تسجيل الدخول

تشكل الديمقراطية الكويتية استثناءا ،وواحة وسط الصحراء العربية ،وخاصة في الخليج العربي ،...حيث تمثل نموذجا للامارة الدستورية ،والنظام الديمقراطي حيث يختار الشعب الكويتي ممثليه في المجالس البلدية ،...ويختار ممثليه او نوابه في البرلمان الكويتي (مجلس الامة الكويتي)...ورغم النقائص العديدة الا انها تشكل بامتياز "الاستثناء العربي"، حيث تقتسم الساحة السياسية تيارين اساسيين مشكلين من الاسلاميين (الاخوان-السلفيين -الشيعة )...والتيار الليبيرالي .

- ولكن نتائج انتخابات 16 افريل (ايار) 2009م ،...التي جرت في جو ديمقراطي هادئ وبشفافية ،افرزت مفاجئة غير متوقعة وهي دخول المراة الكويتية الى البرلمان (مجلس الامة)، اذ استطاعت اربع مرشحات من 17،من حجز مقعد نيابي في مجلس الامة، بعد اربع سنوات من اقرار قانون يسمح لهن بالمشاركة في الانتخابات ;اقتراعا وترشيحا :
01- معصومة المبارك :عن الدائرة الاولى
02-سلوى عبد الله الجسار:عن الدائرة الثانية
03- آسيل عبد الرحمان العوضي :عن الدائرة الثالثة
04- رولا عبدالله دشتي :عن الدائرة الثالثة.

والملاحظ ان السيدات الفائزات كلهن تقريبا من الناشطات جدا في الحقل السياسي الكويتي ،وضمن حركية المجتمع المدني ...وحاملات لشهادات جامعية عليا من جامعات امريكية واروبية ..واللافت ان هذا الفوز جاء بعد فشل في الانتخابات الماضية لمرتين متتاليتين مما جعل البعض يقترح اعتماد "نظام الكوتة" لضمان حضور نسوي في البرلمان الكويتي...وقد صرحت النائبة معصومة المبارك قد طلبت من الناخبين ان يضعوا ثقتهم في النساء المرشحات ،افضل من اعتماد نظام الكوتة ،

وكذلك الدكتورة آسيل عبد الرحمان العوضي ،كانت قد صرحت اثناء الحملة الانتخابية بانها ترفض مبدأيا نظام الكوتة ،وتفضل ان تترشح المراة مثلها مثل الرجل ،لانها تريد ان تدخل البرلمان لتشارك الرجل ،العمل السياسي والتشريعي ،بكفاءتها ومؤهلاتها ،..وليس لاضفاء مسحة جمالية على البرلمان ...

- كما عرفت هذه الانتخابات تراجعا واضحا للتيار الاسلامي وتقدما للتيار الليبيرالي ،..وارتفاع عدد النواب الشيعة الى سبعة ،واقتصار تيار الاخوان على نائب واحد ...


***مجلس الامة الكويتي :يضم 50مقعد موزعة على خمس دوائر انتخابية تمثل الهيئة الناخبة الكويتية ،ويضطلع المجلس بالتشريع للقوانين ومراقبة نشاط الحكومة ،...ومساءلتها ،واستطاع النواب في اكثر من مرة اسقاط الحكومة ....واقالة وزراء ،بينما تدخل امير الكويت في اكثر من مرة بحل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة عندما يتأزم الوضع بين الحكومة والبرلمان ...وكانت النتائج

01- الاسلاميين السنة 11 مقعد (21مقعد في البرلمان السابق )
02- الشيعة 9 مقاعد( 5مقاعد في البرلمان السابق)
03- الليبيراليين 8 مقاعد
04- النساء 4 مقاعد( لاول مرة ،تدخل المراة البرلمان الكويتي )
05- المستقلين 18مقعد( يضم خليط تمثل القبائل الكويتية الكبيرة والمؤثرة )...

