مت حق السردوك...
02-11-2014, 09:06 PM
من حق "السردوك" أن تؤلمه رأسه
في زمن ما، كان من أهداف الدولة، تكوين دولة لا تزول بزوال الرجال. فهمنا أنذاك من هذا القول، بأن الدولة تسعى لتكوين الرجال الذين يستلمون المشعل عن جيل الثورة الذي أدى واجبه كاملا، وقلنا نعْمَ الهدف ونعْم الرأي. واستبشرنا خيرا، لما رأينا دور العلم تقام في ربوع الوطن، وتقام إلى جانبها مؤسسات صناعية وفلاحية وخدماتية، وغيرها من المؤسسات.. مما يهيئ للدولة انطلاقها نحو التقدم والازدهار...ومع سوء حظنا...مات الرجل، ومات معه المشروع قبل اكتماله، وكل ما عرفته البلاد بعده،.. مشاكل أشكالا وألوانا لا مجال لعدها هنا.
ما الذي أثار "ثورتي"، وأنطقني بكلام، قد لا يستسيغه الكثير ممن يرضع من "بزولة" الجزائر ويحسبها له وحده؟شهادة أحد مفجري الثورة، عمار بن عودة، أطال الله عمره في طاعته، الذي قال (جريدة الشروق ليوم أمس) بأن استخدام اللغة الفرنسية في الخطابات الرسمية عار وخيانة! وهذا بدوره، ذكرني بذلك الرجل (هواري بومدين) الذي أدخل العربية إلى الأمم المتحدة، وبفضله صارت لغة من لغات هيأة الأمم.
الذين هم من جيلي، يتذكرون تلك الوقفة الشامخة بمنصة الأمم المتحدة، وذلك الخطاب الشهير بلغة الجزائر الرسمية، وذلك التقدير العظيم الذي حظي به من وفود الدول الكبرى والصغرى، واحتراما لهيبة الرجل، ولهيبة ثورة بلده، ولعظمة مشروع بنائه، قاموا يصفقون طويلا، وبحرارة غير معهودة من ذي قبل.(ليس هذا الكلام دفاعا عن نظام الاشتراكية الذي تبناه، ولا دفاعا عن الرجل كثوري، ولكنه دفاعا عن القيم التي يحملها مشروعه المبني على العمل، وليس على تقسيم الريع!).
تساءلت اليوم عن تلك الهيبة وذلك التقدير والاحترام..الذي صار أثرا بعد عين! كما تساءلت عن مشروع تكوين رجال المستقبل، الذين يستلمون المشعل.. وأين حلم تكوين دولة لا تزول بزوال رجال الثورة؟ إني اليوم، لا أرى من الرجال في فلك السلطة، غير الذين يصفهم من هو أجدر مني بوصفهم.. بالخونة!! أليس من حق "السردوك"، وحالنا هذه، أن تؤلمه رأسه؟