رد: العاشقة الخرساء.
23-12-2015, 08:12 PM
أول مرة أنتبه لهذه القصة ،رغم أن لها ثلاث سنوات، ما شاء الله على هذا الأسلوب القصصي.
صدقاً، هل أبقى الله من يكتب هكذا ؟؟!! – أستغفر الله وأتوب إليه-
خلت في بادئ الأمر ، أن هذه أحدى كتابات " مصطفى لطفي المنفلوطي " ، ولو لم تفصح من الأول أن هذه القصة مما خطه يراعك لما ساورني الشك لحظة أنها "للمنفلوطي".
سأعترف لك بشيء أخي الفاضل " علي قسورة الإبراهيمي" ، هو أني أغبطك على أسلوب سردك المشوق ، كما أخضع لفرط فصاحتك ، وحسن بيانك ، وجودة سبكك.
سأنصف أخي وأسليه ، أني لم أجد في القصة ما يخدش الحياء ، بل كل ما فيها هو حب عذري عفيف ، لا مجون فيها ولا خلاعة.
فما زالت قصة حب "جميل بثينة "- كما لا يخفى على شريف علمك - يضرب بها المثل في العفة ، ولم يتحرج العلماء من نقلها في كتبهم ، ولم يجدوا في ذلك بأساً.
قال سهلُ بن سعد الساعدي (أو ابنه عبّاس): لقيني رجلٌ من أصحابي، فقال: هل لكَ في جميلٍ فإنهُ ثقيل؟ فدخلنا عليه وهو يكيدُ بنفسه وما يخيّل إليّ أن الموتَ يكرثُه (يشتدُّ عليه) فقال: ما تقولُ في رجلٍ لم يزنِ قطُّ، ولم يشرب خمرًا قطُّ، ولم يقتُل نفسًا حرامًا قطُّ، يشهدُ أن لا إله إلا الله؟ فقلتُ: أظنُّه والله قد نجا، فمن هذا الرجل؟ قال: أنا. قلتُ: واللهِ ما سلمتَ (يُريد من الزنا) وأنت منذ عشرين سنة تنسب ببثينة، فقل: إنّي لفي آخرِ يومٍ من أيّام الدُّنيا، وأوّل يوم من أيام الآخرة، فلا نالتني شفاعةُ محمد صلى الله عليه وسلم إن كنتُ وضعت يدي عليها لريبة قطُّ. قال: فأقمنا حتى مات.
والنسيب في الشعر- كما تعلم - هو ديدن العرب منذ القديم ، ولم يتخلوا عنه حتى في ظروف ليس هو وقتها ، فهذا كعب ابن زهير رضي الله عنه صاحب قصيدة البردة "بانت سعاد" بدأها بالنسيب وهو في وضع كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه ، فهل لامه النبي ؟؟، بل ألقى عليه بردته وسُرّ به.
وهذا الشاعر " لقيط ابن يعمر الإيادي " بدأ قصيدته بالنسيب ، رغم أن موضوعها رسالة نصح وإرشاد يحذرفيها قومه من غزو كسرى :
يا دار عمرة من محتلها الجرعا ===== هاجت لي الهم والأحزان والوجعا
وهذا العلامة "ابن قيم الجوزية" قد ابتدأ قصيدته " النونية " بالنسيب رغم أن موضوعها هو عقائد اهل السنة ،وهذا مطلعها:
حكم المحبة ثابت الأركان*** ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أني وقاضي الحسن نفذ حكمها*** فلذا أقر بذلك الخصمان
وأتت شهود الوصل تشهد أنه*** حق جرى في مجلس الاحسان
فتأكد الحكم العزيز فلم يجد*** فسخ الوشاة اليه من سلطان
وأتى الوشاة فصادفوا الحكم الذي *** حكموا به متيقن البطلان
ماصادف الحكم المحل ولا هو** استوفى الشروط فصار ذا بطلان
فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرا *** بفساد حكم الهجر والسلوان
وحكى لك الحكم المحال ونقضه*** فاسمع اذا˝ يا من له أذنان
حكم الوشاة بغير ما برهان *** أن المحبة والصدود لدان
والله ما هذا بحكم مقسط *** أين الغرام وصد ذي هجران
شتان بين الحالتين فان ترد*** جمعا فما الضدان يجتمعان
يا والها هانت عليه نفسه *** اذ باعها غبنا بكل هوان
