تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سلمى
سلمى
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2007
  • الدولة : الجزائر
  • العمر : 32
  • المشاركات : 21
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • سلمى is on a distinguished road
الصورة الرمزية سلمى
سلمى
عضو مبتدئ
غريــــــــب في الديار
31-07-2007, 10:29 AM
أنا سلمى عضوة جديدة في المنتدى أتمنى أن أصبح غضوة مميزة . لكل المهتمين بالقصة القصيرة أرسل هذه المحاولة البسيطة . أرجو أن تنال إعجابكم
« ضيـاء أخي ... من القائـل أنني سأعرف مكانك ،وأننا سنلتقي بعد جرح حفره الزمـان دام 14 سنـة .... أخي اشتقت لك »
قالتها نفيسة بعين دامعة و قلب منكسر بعد أن استطاعت أن تتعرف على مكان أخيها ضياء الذي فرق بينهما القدر و بنا بينهما الزمان صورا من النسيان ... ضياء ذلك الفتى الذي غادر قريتـه قرية واد الغزلان وهو في سن لا تتجاوز العشر سنين ، تلك القرية التي كانت عامرة بالسياح و الخيرات غادرها لأنه لم يستطع أن يتقبل فكرة حلول امرأة أخرى مكان والدته ،فبعد أن رحل جلس يتذكر ذلك الماضي الذي كان يعيش فيه مع والده عمران عمدة قريـة واد الغزلان ،وأمـه مريم تلك الأم الحنون ،و أخته الملاك الجميل نفيسة ، كانوا يعيشون في أفضل حال في قريتهم التي يعمها الخير و الثروات وتزخر بالسياح ،ولكن وفي يوم من الأيام طاف عليها طائف فأصبحت خالية من السياح بعد أن عمرت بهم لأن ذلك البحر الأزرق الجميل أصبـح ملوثا و لأن ذلك المطـر المنهمر أصبح غير موجود ، ففقر السكان فقرا مدقـعا و أصبحوا لا حول لهم ولا قوة ،هذه الحالة المرثية طالت عائلة عمران كذلك فعمران بعد أن كان عمدة القرية أصبح مزارعا في إحدى مزارع الزيتون فلم يستطع توفير متطلبات الحياة لأسرته الصغيرة .
مرت الأيام و عائلة عمران على هذا الحال ليست فقط عائلة عمران وإنما كل عائلات القرية أصبحوا كذلك فقد كانوا نموذجا واحدا من الفقر و العوز إلا من رحمه ربه .
بعد هذه الأيام المتداولة ،مرضت مريم أم نفيسة مرضا شديدا مؤلما لم تستطع بسببـه حتى التمييز بين فلذات كبدها ،و أصبح عمران في حيرة من أمره فلم يصبح قادرا على شراء الدواء لها لأن ثمنه غال و لم تكن له القدرة إلا على أن يجلب لها حكيم القرية الذي لم يقدر هو الآخر على علاجها ، و أصبحت نفيسة بنت الثماني سنين حزينة باكية لا تحدث إلا ضياء أخوها الذي يكبرها بسنتين فتقول له : « ضياء هل تظن أن أمي ستشفى ... ماذا سنفعل لو ماتت أمي و هل تظن أن أبي سيتزوج وينسانا » فيسكت ضياء عنها ويشرد في أفكاره و تخميناته .
في ليلـة من الليالي الباردة ذات العواصف الهائجة وبينما نفيسة ترقد بجانب أمها لا تتردد في آذانها إلا أنات موجعة ،فجأة سمعت صيحة عالية لأمها فاهتزت لها وصرخت هي الأخرى بأعلى صوتها منادية أبـاها و أخاها اللذان حضرا على جناح السرعة ،لكن سرعة قضاء الرحمن كانت أكبر فقد أمسك روح مـريم وعادت إلى ربها بعد عام من المرض راضية مرضيـة ، في ذلك البرد الشديد ومع أصوات العواصف الهوجاء ومع جو الحزن الذي ساد المكان انفجرت نفيسة باكية أما ضيـاء فغاص في حـزن و شرود إلا أن الأب عمران لم يستطع تمالك نفسه أو حتى تهدئـة طفليه .
إلا أن هذا الوضع لم يدم طويلا لأن عمران فرض على ولديه أن يخرجا من حالة الحزن وينسيا هذا الألم فقد بدأت تجول في رأسه فكرة الزواج مدعيا بأنـه سيجلب لأبنائه من ستربيهم وترعاهم ،وبعد بحث طويل اقترحت عليه العجوز وردة جارته أن يخطب شقيقة صديقه الذي كان يعمل معه في المزرعة والتي تدعى سامية هاته الأخيرة لا يهمها كيف ستتزوج و لا بمن ستتزوج لأنها مطلقة و المطلقة همها الوحيد أن تجد سبيلا للزواج .
أعجب عمران بالفكرة و خطب سامية من شقيقها و صديقه الياس ، فكان شرطها الوحيد هو أن يقيم لها عرسا لم يحدث مثله في القرية وهنا أرغم عمران على إخبار ولديه فجلس معهما في إحدى الأمسيات وقال لهما : « أمكما ستبقى أمكما ولها في قلونا جميعا المكانـة الخاصة...» ،لم يكمل الأب كلامه حتى قاطعته نفيسة : « تريد الزواج يا أبي ... ولكن ألم تفكر فينا لا نريد أحدا يربينا نحن لا نقبل بهذا وأنت بفعلتك هذه تقتلنا » و أمام هذا الرد العنيف لنفيسة و أمام شرود ضياء و صمتـه ورده بكلمة واحـدة : « افعل ما تراه يا أبي ،و متى كان رأينا يهمك » ،لم يجد عمران إلا أن يعلمها على سبيل الإعلام لا على سبل الاستشارة ،وبعد مرور شهرين حان موعد الزفاف فطلب الوالد من نفيسة أن تتجه إلى منزل العروس ساميـة لتجهزها و تساعدها ،و طلب كذلك من ضياء أن يساعـده لإتمـام مراسيم العرس ،وفي يـوم 25 / 04 / 1965 أقيم العرس ، و بينما الناس في الفرح منشغلون يدقون الطبول و يغنون اتجـه ضياء إلى الغابـة المجاورة ليبين ردة فعلـه من قرار والده بالتطبيـق لا بالكلام الذي لا يجدي نفعـا ،اتجه إلى الغابة ليحرقها و يتخلص منها وقام بهذا فعلا فاتجه كل الناس لإطفاء الحريق وبذلك أفسد العرس ،وعندما تحروا عن الفاعل وجدوه فعلا ضياء الذي لم يجدوا له أثرا فقد اختفى بعد الحريق ولم يره أحد فشاعت بين الجيران وخاصة في مزارع الزيتون و أصبح شغلهم الشاغل هو ضياء ونفيسة، نعم نفيسة فقد اتهموها هي الأخرى بالتعاون معه و كثرت الأقاويل في القرية و أصبحت المسكينة مدمرة بعد فقدانها لأمها و أخاها و عدا هذا كله ألم آخر تولد لديها بعد حلول امرأة أخرى محل والدتها هذا وقد أصبحت نفيسة مذمومة من كل السكان و محتقرة حتى من طرف والدها عمران مصدر العطف و الحنان ، أما سامية فقد دخلت بينهم و احتلت مخدع أمها ، ومن يومها بدأت تتعهد بأنها ستعاقبها مقابل ما فعلتـه في زفافها .
ومن تلك اللحظة و مشاكل نفيسة تكبر و تكبر و خصوصا بعد أن فصلها والدها عن الدراسة في مستوى تعليمي مبكر بعد أن كانت من أنجب التلميذات وأصبحت ماكثة في البيت مع سامية التي تجبرها على القيام بمختلف المهام المنزلية من غسيل وخياطة وتنظيف ،ومع تكاثر هذه الأعمال و الطلبات بطرق غير لبقة وجد عنيفة كان تكاثر صبر وهدوء نفيسة يزيد رغم كل حقوقها المفقودة فقد كان عمران الذي أصبح في حال متوسطة لا يشتري الملابس و الحلي الجميلة إلا لزوجته سامية تاركا ابنته غير مبال بها .
عند بلوغ نفيسة سن الرابعـة عشرة أصبحت ذات جمال جذاب مما أدى إلى توافد الخطاب إليها لكن الأدهى و الأمر هو أن هذا الجمال ولد غيرة لدى سامية التي أصبح همها الوحيد تشويه وجـه نفيسـة ،فقد كانت تضربها الضرب المبرح وحاولت في عدة مرات سكب الماء المغلي عليها مدعية أنه سقط من بين يديها لكن الله أعانها وبعث لها الجارة حيزية التي ساعدتها و أحبتها حبا كبيرا ، في هذه الفترة أيضا لم تسلم نفيسة من خطط سامية حيث فكرت في إبعادها عن منزل والدها لتستولي على كل شيء في فترة حملها ،إلا أن محاولاتها باءت بالفشل .
مرت الشهور و كبرت بمرورها أزمة نفيسة اللامتناهية و مر معها سكوت عمران على هذا الوضع مما أدي إلى استمرارية استبداد سامية و كرهها لنفيسة ،سامية التي اقترب موعد نفاسها فأنجبت طفلـة وسمتها نورة ، وهنا زاد تمييز عمران بينهما حيث أصبح يدلل ويداعب نورة و أما سامية فقد أصبحت تحسس نفيسة بأنها يتيمة وليست مثل نورة التي لها من يحميها و يعطف عليها ،رغم كل هذا وذاك كانت نفيسة هادئـة لا تأبه لشيء إلا لأمر واحد كان يخرجـها للبحر لتبكي كثيرا هو عندما ترى نـورة في حضن أمها تناديهـا و تداعبها فتتذكر نفيسة بمرارة أمها . على هذا الحال عاشت نفيسة و ما أكثر نفيسة في القرى الجزائرية فهي صـورة من صور القهـر دامت عشر سنوات فقد أصبحت نفيسة تبلغ من العمـر أربعا و عشرين سنـة و أصبح ضياء الذي محاه الوجود و أدخله عتمة النسيان أصبح يبلغ ستـة و عشرين سنة و أصبحت أسرة نفيسة تلك الأسرة الصغيرة ،أصبحت كبيرة العدد بميلاد أختين و أخوين لها و أمام كبر الأسرة و كبر عمران لم يستطع هذا الأخير توفير المال الذي يؤمن المتطلبات الضرورية لحياتهم فعمله بمزارع الزيتون لا يجني منه إلا القليل من المال الذي لا يكفي لشيء ،ففكرت سامية في خطة خبيثـة وأخبرت عمران بها (وهو في حال هادئ) : «عمران ... الحياة صعبة و أنت كبرت و عملك لا يجني غير القليل من المال ، فعلينا أن نجد حلا نؤمن به حياتنا » فرد عمران بغضب : « ألا تعيشين معنا ، وكيف لنا أن نجني المزيد من المال ». فردت بخبث : « نفيسة ... ما رأيك في نفيسة تستطيع جلب المال وذلك بأن تطلب من مالك المزرعة التي تعمل بها أن يوفر لها عملا » رفض عمران الأمر في البداية معللا ذلك بأنها فتاة شابـة و جميلة كيف لها أن تخرج للعمل ، لكن كيد سامية كان عظيم فقد كانت توهمه أن فائدة عملها أكبر و أن الخير المجلوب أكثر فوافق عمران ودهب لإخبار نفيسة التي لم تقبل الأمر لأنها تعلم ما ستعانيه من ظلم و مشاكل ، إلا أنها وافقت في الأخير بعد أن أرغمت على ذلك بوهمها أنه سيعطيها جزء من المال الذي تجنيه .
بدأت نفيسة تتردد على المزرعة الغير قريبة ولا بعيدة على منزلها ،اليوم الأول مر على خير ما يرام حيث استطاعت أن تجني مالا إضافـيا لأنها عملت أعمالا زائـدة عن مهامها الوجبة عليها و بنشاط كبير أيضا ، لكن هذه الحالة لم تدم إلا أياما قلائل ،ففي الآونة الأخيرة و كون نفيسة فلاحة جديدة و جميلة بدأت تتعرض للمضايقات و المعاكسات من شبان لا عمل لهم ففي كل مرة كانت تمر فيها نفيسة على المزرعـة تسمع ما تسمع من ألفاظ سوقية يتوفه بها أولئك الشبان ،فقررت أن تخبر والدها الذي استقبل الأمر بصورة لم تتوقعها فقد طلب منها ببساطة أن تتجاهلهم و أن تمضي في حـال سبيلها أو أن تغير الطريق ، فسكتـت و الحسرة تملأ قلبها ، وفي إحدى الأيام دخلت نفيسة للمزرعة فلاحظت رابح ابن مالك المزرعة الذي عاد بعد أن كان يدرس في المدينة ،كان يقف مطلا من إحدى الشرفات فأثار انتباهها لأنها غالبا ما تراه على تلك الحال ،ألا أنها بدأت تعمل دون أن تعطي الأمر أهمية وعند حلول وقت راحتها ذهبت تجالس حامد المزارع الذي اعتادت عليه وكانت دائما تقضي راحتها معه لأنه كان يذكرها بأخيها ضياء فقد كان حامد من أقرب الأصدقاء له إلا أن نفيسـة لاحظت أن حامد في ذلك اليوم كان غريبا كأنه يخفي شيئا عنها يريدها أن تعلمه ولكن خاف من ردة فعلها ،لكنه استكمل شجاعته و أخبرها بأن ضياء كان يراسله في مدة الأربعة عشر سنة وخاصة السنوات الستة الأخيرة و أنه في كل مرسال كان يكرر السؤال عنها فتعجبت نفيسة و لم تصدق ما تسمع و دمعت عينها كثيرا على أخيها و طلبت من حامد أن يحضر لها كل المراسيل ليقرأها عليها في الغد . وهكذا انتهى يوم نفيسة في المزرعة بسعادة و لكن أي سعادة فقد كانت الويلات تنتظرها في الخارج فقد قررت تغيير طريقها المعتاد لتسلم من معاكسات الشبان ،لكن هل ستسلم من هؤلاء الوحوش إيه... أي سلام ، ففي ذلك اليوم وهي في طريقها وجدتهم أمامها حاولت تجاهلهم لكنها لم تفلح حيث حاولوا الاعتداء عليها ،و هنا وصل رابح الذي كان يتجول هو وعماله على سبيل الصدفة فضربوهم ضربا مبرحا ،بعدها حاول رابح تهدئة نفيسـة و طلب مرافقتها للمنزل ليطمئن أكثر عليها فأخبرته أن حال القرية غير حال المدينة التي درس فيها و إن أوصلها ستكثر الأقاويل و الأحاديث. ومن ذلك الحين و بينما نفيسة لا تفكر في رابح ولا تأبه له تولدت لديه مشاعر حب تجاهها و صرح بها لوالديه وطلب منهما أن يخطبوها له لكنهما رفضا رفضا شديدا فماذا سيقول عنهم الناس وهم الأثرياء الأغنياء وهي البائسة الفقيرة وماذا سيقلون وهو المتعلم وهي الجاهلة ، لكنه أصر على رأيه قائلا : « غير نفيسة لن أتزوج وأنت يا أمي واصلي بحثك لي من بين مجامع النسوة وفي الأعراس عن فتاة ». وهنا ومع غضب رابح الشديد وافق والداه على خطبتها وأعلم والده أب نفيسة بالأمر ،عمران الذي بدوره أخبر سامية أولا فبدأت تخطط لما لا يحمد عقباه ،ففي اليوم المتفق فيه على قدومهم لرؤية نفيسة لم تعلمها سامية بالأمر وتركتها بأسمالها البالية في حين أحضرت لمياء ابنة أخيها المتوفى و زينتها كل الزينة لعلهم ينسون نفيسة ويتقدمون لخطبتها هي .
