في انتظار الدور
29-10-2014, 08:30 PM
في انتظار الدور
"مؤسسات" إن صح تسميتها بمؤسسات، تلك التي تتخذ من نشاطها.. استنزاف العملة الصعبة، بلا قيد ولا شرط،لا أريد التكلم هنا عن مشروعية نشاطها، أو من يقف وراء تكاثرها، إنما أريد أن أشرك القارئ في حديثي الداخلي، الذي يشبه حديث الجنون، بمعنى حديثا يسمعه الناس بأذن ويرمونه بأخرى، لا يترك فيهم تأثيرا ما، يثير شعورهم أو يحرك تفكيرهم.
كنت أتساءل عما يصدره ويستورده هؤلاء المليارديرات الجدد، قلت من الأحسن أن يسموها شركات الاستيراد والتصدير، لأولوية الاستيراد في نشاطهم، على التصدير، ثم قلت: إذا كان ما يستوردونه معروفا، نراه في أسواقنا، وتتزين به بيوتنا وموائدنا وظهورنا وووو...، أي أن كل ما نستعمله من مأكل ومشرب وملبس وأدوات مختلفة ومتنوعة..جلبه "لنا"هؤلاء من الخارج. إذا كان هذا واضحا، الأعمى يبصره، فماذا بالمقابل، يصدرون؟ أجبت نفسي على الفور كما يجيب التلميذ النبيه: الغاز والبترول! يا له من جواب ذكي! أستحق عليه 10/10، بل أستحق جائزة سرعة البديهة..غير أن المجنون الذي في داخلي قال لي: لو كنت ذكيا حقيقة، لأدركت بأن هؤلاء الجشعين، يصدرون شيئا آخر، وأنت، بتهافتك على ما يجلبونه من سلع وخدمات، تنمي جشعهم أكثر فأكثر!
لم أغضب كعادتي، وكيف أغضب، وممن؟ أليس المجنون أنا، والذكي المزعوم أنا! قلبت في رأسي عن الجواب المختفي وراء كلام جنوني، فتراءت لي صور الدولارات، والأورو، والين، وغيرها، تتراقص في أروقة البنوك الأمريكية والأوروبية.. تريد التحرر من قابضيها، ولكن من سوء حظها، أصحابها لا يرضون لها العيش في بنوكهم الوطنية...استفقت كما يستفيق الحالم، وقلت كالعارف بخبايا الأمور: نعم ..إنهم، أي أصحاب هذه "المؤسسات"..، يصدرون مداخيل البترول، بل الأصح أن أقول، بأنهم يضعون حواجز لها كي لا تعرف أصحابها الحقيقيين الذين تحمل الصحف يوميا، أخبار موتهم كمدا أو حرمانا... في انتظار الدور!!؟