الموقع الجغرافيوالمناخ
بين تنوع الطبيعة و تنوع التضاريس...
تقع ولاية المدية في الأطلس التلي على بعد ثمانية و ثمانون (88) كلم من العاصمة و تتربع على مساحة قدرها ثمانية آلاف و سبع مائة كلم مربع، من الناحية الإدارية تضم تسعة عشر (19) دائرة و أربع و ستون (64)بلدية، يحدها شمالا ولاية البليدة و جنوبا الجلفة و شرقا ولايتي المسيلة و البويرة و غربا و لايات عين الدفلى و تيسمسيلت و تيارت.
ولأن ولاية المدية مرتبطة بالشبكة الوطنية للطرق رقم واحد (01) و رقم ثمانية (08) و رقم أربعين (40) من الشرق و الغرب، و ثمانية عشر (18) ما بين مليانة و البويرة هذا ما رشحها لأن تكون حلقة الوصل بين منطقة الساحل و الهضاب العليا.
مناخها بارد شتاء و حار صيفا، و هي ترتفع عن سطح البحر ألف و أربع مائة (1400) متر تعرف بتساقط الثلوج كما تسمى بوابة الأمطار حيث تصل كمية الأمطار فيها من أربع مائة (400) إلى خمس مائة (500) ملم سنويا.
العادات و التقاليد
تمتاز المدية بإحياء الوعدات لأولياء الله الصالحين و تقام بالمناسبة عبر المداشر و القرى بما يسمى الطعمة و ترفق بألعاب الفروسية و الأنغام و المدائح و ذلك في مناطق معروفة في كل من حناشة و الشيخ سيدي بن عيسى بوزرة و المدية (العيساوة) و القلب الكبير (سيدي منصور بني معلوم) و زاوية الشيخ بسيدي الزهار و وعدة سيدي بلعباس بسي المحجوب و سيدي علي بالزاوية و حفل عيد العنب ببن شكاو و غيرها من المناطق التي تعرف بالعادات كقصر البخاري و عين بوسيف.
بالإضافة إلى الأعراس و التقاليد في العرضة و الزفاف، المحضر، الحزام، و غيرها من الولائم المصادفة للأيام الدينية و الموسمية.
أما عن الأكلات الشعبية فالمدية تتميز بالطبخ و الحلويات التقليدية نذكر منها: العصبان، الكسكسي، البركوكس، البغرير باللوز، حلوة العنب، الرب، المثقبة، المعارك، و غيرها من الأكلات الأخرى ذات الصلة العرفية بين العائلات.
الصناعات التقليدية و الحرف
تمتاز المدية بصناعات تقليدية و فنية معتبرة تمارس في المؤسسات التكوينية و لا زالت حتى بالمنازل، نذكر منها: المجبود، الأواني الطينية، الطرز، السراجة، الفخار (الخزف الصيني)، النقش على الخشب، صناعة الجلود، القشابية، النسيج، الحنبل)
و بخصوص الحرفيين في مجال الأعمال الحرفية، فهي في توسع مستمر و تساهم في النمو الإقتصادي و الإجتماعي للولاية
النسيج الصناعي
تتوفر الولاية على 37 منطقة للنشاط الصناعي و الإنتاجي موزعة عبر البلديات، و ثلاثة (03)مناطص صناعية هامة، هي:
-مركب المضادات الحيوية لصناعة الأدوية (صيدال المدية)
-مركب الصناعات الميكانيكية و المضخات بالبرواقية
-وحدة انتاج المحاصيل الزراعية بقصر البخاري
السياحة و الترفيه
معالم تاريخية من الماضي القريب..
يوجد عدد من المرافق السياحية و الترفيه من فنادق و مطاعم مصنفة (المصلى – المدية)، (موقورنو – البرواقية)، (مرحبا – قصر البخاري)، و كذا قاعات الشاي و حديقة للتسلية بتبحيرين، بالإضافة إلى قاعات ألعاب و منشآت رياضية و ثقافية، منها: متحف المجاهد، دار الثقافة، مراكز ثقافية و دور الشباب، مركب رياضي، قاعات متعددة الرياضات. زيادة إلى المشروع الثقافي الضخم للمسرح.
كما أن لولاية المدية رصيد ثري من الآثار و رثته من حضارات غابرة منها
· بلدية المدية: حوش الباي
· باب الأقواص: دار الباي المسماة دار الأمير عبد القادر
· منارة الجامع الأحمر
· ضريح سيدي البركاني
· بلدية قصر البخاري: القصر القديم
· بلدية الكاف الأخضر: مدينة أشير الإسلامية
· بلدية جواب: آثار الرابيدوم الرومانية
· بلدية سانق: مقبرة رومانية
و من كبار الولاية نذكر
العلامة محمد بن شنب
مولده و نسبه:
ولد يوم الثلاثاء 20 رجب 1286 هـ الموافق لـ 26 أكتوبر 1869 بمدينة المدية حي تاكبو.
