلى أن الدين فيه سياسة واقتصاد واجتماع ,وعلى أن الدين لا معنى له بدون سياسة,وعلى أن الله لا قيمة له إذا خلق الخلقَ وقال لهم :"صلوا لي خلال ساعة في اليوم أو أكثر قليلا,ثم افعلوا بعد ذلك ما بدا لكم في سائر اليوم ".فإذا تخلى الحزب الإسلامي أو المسلم عن المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية أو بإقامة الدولة الإسلامية فلم يبق له من السياسة شيء ولم يبق له من الدين إلا القليلُ .


90-من أسباب ظهور أو نشأة ما يسمى بالإرهاب في العالم العربي والإسلامي:
أولا:- جهل الحكام بالإسلام .
ثانيا:- حقد الحكام على الإسلام وعلى المسلمين والمواطنين الذي يلتزمون ولو التزاما بسيطا بالدين وتعاليمه , إلى درجة أن الناس خاصة في السنوات الأخيرة أصبح الواحد منهم يخاف حتى من أي حديث عن الإسلام,كما يخاف أن يصلي أمام الناس ,أو يخاف الرجل أن يُعفي لحيته مثلا , أو تخاف المرأة أن ترتدي حجابا,وفي بعض الثكنات أو الوحدات أو المدارس العسكرية تكاد لا تجد أحدا يصلي على الملأ فإذا صلى قد يُعاقَب بطريقة أو بأخرى أو قد يُحرَم من الكثير من حقوقه المادية و..أما أن تزني وتشرب الخمر وتسب الله ورسوله وتعلن ولاءك للغرب الكافر أو للشرق الملحد أو أن تفعلَ كذا أو تقول كذا مما حرَّم الله .
فلا بأس عليك بل إنك أنت التقدمي الذي يحق لك أن تعيش , و.. ماذا أقول وماذا أدع ؟‍
ثالثا:- الممارسات البشعة والتعسفية التي يمارسها بعض رجال النظام (وليس صحيحا ما يُقال بأنها أخطاء بل لا يمارسها من يمارسها إلا بعد أن يكون قد تلقى الضوء الأخضر من الأعلى,لأنها وقعت بالأمس القريب والبعيد, وفي أغلب ولايات القطر,ومن طرف مسؤولين صغار وكبار,ومع كثيرين و..) ضدَّ الشعب المغلوب على أمره وضد أبناء التيار الإسلامي الذين ذنبهم الوحيد غالبا هو أنهم قالوا: "لا" للباطل وأرادوا أن يُحكموا بشريعة الله .
رابعا:-عدمُ تطبيق نظام الحكم للقوانين الإسلامية في شؤون الحياة المختلفة,وعلى الضد جلبُ كل قوانين الدنيا المنحرفة والكافرة وتطبيقها أو محاولة تطبيقها على الشعب المسلم البريء .
خامسا:-رفع النظام لكل ساقط ومنحرف في مراتب المسؤولية المختلفة وتركه يكسب من الأموال والمتاع ما يشاء وكيفما يشاء .أما المؤمن الذي يخاف الله فإن عليه أن يحمد المسؤولين لأنهم سمحوا له على الأقل أن يشرب الماء ويتنفس أكسجين الهواء ولا يجوز له أن يتمنى أن يعيش كما يعيش الناس أو المؤمنون,لأن بطن الأرض أولى له من ظهرها .
سادسا:-عدم تحقيق النظام الحاكم للعدل بين الناس .ولا والله لن يتخلص نظام في الدنيا (مسلم أو كافر) من الإرهاب ما دام لم يحقق العدلَ بين الرعية ,فاسمعوا يا حكام وعوا !
سابعا:-الحالة الاقتصادية والمعيشية المتردية لأغلب الجزائريين في مقابل كمشة قليلة جدا من الأثرياء الكبار جدا الذين لم يكسِبوا ما كسبوا إلا على ظهر الشعب وجهده وعرقه ووقته ,وهذا مما هدفت شريعة الإسلام إلى إلغائه في المجتمع الإسلامي : (كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم ). وليس صحيحا بالمَرَّة ما يُقال أن الناس إذا شبِعوا توقفوا عن المطالبة بتحكيم شرع الله , فنحن بإذن الله نريد أن نُحكم بشرع الله جُعنا (بشرط أن يَجوع كلُّنا ) أم شبِعنا (فيشبع جميعُنا).هذا فرض علينا كما أن الصلاة والصيام فرض علينا .

يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: فوائد وفوائد من مدرسة الحياة ( مئات الفوائد ):
17-03-2013, 03:07 PM
91- إن رئيس حزب إسلامي حرِصَ منذ أن تم اعتماده وحتى الآن على أن :
أولا :- يُسمي نفسه " معارضة " ويعارض المعارضةَ أكثر مما يُعارض النظامَ . وإذا كان بذلك يريد أن يُرضيَه عنه فلن يرضى إلا إذا تبرأ من شريعة الله صراحة بالقول وبالفعل .
ثانيا :- يُسمي نفسه " معارضة إسلامية " ويعارض المعارضةَ الإسلامية أكثر مما يُعارضُ المعارضة الشيوعية أو العلمانية أو ... وإذا كان بذلك يريد أن يُرضيَها عنه فلن ترضى إلا إذا تبرأ من الإسلام والمسلمين صراحة بالقول وبالفعل .
ثالثا :- ينتقدُ الإسلاميين أكثر من انتقاده للنظام الحاكم . وإذا كان يسمي هذا هوَ أو البعض من أتباعه " حِكمة " , فإن هذه الحكمة غريبة عن الإسلام ودعوته وشريعته ( وهو شخص أشهدُ أنه مُطَّلِعٌ على الدين لكنه للأسف يخونُ في الكثير من الأحيان ما يعرفُه من هذا الدين ) , وهي حِكمةٌ ملعونةٌ لا خير فيها ولا بركة .
رابعا :- ينتقد عنفَ الإسلاميين أكثر من انتقاده لعنف السلطة الحاكمة .
خامسا:- ينتقد الإسلاميين الذين قد ينحرفون في بعض الأحيان عن مقتضيات الدين والسياسة الإسلامية الرشيدة , ولا ينتقد السلطة الحاكمة التي تستعمل كل ما أوتيت من قوة من أجل أن تبقى هي فقط في الحكم ومن أجل أن يحكم الجزائرَ كلُّ شيء إلا أن تحكمَها شريعةُ الله
سادسا :- يزعم أنه ديموقراطي ثم يزكي تدخلَ السلطة من أجل إلغاء الانتخابات التي فاز بها حزبٌ مثلُه يريد أن يحكمَ الجزائرَ بما أنزل اللهُ كما يريد هو .
سابعا:- لم يعترف بالجناح العسكري للجبهة الإسلامية ( مع أنه كان موجودا بالفعل ويملأ سمعَ الدنيا وبصرَها , أما الآن فقد مات بعد أن سلَّم سلاحَه وهبط من الجبل ) إلا بعد أن اعترفَ به النظامُ الحاكمُ عندنا في الجزائر. والقائمة طويلة وعريضة .
إن رئيسَ حزبٍ من هذا النوع ( ولا أتحدث عن الأتباع الذين منهم أصحابُ عقول شبه نيرة ومنهم من ألغوا عقولهم ووضعوا أنفسهم أمام هذا القائد كالميت أمام مُغسِّله يفعل به ما يشاء وكيفما يشاء ) يمكن أن أسميه بأية تسمية إلا أن تكون "رئيس حزب سياسي معارِض للنظام " ولا أقول "رئيس حزب سياسي إسلامي مُعارِض للنظام " , لأنني لا أدري أين هو الإسلام الذي يسمح له بأن يسير على المنهج الذي يسير عليه منذ تم اعتماد حزبه وحتى الآن .
نسأل الله لنا وله الهداية , ولنا ولأتباعه البصيرة – آمين -.

92- البعض ممن صعد إلى الجبل من الإسلاميين يتحدث منذ سنوات عن الجبهة الإسلامية وعن الجيش الإسلامي للإنقاذ وكأن الإسلاميين وصلوا إلى الحكم . واعتمدوا في ذلك على :
ا- جهلهم بالسياسة ولو فهموا الدين . ومن مظاهر هذا الجهل اعتمادهم على الوعود التي قُدمت لهم من طرف من كانوا يتفاوضون معهم من رجال النظام , بأن يُقدموا لهم وللشعب وللإسلام كذا وكذا وبأن يتنازلوا لهم عن كذا وكذا , ولقد أنساهم جهلُهم الفضيع بالسياسة أن الذي لم يصدُق معهم مرة ( مثلا حين أعلن أنه سيحترم إرادة الشعب ولم يحترمها ) مستعدٌّ لأن لا يصدُق معهم مائة مرة , وأن الذي أخلف في وعده مرة مستعدٌّ لأن يُخلف بعد ذلك في وعوده مائة مرة , وأن الذي لا يخاف الله يمكن أن يفعلَ كلَّ شيء .
ب- وعلى قوتهم التي لم يُقدروها حقَّ قدرها .
ج- وعلى الاستهانة المُبالغ فيها بقوة النظام .
ثم في لحظة من اللحظات نزل مِن الجبل مَن صعد إليه من قبل بدون أن يحققوا شيئا إلا أن يكون هو "عفو النظام عنهم وتسامحه معهم " و" إعلان النظام عن استعداده لتقديم فتات من المال لهم في نهاية كل شهر" بشكل مؤقت أو دائم لا أدري !. وأصبح الكثير من أفراد النظام ومن الشعب كذلك ينظرون إليهم خاصة منهم الذين لم يندمجوا بسرعة مع الشعب , على أنهم " طاشوا " ثم " تابوا " . وخطؤهم الأكبرُ أنهم تسرعوا ودخلوا عام 92 م في معركة مع النظام غير متكافئة من كل النواحي .

