كلب واشنطن الجديد
15-11-2007, 07:51 PM
لم ينتظر البيت الأبيض طويلا ليجد حليفا جديدا لسياسته وتوجهاته المتطرفة خلفا للحليف السابق توني بلير رئيس الحكومة البريطانية الأسبق , الذي خرج من الباب الضيق بعد الصفعة التى تلقاها على القفا والركلة التي تلقاها من ناخبيه على سياسة العدوان والظلم التي جعلت بريطانيا مجرد ذيل في جسد الولايات المتحدة الأمريكية , ولم يكن الحليف الجديد سوى الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي الذي يريد تغير مسار فرنسا نحو الوجهة الأمريكية ليرهن مبادئ فرنسا الخارجية التي التزم بها سلفه جاك شيراك حفاظا على استقلالية القرار الفرنسي ومصالح فرنسا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا , ودائما وانطلاقا من نفس المصالح يرى ساركوزي أن مصلحة فرنسا في تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى ولو كانت مجرد ذيل في مؤخرة واشنطن ولو على حساب المجتمع الدولي واستقرار دول وأمن واستقرار أمم , ولا غرابة في أن تلعب فرنسا دور الكلب خاصة أمام واشنطن فلطالما ارتضت لنفسها هذا الدور فهي طيعة وفية وأمينة ومخلصة لإسرائيل وأمريكا ولأن ذاكرة التاريخ لا تزول بالكلام وعقد صفقات الصداقة المزيفة بين فرنسا والدول العربية فعلينا أن لا ننس أن فرنسا كانت من الممولين الرئيسيين بالسلاح والعدة والعتاد لإسرائيل في بداية إنشائها , وهي أول من ساعد الدولة اللقيطة على إنشاء مفاعلها النووي وقدمت لها كل التسهيلات وهي التي سلمت مخططات مفاعل العراق النووي لإسرائيل لوقف جماح العراق وطموحه في أن يكون قوة عربية فاعلة , وقد تم تدمير مفاعل تموز سنة 1981 بفضل وفاء فرنسا لإسرائيل وبيعها كل أسرار العراق بعدما جنت ملايير الدولارات بعد المساعدة في إنشائه , وكي ندرك أهمية فرنسا لدى إسرائيل فإن شمعون بيريز وإسحاق رابين كانا يسافران لها سرا لأجل إبرام صفقات السلاح التي كانت سببا في أن تجعل إسرائيل قوة في بداية إنشائها , إذا الأمر عادي وعادي جدا أن تمارس فرنسا دور الكلب الوفي , وأيضا دور الكلب المسعور أمام مستعمراتها السابقة ومن توحشها وحقدها لازالت ترفض حتى الاعتذار وتعويض الأمم التي دمرت حضاراتها ومحت شخصيتها عبر عقود من الاستعمار الظالم والوحشي وإبادة لبشر ترى أنهم أعراق بدائية جاءت لتحضرهم , وكي لا نغوص في عمق التاريخ هاهي رواندا شاهدة على مجازر الحرب الأهلية التي كان لفرنسا دور كبير فيها بيدها الآثمة الملطخة بدم الشعوب , وهاهي لبنان عينة من عينات الامتهان التي تمارسه فرنسا بوصايتها على دولة مستقلة , وهاهي الجزائر لازال فكر فرنسا يسيطر على نخبتها ودورها فيها لازال كبيرا ولازال مواطنون عزل يموتون بمخلفات ألغامها كل يوم ولازالت تشوهات تصيب أجنة في أرحام أمهاتهن بسبب الإشعاعات التي خلفتها من تجاربها النووية في صحراء الجزائر , ورغم ذلك ترفض حتى الاعتذار فما بالك بالتعويض .
والأكثر من هذا لا يرى رئيسها في الاستعمار عمل مشينا وغير أخلاقي ’ بل يرى فيه عاملا إيجابيا في تطوير الشعوب التي كانت تحت سيطرة بلده , ويكفي أن نعرف أن الأمير عبد القادر الجزائري المفكر والفيلسوف كان يقود جيشا من المثقفين والمفكرين ولم يكونوا محاربين فقط , وفي الوقت الذي كان فيه الأمير ملما بمؤلفات أرسطو , كان الماريشال بيجو سفاح العزل يقود جيشا من المرتزقة والغوغاء من الجرمان والايطاليين والأسبان , وكان يجهل تماما أن ثمة في هذا العالم فيلسوف عظيم اسمه أرسطو , وكي نعرف أيضا مدى وقاحة الاستعمار الفرنسي وحضارة الشعوب التي قالوا أنها متخلفة , فإن عبد القادر الجزائري كان أول من سن قانون يحمي به الأسرى عام 1840 أي قبل اتفاقيات جنيف ب مائة عام . وابحثوا كيف دخلت فرنسا إلى مستعمراتها وكيف وجدتها , وكيف خرجت منها تاركتا أيها مجرد أطلال . فرنسا بتاريخها الأسود القذر لم تكن أبدا مثالا للشرف العسكري ولا للمبادئ الإنسانية ’ رغم تشدقها بمبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان , فهي ليست سوى مخبرا لتكوين العملاء والكلاب السياسية وإشعال فتيل الحروب الأهلية في مستعمراتها السابقة في محاولة منها لمواصلة حكاية الاستعمار الذي لا يريد أن ينتهي .
وان ارتضى نيكولا ساركوزي تقديم نفسه ككلب للإدارة الأمريكية عوضا عن توني بلير الذي انتهت صلاحيته , عارضا خدمات فرنسا الوفية لحنين الاستعمار على واشنطن فذاك مكانه الطبيعي , فالدماء اليهودية التي تسري في عروقه وحقد الاستعمار البربري في باطن عقله يلتقي ويتطابق تماما مع إدارة بوش السيد القديم للكلب الجديد .
إذا الأمر لا يدعو للعجب ولا غرابة في أن تكون فرنسا مدرسة راقية في تخريج الكلاب السياسية الوفية , وأن يكون رئيسها مجرد كلب أمين عريق السلالة في البيت الأبيض . فهنيئا لواشنطن كلبها الجديد .
من مواضيعي
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما
0 رجال المطافئ يشعلون النار ..!؟
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما
0 رجال المطافئ يشعلون النار ..!؟