بالتعارف الحقيقي يتم التوافق والتفاهم :
27-06-2009, 02:57 PM
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
بالتعارف الحقيقي يتم التوافق والتفاهم :
ما لم يتعرف كل من الزوجين على حقيقة الآخر , ويتنازل كل منهما من أجل الآخر عن بعض أنماطه السلوكية القديمة حتى يتلاقيا في منتصف الطريق , فلن يتوفر لهما التوافق والتفاهم النسبيان . وهذه حقيقة يجهلها الكثير من الشباب أو يتجاهلونها . والتعارف الحقيقي هو الذي يتم بعد الزواج لا قبله . يسألُ الرجلُ عن المرأة قبل أن يطلبَـها للزواج وتسأل المرأةُ عن الرجل قبل أن توافـقَ عليه . كل واحد منهما يسأل ثم يسأل أطرافا مختلفة ويُـلِـح في السؤال , ثم إذا اطمأن الرجلُ إلى المرأة وعزم على طلبها فليتوكل على الله وليُـقبل ولا يتردد . وكذلك إذا اطمأنت المرأة للرجل وعزمت على القبول به زوجا لها فلتتوكل على الله ولتَـقبل ولا تتردد.
والتعارف الحقيقي هو الذي يتم بعد الزواج لا قبله , وأما من ظن أنه بشبه التعارف الذي يتم قبل الزواج هو قد تعرف وعرف زوجته بالفعل فهو واهم ثم واهم .
وأذكر بالمناسبة أن طالبا جامعيا تعرف على طالبة جامعية وخالطها في الجامعة وخارجها لسنوات وسنوات
( حوالي 10 سنوات ) , خالطها وعاشرها بالطريقة التي لا تُـرضي اللهَ ولا رسولَـهُ , وبالطريقة التي ظن معها أنه عرفها تمام المعرفة وظنت معها أنها عرفته تمام المعرفة . نصحـتُـه مرات ومرات من أجل أن يبتعدَ عنها وليكتفيَ بالسؤال عنها من بعيد إن أراد الزواج منها , وأكدتُ له أنه بما يفعل معها هو يعصي الله وهما يكذبان على نفسيهما وهما لن يتعرفا على بعضهما بهذه الطريقة ولو دامت مصادقـتـهما لبعضهما البعض 20 سنة ... ولكن لا حياة لمن تنادي , لأن النفس الأمارة بالسوء والهوى والشيطان وكذا الشهوة الطاغية هي التي كانت تحكم وليس الشرع ثم العقل .
وبعد سنوات وسنوات أذِن الله وتزوج الطالبُ بالطالبة ... ثم بعد حوالي سنة ونصف من الزواج طغت الخلافات بين الزوجين ووقعت لهما مشاكل ومشاكل , وظن الزوجان أن بهما سحرا أو جنا أو عينا فطلباني من أجل الرقية الشرعية لهما ولدارهما . ولما جلستُ معهما وسمعتُ تفاصيلَ عن حيا تهما الزوجية الحاضرة والسابقة غلب على ظني أنه ليس بهما أي سحر أو عين أو جن , وأن مشكلتهما الأساسية والحقيقية أنهما قبل الزواج كانا يظنان أن كل واحد منهما يعرف الآخر حق المعرفة , ولكنهما بعد الزواج فوجئا بالعكس تماما , أي بأن كلا منهما لا يكاد يعرف عن الآخر شيئا , فوقع بسبب من ذلك الاختلاف والتصادم .
ولما أخبرتُـهما برأيي هذا قال لي كل منهما " صدقتَ يا أستاذ . الآن فقط وبعد حوالي 12 سنة من تعرفنا على بعضنا البعض في الجامعة , الآن فقط علمنا وتيقنا أننا لم نعرف بعضنا البعض أبدا قبل الزواج , وأن الكذب والتكلف والاصطناع هو الذي كان يسود بيننا حتى تزوجنا " .
نصحتُـهما عندئذ بـ :
1- وجوب تعرف الرجل على طبائع النساء عموما وعلى طبائع زوجته خصوصا , ووجوب تعرف المرأة على طبائع الرجال عموما وعلى طبائع زوجها خصوصا .
2- استعداد كل من الزوجين للتنازل عن البعض من حقوقه من أجل الآخر .
3- حرص كل زوج على أن يُحسن إلى الآخر ما استطاع لوجه الله أولا .
4- ضرورة التفريق – فيما بينهما - بين حقوق الله وحق الواحد منهما , بحيث يُـطلب من كل منهما التشدد فيما يتعلق بتقصير الآخر في حقوق الله , وفي المقابل يُستحب من كل منهما التساهل فيما يتعلق بتقصير الآخر في حقوقه هو .
5- وجوب تعاون الزوجين على طاعة الله تعالى أكثر من تعاونهما على اكتساب الدنيا ومتاعها الزائل .
6- حتى إذا قصر الزوجان في مستحبات ومع مكروهات , لا يجوز لهما أبدا في المقابل أن يقصرا بارتكاب محرمات أو بالتكاسل في تأدية واجبات شرعية .
ثم تركتهما وانصرفتُ .
وفقني الله وإياهما وأهل المنتدى جميعا لكل خير , آمين .