93- ومن مظاهر الجهل الكبير عند إخواننا بالسياسة- مهما طال أو قَصُر خوضُهم لغمارها - قولهم أيام زمان قبل الانتخابات الرئاسية بأن " أحمد طالب الإبراهيمي " هو الذي سيكون رئيسا للجمهورية بعد الانتخابات مباشرة . لقد كنتُ أقول للبعض من أتباعهم في ذلك الوقت
" هل سيكون رئيسا للجمهورية بإرادة الشعب أم بإرادة اتفاق بين النظام والجبهة الإسلامية ؟"
* فإذا كان ذلك بإرادة الشعب فأنتم واهمون وسُذَّج سياسيا , لأنه كما لم يُسمح للشعبِ أن يقول كلمتَه من قبل ( أو سُمحَ له ثم ألغاها النظام له وكأنه ما قالها ) فلن يُسمحَ له أن يقولها اليومَ كذلك .
* أما إذا كان ذلك فقط بمقتضى الاتفاق بين النظام والجبهة الإسلامية ( أو الجيش الإسلامي للإنقاذ ) فأنتم مُخطئون وخاطئون في نفس الوقت :
ا- مخطئون لأنكم صدَّقتم من لا يليق بكم تصديقُه .
ب- وخاطئون لأنكم بذلك تُصبحون دكتاتوريين مع النظام قبل أن تصلوا إلى الحكم , فماذا ستفعلون بنا إذا وصلتم إليه ؟ وإلا فكيف تفرضون على الشعبِ شخصا من الآن- مهما كانت قيمته - وقبل موعد الانتخابات , وأنتم لا تعلمون يقينا لمن يُعطي الشعب كلمتَهُ ؟. إن هذه دكتاتورية مناقضة تماما لكل قواعد الديموقراطية والشورى على حد سواء .

94- ومن مظاهر السذاجة السياسية عند إخواننا أنني كنت أقول لهم بين الدور الأول والثاني من انتخابات ديسمبر 91 م بأن هناك احتمالا كبيرا ( وقلتُ هذا في محاضرة قدمتُها في قاعة السينما بميلة ) لأن تُلغى نتائجُ الانتخابات بطريقة أو بأخرى :
- سواء بِقتل الرئيس .
- أو بإقالتِه .
- أو بإلغاء التعددية مهما كانت شكلية والرجوع الصريح إلى نظام الحزب الواحد .
وكان البعض من الإخوة يقولون لي بأنك متشائم ... ثم حدث بعد ذلك بأيام ما هو معروف ومُحزِن ومُؤسِف .

95- قد يُلام الإسلاميون- من جهة الشرع - عما وقع من 92 م وإلى اليوم من قتل و... أكثر مما يُلام النظام , على اعتبار أنهم يعرفون الله أكثر من غيرهم , ويعرفون الدِّين أكثر من غيرهم , لأن المعلوم أن الذي يعرف الدينَ ويخالفُه قد يكون إثمه عند الله أعظمُ من الذي لا يعرف الدينَ ويُخالفُه .
وقد يُلامُ النظام على العكس - من جهة السياسة - عما وقع أكثر مما يُلام الجيش الإسلامي للإنقاذ , من جهة أن النظام الحاكم نظامٌ فعلي له قوانينه ودستوره وهو معترف به من دول العالم كله , أما الإسلاميون فعلى الضد ليس لهم شيء من ذلك كله : ليس لهم إلا الخوف من الله إن وُجد استقاموا وإن لم يوجد اعوجوا . فمن هذه الناحية يُلام النظامُ أكثر بكثير من
" الفيس" كما يسميه بعضهم .

يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 04:37 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى