رد: الإرهاب التجاري
25-12-2010, 12:27 AM
في أكتوبر الماضي كتبت زواوية، ب في الجزائر نيوز هذا التقرير

منتوجات سامة ومواد مقلدة تباع بالأسواق /هكذا يقتل الجزائريون أنفسهم


- منتوجات غذائية ومشروبات غازية خالية من السكر،
- مواد تجميل مقلدة،
- ألبسة مستعملة،
- زيوت ودهون خالية من الكولسترول ومشروبات الطاقة··· وغيرها من المواد الاستهلاكية،

لكن هل تساءل المستهلك الجزائري يوما عن مصدرها، أو عن مكوناتها أو حتى طريقة تصنيعها قبل اتخاذه قرار الشراء·


إن جهل ولامبالاة وبحث الجزائريين الدائم عن السعر المغري جعلهم، دائما، ضحايا لمنتجات غير صالحة وأخرى خطيرة على الصحة، أمام التدفق العشوائي لمختلف السلع دون مراعاة مقاييس النوعية وكذا شروط التغليف والتخزين أمام أعين وزارة التجارة التي تتحجج دائما بنقص إمكانياتها المادية والبشرية لتبرير عجزها عن مراقبة صلاحية ونوعية جميع المنتوجات المعروضة في السوق الوطنية·
منتوجات ''اللايت'' تسبب السرطان وتزيد في الوزن
دفع تفشي الأمراض المزمنة على غرار مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، الكولسترول ومرض السمنة في السنوات الأخيرة، دفع مختلف الشركات الغذائية والمشروبات الغازية إلى إنتاج منتوجات غذائية ومشروبات خالية من السكر أو ما يعرف باللايت ''قصد جلب انتباه ومغازلة هذه الشريحة الواسعة لاستهلاك تلك المنتوجات·
وقد أثارت، مؤخرا، نتائج دراسة أعدتها مؤسسة ''رامازيني'' الإيطالية، جدلا واسعا بعدما أكدت أن المواد المحلية كالاسبرتام، السكارين والكسيليطول التي تستعملها بعض الشركات كمكون بديل للسكر الطبيعي في تصنيع مختلف المواد والمشروبات الغازية، حيث أثبتت الدراسة بأن تلك المواد المحلية سيما ''الاسبرتام'' تسبب أوراما سرطانية خبيثة إذا تجاوزت الجرعة التي يتناولها المستهلك يوميا الـ 40 ملغ/كغ· وأوضحت الدراسة أن ''الاسبرتام'' مركب صناعي أشد حلاوة بـ 200 مرة من السكاروز أو السكروز (السكر التجاري المستخلص من الشمندر السكري أو قصب السكر)· وتدخل مادة الاسبرمان في تركيبة نحو 6000 منتوج لايت نصفها تقريبا يسوق في الجزائر، لكن ما يثير المخاوف هو أن المنتجين لا يحددون على غلاف المكونات نسبة هذا المركب حتى لا يتمكن المستهلك من أخذ حيطته عند استهلاكه· لتبقى بهذا مادة ''الاسبرتام'' تشكل خطرا حقيقيا على المستهلكين سيما الأطفال منهم الذين يتناولون مشروبات غازية خفيفة هربا من السمنة وكذا مرضى السكري، وقد سبق في السياق ذاته أن دعا عدد من الأطباء ومختصي التغذية مرضى السكري إلى ضرورة مقاطعة منتوجات اللايت باعتبارها تشكل خطرا حقيقيا على صحتهم·
بالموازاة مع هذا، قالت دراسة علمية أخرى أجراها مجموعة من الباحثين بجامعة ''ليلي نوا'' الأمريكية، مؤخرا، بأن المنتوجات الاستهلاكية ''لايت'' من مواد غذائية ومشروبات غازية تؤدي إلى الزيادة في الوزن بـ 40% على عكس ما هو شائع بأنها الطريقة المثلى للتخسيس· وقد قام الباحثون بمراقبة عينتين من المستهلكين، حيث أن العينة الأولى التي كانت تتناول علبة الياغورت المحلاة بالسكر الغلوكوز العادي لم تزد في وزنها على عكس العينة الثانية التي كانت تتناول العلبة نفسها من الياغورت التي فيها استبدال السكر العادي بإحدى المواد المحلية، حيث زاد وزنهم بنحو نصف ميزانهم، وقد برر العلماء تلك الزيادة بأن منتوج ''لايت'' غير قادر على إعطاء جسم الإنسان الإحساس بالشبع، وبالتالي يجد نفسه يتناول العلبة بعد الأخرى من أجل إشباع حاجته·
الغش والتحايل في منتوجات ''اللايت''
تسعى شركات المشروبات الغازية على إضافة كلمة ''لايت'' على العديد من منتوجاتها قصد استقطاب أكبر فئة من المستهلكين، وبالتالي تحقيق أكبر ربح، حيث تتنوع المنتوجات الخالية من السكر ''لايت'' في السوق بين الياغورت، الشكولاطة، حلويات وحتى المثلجات، زيادة على المشروبات الغازية والعصائر· ولم تعد هذه المنتوجات تستورد من الخارج بل لجأت العديد من الشركات الجزائرية إلى إنتاج هذا النوع عن طريق استبدال السكر الطبيعي بمواد محلية ليصبح بذلك أشد حلاوة· وبين الغش والتحايل حول مدى احترام وتقيد المنتجين بالكمية المسموح استعمالها من المواد المحلية المكثفة، خاصة وأنهم لا يصرحون بها على أغلفة المنتوجات يزيد الإقبال عليها ظنا بأنها صحية أكثر من المشروبات المحلاة بالسكر الطبيعي·
أطباء يؤكدون: لا وجود لمنتوجات ''اللايت''
أجمع عدد من الأطباء الذين اتصلت بهم ''الجزائر نيوز''، على عدم قناعتهم بوجود منتوجات غذائية أو مشروبات غازية يمكن أن يتناولها مريض السكري دون أن تشكل خطرا حقيقيا على حياته، مضيفين بأن جميع المواد الاستهلاكية المعروفة بـ ''لايت'' يجب الابتعاد عنها باعتبارها أشد حلاوة من السكر العادي· فمريض السكري يجب عليه الالتزام بنظام غذائي محدد والابتعاد عن تلك المنتوجات الاستهلاكية التي أصبحت علامة تجارية فقط تهدف من ورائها الشركات إلى تسويق منتجاتها باستغلال الوضعية الصحية لمرضى السكري والسمنة· كما تكمن الخطورة أيضا على الأطفال الذين يشربون المشروبات الغازية الخفيفة خوفا من البدانة أو وقاية من السكر العادي· ومن هنا تكون الاحتمالات بالإصابة بالسرطان قوية جدا بالنسبة لمتناولي المنتوجات المحلاة بـ ''الأسبرتام'' كونه يؤثر على المادة الوراثية في الجسم وبالتالي الإصابة بسرطان الدم، إضعاف جهاز المناعة أو حتى الإصابة بالسكري بالنسبة للأشخاص العاديين·
جمعية مرضى السكري تدعو إلى مقاطعة منتوجات ''اللايت''
أكد رئيس جمعية مرضى السكري، بوحدة فيصل، لـ ''الجزائر نيوز'' على عدم اقتناعه بما جاء في الدراسة العلمية حول خطورة المنتوجات الغذائية والمشروبات الغازية ''لايت'' على صحة مرضى السكري، مبررا ذلك على عدم تقديم الدراسة لحجج علمية من شأنها دعم صحة نتائجها، مضيفا قائلا بأنه حتى الأطباء المختصين في علاج هذا النوع من الأمراض لم يقتنعوا بدليل عدم توجيههم أي تعليمات لمرضاهم·
وقد صرح المتحدث ذاته بأنه من غير المعقول أن يتم حرمان مرضى السكري من تناول منتوجات ومشروبات مخصصة لهم، مضيفا بأنه على مرضى السكري الالتزام بالتقيد بتناول الأطعمة الطبيعية والإكثار من الخضروات لتفادي حدوث أي تعقيدات صحية مثل العمى والقصور الكلوي وقرحة القدم السكرية· وفي السياق ذاته، قال بوحدة فيصل بأن جمعيته تساعد المنخرطين فيها على الانتظام في العلاج عن طريق وضع برنامج غذائي لهم تحت إشراف أخصائي التغذية من أجل ضمان ثبات السكر في الدم، إضافة إلى الحث على الممارسة الدائمة للرياضة والمداومة على تناول أدوية السكري· بالمقابل، فقد سبق وأن أعلنت عدد من الجمعيات الأخرى التي تتكفل بمرضى السكري، عقب اطلاعها على فحوى الدراسة، عن تنظيمها لأيام تحسيسية قصد توعية المواطنين بأخطار الإدمان على تناول منتوجات ''اللايت''·
سلع مقلدة تكلف الجزائر خسائر تتجاوز 30 مليار دينار سنويا
يتكبد الاقتصاد الجزائري سنويا خسائر مادية جسيمة تفوق 30 مليار دينار نتيجة غزو الأسواق الوطنية بمختلف السلع المقلدة من قطع غيار إلى مواد تجميلية التي تعرف استهلاكا واسعا بسبب أسعارها المنخفضة بالرغم من المخاطر التي تشكلها على صحة مستخدميها، لأن أغلب تلك المواد لا تخضع للرقابة، فأغلبها -إن لم نقل كلها- منتهية صلاحيتها مما يضاعف من خطورتها·
وتلقى تلك المواد المعروفة بطرق عشوائية سواء داخل الأسواق أو على متن العربات المتنقلة وبالأرصفة رواجا كبيرا، حيث رصدت ''الجزائر نيوز'' التهافت الكبير على اقتناء مواد تجميلية كالكريمات الواقية من الشمس ''مسكرا'' بأسعار جد متدنية تتراوح بين 25 دينارا و150 دينار مقارنة بتلك المعروضة في الصيدليات أو المحلات المخصصة لبيع هذا النوع من السلع التي يفوق سعرها 800 دينار· وبالرغم من وعي المستهلكين بالأضرار التي تسببها تلك المواد التجميلية التي أغلبها مصنعة في الصين إلا أن الإقبال عليها يبقى منقطع النظير باعتبار أن المستهلك الجزائري لا يعطي أي أهمية للنوعية أو الجودة على قدر اهتمامه بالسعر ومدى انخفاضه· والجدير بالذكر، فإن العديد من الدراسات والتحاليل أكدت بأن المواد الأولية التي تدخل في تركيب المواد التجميلية لهذه المنتوجات يصنف بعضها في خانة الأدوية، حيث تتحلل بفعل مرور الوقت لتصبح بذلك مادة غير صالحة للاستعمال ضارة بالبشرة وتسبب جميع الأمراض الجلدية كالإكزيما بمجرد ملامستها للبشرة، حيث يتحوّل ذلك إلى إكزيما حساسية، حسب ما أوضحه أطباء الجلد الذين يؤكدون على أن الاستعمال الدائم لتلك المستحضرات يتسبب في إلحاق أضرار بالغة بالجلد كانتشار الفطريات والحروق، والأخطر -حسب الأطباء- أن استمرار استعمال المساحيق والمواد التجميلية التي تتكون من ''الكوتيكويد'' تؤدي إلى ظهور تجاعيد وتشوّهات على مستوى المنطقة المعالجة·
وزارة غائبة وأسواق تعمّها الفوضى
وأمام الفوضى التي تعمّ السوق الوطنية، حيث أن ثلث المنتوجات المعروضة مقلدة، تبقى وزارة التجارة مكتوفة الأيدي، وتتحجج كل مرة بعدم قدرتها على بسط سيطرتها على الأسواق بسبب نقص إمكانياتها المادية والبشرية، ناهيك عن فشلها في إجبار البائعين على التقيد بالسجل التجاري في ما يخص نشاطهم وكذا إلزامهم ببيع منتوجات ذات جودة ونوعية· فيما يتساءل العديد من المتتبعين للشأن الاقتصادي عن كيفية دخول العديد من المواد التي لا تتطابق مع معايير الجودة والنوعية، وبالرغم من ذلك يتم الترخيص ببيعها سواء في الأسواق العمومية أو الأسواق الموازية التي تعرف انتشارا واسعا، وبالتالي تهديد صحة وسلامة المستهلك، وقد حاولت ''الجزائر نيوز'' في العديد من المرات الاتصال بالوزارة المعنية قصد الحصول على تفسيرات حول العديد من التجاوزات والفوضى التي تطغى على الأسواق الوطنية، لكن دون جدوى، وخاصة لمعرفة مدى احترام المنتجين للقرار الوزاري الصادر سنة 1992 الذي تعقبه قرار وزاري مشترك مؤرخ في 15 ديسمبر 99 متعلق بشروط استعمال المحليات المكثفة في المواد الغذائية تحدد كمياته والأنواع المسموح بها، حيث يندرج هذا في إطار الوقاية على اعتبار أن الجزائر سوق كبرى إلا أنها تعتمد على معايير جزائرية يجب على المنتجين الأجانب التقيد بها بغرض الابتعاد أو تفادي استيراد منتوجات مشكوك في صحتها


أتمنى أن يقرأ وزير التجارة هذا المقال جيدا ويكرره مع الشرح إن أمكن من ذوي الإختصاص



أتمنى أن تنتبه التلفزة الوطنية لهذا الأمر وتبرمج سلسلة من المواضيع لمحاربة هذه السلع بالصوت والصورة و تطرق أبواب الجهات المسؤولة عن محاربة هذه السموم الفتاكة والمطالبة بالتحقيق لتعرية كل من يقف خلف هذا الإرهاب .



أتمنى من أعضاء البرلمان الكسول أن يطالعو هذا المقال وغيره ويعقدو جلسات جادة لمناقشة فكرة ضرورة تشديد العقوبات على الإجرام التجاري و أو الجرائم التي ترتكب ضد المجتمع .




صاحب الحق متهم