عبد الحميد رميته , الجزائر
بالتعارف الحقيقي يتم التوافق والتفاهم :
ما لم يتعرف كل من الزوجين على حقيقة الآخر , ويتنازل كل منهما من أجل الآخر عن بعض أنماطه السلوكية القديمة حتى يتلاقيا في منتصف الطريق , فلن يتوفر لهما التوافق والتفاهم النسبيان . وهذه حقيقة يجهلها الكثير من الشباب أو يتجاهلونها . والتعارف الحقيقي هو الذي يتم بعد الزواج لا قبله . يسألُ الرجلُ عن المرأة قبل أن يطلبَـها للزواج وتسأل المرأةُ عن الرجل قبل أن توافـقَ عليه . كل واحد منهما يسأل ثم يسأل أطرافا مختلفة ويُـلِـح في السؤال , ثم إذا اطمأن الرجلُ إلى المرأة وعزم على طلبها فليتوكل على الله وليُـقبل ولا يتردد . وكذلك إذا اطمأنت المرأة للرجل وعزمت على القبول به زوجا لها فلتتوكل على الله ولتَـقبل ولا تتردد.
والتعارف الحقيقي هو الذي يتم بعد الزواج لا قبله , وأما من ظن أنه بشبه التعارف الذي يتم قبل الزواج هو قد تعرف وعرف زوجته بالفعل فهو واهم ثم واهم .
وأذكر بالمناسبة أن طالبا جامعيا تعرف على طالبة جامعية وخالطها في الجامعة وخارجها لسنوات وسنوات
( حوالي 10 سنوات ) , خالطها وعاشرها بالطريقة التي لا تُـرضي اللهَ ولا رسولَـهُ , وبالطريقة التي ظن معها أنه عرفها تمام المعرفة وظنت معها أنها عرفته تمام المعرفة . نصحـتُـه مرات ومرات من أجل أن يبتعدَ عنها وليكتفيَ بالسؤال عنها من بعيد إن أراد الزواج منها , وأكدتُ له أنه بما يفعل معها هو يعصي الله وهما يكذبان على نفسيهما وهما لن يتعرفا على بعضهما بهذه الطريقة ولو دامت مصادقـتـهما لبعضهما البعض 20 سنة ... ولكن لا حياة لمن تنادي , لأن النفس الأمارة بالسوء والهوى والشيطان وكذا الشهوة الطاغية هي التي كانت تحكم وليس الشرع ثم العقل .
وبعد سنوات وسنوات أذِن الله وتزوج الطالبُ بالطالبة ... ثم بعد حوالي سنة ونصف من الزواج طغت الخلافات بين الزوجين ووقعت لهما مشاكل ومشاكل , وظن الزوجان أن بهما سحرا أو جنا أو عينا فطلباني من أجل الرقية الشرعية لهما ولدارهما . ولما جلستُ معهما وسمعتُ تفاصيلَ عن حيا تهما الزوجية الحاضرة والسابقة غلب على ظني أنه ليس بهما أي سحر أو عين أو جن , وأن مشكلتهما الأساسية والحقيقية أنهما قبل الزواج كانا يظنان أن كل واحد منهما يعرف الآخر حق المعرفة , ولكنهما بعد الزواج فوجئا بالعكس تماما , أي بأن كلا منهما لا يكاد يعرف عن الآخر شيئا , فوقع بسبب من ذلك الاختلاف والتصادم .
ولما أخبرتُـهما برأيي هذا قال لي كل منهما " صدقتَ يا أستاذ . الآن فقط وبعد حوالي 12 سنة من تعرفنا على بعضنا البعض في الجامعة , الآن فقط علمنا وتيقنا أننا لم نعرف بعضنا البعض أبدا قبل الزواج , وأن الكذب والتكلف والاصطناع هو الذي كان يسود بيننا حتى تزوجنا " .
نصحتُـهما عندئذ بـ :
1- وجوب تعرف الرجل على طبائع النساء عموما وعلى طبائع زوجته خصوصا , ووجوب تعرف المرأة على طبائع الرجال عموما وعلى طبائع زوجها خصوصا .
2- استعداد كل من الزوجين للتنازل عن البعض من حقوقه من أجل الآخر .
3- حرص كل زوج على أن يُحسن إلى الآخر ما استطاع لوجه الله أولا .
4- ضرورة التفريق – فيما بينهما - بين حقوق الله وحق الواحد منهما , بحيث يُـطلب من كل منهما التشدد فيما يتعلق بتقصير الآخر في حقوق الله , وفي المقابل يُستحب من كل منهما التساهل فيما يتعلق بتقصير الآخر في حقوقه هو .
5- وجوب تعاون الزوجين على طاعة الله تعالى أكثر من تعاونهما على اكتساب الدنيا ومتاعها الزائل .
6- حتى إذا قصر الزوجان في مستحبات ومع مكروهات , لا يجوز لهما أبدا في المقابل أن يقصرا بارتكاب محرمات أو بالتكاسل في تأدية واجبات شرعية .
ثم تركتهما وانصرفتُ .
وفقني الله وإياهما وأهل المنتدى جميعا لكل خير , آمين .
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة