رد: فقرة و عبرة
08-07-2020, 10:56 PM
من ذكريات طفولتي:
عدت من المدرسة إلى المنزل ..وككل الأطفال الذين هم في سني كنت أقضي الفترة باللعب حتى يحين وقت العودة في الفترة المسائية ..كنت ألعب مع ابنة عمي التي تدرس معي بقارورة ماء فارغة على أساس أنها كرة وهنا تدخل ابن عمي الأصغر مني بعامين محاولا أخذ القارورة منا ..فحملناها وهربنا لداخل المنزل ودخلنا إلى مطبخنا فهو الأقرب لنا وأغلقنا الباب بالمفتاح ورحنا نتحسس وجوده وصوته لكي نخرج مرة أخرى فأخذنا نطل من تحت الباب ومن جهة أخرى كان ابن عمي هو الآخر ينتظر خروجنا، فأحضر عصا حديدية وبدأ يمرر بها تحت الباب وفجأة أحسست بشيئ يدخل إلى عيني وشعرت بألم فضيع لقد فزعت من هول المنظر عندما نهضت ورأيت الدم ينزل من عيني ويداي كلها ملطخة ..عندها فتحت ابنة عمي الباب واتجهت مسرعة نحو أمي لتخبرها وأنا أيضا خرجت وراءها ..لقد تملكني الخوف أكثر عندما رأتني أمي لتصرخ صرخة أليمة ..أحسست أني قد فقدت عيني كليا، نعم حتما فالعصا الحديدية التي دخلت بعيني ستحرمني النظر!؟ وما نظرة الآخرين لي إلا تأكيد على ذلك ..كانت أمي تنظف لي من الدم وتبكي من شدة الخوف علي والتف الجميع حولي والكل يطلب مني أن أحاول فتح عيني للتأكد من أنني لم أفقد البصر وأنا كنت أشعر بالصداع والألم الشديد..بعدها قامت أمي بتنظيفها كلية ولفتها لي بشاش طبي وأشربتني الحليب الساخن و أخذتني لكي أنام ..في الحقيقة لم أحس على نفسي إلى أن رأيت أخواتي اللاتي عدنا من المدرسة ملتفين حولي ..
أما عيني فقد احمرت كلية ولم يعد هناك لون أبيض فيها والحمد لله لم أفقد بصري ..وشفيت عيني بعدها مع أنها كانت تحمر في بعض الأحيان
العبرة: أنه لولا ستر الرحمان لكنت اليوم فاقدة لعيني،
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيئ قدير"
التعديل الأخير تم بواسطة Ayate.dz ; 08-07-2020 الساعة 11:06 PM