التيار السلفي تراجع لكن بنسبة ضئيلة،...ولكن الخاسر الاكبر هو "تيار الاخوان المسلمين"...الذين فقدوا نماتبقى لهم ،ولم يفوزوا سوى "بمقعد واحد"...بينما تقدم الشيعة (اسلاميين وليبيرالين) وفازوا بسبعة مقاعد.....ولكن يجب التنبيه بان هناك فرق كبير بين سلفية "السعودية"(الذين يحرمون الانتخابات ،والتحزب..الخ) وسلفية الكويت (الحزبيين،الذين يقرون بالانتخابات ويشاركون فيها ) ....

-الجميل في انتخابات الكويت هو تعايش التيار الاسلامي مع تيارات اخرى وخاصة الليبيرالي ...مما يجعلها نموذج فريد في العالم العربي...

صحيح..التجربة الكويتية تثبت ان المجتمعات العربية يمكن ان تكون فيه ديمقراطية حقيقية ،على عكس ما يدعي البعض ،من المجتمعات العربية لايمكن ان تنجح فيها الديمقراطية ...

وكذلك الدكتورة آسيل عبد الرحمان العوضي ،كانت قد صرحت اثناء الحملة الانتخابية بانها ترفض مبدأيا نظام الكوتة ،وتفضل ان تترشح المراة مثلها مثل الرجل ،لانها تريد ان تدخل البرلمان لتشارك الرجل ،العمل السياسي والتشريعي ،بكفاءتها ومؤهلاتها ،..وليس لاضفاء مسحة جمالية على البرلمان ...

... مايثير الاعجاب فعلا هو وعي المرشحات الكويتيات برفضهن نظام الكوطة ....... الذي ينوي بوتفليقة فرضه في التعديل القادم على قانون البلدية............ ليته يتعلم الدرس ويكف عن الانبطاح لاوروبا

الاخ حميدو...لا توجد ديمقراطية كاملة او مثالية ،بل التعريف المعتمد للديمقراطية فهي تعرف بانها :"...النظام الأقل سوءا..." من بين انظمة الحكم الاخرى ،ولكن هناك شرط يجب ان تستوفيه وهي أن تحقق عملية تمثيل الشعب بنوابه بطريقة سليمة ،بغض النظر عن الآليات ،...يعني اذا كان هناك اجماع شعبي عام على منصب الملك او الامير اوالحاكم...ولكن هناك ديمقراطية (سلطة قضائية مستقلة- سلطة تنفيذية مسؤولة ومراقبة امام الحاكم وامام البرلمان -سلطة تشريعية فاعلة وحقيقية )....في اعتقادي ان الديمقراطية الكويتية متقدمة جدا رغم النقائص....واكثر من ذلك حتى الاسرة الحاكمة تضم في صفوفها نوع من الديمقراطية فمعروف ان الاسلاميين مدعومين من احد فروع الاسرة الحاكمة (ولي العهد الحالي)...والليبيراليين ،مدعومين من الفرع الآخر( الامير الحالي) ...والازمات المتكررة نابعة من هذا التمايز داخل الاسرة الحاكمة ،...ولكن الفيصل يبقى الحاكم والبرلمان ....بالاضافة الى العشائر والقبائل القوية والمؤثرة والتي تلعب دور ايجابي ضمن النسيج الوطني الكويتي ....

العفو الاخت جميلة ..

نعم ما اشرت اليه...كان قد سجله الكثير من المراقبين ،وخاصة مع نوعية الخطاب الذي تبنته المرشحات ،والذي كان جريئا جدا،وواضحا وقويا ...رغم صدور فتاوي دينية متزامنة مع الحملة الانتخابية ، افتت بعدم جواز التصويت لصالح المرأة ،لان منصب نائب البرلمان هو "ولاية عامة" وبالتالي فهو امر مخالف للشرع ، ...فكان الرد سريعا "...قبلتم بجواز توزير المرأة و....تحرمون جواز ان تكون نائبة..".

شكرا....