تسجيل الدخول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بالفاضلة/ أمينة.
ذريني قبل أن أردّ على أسئلتكِ أن أنبه إلى أن هناك أمرٌ وهو
أنه قطعتُ عهدًا أنني أحيا مع المجتمع الأنترنتي كما أعيش واقعي.
فليس في قاموسي ما يُعرف بالعالم الافتراضي.
يعلم الله أنني ما تظاهرتُ بشيءٍ، وفي واقعي غير ذلك.
أما مسألة التظاهر بشيء فهذا الذي أتحاشه بل أمقته.
لأن من يريد أن يكونَ متدينًا فليس ما يكتبه ببعض المواضيع فالتدين وبالأحرى الإيمان شيءٌ آخر.
وكما جاء في الأثر ومصادر الخبر أن "الايمان ما وقر في القلب وصدقته الجوارح"
وقد رأيتُ العجب العجاب في بعض الناس وهم يغالطون خلق الله ببعض المواضيع غير المتعوب عليها.
وما أكثرهم.
لا علينا
سأمر إلى الإجابة عما طلبته أختنا في الله

الحمد لله أن الله أنعم علينا بصيام هذا الشهر الفضيل، وإن شاء الله لا يحرمنا الجزاء
فقد جاء في صحيح البخاري
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن ابن جريج قال أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه
ثم اللهم لك الحمد أن جعلنا من المسلمين
صدقيني رمضان هذا العام كغيره من الأعوام
إن الذي ينقصنا هنا في الغرب روحانية رمضان وذلك بالمساجد التي تنشر في العالم الإسلامي، بينما هنا نفتقدها.
وهذا يجعل من هذا الشهر يفقد بعض الروحانيات هنا.
ولكننا تعودنا على ذلك.

قد لا أكون صادقًا
إن قلتُ:
يحدث تغيير بمناسبة رمضان في نمط سلوك عملي.
بل يزداد عملي، ولكني أتهرب وأتحاشى الذهاب إلى أطبائي حتى لا " ينصحوني " بعدم الصوم
فأجعل نفسي وكأنني في عطلة من " زيارة " المصحات والمستشفيات
ثم أنني لا يؤثر فيّ الصوم لأنني لستُ المدخنين ما دخنتُ في عمري.
قضية عملي
وكما قلت: تبقى الأمور عادية.
سوى أنني أكثر من التمركز على الحاسوب..
أرى ما يجد من جديد في أطار الأمور التي اشتغل بها، وخصوصا البحث عن مؤسسات لأعرض عليهم بعض الخدمات
قراءة ما يصلني فيما يخص عملي سواء عبر الإيميل أو الرسائل العادية
مع الولوج من حين لأخر الى منتدانا هذا.
وذلك لأتنفس عبير الجزائر بواسطته.

فيما يخص الجو العائلي
البركة في الغالية/ آمال
فقد جاءت قبل رمضان بيوم عندي.. وهكذا دأبها وديدنها كل عامٍ.
لدرجة أنها تضيع كل مصالحها الاقتصادية والتجارية وربما متطلبات منزلها، وكم هو صبور محمود زوجها.
فعلاً هو أصيل.
ثم لا يدري حتى يجد نفسه يلتحق بها ويأتي هو كذلك وكذلك الغالية/ لمياء وحيدتهما.
فهم يسكنون في ضواحي باريس في بلدة تدعى:
Neuilly-sur-Seine
كما قلتُ فآمال هي التي تجعل من البيت نحياه في جو رمضاني على قدر حالنا.
ورغم تجهمها إلاّ أنها تحبنا جميعًا
وتفتخر أنها أصبحت يعوّل عليها
أما قضية الغربة
حتى وأننا أصبح من النسيج البشري لهذا البلد، هو أننا اندمجنا ولكننا لم ننصهر ولم نذوب وبقينا أكثر محافظة على بعض تقاليدنا الجزائرية.
وأنا هنا لا أتكلم عن الدين.
فالإسلام هو الإسلام.
أنا أتكلم عن تراثنا وعاداتنا الجزائرية فلكل مجتمع وعوائده.
وهذه هي ثقافتنا ولن نحيد عنها.
أكتفي بهذا هذه المرة
وساعود للإجابة عن الأسئلة الأخرى لحين ميسرة من الوقت بحول الله
أرجو أكون قد أجبتُ بما يروق لكم.
تحياتي

الفاضلة أمينة والأحبة من يمرون من هذا المكان.
سلامٌ من الله يغشاكم، ومع الشهر الفضيل تقبل الله صيّامكم وقيامكم.
وتعالوا نطوي المسافات، لنكتب العبارات.
ونتنفّس عبير أخوّةٍ صادقة ما ظهر منها وما بطن.
ربما يعذر بعضنا أننا أبناء أسرة واحدة.
وحتى لا أطيل عليكم
أواصل الإجابة على ما سطرته أمينة تلك الأخت الفاضلة.

