فرحات مهني ينضّم لحملة التكالب الفرنسي على الجزائر
18-04-2016, 02:57 PM
م.ل
بعد أقل من أسبوع من الضجة الإعلامية التي أثارتها زيارة الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، إلى الجزائر، واصلت قناة "فرانس 24" مسلسل الإثارة باستقبالها المدعو فرحات مهني زعيم ما يعرف بحركة "الماك" التي تدعو لانفصال منطقة القبائل عن الجزائر.
ورغم أن باريس تعلم أن مهني لا يمثل شيئا في منطقة القبائل، إلا أن القناة الرسمية، الممولة من وزارة الخارجية الفرنسية، قدمت المعني بصفته رئيسا لما سمتها "الحكومة القبائلية المؤقتة"، وخصصت له حوارا تلفزيونيا وهو تجاوز غير مسبوق في العلاقات بين البلدين.
وأعاد المسمى مهني "اجترار" أفكاره وأطروحاته الانفصالية، وهو الذي عجز حتى عن إقناع أبناء دشرته في منطقة القبائل مسقط رأسه، حيث دعا بقايا أتباعه إلى القيام بمظاهرات ومسيرات في باريس والجزائر بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي والربيع الأسود!
وتفاجأ الكثير من الجزائريين والمتابعين بالانحراف الإعلامي الذي وقعت فيه القناة الفرنسية "فرانس24"، ومن الصفة التي قدمت بها ضيفها، وهي التي كان يفترض أن تحترم العلاقات بين الجزائر وفرنسا باعتبارها قناة رسمية مفروض عليها واجب التحفظ.
وجاءت خرجة مهني لتكمل مسلسل الحرب الإعلامية والسياسية التي تشنها منذ أيام دوائر فرنسية ضد الجزائر ضمن مخطط جاري تنفيذه لضرب استقرار الجزائر وهذه المرة من بوابة السيادة الوطنية، وحين تتحرك قناة "فرانس 24" هذه المرة في اتجاه "القبائل" بفكرة الانفصال، فذاك معناه أن "الحرب القذرة" بلغت مبلغها ومرشحة للاستمرار.
ومعلوم أن القناة الفرنسية مؤسسة ممولة من الحكومة الفرنسية تعبر عن التوجهات الرسمية للبلد، وتعرف بالعربية بتسمية "فرنسا 24" قد تأسست في 6 ديسمبر 2006 بغلاف مالي قدره حوالي 80 مليون يورو يُصرف سنويا، بعدما جُنّد لها كوادر بشرية تم استقدامها في الغالب من منطقة المغرب العربي مع توفير إمكانيات مادية وتجهيزات تكنولوجية هائلة.
ولعل أبرز دليل على ارتباط مهني بأجندات خارجية هو الدعم الذي تلقاه من الفرنسي الصهيوني، برنار هنري ليفي، عراب ما يسمى"ثورات الربيع العربي"، عبر رسالة وجهها إليه مما يؤكد الدعم الصريح الذي يتلقاه من الكيان الصهيوني.
ودعا برنار ليفي في رسالته التي نشرت عبر أعمدة جريدته المسماة "قواعد اللعبة"، إلى ضرورة عدم نسيان "الشعب القبائلي"، مشيرا إلى أن "هذا الشعب يحتج من أجل حقوقه في الجزائر من أجل العلمانية..."، داعيا إلى "ضرورة رد الجميل للمدنيين ضحايا الربيع الأمازيغي 1980 و128 ضحية مدنية الذي قتلوا في أحداث الربيع الأسود 2001".
وأشهر الفيلسوف الفرنسي منظر ما يعرف بــ"الربيع العربي" هنري ليفي، ورقة الدعم لتحركات الحركة الانفصالية التي يروج لها مهني، في سياق مواصلته لمخطط زرع الفتنة وتفتيت مكونات العالم العربي مثلما شرع فيه قبل أعوام حين "وسوس" الصهيوني برنارد ليفي لبعض الليبيين الذين تحركوا ضد نظام العقيد معمر القذافي.
جدير بالذكر أن مهنّي زار إسرائيل في 20 ماي 2012 بصفة رسمية، وردّت الخارجية الجزائرية على لسان الناطق باسمها آنذاك، عمار بلاني، بأن هذا الشخص "يضع نفسه في خدمة من يدقع أكثر وما حدث يهدف إلى المساس بوحدة الجزائر".