رسالة مؤثرة من أخت تارقية الى كل الشعب الجزائري
17-06-2020, 11:31 AM
عندما أتوجع لا تتألموا نفاقا!
عندما أتكلم لا تسمعوني مجاملة!
عندما أكتب لا تقرأوا لي تجسسا!
نحن إخوة في الأرض والدين والعرق والمصير والتاريخ ولا يليق بنا تخوين بعضنا لمجرد اختلاف في الرأي!
لا علاقة لي بصراعاتكم الغريبة ..هذا عربي هذا قبايلي هذا شاوي......الخ فأنا لا أعتقد بوجود هكذا اختلاف ولا أجاري في ذلك أصحاب فكر عروبي أو بربري ...وإن الفساد لا عرق ولا دين له فلا داعي لأن ينسب للبعض وينزه عن غيرهم .
أنا بأخلاقي وثقافتي التارقية وديني الإسلام أترفع عن كل ما يفرق بين الإخوة ويشتت شملهم لأن ذلك في قومي الطوارق نقيصة و خطيئة لا تليق بالنبلاء الأحرار .
لا اخشى في قول الحق لومة لائم فنفسي عزيزة لا اقبل الظيم والذلة ولا اخضع لغير الله و لا ارضى السوء لاحد من البشر.
عندما يشتكي أبناء الصحراء وخاصة الطوارق منهم لا تتعبوا أنفسكم في توزيع دروس الوطنية علينا والولاء للوطن فلو كنا نحن الحمقى والسذج والمتخلفون ! فمن المؤسف أن ذكاءكم ومرؤتكم وعلمكم وسلطتكم لم تنقذنا يوما وتحفظ انسانيتنا فما الجدوى من وجودها إذن! وأنتم من سبقنا بسيادة البلد وإدارة شؤونها عقودا !؟
إذا كنا ضعاف نثقل كاهلكم في هذا الوطن فليس ذنبنا موقعنا الجغرافي و إن بقينا على نفس الحال منذ الإستقلال إلى يومنا هذا فنحن إخوانكم و همنا همكم فمنذ متى أدركتم ذلك واجبا بين الاخوة وليس جميلا يرد ودين تمسك به الرقاب و الذمم!
نحن الطوارق إخوة في العرق ولا تفرقنا حدود جغرافية وهمية و من واجبنا أن نهتم بشؤون إخواننا في دول الجوار في كل الظروف كما نهتم بشؤون إخواننا في الدين أينما وجدوا ولا نكيل بمكيالين!
إذا اشتكينا على أن موارد البلد المستخرجة من تحت أقدامنا لم تذر علينا خيرا يذكر فليس عيبا أن تعترفوا بتقصير قيادة البلد في واجباتها نحو مواطنيها هنا فلا تنزه مؤسسات الدولة عن الخطأ فهي مسؤولة أفرادها من البشر لهم مالهم وعليهم ما عليهم فالعدل والحرية أساس الحق والملك.
لا تكلفوا أنفسكم عناء وصفنا بالسدج من يأكل غيرهم الشوك بأفواههم ولا يدركون ذلك بدل إنصافنا من الظلم والجور!
فذلك محسوب عليكم لا لكم!
لسنا مالا ممدودا لصفقة صراعات إيديولوجية أو تاريخية نحن قوم أحرار كرامتنا لا تقايض بمأكل ومشرب ومقام عظيم في منظومة مصالح ضيق لا ترقى بأن تجعلنا كلنا سواء مواطنون في بلد حٌر نتحمل فيه مسؤليتنا في كل الأدوار والمستويات القيادية والوظائف كغيرنا من اخواننا دون تخوين او اقصاء، نحمي ارضنا وعرضنا وحدودنا ونبني وطننا بسواعدنا وافكارنا.
كفوا عن مذمتنا بطبيتنا وأنتم تقولون غير ذلك فالأشياء تعرف بأضدادها حتما!
الوطن الواحد يعني المصير المشترك والتساوي في الحقوق والواجبات بين الجميع دون استثناء لعرق أو اسبقية وجود أو أسبقية سيادة في البلاد بمسميات مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان!
هي هكذا كحد أدنى لأن غير كل ما سبق ما هو إلا سراب يحسبه الظمآن ماء.