هو محمد بن العربي بن محمد لأبي شنب، والده من أعيان الزارعين، جده لأبيه كان جنديا أيام الدولة العثمانية بالجزائر، و المعروف بالتواتر أن أجداده يعدون في المنشأ و الجنس لأتراك الأناضول
نشأته، علمه و أهم أعماله:
نشأ في حجر والديه موقرا و ذلك لما كان عليه من الكياسة و الإستقامة في الرؤى، ألحقه والده بالكتاب (المدرسة القرآنية) فأخذ القرآن عن شيخه أحمد برماق، بعد ذلك تعلم اللغة الفرنسية بالمدرسة الإبتدائية بالمدية و منه ارتقى إلى الثانوية (College).
- 1886: سافر إلى العاصمة و التحق بمدرسة المعلمين و منها تخرج أستاذا في اللغة الفرنسية و كان هذا بعد عامين
- 1888: عين معلما في وامري إلى غاية سنة 1892.
- 1892: عين بمكتب الشيخ إبراهيم فاتح الرسمي بالجزائر، و كان يتعلم في المدرسة العليا اللغة الإيطالية
- 1894: أحرز على الشهادة في اللغة العربية
- 1896: دخل في سلك طلبة البكالوريا فحصل على شهادتها الأولى، في نفس الفترة توجه إلى دراسة اللغة الأسبانية، الألمانية، اللاتينية، الفارسية و التركية، وكذلك تعرف على حبر يهودي فأخذ عنه العبرانية، و كان ملما بكل هذه اللغات
- 1898: عين استاذا بالمدرسة الكتانية في مدينة قسنطينة خلفا للعلامة عبد القادر المجاوي
- 1901: عين مدرسا بالمدرسة الثعالية بالجزائر
- 1903: أضيفت له دروس أخرى يلقيها بالجامعة
- 1908: ارتقى إلى رتبة محاضر بالجامعة
- 1920: انتخبه المجمع العلمي العربي بدمشق عضوا به فتحصل على الدكتوراه في الآداب بدرجة ممتاز
و في نفس السنة كذلك تحصل على الصنف الول من وسام جوقة الشرف "شوفالي" و كان يحمل نشان العلوم و المعارف
- 1924: عين رسميا أستاذا بكلية الآداب الكبرى في العاصمة عوض M.Colin
- 1925 : سافر على رأس لجنة امتحان البكالوريا و ديبلوم العربية إلى قسنطينة
- 1928: ندب لتمثيل الحكومة الجمهورية في مؤتمر معهد المباحث العليا المغربية بالرباط. و في جويلية من نفس السنة مثل الحكومة في المؤتمر السابع عشر للمستشرقين في مدينة أكسفورد، بالإضافة إلى كل ذلك كان شاعرا.
مؤلفاته:
من مؤلفاته ما يزيد عن خمسين كتابا في سائر العلوم خاصة العلوم الدبية و ذلك باللغتين العربية و الفرنسية منها:
- تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب
- رسالة في المنطق
- مجموع أمثال العوام في أرض الجزائر و المغرب
- رحلة الورتيلاني
- أبو دلامة، حياته و شعره
قالوا عنه:
- عبد الحميد بن باديس : لما عرفناه فقدناه
- الشيخ البشير الإبراهيمي: فقدنا بفقده ركنا من اركان العلم الصحيح و علما في أعلام التاريخ الصحيح
- أستاذه الشيخ عبد الحليم بن سماية : ما علمت في حياتي كلها معلما يرجع إلى تلميذه غيري و إنني معترف له بالفضل و النبوغ
- أستاذ احمد راسم : لقد كان معجما لغويا يمشي على وجه الأرض
- ماريتينو عميد كلية الآداب : إن كان بن أبي شنب قليل النظير في الجزائر فهو عديم المثال في فرنسا... و كانت حياته مما يضرب بها الأمثال لدى الحكومة الفرنسية
- المستشرق الفرنسي ألفريد : كان ابن ابي شنب مخلصا لدينه، و متمسكا بلباسه التقليدي، و لكي لا يتنكر لتقاليده الإسلامية لم ير من الواجب أخذ الجنسية الفرنسية مما يجبره على التخلي عن الشرائع الإسلامية و عن منزلته الشخصية.
وفاته:
وفاه الأجل المحتوم عن عمر يناهز 60 سنة، و هذا يوم الثلاثاء 26 شعبان 1347هـ الموافق لـ 05 فبراير 1929م و ذلك إثر مرض أدخله المستشفى. و ووري التراب رحمه الله بمقبرة سيدي عبد الرحمن بالجزائر العاصمة