أتبيع من يهواه نفسه طائعا *** بالصد والتعذيب والهجران
أجهلت أوصاف المبيع وقدره*** أم كنت ذا جهل بذي الأثمان
واها لقلب لا يفارق طيره الأغـ*** صان قائمة على الكثبان
ويظل يسجع فوقها ولغيره *** منها الثمار وكل قطيف دان
ويبيت يبكي والمواصل ضاحك*** ويظل يشكو وهو ذو شكران
هذا ولو أن الجمال معلق*** بالنجم همّ اليه بالطيران
لله زائره بليل لم تخف*** عسس الأمير ومرصد السجان
قطعت بلاد الشام ثم تيممت*** من أرض طيبة مطلع الايمان
وأتت على وادي العقيق فجاوزت*** ميقاته حلا بلا نكران
وأتت على وادي الأراك ولم يكن*** قصدا لها فألا بأن ستراني
وأتت على عرفات ثم محسر*** ومنى فكم نحرته من قربان
وأتت على الجمرات ثم تيممت*** ذات الستور وربة الأركان
هذا وما طافت ولا استلمت ولا*** رمت الجمار ولا سعت لقران
ورقت الى أعلى الصفا فتيممت*** دارا هنالك للمحث العاني
أترى الدليل أعارها أثوابه** والريج أعطتها من الخفقان
والله لو أن الدليل مكانها*** ما كان ذلك منه في امكان
هذا ولو سارت مسير الريح ما*** وصلت به ليلا الى نعمان
سارت وكان دليلها في سيره*** سعد السعود وليس بالدبران
وردت جفار الدمع وهي غزيرة*** فلذاك ما احتاجت ورود الضان
وعلت على مين الهوى وتزودت***ذكر الحبيب ووصلة المتداني
ومعذرة على الإطالة وإنما أردت أن أنصف أخي وأسليه عما لاقاه. لذا أرجو أن تتكرم بإتمام القصة .
صدقاً، هل أبقى الله من يكتب هكذا ؟؟!! – أستغفر الله وأتوب إليه-
خلت في بادئ الأمر ، أن هذه أحدى كتابات " مصطفى لطفي المنفلوطي " ، ولو لم تفصح من الأول أن هذه القصة مما خطه يراعك لما ساورني الشك لحظة أنها "للمنفلوطي".
سأعترف لك بشيء أخي الفاضل " علي قسورة الإبراهيمي" ، هو أني أغبطك على أسلوب سردك المشوق ، كما أخضع لفرط فصاحتك ، وحسن بيانك ، وجودة سبكك.
سأنصف أخي وأسليه ، أني لم أجد في القصة ما يخدش الحياء ، بل كل ما فيها هو حب عذري عفيف ، لا مجون فيها ولا خلاعة.
فما زالت قصة حب "جميل بثينة "- كما لا يخفى على شريف علمك - يضرب بها المثل في العفة ، ولم يتحرج العلماء من نقلها في كتبهم ، ولم يجدوا في ذلك بأساً.
قال سهلُ بن سعد الساعدي (أو ابنه عبّاس): لقيني رجلٌ من أصحابي، فقال: هل لكَ في جميلٍ فإنهُ ثقيل؟ فدخلنا عليه وهو يكيدُ بنفسه وما يخيّل إليّ أن الموتَ يكرثُه (يشتدُّ عليه) فقال: ما تقولُ في رجلٍ لم يزنِ قطُّ، ولم يشرب خمرًا قطُّ، ولم يقتُل نفسًا حرامًا قطُّ، يشهدُ أن لا إله إلا الله؟ فقلتُ: أظنُّه والله قد نجا، فمن هذا الرجل؟ قال: أنا. قلتُ: واللهِ ما سلمتَ (يُريد من الزنا) وأنت منذ عشرين سنة تنسب ببثينة، فقل: إنّي لفي آخرِ يومٍ من أيّام الدُّنيا، وأوّل يوم من أيام الآخرة، فلا نالتني شفاعةُ محمد صلى الله عليه وسلم إن كنتُ وضعت يدي عليها لريبة قطُّ. قال: فأقمنا حتى مات.
والنسيب في الشعر- كما تعلم - هو ديدن العرب منذ القديم ، ولم يتخلوا عنه حتى في ظروف ليس هو وقتها ، فهذا كعب ابن زهير رضي الله عنه صاحب قصيدة البردة "بانت سعاد" بدأها بالنسيب وهو في وضع كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه ، فهل لامه النبي ؟؟، بل ألقى عليه بردته وسُرّ به.
وهذا الشاعر " لقيط ابن يعمر الإيادي " بدأ قصيدته بالنسيب ، رغم أن موضوعها رسالة نصح وإرشاد يحذرفيها قومه من غزو كسرى :
يا دار عمرة من محتلها الجرعا ===== هاجت لي الهم والأحزان والوجعا
وهذا العلامة "ابن قيم الجوزية" قد ابتدأ قصيدته " النونية " بالنسيب رغم أن موضوعها هو عقائد اهل السنة ،وهذا مطلعها:
حكم المحبة ثابت الأركان*** ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أني وقاضي الحسن نفذ حكمها*** فلذا أقر بذلك الخصمان
وأتت شهود الوصل تشهد أنه*** حق جرى في مجلس الاحسان
فتأكد الحكم العزيز فلم يجد*** فسخ الوشاة اليه من سلطان
وأتى الوشاة فصادفوا الحكم الذي *** حكموا به متيقن البطلان
ماصادف الحكم المحل ولا هو** استوفى الشروط فصار ذا بطلان
فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرا *** بفساد حكم الهجر والسلوان
وحكى لك الحكم المحال ونقضه*** فاسمع اذا˝ يا من له أذنان
حكم الوشاة بغير ما برهان *** أن المحبة والصدود لدان
والله ما هذا بحكم مقسط *** أين الغرام وصد ذي هجران
شتان بين الحالتين فان ترد*** جمعا فما الضدان يجتمعان
يا والها هانت عليه نفسه *** اذ باعها غبنا بكل هوان
أتبيع من يهواه نفسه طائعا *** بالصد والتعذيب والهجران
أجهلت أوصاف المبيع وقدره*** أم كنت ذا جهل بذي الأثمان
واها لقلب لا يفارق طيره الأغـ*** صان قائمة على الكثبان
ويظل يسجع فوقها ولغيره *** منها الثمار وكل قطيف دان
ويبيت يبكي والمواصل ضاحك*** ويظل يشكو وهو ذو شكران
هذا ولو أن الجمال معلق*** بالنجم همّ اليه بالطيران
لله زائره بليل لم تخف*** عسس الأمير ومرصد السجان
قطعت بلاد الشام ثم تيممت*** من أرض طيبة مطلع الايمان
وأتت على وادي العقيق فجاوزت*** ميقاته حلا بلا نكران
وأتت على وادي الأراك ولم يكن*** قصدا لها فألا بأن ستراني
وأتت على عرفات ثم محسر*** ومنى فكم نحرته من قربان
وأتت على الجمرات ثم تيممت*** ذات الستور وربة الأركان
هذا وما طافت ولا استلمت ولا*** رمت الجمار ولا سعت لقران
ورقت الى أعلى الصفا فتيممت*** دارا هنالك للمحث العاني
أترى الدليل أعارها أثوابه** والريج أعطتها من الخفقان
والله لو أن الدليل مكانها*** ما كان ذلك منه في امكان
هذا ولو سارت مسير الريح ما*** وصلت به ليلا الى نعمان
سارت وكان دليلها في سيره*** سعد السعود وليس بالدبران
وردت جفار الدمع وهي غزيرة*** فلذاك ما احتاجت ورود الضان
وعلت على مين الهوى وتزودت***ذكر الحبيب ووصلة المتداني
ومعذرة على الإطالة وإنما أردت أن أنصف أخي وأسليه عما لاقاه. لذا أرجو أن تتكرم بإتمام القصة .
دمت طيباً.
من مواضيعي
0 نصل أوكام أو مبدأ البساطة Pacimonie
0 مجامع النصارى منذ عهد قسطنطين.
0 سحر الجيروسكوب ( المدوار).
0 Kings and Generals أفضل موقع لعرض المعارك التاريخية الفاصلة.
0 "كنت ليلا مع أمير المؤمنين" إدريس أبكر.
0 وحي الرسالة للزّيات.
0 مجامع النصارى منذ عهد قسطنطين.
0 سحر الجيروسكوب ( المدوار).
0 Kings and Generals أفضل موقع لعرض المعارك التاريخية الفاصلة.
0 "كنت ليلا مع أمير المؤمنين" إدريس أبكر.
0 وحي الرسالة للزّيات.
التعديل الأخير تم بواسطة aziz87 ; 24-12-2015 الساعة 08:53 AM