حصاد المقاومة العراقية
26-03-2008, 10:09 AM
حصـــاد المقاومة العراقية
في الذكرى الخامسة لغزو العراق ، أعلن البنتاغون عن وصول عدد ضحايا المحرقة العراقية من الجنود الأمريكان الرقم 4000 اضافة إلى ، ورغم أننا لانثق بأرقام إدارة السطو المسلح ونعتقد جازمين أن التكلفة البشرية للمغامرة الأمريكية في العراق تفوق ما يتم التصريح به إلا أن مجرد الاعلان عن هذه الأرقام يعتبر نصرا كبيرا ونقطقة تحسب لصالح المقاومة العراقية الباسلة التي يزداد نشاطها وتتطور أساليبها القتالية مع مرور الأيام.
احصائيات البنتاغون الكاذبة تحاشت ذكر أعداد المعطوبين والمشوهين الميؤوس من عودتهم إلى الجندية ، كما أن القوم لم يخبرونا بعدد جنودهم الذين انتحروا والذين أصيبوا بالجنون والذين يخضعون للعلاج النفسي يوميا والذين فروا من أرض المحرقة العراقية ولم يخبرونا بعدد الجنود الذين طحنتهم عجلة المقاومة العراقية من غير حاملي الجنسية الأمريكية المرتزقة والمتعاونون والمتعاقدون وغيرهم ، إلا أن هذا الرقم الجديد في حد ذاته يثبن بما لايدع مجال للشك أن المشروع الاستعماري الأمريكي في العراق يترنح تحت ضربات المقاومين المؤلمة ، وأن احتلال العراق لم يكن بتلك السهولة التي تصورها تجار الحروب عندما ققروا إعادة بلاد الرافدين إلى عصور ما قبل التاريخ آملاين في تحويل أمريكا إلى جنة تجري من تحتها أنهار البترول العربي الرخيص على وقع شلالات الدماء العراقية البريئة التي يزداد نزيفها يوميا بفعل السياسات المتهورة لادارة الاحتلال وعملائه .
الاعلان عن الرقم 4000 قتيل من الجنود الأمريكان يعتبر أيضا رسالة إلى حكام العراق الجدد ، الذين نطوا إلى سدة الحكم من على دبابات الأبرامز وطائرات الأباتشي الأمريكية والذين أوجعوا رؤوسنا بمناسبة وبغير مناسبة بالحديث عن قرب نهاية المشروع المقاوم على أرض العراق بل بلغ الأمر بأحد جحوش الاستعمار أن صرح بدون خجل أن : " لا مقاومة في العراق وأن فصائل المقاومة ليس لها وجود على أرض الواقع إلا على صفحات الأنترنيت "؟!، فإذا كان الأمر بهذه البساطة وهذه السذاجة من الذي أرسل بهذه الآلاف إلى الجحيم إذن؟ هل هي الملهاة التي تسمى زورا العملية السلمية ؟ أم أنها الشطحات الخُنْفُشارية لحكومة "البرتقالة" المتحصنة داخل سجن الاحتلال الكبير المسمى المنطقة الخضراء؟ كما نفيد هذا المدعي إن كان لايعلم أو لا يتابع وسائل الاعلام أن منطقتهم الخضراء تعرضت يوم أمس فقط لوابل من صواريخ وقذائف المقاومة العراقية الباسلة لمدة ربع ساعة بدون انقطاع وشاهد كل من يحمل عينان الدخان الأسود وألسنة اللهب تتصاعد من الموقع رغم أن ادارة الاحتلال تكتمت كالعادة عن خسائرها هناك.
الرئيس الأمريكي المهزوم والمغادر ،المسؤول الأول عن ورطة جنوده في العراق ، صرح أنه يشعر بالحزن والألم لبلوغ عدد قتلاه في العراق هذا الرقم المرتفع ،ونحن نتساءل أين اختفى حزنك عندما كانت أحدث مقنبلاتك تلقي بحممها الحارقة على رؤوس العراقيين الأبرياء حاملة لهم الفناء ولدورهم الخراب والدمار ؟ أم أن دماء أهل العراق غير دماء أهل ما وراء المحيط ؟ شلالات الدماء النازفة وعذابات المأسورين وأنات الثكالى من أهل العراق الجريح ألا تثير الآلام والأوجاع ؟
الموقف الأغرب هو الذي صدر عن أحد عملاء الاحتلال ينسب نفسه إلى التوفيق والتربيع
ويدعي أنه يُسْتشار في أمور الأمن القومي للعراق المحتل ضمن طاقم حكومة فيشي الجديدة؟ هذا الرجل قال بدون حياء أنه يتعاطف مع الضحايا الأمريكيين ويحذر من انسحاب أمريكي مبكر من بلده المحتل قبل تحسن الوضع الأمني ، لكن الرجل المحسوب على العراق والعروبة لم ينبس ببنت شفا عن خمسة ملايين طفل يتمتهم الحرب المجنونة على بلده ، لم يبدي تعاطفا مع ما يفوق المليون من بني جلدته سقطوا نتيجة الاحتلال وافرازته
المشؤومة ، لم تحرك فيه أكثر من ثلاثة ملايين ثكلى ذرة من التعاطف والانسانية ، إن انعدام الحياء يدفع المرء إلى أن يقول أكثر من هذا حقيقة.
عدد ضحايا القفزة الأمريكية في الهواء أكثر مما تم التصريح به من القتلى والجرحى ، الخسائر المالية التي تنفقها ادارة السطو المسلح على مشروعها الاحتلالي بمعدل 12 مليون دولار شهريا وإذا أضيفت إليها 04 ملايين دولار شهريا على المشروع الاحتلالي في افغانستان يكاد الرقم يعادل ميزانية هيئة الأمم المتحدة لسنة 2007 بكاملها أي 16 مليون دولار ، هذه الاحصائيات البسيطة تثبت مدى فشل المشروع الأمريكي في المنطقة رغم أن بعض أبواق البوم وبعض الغربان الناعقة من خدم المارينز تحاول الايحاء بعكس ذلك.
الأمريكان في العراق يعيشون ورطة حقيقة ، بقاؤهم يكلف المزيد من الخسائر البشرية والمالية الباهظة كما يبدو ، وانسحابهم المبكر يعني انتصار المقاومة العراقية التي يسمونها زورا وبهتانا" ارهاب وتخريب "وتلك إحدى مفارقات الزمن الأمريكي الأسعر الذي نعيشه.

بقلـــــم / جمــاعي لخضر
الجزائــــــــــــــر/ ولاية تندوف
[email protected]