أ لم نقل أن ليس هناك إلاّ الصدق والصراحة؟
وعليه.
صدقيني يا سليلة الكرام
ما يشدني ليس نغمة الصوت بقدر ما يكون في المضمون.
وعليه
إنني أميل دائمًا إلى قراءة القرآن الكريم مع أعادة وتكرار بعض المفردات والتوقف عند بعض الكلمات.
ولا أخفيكِ سرًّا
إن جدي حسين رحمه الله قد حفظت على يديه القرآن الكريم قراءة وحفظًا وكذلك دراية.
لأنه هو بدوره رحل كعادة بعض ابناء الجزائر إلى تلقي العلوم بجامع الزيتونة بتونس وتعلّم على يد علامة زمانه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله.
وقد لا تصدقين أنه درّسني تفسير التحرير والتنوير من رأسه عن ظهر قلب.
ومن أوله إلى آخره
وحتى لا نخرج عن الموضوع
اقول لأختي:
ليس هناك من المقرئين واحدٌ بعينه. بل أستمع لأي مقرئ.
المهم استمع إلى الذكر الحكيم.

فيما يخص الكتب
أقرأ عادة لكتاب غربيين.
وذلك نظرًا للبيئة التي أعيش فيها، حتى وأن المرء عربي ولكن وكما يقال:
أن المرء ابن بيئته.
أما في الأمور الدينية
فإنني قرأتُ مرارًا وتكرارًا كتابًا للعبقري الجزائري / مالك بن نبي
يسمى ذلك الكتاب/ الظاهرة القرآنية.
قرأته حتى في لغته التي كُتب بها أولاً.
وطبعًا الفرنسية.
فكم أقول في نفسي:
كيف أهمل العرب عملاقًا من العمالقة ولم يدرسوا كتبه دراسة تامة.
فالعلامة مالك بن نبي.
صعب أن يجود بمثله الزمان.
ولعلم الفاضلة.
فأي جامعة في الغرب ولم يوجد هناك من يقوم بدراسة أطروحة لفكر مالك بن نبي.. فتعدّ من الجامعات ذات فكرٍ متخلفٍ.
بينما في الوطن العربي نجد ذلك العظيم لا حتى من يلتفت إلى كتبه.
والعيب كل العيب نتحمله نحن كجزائريين.
لا علينا
فليس العلامة مالك بن نبي الخاسر.
بل نحن وكل العرب من الخاسرين.
ولكن ربما نجد العذر لهؤلاء
أنه من الصعب نفهم ما يفكره به ذلك العبقري.
وكما يقال:
من جهل شيئًا عاداه.

ويح
أمينة
أ لم أقل
أن المرء ابن بيئته؟
لأجل ذلك
أقول لك
أنه عندما كنتُ وغضون الشباب استمعت كما يستمع غيري بعض الموسيقى الغربية
وكذلك لبعض المغنيين ــ لا داعي لذكر أسمائهم ــ فذلك العهد قد ذهب وولى.
وعندما بدأتُ أحس بأعباء الأسرة
ابتعدتُ نوعًا ما عن سماعٍ الأغاني.
ومع ذلك فعندما أصبح الفنان الانجليزي / Cat Stevens
والذي أصبح يدعى/Yusuf Islam بعد أن انعم الله عليه بنعمة الإسلام وصار يقوم بتسجيل مدائح دينية صار لدي أشرطة له.
ولعلم الفاضلة
كم من مرة عندما أكون في مدينة الضباب أمر على المسجد الذي يكون فيه ذلك الداعية حتى صارت بيننا بعض التعارف على الأقل من طرفي.
وإن شاء الله سوف أستمع في المستقبل لمنشدين عرب في مدائح وابتهالات دينية.
أتمنى أن أكون قد أجبتُ بما ترضاه لي أختي.
تحياتي

ومع نفحات وروحيات رمضان.
طابت أوقاتكم آل " شروقٍ " بما تهوى أنفسكم ويحفظكم الملك الديّان.
وتعالوا إلى متصفحى هذا وليُفسح لكم في المجلس، لأنّ الصدارة لا تكون إلاّ أن كنتم من روادها، لأنكم أهل لها وأكثر.
ثم ذروني أجيب عما طلبته مني بنت تبسة سليلة الكرام.

أحب أي برنامجٍ ديني إن كان القصد منه
الحديث فيه فيما يخص الإسلام في بساطة
بلا خلفيات ولا الإشارات إلى فكر أو حركة ما.
كما أنني أنأى وأتحاشى الاستماع أو مشاهدة البرامج التي تدور في النيل من فكرما، أو كذلك التطبيل لفكر ما.
فيفقد البرنامج رونقه.
كما أنني أحب متابعة البرامج ذات المناظرات الدينية والفكرية
فمثلاً بالعربية هناك ما تقوم به قناة / المستقلة
وما تبثه لأنها غير مسيسة وتنتهج الحياد نوعًا ما.
كما أنني أحب متابعة برنامج ديني
في القناة La 2 يدعى/ Islam
يذاع صباح كل يومٍ أحدٍ.
يأتي منشط البرنامج بأناسٍ مختلفي التوجه والفكر.
فيكون الحوار له من الفوائد الجمة.
لأنني أحب أن أعرف كيف ينظر أو يرى في الإسلام.
أو لنقول: لابد من معرفة فكر الآخر.

صدقيني
أتابع من حين لأخر بعض شيوخ الجزائر مثل الشيخ /
الطاهر آيت علجت، وكم تابعتُ بعض محاضرات ــ حتى وإن كانت قليلة ــ العلامة عبد الرحمن شيبان رحمه الله
وكذلك تعجبني محاضرات الدكتور عبد الرزاق قسوم.
أما من خارج الجزائر
فالذي يبهرني بثقافته ولغته وبساطة برامجه
فهو الشيخ الجليل / محمد متولي الشعراوي رحمه الله.
فهو عالم بحق
رغم ما حاول البعض ويحاولون النيل منه حتى وهو في الدار الأخرى.
يحضرني شعر أبي الأسود الدؤلي
كضرائر الحسناء قُلن لوجهها ** حسداً وبغياً إنه لدميمُ
رحم الله الشيخ الشعراوي.

بل قولي أكلات الجدة الغالية / فاطمة رحمها الله وأسكنها في الفردوس الأعلى.
فهي التي كانت تطبخ وتتفنن في رمضان
ويصبح المطبخ مملكتها.
ولا تريد منا الاقتراب من المطبخ.
وكنّا عندما يحلّ رمضان نجتمع عندها لنقضيه معها في منزلها
وكم كانت تفرح عندما ترانا نتهافت على طبخها ونأكله بنهم وشراهة.
ولم تأكل معنا بل لا همّ لها سوى تقديم الأكلة بعد الأخرى.
رغم أنها لا تتكلم ولكننا كنّا نقرأ على ملامحها الفرحة أنها أصبحت ذات أسرة كبيرة وهي التي جاءت لهذا البلد وحيدة إلاّ مع ابن عمها الذي صار زوجًا لها الجد حسين رحمه الله هو كذلك.
تحضرني أسماء بعض الأكلات التي كانت تطبخها لنا:
الشربة بالفريك ــ السفيرية ــ الضولمة ــ البوراك ــ الرشتة بلحم الدحاج ــ لمعارك. والقائمة طويلة.
أما عائشة الغالية فقد كانت تفرض علينا وهي الأولى أننا نحن من نغسل الأواني والصحون.
بالايدي رغم أن هناك غسالة الأواني.
تقول لنا:
هكذا نتساوى أننا عملنا شيئًا.
ثم تقول لنا:
وكذلك حتى ينحدر الأكل الى المعدة بسرعة نتيجة الحركة.
كانت أيّامًا جميلة ما أبهاها!
ومع ذلك بقت لي ذكرى.
أكتفي بهذا
وإلى اللقاء في مداخلة أخرى
تحياتي.