كان اليوم يوم جمعة يوم راحة للعمال في المزارع ، لكن أي راحة لنفيسة فقد كانت تغسل الملابس وفي حالة يرثى لها ،وهنا دق الباب فتحت نفيسة و إذ بها تجد رابح و والداها وعمه الكبير إضافة إلى أخته ففوجئت كثيرا بقدومهم وفي المقابل أصيبوا جميعهم بالذهول خاصة رابح الذي كان يتوقع أن يجدها بأبهى الحلل ...دخلوا غرفة الضيوف فاستغربوا باستقبال زوجة والد نفيسـة وحدها لهم ولم يجدوا حتى عمران معها ،ياللعار تخلى عمران لأجل سامية عن رجولتـه وعاداته وتقاليده ، وبينما هم جلوس مع سامية إذ دخلت عليهم لمياء جالبة صينية القهوة لكن ساكنا لم تحركه لمياء في نفوسهم فرابح بقي مصرا على خطبة نفيسة ، و بالفعل طلبوها من ساميـة التي قالت : « يجب أن نستشير والدها ونفكر و يجب أن تقرر هي ذلك » . وعند خروجهم جاء عمران وأعلم ابنته بالخبر فانفجرت باكية على حظها التعيس لأنهم رأوها على تلك الحالة وقررت أن لا تقبل هذا الزواج فحدث حدث غريب هو أن عمران لأول مرة يستشر ابنته وفي موضوع لا تستشار فيه نساء القرى آن ذاك ،و الأكثر من ذلك هو أن عمران وافق على رأي ابنتـه رغم محاولتـه معها لأن رابح كان صاحب علم وجاه و زواجه بنفيسة سيحقق كل المنفعة لأسرتها ،هكذا وبعد هذا الحدث المهم في حياة نفيسة قررت أن تواصل عملها في المزرعة عاديا وهنا افتقدت حامد الذي غاب لفترة طويلة دامت الشهرين وزادها هذا الغياب حيرة على حيرة وهم على هم .
مرت الأيام وأطفئت نفيسة شمعتها الرابعة والعشرين لتطفئ معها أربعا وعشرين عاما من الحزن والأسى ولتفتح صفحة الخمس و العشرين بحزن أكثر وهم أكبر حيث ما إن تأخر زواجها حتى تعالت أصوات عجائز القرية بالأقاويل ،إلى جانب مساندة سامية لهم وترويجها للإشاعات أكثر ،زيادة على مضايقات أهل القرية أصبح كل أفراد عائلتها لا يتحملونها رغم الجهود التي تبذلها نفيسة تجاه أسرتها ، وفي إحدى الأمسيات تشاجرت مع زوجة والدها التي لم تعد تطيقها فخرجت من المنزل باكية و اتجهت إلى البحر لتسترخي وبينما هي على تلك الحال ظهر لها شاب وسيم فخافت منه لكنه طمأنها بأنه لا يعرف هذه القرية ولا يعرف أحد فيها فهو مجرد زائر وسألها عن سبب بكائها فروت له قصتها ،كما حدثها هو الآخر عن نفسه وعن سبب وجوده في قريتها فعرفت أنه باحث جاء من العاصمة لإجراء أبـحاث عن التلوث الحاصل فيها وعن أسباب هذا التلوث و ليعطي حلولا لهذه الأسباب و أعجبت بـه و أعجب بها فطلب الشاب إيصالها إلى منزلها فلم ترفض ،وعادت إلى المنزل فرحة فاحتار الجميع لأمرها وسبب سعادتها التي محت سنوات من وجه نفيسة ومن هنا تكررت لقاءات نفيسة بهذا الشاب فعرفت أن اسمه عبد القادر .
بعد مرور أسبوعين من اللقاء أخبر عبد القادر نفيسة أنه يريد خطبتها ففرحت كثيرا ووافقت لكنها لم تعطه إجابة نهائية لأنها يجب أن تسأل والدها الذي وجدت صعوبة في إقناعه ولكنه في الأخير وافق ، وما أسرع انتشار الأخبار في هذه القرى فلقد سمع رابح بالقصة وغضب غضـبا شديدا وقرر قتـل عبد القادر و بالفعل تم هذا ، وعندما اتجهت نفيسة إلى شاطئ البحر كعادتها لتعلم عبد القادر بقبول والدها به وجدته مرميا على الأرض و الدم يتسايل كثيرا ، فهرعت نحوه ووجدته ميتا فبدأت الدموع تنهمر بغزارة من عينيها الجميلتين ،ومنذ ذلك الحين وهي في حالة من الذهول و الشرود قابعـة في غرفتها لا تخرج إلا لتلك المزرعة وحيدة شاردة .
