الموريسكيون في الجزائر (1 )
02-05-2013, 09:55 AM
ملأ
الأندلسيون مدينة الجزائر بعد ثورة غرناطة عام 1501 وما ترتب عنها من صدور
مرسوم يجبرهم على اعتناق المسيحية. وكانت وهران بدورها ماضية في إيواء
أعداد كبيرة ممن لجأ إليها من الغرناطيين منذ عام 1493. وكان الأخوان عروج
وخير الدين بارباروخا يسهلان هم ومن خلفهما عمليات هجرة الأندلسيين، وكانوا
يجندون المهاجرين في الحملات والعمليات الهجومية على المسيحيين، كما يسروا
لهم الاستيطان في أراضيهم، حيث أفادوا منهم في زراعة الأراضي الخصبة في
سهول المنطقة المعروفة بمنطقة متيجة، والتي تقع ما بين الجزائر العاصمة
وبليدة، وذلك في الفترة من 1501 إلى 1529. وقد ساعد المهاجرون الغرناطيون
بانضمامهم إلى صفوف الجيش الذي كان يقوده المدعو "العلج علي"، المورسكيين
المتمردين في حرب البشارات على مغاردة إسبانيا، حيث تولوا تنظيم عمليات نقل
الآلاف منهم في أعقاب الهزيمة التي لحقت بهم.
ويحكي
لنا دييغو دي هاييدو Diego de Haedo الذي كتب وصفاً مشهوراً لمدينة
الجزائر في عقد 1570 أنه خلال السنوات التي قضاها في مدينة الجزائر )الفترة
نفسها التي قضاها أيضاً أسير مشهور آخر هو ميغيل دي ثيربانتيس (Miguel de
Cervantes، كان بها عشرون بيتا لمسلمي غرناطة، وأراغون، وفالنسيا،
وقاطالونيا: » ممن هاجروا من تلك المناطق وعادة ما كانوا يخرجون مع نسائهم
وأبنائهم « . ويقول هاييدوا كذلك إن هؤلاء الموريسكيين الإسبان ينقسمون إلى
عنصرين منفصلين، بعضهم المدجنون، والبعض الآخر الثغريون )أو الحدوديون(
الذين ينتمون إلى مناطق أراغون، وفالنسيا، وقاطالونيا. وجميعهم من أصحاب
الحرف، وأهمهم المتخصصون في صناعة البنادق. وكانوا يشتغلون أيضاً بتربية
دود القز، ودائماً حسب نفس المصدر: » كان كبار السن منهم، أشد الأعداء
قسوة معنا نحن المسيحيين، في بلاد البربر « .
كان
الموريسكيون يقومون بتسليح مراكبهم الشراعية، بمساعدة القباطنة الاتراك،
وكذلك الفرقاطات، ثم يبحرون متجهين نحو تلك المواقع على الساحل الإسباني،
حيث يقيم ذووهم وأصدقاؤهم. وكانوا يدخلون بمساعدة هؤلاء مرتدين الملابس
المسيحية، ويتحدثون الإسبانية أو لغة أهل فالنسية. وبذلك كانت تسهل لهم
عمليات السلب والسطو واختطاف الأسرى، إضافة إلى مساعدة موريسكيين آخرين على
الهرب.
المهاجرون الأندلسيون، بتصرف،
مرثيدس غارثيا أرينال،
ترجمة محمد فكري عبد السميع،
المجلس الأعلى للثقافة، الطبعة الأولى 2006.
الأندلسيون مدينة الجزائر بعد ثورة غرناطة عام 1501 وما ترتب عنها من صدور
مرسوم يجبرهم على اعتناق المسيحية. وكانت وهران بدورها ماضية في إيواء
أعداد كبيرة ممن لجأ إليها من الغرناطيين منذ عام 1493. وكان الأخوان عروج
وخير الدين بارباروخا يسهلان هم ومن خلفهما عمليات هجرة الأندلسيين، وكانوا
يجندون المهاجرين في الحملات والعمليات الهجومية على المسيحيين، كما يسروا
لهم الاستيطان في أراضيهم، حيث أفادوا منهم في زراعة الأراضي الخصبة في
سهول المنطقة المعروفة بمنطقة متيجة، والتي تقع ما بين الجزائر العاصمة
وبليدة، وذلك في الفترة من 1501 إلى 1529. وقد ساعد المهاجرون الغرناطيون
بانضمامهم إلى صفوف الجيش الذي كان يقوده المدعو "العلج علي"، المورسكيين
المتمردين في حرب البشارات على مغاردة إسبانيا، حيث تولوا تنظيم عمليات نقل
الآلاف منهم في أعقاب الهزيمة التي لحقت بهم.
ويحكي
لنا دييغو دي هاييدو Diego de Haedo الذي كتب وصفاً مشهوراً لمدينة
الجزائر في عقد 1570 أنه خلال السنوات التي قضاها في مدينة الجزائر )الفترة
نفسها التي قضاها أيضاً أسير مشهور آخر هو ميغيل دي ثيربانتيس (Miguel de
Cervantes، كان بها عشرون بيتا لمسلمي غرناطة، وأراغون، وفالنسيا،
وقاطالونيا: » ممن هاجروا من تلك المناطق وعادة ما كانوا يخرجون مع نسائهم
وأبنائهم « . ويقول هاييدوا كذلك إن هؤلاء الموريسكيين الإسبان ينقسمون إلى
عنصرين منفصلين، بعضهم المدجنون، والبعض الآخر الثغريون )أو الحدوديون(
الذين ينتمون إلى مناطق أراغون، وفالنسيا، وقاطالونيا. وجميعهم من أصحاب
الحرف، وأهمهم المتخصصون في صناعة البنادق. وكانوا يشتغلون أيضاً بتربية
دود القز، ودائماً حسب نفس المصدر: » كان كبار السن منهم، أشد الأعداء
قسوة معنا نحن المسيحيين، في بلاد البربر « .
كان
الموريسكيون يقومون بتسليح مراكبهم الشراعية، بمساعدة القباطنة الاتراك،
وكذلك الفرقاطات، ثم يبحرون متجهين نحو تلك المواقع على الساحل الإسباني،
حيث يقيم ذووهم وأصدقاؤهم. وكانوا يدخلون بمساعدة هؤلاء مرتدين الملابس
المسيحية، ويتحدثون الإسبانية أو لغة أهل فالنسية. وبذلك كانت تسهل لهم
عمليات السلب والسطو واختطاف الأسرى، إضافة إلى مساعدة موريسكيين آخرين على
الهرب.
المهاجرون الأندلسيون، بتصرف،
مرثيدس غارثيا أرينال،
ترجمة محمد فكري عبد السميع،
المجلس الأعلى للثقافة، الطبعة الأولى 2006.
" من الممكن أن نضيف حياة لأيــــــا منا ولكــن من المستحيل أن نضيف أيــــامــا لحياتنــــا "