أعتقد أن نقطة البداية في الإقتصاد المعاصر هو العولمة الإقتصادية والتي من خلالها نصير عالما واحدا لا تفصله الحدود الجغرافية ويخضع لمنطق الحكومة العالمية والتي مهمتها الأساسية هي تنظيم الإقتصاد وتسخير كل شيء لخدمة الإقتصاد
نحن كأمة إسلامية وعربية فيماذا يخدمنا هذا الإقتصاد وفيماذا لا يخدمنا؟هذا هو السؤال الجوهري
كأمة إسلامية وعربية يخدمنا هذا الإقتصاد في كوننا متخلفين واللحاق بركب الأمم المتقدمة في الإقتصاد يفيدنا كثيرا لتجاوز الصعوبات التي نعاني منها على مستوى التكنولوجيا الحديثة
ولكنه لا يفيدنا في أمر مهم جدا هو خصوماتنا مع غرماءنا حيث نجد هذا الغرب الذي يحمل لواء العولمة ينحاز دوما إلى غرماءنا على حسابنا نحن انطلاقا من قاعدة صراع الحضارات لصاحبها "صموءل هنغتنتن" الذي توصل انطلاقا من استقراءه للتاريخ أن المنافس الوحيد للغرب على سدة الحكومة العالمية هو الحضارة الإسلامية لما لها من مقومات بقاء ونماء
من هذا المنطلق أعتقد أننا يجب أن نتوخى الحذر في تعاملنا مع الغرب الذي لا يكن لنا الود كما يكنه لإسرائيل التي قبلت مؤخرا عضوا في الإتحاد الأوربي رغم أنها لا تنتمي جغرافيا لأوربا ورفضت عضوية تركيا لمجرد أنها دولة مسلمة
تحدي آخر للإندماج في المنظومة الدولية للتجارة هو ضعف المنتوج الوطني من حيث الجودة مما لا يسمح له التنافس على كسب الأسواق الداخلية ناهيك عن الخارجية وهذا ما يجعلنا نخسر مواقع في غاية الأهمية ومبالغ مالية معتبرة على المديين القريب والمتوسط
وأعتقد أن المجهود الأكبر يجب أن ينصب على النهوض بالجودة الوطنية في مختلف المجالات وخاصة الإنتاجية منها
كما أعتقد أن الجزائر التي ربحت معركة الإستقلال لا تعجز أبدا عن ربح معركة الجودة خاصة أننا نتوفر على مخزون بشري ومادي محترم
والله ولي التوفيق