بلا عنـــــــوان
29-03-2007, 04:44 PM
في غفوة عمر....
مرََّتْ بالصمتِ المُطْبِقِ أجيالْ
تترامى....
مثل ظلام الليل الجاثِم فوقَ تفاهات الأقوال
مرّتْ....
تتزاحّم من خلفِ طوابيرِ شعاراتْ
تِمْلَأُ منها الذّاتْ
لتَعودَ كما البدءِ مجرَّد رقمٍ
يعبَرَ آلاف الأميالْ
يذكُرَ آلاف الأطلالْ!
ويبيتُ رمادًا...
ويظلُّ سؤالْ!!
يا وطنا يكبرُ فينا
يا وطنا يتداعى مقطوع الأوصال
هل تشكو أَلَمًا...
أملاً في أن يُزْهِرَ صدَأ الأغلالْ
هل ترجو من خلفِ تلالِ الموتِ
بأن يعتذِر الأمسُ
وأن يولَدَ من رحِمِ الجرحِ...
مئاتُ الأبطالْ!
قد رحل العمرهباءً
وانكَفَأتْ في دمِها كل مساحات الماضي...
وانقَلَبَتْ أدغالْ
قدْ جثمَتْ بالقربِ مرارةُ كأسٍ كُسِرَتْ...
حين استفحلَ فيك وفينا – يا وطني –
داء الإسهالْ
يا وطنا يكبر فينا
كي يصغُرَ رغم شساعته....
ويصير مجرّد تمثالْ
هل تسمعُ صوت مآثِرِنا؟
ها تذكُرُ همس معاركنا؟
أمِ انطفَأَتْ فيك وفينا كل حماقاتِ الأطفال!
ومضَيْتَ ظِلالا...
وبقينا نجتَرُّ مآثِمَنا
نعملَ بالقولِ ملايين الأفعال!
ننحُتُ من لغة الضادِ حروفا للجر..
ونجُرُّ جروحا
في كبِدِ الأنجالْ
يا وطنا كنتَ القاتل والمقتول
لم نرحمْ فيكَ براءَتَنا
حتى صرْتَ وليمةَ حربٍ
تنزل نحو غنائمِها كل الأرذالْ
ماي2005