في إحدى الأيام وبينما نفيسة لا تزال في حالة حزنها تلك وهي في طريقها للمزرعة تفاجأت بحامد يرتدي زيا أنيقا و بذلة نظيفة فعاد لها بصيص الأمل في الحياة ،فأخبرها حامد بقصة غيابه حيث أنه كان في العاصمة مع أخيها ضياء ، ضياء الذي أصبح عن طريق الغش و الخداع واحدا من الأثرياء لكنه دوما لم ينسى أختـه و صديقه ، كما أخبرها أنه أخفى عنها قصة المرسال الأخير الذي بعث لـه به ضياء وطلب منه فيه أن يتوجه لمحطة الحافلات في القرية يوم الخميس ليذهب إلى العاصمة للقـاء ضياء الذي سيستقبله في العاصمـة ، وفعلا قد حدث الحدث والتقيا و أوصاه كثيرا على أخته طالبا منه أن يقرأ عليها هذا المرسال المخصص لها وما إن أكمل حامد كلامه و سلمها المرسال حتى أمسكته بشدة وانفجرت باكية قائلة : «أخي ضياء ... من القائل أننا سنلتقي وأني سأتعرف على مكانك بعد جرح حفره الزمان لمدة 14 سنة ... أخي اشتقت لك » قرأ حامد على نفيسة المرسال الذي يطلب فيه ضياء من أختـه أن ترحل إليه في أقرب وقت وهكذا سعدت ذلك اليوم سعادة لا مثيل لها و رأت أنه من خلال حامد يمكنها أن تصل إلى أخيها الذي سيخلصها من العناء و الشقاء . وهكذا وبعد مرور عام أخبرت نفيسة والدها بأمر رحيلها فتأثر بالأمر وطلب منها أن تسامحه ورحلت إلى أخيها وهي لا تدري أشر أريد بها وعناء أم خير كثير وفرح كبير .



  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عيسى ورود
عيسى ورود
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 28-02-2007
  • المشاركات : 689
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • عيسى ورود is on a distinguished road
الصورة الرمزية عيسى ورود
عيسى ورود
عضو متميز
رد: غريــــــــب في الديار
31-07-2007, 01:14 PM
انشاء الله ماتكوني غريبة وبالتوفيق الى التميز المنشود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية روان علي شريف
روان علي شريف
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 11-04-2007
  • الدولة : وهران الباهية - الجزائر-
  • المشاركات : 2,556
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • روان علي شريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية روان علي شريف
روان علي شريف
شروقي
رد: غريــــــــب في الديار
02-08-2007, 02:12 PM
أنا سلمى عضوة جديدة في المنتدى أتمنى أن أصبح غضوة مميزة . لكل المهتمين بالقصة القصيرة أرسل هذه المحاولة البسيطة . أرجو أن تنال إعجابكم

أختي في الحبر وهواجس الكتابة أرحب بك وأتمنى لك اقامة مريحة بيننا واعتبري نفسك بين أهلك.
الشيئ الجميل هو تواضعك الذي رفع من مكانتك في نظري.
الملاحظة الأولي أن محاولتك لا أقول بسيطة كما وصفتيها تستحق الاهتمام لأنها من بنات أفكارك وهذا ما نحاول
تمريره لبقية اعضاء منتدانا الكرام ، لا نقبل بنقل أعمال الغير كما قلنا ولزلنا نقولها يوميا لكن مع الاسف لا زال البعض يراوغ ويتمسك بنفس النهج وهذا نرفضه لانه يتناقض مع ضمير الانسان الحي.
أما الملاحظة الثانية ايتها الاخت اكتشفت أن لك نفس طويل في الكتابة وسردك متماسك الى حد ما ،مع الايام
ستكتسبين التجربة لاستدراك بعض النقائص الفنية ،صراحة انك تصلحين لكتابة الرواية والأيام بيننا.
ثابري وتمسكي جيدا اني اراك قادمة.
لك مني كل التشجيع والاحترام.
  • ملف العضو
  • معلومات
touba
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2007
  • المشاركات : 23
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • touba is on a distinguished road
touba
عضو مبتدئ
رد: غريــــــــب في الديار
02-08-2007, 05:47 PM
الأخت الطيبة،
و كأني اقرأ قصة من قصص ألف ليلة و ليلة
حكاية بسيطة و لكن يمكن لصاحبتها أن تكون قاصة جيدة في المستقبل
عليك فقط أن تقرئي كثيرا للكتاب المعروفين في كتابة القصة
أرجو أن تقبلي هذه المصافحة
و لك كل الخير
أخوك عمر touba
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
الشرح الكامل لبرنامج الإكسل ..Microsoft Office Excel 2003
فوائد الخيار
حرب nintendo و sonny في صناعة اجهزة الالعاب
فوائد الخيار
أمة الخيار ..!
الساعة الآن 05:38 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى