رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
07-06-2013, 07:46 AM
إن تبكي عيني دمًا فلا عجبٌ ** قد فارقت نورها وقوتها.
وباعدت نفسي الحياة كما ** تباعدت بعدكم مسرّتها
هاهي الأعوامُ تدورُ دَورتها، وتتعاقبُ الشهورُ غرّتها.
أيامٌ تكرّ، وليالٍ تمرُّ.
ونحن في هذه دُنيانا إمّا إشراق ٌوأفولٌ، أو رحيلٌ ونزول
ولسان الحال يقول :
وما هي إلاّ اشواقٌ، نارٌ واحتراق، وقربٌ وافتراق، ودمعٌ رقراق، ونبضٌ مشتاق، وقلبٌ خفاّق .
والأيامُ دول.. وهذا هو حالها.
يومٌ تسفر عن عجائب مكرِها، ومآثرِ دهرِها، إذ يشطّ النوى بالمتحابين، فيبعد المزار، مع تعاقب الليل و النهار، حتى و إن قَرُبتِ الديار .
وآهٍ!
احبتي، وخلاّني
وما أنا سوى أريد بعث الذكريات، وسكب العبرات ..
إنها كلمات من لهيبِ العاطفة، وأسى الفراق، ونارِ الوجد، وتباريح الشوق ..
كلماتٌ هي ليست بالشعرِ.. لأن الشعر له حلاوته، ولا هي بالنثر.. لأن النثر له طلاوته .
إنها خلجاتٌ حبّرتْها نبضات الفؤاد، وخفقات الحنين، وكتَمَتها طيّات القلبِ المكلوم .
وقبل أن تقرؤوا.
فإن كنتَم ممن لا تشجيهم العِبارات، ولا تطربُهم الهمسَات، ولا تعشقون السيرَ في دروبِ الذكريات، فآمل أن تتوقّفوا عن القراءةِ فوراً !
وأعتذرُ لكم.. فليس مبتغاكم ها هنا ..
إنها لحظات تجلٍّ، للنظر في سطورِ أوراق أزفتها رياحُ الذكريات العاتية، فلم يبق منها سوى أطلالٍ باكية .
إنها كلماتٌ إليها بعد أن توارت كالشمس بالحجابِ، و ثريا هوَت بالتراب .
ومن مكاني هذا سأدوّن لها ما يبوح به الفؤاد .
وإلى أن يَحين اللقاء عند مليكِ مقتدرٍ.
أرشم إليها بعض الكلمات.
ولو أنها تحت الثرى، ليتها تعرف ما حدث بعدها وما جرى؟
أمَا آن لهذا القلب أن ينسى؟!
ولنبقى في الجناس
وقلنا أن الجناس هو الإتيان بمتماثلين في الحروف أو في بعضها، أو في الصورة، أو زيادة في إحداهما، أو بمختلفين في الترتيب أو الحركات، أو بمماثل يرادف مماثلاً آخر نظما.
ولضرب الامثال على ذلك كمثال عن الجناس المماثل("يزيد " اسم علمٍ، و"يزيد " فعل مضارع ) والجناس التام كـ( يحيا و يحي ) والجناس المركب كـ ( نعمته ذاهبة، إن لم تكن ذاهبة )
ولتذوق ذلك نرنو الى ما قاله البارودي :
زمزمي الكأسَ وهاتِي ** واسقنيها يا مهاتي.
ترى أي معنى طريف وعميق في البيت؟
ومع ذلك تحس بحلاوة وطلاوة التجانس بين مفردتي (هاتِي، ومهاتي).
ولو قلنا أسقيني يا حبيبتي، أو يا معشوقتي لذهب جرس الموسيقى والجمال الصوتي ..
وهذا هو الجناس الذي يأتي ذون تكلفٍ.. فهو حسنٌ و يزيد في جمال الشعر.
فابقوا مع صفحتى لتكونوا شهوداً.
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 08-06-2013 الساعة 10:26 AM