تسجيل الدخول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من البدايةٍ، وقبل الشروع في موضوعي هذا
استسمح آل " الشروق "
عذرًا على ركاكة الأسلوب.
كما أودّ أن أقولَ:
أنني أتحاشى الخوض في التراكيب والمصطلحات العلمية إلاّ على قدرِ ما تدعو له الضرورة.
كما أُلفتُ انتباه الأفاضل والفضليات.
أتمنى أن يُنظرَ لموضوعي هذا من جانبه العلمي المعرفي، وأن تبتعد الأفكار عن التأويلات الدينية.
حتى لا يؤخذ النقاش محنى آخر.. وأكون شاكرًا، لو نعلم أن كل هذه ما هي سوى دروس أكاديمية لا غير.
كما الفتُ نظركم الدرس طويل وشائك بعض الشيء، رغم ما قمت به من إيجازٍ واختصارٍ، سوف أقسمه إلى العديد من المداخلات .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بالفاضلة/ وردة.
يسرني أن تتابع موضوعي المتواضيع مثقفة مثلكِ يا فاضلة.
وكم أتمنى أن يروق لكِ ما أنشره هنا.
تحياتي.

الظاهرة البيولوجية على مر الزمن في الكون.
Phénomène biologique fil du temps dans l'univers

1) الظاهرة البيولوجية Phénomène biologique
تتجلى الظاهرة البيولوجية على مستوى "الخلية Cellule".
الخليّة التي هي وحدة جميع الكائنات الحية الحيوانية منها والنباتية .

وأساس كل خلية إنما هي الهيولى Cytoplasme تلك الخليّة التي تتألف من الهيولى الخلوية والنواة
Noyau

وتدخل في تركيب المادة الحية عناصر كيميائية هي نفس العناصر التي تتركب منها الجمادات والتي تبلغ 92 عنصرًا.
غير أن 14 عنصرًا منها فقط هي التي تدخل في تركيب المادة الحية.
وهي لا توجد مجتمعة في جميع الخلايا الحية إلاّ خمس عناصر وهي:
الكبريت (S)، والأوكسجين(O)، والفحم (C)، والهيدروجين(H)، والآزوت(N)
وأهم المواد العضوية التي تعتمد عليها المادة الحية هي:
السكريات les glucides
والدهنيات Lipides والبروتينات Protéines
غير أن الخليّة ليست وِحدة مغلقة بل هي منفتحة و في تغيّرٍ مستمرٍّ.
فهي تأخذ غذاءها من المحيط الخارجي وتحوّله، ثم تتخلص من فضلاته .
و تُعرف هذه العمليات الثلاث بالتمثيل الغذائي أو الاستقلاب Métabolisme و بذلك تنمو وتتكاثر جنسيًّا أو لا جنسيًّا.
كما أنها قابلة للاستثارة، و قادرة على التكيّف .
.ومن الخلايا يتكوّن الكائن الحي الذي يتجلى في الفردية التي تجعل منه جملة مستقلّة إلى حدًّ ما.
ولئن كانت هذه الفردية مؤقتة كما هو الحال لدى بعض الحيوانات الدنيا(المنحطة ) التي إذا ما قسمت إلى شطرين تفرّد كل شطرٍ بحياة خاصة، فإن العبرة في الفردية إنما هي بتبعية الأجزاء إلى الكل.
. إذ ليست العضوية جمعًا من الخلايا أو الأجهزة، بل هي مجموعة من الأعضاء ينتظمها أو ينظمها نشاطٌ كليّ تتجلى فيه وحدة الكائن الحي رغم تغيّر عناصر باستمرار.
ولعلّ وحدة الكائن الحي واستقلال هذه الوحدة إلى حدٍّ ما، هي التي لم تساعد العلم على تحليل الظواهر البيولوجية .
بشكل دقيقٍ بل أن كل التحليلات إنما هي بنتائج نسبية.
ولئن استطاع الإنسان أن يتخذ من الحيوانات والنباتات التي يتغذى بها موضوعًا للبحث العلمي منذ الأزمنة الغابرة، فإنه لم يجرؤ على أن يجعلَ من نفسه "المقدسة" موضوعًا للبحث كبقية الاشياء.
حيثُ أنه بقى تشريح جثة الإنسان "محرّمًا" وممنوعًا حتى القرن السابع عشر.
وبعد ذلك التاريخ أصبح أمرًا مألوفًا.
وقد يشترك في الوقت الحاضر نتيجة التصوير بواسطة الأشعة ملاحظة ودراسة الأعضاء لدى الإنسان الحي .
تشمل اليوم كلمة ( بيولوجيا Biologie)
عدة علومٍ مثل:
علم الأنسجة Histologie ، علم الخلايا cytologie ، علم الوراثة Génétique ، علم الأجنة Embryologie.
و تتفرع بصفة عامة إلى فرعين أساسين:
علم التشريح Anatomie و الفيزيولوجيا أي علم وظائف الأعضاء Physiologie. ولئن كان علم التشريح قديمًا فإن الفيزيولوجيا إنما اصبحت علمًا وضعيًّا بفضل أعمال ( كلود بيرنار Claude Bernard ) الذي طبّق عليها ما يُعرف المنهج التجريبي في البحث العلمي.

... يتبع.

2) علم الأحياء والمنهج التجريبي La biologie et l'empirisme
وكما هو معروف أن المنهج التجريبي قد قطع شوطًا لا يستهان به في التجارب والأبحاث العلمية
وأنه أي ـــ المنهج التجريبي ـــ لا يجدُ أيّ صعوبةٍ في أرساء وتطبيق مراحلهِ الثلاث وهي:
الملاحظة ـــ الفرض ـــ التحقق من الفرض ) على المادة الجامدة، فإنّ تطبيقه على المادة الحيّة لا يزال يلاقي ويجد صعوبات جمة وكثيرة نظرًا للتعقّد الشائك للظاهرة البيولوجية و تشابك عناصرها لاسيما بالنسبة لعلم وظائف الأعضاء Physiologie. ذلك أن الملاحظة هنا يجب أن تتمّ أثناء جريان الظاهرة في جسم الكائن الحي. و كثيرًا ما يجب أن تتواصل الملاحظة مدة من الزمن لتَتبُّع أطوار الظاهرة في مختلف مظاهرها. مما يتطلّب ذلك استعمال الخطوط والرسومات البيانية
و آلات التسجيل والملاحظة المختلفة .
و بعد أن يستنفد أي باحث جميع الملاحظات الممكنة يعمد إلى (الفرض) أي أنه يقدّم تفسيرًا مؤقتًا اعتمادًا على الملاحظات المتجمعة لديه من معلوماته التي يكون قد تحصل عليها وعرفها سابقًا .
كما يتعيّن كذلك عليه ـــ أي الباحث ـــ فيما بعد ذلك أن ( يتحقق من الفرض ) عن طريق التجريب .
غير أن علماء وظائف الاعضاء قد كانوا يعتقدون ويظنون طويلاً أنّ التجارب على الأعضاء الحيّة غير ممكنٍ لتشابكِ وظائفها مع وظائف بقية الأعضاء الأخرى في الجسم. حتى مجيئ ( كلود بيرنار ) إلاّ أنه قد بيّن أنّ هذا التجارب ممكنة ومتاحة ، لا سيما أننا أصبحنا اليوم نعرف أنّ بالامكان فصل القلب عن الجسم و إبقاؤه تذب فيه الحياة مدة من الزمن. كما أنه هناك أمثلة كثيرة يقدمها ( كلود بيرنار ) على تطبيق المنهج التجريبي في علم وظائف الاعضاء
و من ذلك أنه قد أحضر ذات يومٍ بعض الآرانب من السوق فمن ضمن ما لاحظه أنّ بولَ تلك الحيوانات صافٍ وحامض. وكان من المتعارف سابقًا أنّ بولَ الحيوانات التي تُعرف (بآكلة الأعشاب) عكرٍ و قلوي، و أنّ بولَ الحيوانات المعروفة (بآكلة اللحم) على العكس من ذلك صافٍ و حامض.
فخرج بافتراض أن تكونَ تلك الآرانب لها شروط غذائية تشبه الشروط الغذائية التي تكون عند الحيوانات ( آكلة اللحم)، و أنها لم تأكل العشب منذ مدة طويلة بحيث أصبحت لها شروط غذائية مماثلة لشروط الحيوانات ( آكلة اللحم).
فكان من السهل عليه أن يقوم بالتجارب ليتحقق من صحة فرضه.
فما كان منه أنه أعطى تلك الآرانب عشبًا، و بعد برهة من الزمن رجع بولها عكرًا و قلويّا.
وليتأكد أكثر من تجاربه أنه منع عنها العشب عددًا من الساعات فعاد ورجع بول الآرانب حامضًا و صافيًّا. و بعد أن أكلت الأعشاب عاد إلى عكره و قلويّته.
وكم كرّر التجربة مرارً و تكرارًا فكانتِ النتيجة دائمًا واحدة
ثم أجرى التجربة على حصانٍ فحصل على نفس النتيجة.
:فعندئذٍ صاغ وخلُص إلى نتيجة في قضية عامة، و هي :
" أن جميع الحيوانات إذا ما فرغت بطونها تغذت باللحم أي بالمواد المدخرة في جسمها".

مرحبًا
بالرجل الطيب والأخ الفاضل.
مداخلتك أضافت إضافة قيّمة.
لموضوعي المتواضع.
هو فعلاً.
أن الأمور العلمية تعتمد على البديهيات والنظريات.
وما إن نريد معرفة شيئٍ إلاّ و نجدُ أنفسنا في أمورٍ شائكة أخرى
وخصوصًا في علم الأحياء La biologie
يا فاضل
كم تمنيتُ أن نجعل من منتدانا هذا كنواة للإطلاع على العلم والمعرفة.
لأنني نحن أهل الجزائر في أمسّ الحاجة لذلك.
المهم
إن شاء الله نفيد ونستفيد من بعضنا.
انتظر عودتك يا طيب.
تحياتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ثم أهلاً وسهلاً بالمشرفة الفاضلة أختي / وردة.
هو كما ذكرتِ من الأحسن الإطلاع على معرفة المصطلحات العلمية.
فذلك يكون دافعًا ولو حتى بالتفكير العلمي.
وكما قلتُ لأخي العزيز / منير.
أقول لكِ:
عندما تتظافر الجهود في منتدانا هذا.
فلا محالة أننا نصل الى ما نريد ولو بشيء قليل.
والبركة في أختي والآخرين والأخريات.
وكما يقال: من مشى على الدرب وصل.
عندها سيصبح المنتدى نبراسًا للعلم والمعرفة.
إن حقًّا نريده منارة لتدارس ومدارسة ما نحتاج إليه في أمور ديننا ودنيانا.
أختاه
سرتني مداخلتكِ هذه.
تحياتي