رد: صورة الليل بين امرئ القيس وشيللي
23-08-2015, 06:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي / أحسن
جميلٌ جدًّا أن نقوم بمقارنة فطاحل شعراء ضادنا مع غيرهم من الثقافات والأجناس الأخرى.
وذلك لأخذ العبر والدروس.
وكذلك حتى نعرف للأدب العربي مكانته.
ففي مقارنتك هذه.
فإن كلّ من الشاعر الملك الضليل والشاعر shelley
فهناك بعض الامور تجمعهما
فامرؤ القيس حتى وأن أباه قد " ضيّعه " حين طرده
إلاّ أنه عاش حياة اللهو ومغازلة النساء ومعاقرة الخمر.
فإن شيللي كذلك من طبقة ارستقراطية عاش في رغد العيش.
حتى أنهما لم يعمرا طويلاً .
ولكن إن عدنا إلى ما كتب
وخصوصًا أننا نتناول معلقة ذي القروح وقصيدة ( To Night )
فالملك الضليل
فلو نظرنا بماذا بدأ به وهو يتكلم عن " ليله "
أنه استعمل ما يُعرف "بواو ربّ"
وكأنه يقول لنا:
" ورب ليل" كما أنه لا يأتي بعده ألا نكرة.
هنا الملك الضليل يتذمر من " ليله " الذي أرقه وارخى عليه بسدوله
فهو يريد أن يهرب من حالته تلك.
كما أشرتَ إلى ذلك أيها الأديب.
أمّا shelley فقد ابتدأ كلامه بـ To التي تفيد المآل، الذهاب إلى الغاية.
فالشاعر هنا لا يجد نفسه إلى عندما يستجد بالليل ليهرب من أحلام النهار التي كانت تخفيه
فالموج عند ذي القروح همومٌ بينما الاموج عندي shelley
إنما هي ترقبٌ وانتظار لما هو جميل.
وحتى لا أطيل.
أريد أن أقول لأخي / أحسن.
أننا لو تمعنا في النصين
نجد ما يُعرف بالتقابلية Contrastive أو لنقول الأسلوب التقابلي.
فالشاعران متفقان في المبنى ولكنهما مختلفان في المعنى والغرض والغاية.
وكما يعرف أخي أن
التقابلية عبارة عن اسلوبٍ تعبيري سواء كان لغويّا أو أدبيًّا أو فنيًّا يقوم على التضاد بين المعاني، وإبراز ذلك التضاد، أو ما يقال عنه مقابلة الشيء بالشيء من جنسه.
وهذا ما يجده المرء في فقرة الملك الضليل، وفقرة
shelley
أخي / أحسن
وجدتك قد حللت الفقرتين تحليلاً رفيعًا، من إنسان متمرسٍ وذي رصيدٍ أدبي كبير.
فبارك الله فيك.
ومنك نستفيد يا شهم.
تحياتي