من تفاهة بعضهم يكون السكوت أحيانا من ذهب ...
بعيدا عن دين الفقهاء من قبيلة حدثنا ، الذي اتضح أن شغلهم الوحيد هو دفع الناس الى قول الكلام الغليظ والعياذ بالله ، ودفعهم الى الكفر في أحد أشهر الحرم ، فهم تجردوا حتى من أبسط آداب الحوار ولو مع المسلم والله يقول : [ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل : 125].
والله جل وعلا قال مخاطبا رسوله الكريم :
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران : 159]
*وما غاظني سكوت المرأة نفسها عن هذا الفكر المهين لها في شرفها وعرضها وعملها باستثناء الأخت ( دائمة الذكر) التي صدعت بموقفها مما قيل ، حياها الله وزاد من فطنتها ، فالموضوع الذي فجر غيظهم لا يستدعي شحذ فكرهم الفقهي الذي صاغه فقيه القرون الأولى من عمر الإسلام ، بقدر ما يحتاج الى النظر برؤية الحاضر ، فنحن خلقنا لزمن غير زمنهم .
فقه جماعة حدثنا وفهمهم المسطح يقول في مجمله :
*المرأة المتبرجة زانية .
*المرأة التي تسوق السيارة كافرة.
*المرأة التي تتعلم في الجامعة فاجرة . .
*المرأة الطبيبة التي تلامس المريض وتفرج عن كربه مشكوك في دينها ؟.
*المرأة صاحبة الشركة التي تستقبل وتودع و تصافح ، بماذا سيصفها شرعنا ؟
* المرأة التي تلامس الجزر والخيار ... فاجرة .
* المرأة التي تقود الطائرة ....حرام حرام ايوه حرام .
* المرأة لا تحكم ، ( لم يفلح قوم ولوا امرهم امرأة ).
****هل المرأة محكوم عليها أن تكون للسرير وتربية الأولاد وتنظيف البيت .
أم أنها مؤهلة لمجابهة معترك الحياة كشقائق للرجال؟ .
*هل المسلسل الديني فيه ضم وعناق وارخاء للستور وكشف للنهود، هل المسلسل الديني موجه لنشر الرذيلة في المجتمع ؟ ، وهل كل من يمتهن التمثيل عاهر وزاني .؟ هل الرجال الممثلين في المسلسل محرضون على ذلك ؟ .
هل في صناعة المسلسل خلوة ؟ ..... فالمشاهد تصور بحضور الجميع من المخرج الى أبسط المعاونين ، هل يجوز أن نصف المرأة التي مثلت دورهند بنت عتبة مثلا بالفاجرة والزانية ؟
****تحريم امتهان المرأة للفن والتمثيل ، يستدعي العمل بالمثيل، تعود كل النساء لمخابئهن في البيوت لإرضاء الأزواج والإنجاب ..... تُفرغ المستشفيات من العنصر النسوي استبعادا للشبهات ، تعود المعلمات للبيت لأن عملهن فيه مخالطة مع المعلمين الذكور ، تفرغ الإدارات من النساء .... الخ الخ .
**حافلات لنقل الذكور وأخرى لنقل الإناث ، لا مخالطة لا سلام ولا كلام ،مدارس للذكور وأخرى للإناث ، مستشفيات خاصة بالنساء ، وأخرى للرجال لا مخالطة بينهما ، الشوارع نقسمها نصفين شارع للإناث وأخرى للذكور، ونفسه نفعله في الحافلات والقاطرات ، لا مخالطة حرام ، حرام ، حرام حرام ، اتقاء الفتنة واجب .
*هل تمثيل المرأة وسفورها وعملها جانب أخيها الرجل كاف لرميها باتهام الفجور والزنى والعياذ بالله ؟ وهل كلهن سواء ؟
*هل المرأة الماكثة بالبيت يعني أنها ملتزمة و غير فاجرة ولا ترتكب المنهيات والمحرمات ؟ أما أن النوعين فيهما الصالح والطالح .
***هذا النوع البشري لا يرى المرأة ألا في عورتها وفي مؤخرتها ، المرأة أعطاها الله عقلا ولبا ، المرأة تعمل في كل مجالات الحياة ، بما فيه التمثيل ، وليس كل من مثل زانيا ، وليست كل من تجلببت أوتحجب عفيفة .
لو لم يكن شهر رمضان لأتيتكم بخرائب الماضي في جوانب عهره، لنزع شماعة خير القرون قرني .
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 02-08-2012 الساعة 01:12 PM