تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> كتـــاب فــي طريقــه للنشر حــول المخطط الطائفــي فــي العــــــراق ( بتوثيق مخا

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو حمزة
زائر
  • المشاركات : n/a
أبو حمزة
زائر
كتـــاب فــي طريقــه للنشر حــول المخطط الطائفــي فــي العــــــراق ( بتوثيق مخا
08-06-2007, 11:55 PM
شبكة المنصور
/www.almansore.com
كتـــاب فــي طريقــه للنشر حــول المخطط الطائفــي فــيالعــــــراق ( بتوثيقمخابراتي ) - تفاصيل خطيرة(
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.jpg[/IMG]

فيما كانت القيادة العراقية وأجهزتها تكثف الجهود للتغلب علىالأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة، التي خلفتها حرب الخليج الثانية في تسعيناتالقرن الماضي، وكذلك أيجاد المنافذ المناسبة للسيطرة على التضخم المالي الذي باتيهدد الاقتصاد العراقي ويثقل كاهل المواطن، وتتدارك في نفس الوقت وقوع حرب خليجثالثة تجهز لها وتقودها أمريكا باتجاه العراق مباشرةً وبمعاونة الدولة الحليفة لهاوالمستفيدة من هذا التصعيد، استغلت المخابرات الإيرانية الفرصة لتكثف من جانبهاحملة طائفية كبيرة مجهز لها مسبقاً ومدروسة بعناية ومخطط لها أن تكون المسمار الأولوالأخير في نعش اللحمة العراقية، من خلال تبنيهم لديماغوجية مذهبية تعتمد العملالدعائي والسياسي لإثارة الجماهير وكسب تأييدهم وذلك بمخاطبة عواطفهم المذهبيةبأفكار جديدة مبطنة، كانت عبارة عن حرب سرية شنتها المخابرات الإيرانية بإشرافمباشر من القيادات السياسية، وبمباركة ودعم أمريكي وغربي، والهدف هو التقليب الشعبيضد للدولة العراقية، وخلق فجوة كبيرة بين المكونات الأساسية للشعب العراقي، ومنجانب أخر محاولة كسب ود أكبر عدد من الشيعة العرب وعزلهم عن المجتمعالعراقي.
المشروع الإيراني الطائفي ..
لقد خضع المشروع الإيراني الطائفيلدراسة مكثفة وتحضيرات سبقت العاصفة بوقت طويل، تمخضت بتشكيل إدارة خاصة بهذاالمشروع تديرها المخابرات الإيرانية، تعمل على تقييم الوضع بالعراق ودراسةالمستجدات وتحليل النتائج وإيجاد الثغرات المناسبة وصياغة الحدث وتجهيزه وزرعه، وقدتم الاستعانة بمتخصصين في ألأيدلوجية الدينية ورجال دين لهم القدرة على تحريفوتدليس الحقائق وتشويهها، وقد أنشأت جبهة كبيرة لبث تلك الأفكار الطائفية، ضمتالعديد من رجال دين وأحزاب وحركات يتخذون من إيران ملجأ لهم تحت ذريعة معارضتهملنظام الحكم بالعراق معظمهم من أصول فارسية، ولهم أتباع ونفوذ داخل العراق تبنواترويج أفكار هذا المشروع الطائفي الإيراني، من خلال تسريب ونشر الكثير من الكتبوالمنشورات والتسجيلات والإشاعات والمحاضرات الدينية المحرضة والمحملة بأفكارومفاهيم جديدة ذات طابع مذهبي بحت، تناول سيناريوهات مختلفة جديدة وقديمة صيغت بشكلتتناسب مع أهداف الفتنة المنشودة وتحقق الغاية، وقد ركزت بشكل أساسي على رسم صورةجديدة لإيران تظهرها بشكل منقذ وحامي للشيعة (المظلومين) والمطالبة بحقوقهمبالإضافة إلى أنها الأرض المختارة لظهور المصلحين من خلال سيناريو جديد يحاكي ظهورالمهدي المنتظر من إيران، وليس من الحجاز كما صورته المطبوعات القديمة، وقد تزامنمع هذا الطرح الحيوي الجديد صيحات وتحذيرات للشيعة من قبل عملاء إيران من خلالمحاضرات دينية مسجلة أو من خلال منشورات تعلن وتنادي بقرب ظهور المهدي المنتظرواقامة الحد على السفياني الذي دنس الكوفة (السفياني شخصية وهمية يحاكون من خلالهاعدو المهدي والشيعة على حد سواء)، ويطالبون أتباع المهدي بالتهيؤ لملاقاته ومساندتهبعد دخوله من الجهة الشرقية للحدود العراقية قادماً من إيران برفقته جيش مسلح يدعمهمن القوات الإيرانية، وقد أخذ هذا الطرح مكانه بين العقول الخاوية حتى بدأ بعضالمصدقين بتجهيز الرايات السوداء وإخفاءها تحسباً لظهوره المفاجئ، وكذلك تبنى هذاالمشروع خلق فجوة بين السنة والشيعة من خلال توسيع الاختلاف الفقهي بين الطائفتينوجعله محور المحاضرات الدينية التي يتبناها عملائهم، ولتعزيز الخلاف الذي حاولواإيجاده، تم صياغة أحداث تتبنى هذا الجانب من أهمها أسطورة وهمية تسمى مؤتمر بغداد،تحاكي عمق وقدم الخلاف بين السنة والشيعة من خلال تصوير مباهلة وهمية حدثت في بغدادأبان الحكم السلجوقي ليمنحوا طرحهم أفق تاريخي قديم، وكذلك تبنى المشروع الإيرانيصياغة سيناريوهات هدامة تحاكي فكر الطائفتين باستخدام مصطلحين هما (الروافض والنواصب) لتعميق الخلاف وزرع الفتنة، بالإضافة إلى رسم صورة مغايرة للاختلافالعقائدي بين الطائفتين وجعله خلاف تاريخي لا يمكن نسيانه أو تجاهله، كونه يدخل فيصميم أيمان الفرد وإسلامه، وقد حاولوا بشتى الطرق تعزيز الفكر الجديد مستغلين قضاياتاريخية قديمه وأحيائها وترويجها بشكل يؤدي إلى شق الصف الواحد وزرع النفور بينالمسلمين.
بشكل عام يهدف الطرح الإيراني إلى خلق أزمة بين السنة والشيعة منخلال توسيع هوة الاختلاف العقائدي الذي يؤدي بالنهاية إلى تصادمات محتملة، وزعزعةالأمن القومي للعراق وإغراقه بلغو وبلبلة يؤدي بالنتيجة إلى ضعف تماسكه، وتحميلالقيادة العراقية ثقل قد يوهن كاهلها، وبالتالي فهي ممارسة لها الأثر الفاعل فيتزايد نفوذهم داخل العراق، وكل هذا يحدث بدعم وموافقة من CIA و M16 و والموسادبالإضافة إلى تمويل مالي إلى شبكة العملاء العاملين بالمشروع الإيراني (ما يسمىبالمعرضة العراقية في إيران) من قبل حكومة الكويت.
البداية ..
كانتالبداية عندما تسلم الخميني مقاليد الحكم في إيران وإعلان الجمهورية الإسلامية،وتبنيه مبدأ تصدير الثورة الإيرانية للدول المجاورة، حيث وضع الخميني خارطة جديدةتهدف لإقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، بحيث يتألف هذا الحزام منإيران والعراق وسوريا ولبنان، وكانت البداية مع العراق باعتبارها الدولة الأقربلإيران وذات الأغلبية الشيعية ومركز الحوزة العلمية الذي تقود العالم الشيعي، وقدحاول الإيرانيون على مدى سنوات أن يجعلوا من قم مركزاً للحوزة العلمية ومستقراًللمرجعية الدينية تقود الشيعة من هناك على حساب أضعافها في النجف، من خلال فتحالباب لرجال الدين واحتضانهم وترهيب المخالف واغتياله أن دعت الحاجة، كما حدثللكثير من رجال دين في العراق ولبنان وفي إيران نفسها ممن رفضوا هذا المشروع، وبعدفشل تحقيق مشروع السيطرة على العراق عسكرياً رغم الدعم الذي تلقوه من الولاياتالمتحدة وإسرائيل (وكما يتبين من فضيحة إيران كونترا)، بدأ الإيرانيون بالتخطيطلمشروعهم الطائفي الذي يهدف إلى خلق فجوة في المجتمع العراقي، مستغلين الخطابالمذهبي لكسب ود المتعاطفين معهم، وكانت أكبر خطواتهم أحداث 2/3/1991.
أحداث 2/3/1991 ونتائجها..
لقد أحدثت أعمال التخريب التي قادتها إيرانفي العام 1991 منعطفاً في السياسة الطائفية التي تبنتها المخابرات الإيرانيةودعمتها المخابرات الغربية، فالقيادة الإيرانية ومخابراتها وعملائهم كانوا على علممسبق بفشل أي تحرك شعبي مدعوم من إيران آنذاك، وعليه فأن القيادة الإيرانية قداستعانت بمجموعة من المرتزقة الذين يحملون الجنسيات الأفغانية والباكستانية معخمسين إلف عنصر من الحرس الثوري الإيراني وعناصر من مخابراتها، لمساندة عملائها (قوات بدر) التي تسللت إلى العراق قبل انسحاب القوات العراقية من الكويت بأيامقليلة وتمركزوا داخل المدن للتحضير لنفير عام لإثارة الشغب بنعرة طائفية وزرع بذرةفتنة داخل العراق، وقد قاد هذه العملية بشكل مباشر المخابرات الإيرانية مستعينةبأكبر عملائها محمد باقر الحكيم (من الأصول الفارسية) كواجهة إعلامية، حيث كان يشغلمنصب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (وهو تشكيل أسس في إيران عام 1982)،ومتخذ من إيران ملجأ له، سبق وأن قامت مجموعته بعمليات تفجير واغتيال داخل العراق،وأشرف مباشرة على تعذيب الأسرى العراقيين في إيران، وروج لمشروع مظلومية الشيعة فيالعراق وإثارة النعرة الطائفية من خلال خطاباته ذات الطابع الطائفي، وقد كانت نتائجالعمليات التي قادتها إيران في 2/3/1991 قتل أكثر من ستون ألف عراقي، وإعدام العديدمن الجنود والضباط العزل المنسحبين من الكويت ودفنهم بمقابر جماعية، وتدمير وإحراقمؤسسات الدولة والاستيلاء على بعض الوثائق من دوائر المخابرات والأمن العاموالتسجيل المدني والعقاري، وبعد أن تحقق هدفهم وأشعلوا النار التي جوبهت من قبلقوات الحرس الجمهوري التي بدأت تسيطر على المناطق وتطهرها، أنسحب قادة المؤامرة منضباط مخابرات وعناصر الحرس الثوري الإيراني بعد أن قتل عدد منهم وقبض على آخرين،وكان أول الهاربين هو محمد باقر الحكيم الذي هرب إلى إيران تاركاً بعض الزمر يلاقونحتفهم على يد الجيش العراقي، حيث كان على مقربة من الحدود العراقية الإيرانية فيمنطقة شط العرب في البصرة، وقد تركوا خلفهم ألاف الجثث لإتباعهم وللعراقيين الذينقتلتهم البنادق الإيرانية في شوارع المدن العراقية، وقد أفرزت نتائج أحداث 2/3/1991تقييم جديد للوضع، وسياسة جديدة طرحتها المخابرات الإيرانية، بنيت على أساس فشلالإثارة الشعبية، حيث أن عدد الفئات التي شاركت من داخل العراق في إحداث التخريب هيأربع فئات وهم عملاء المخابرات الإيرانية داخل العراق، والمتعاطفين مع ما يسمىبالمعارضة الإسلامية، والمتعاطفين مع الطرح الطائفي التي جاءت به زمر التخريب،والمستغلين للوضع من اللصوص والسراق وأصحاب الثأر وهم العدد الأكبر بين الفئات،وعلى هذا ألأساس فأن هذه الفئات لم تشكل نسبة كبيرة يمكن الاعتماد عليها في أقامةثورة عارمة تطيح بنظام حكم مدعوم بجيش قوي، وعليه فقد أوصت المخابرات الإيرانيةبزيادة الحملة الأيدلوجية الطائفية والتوسع فيها أكثر، لتترك أثر واضح في أكبرشرائح المجتمع العراقي، ولنفس الحدث قيمت المخابرات الغربية على ضوء النتائجالحاصلة بعدم نجاح أي ثورة داخلية لإسقاط النظام الحاكم ما لم يتم العمل علىالتحشيد بصورة أكبر.
نتائج الفتنة ..
بعد أن لعبت الفتنة والدسيسةدورها، وتزايدت الحملة الطائفية التي خلقتها وقادتها المخابرات الإيرانية وعملائها،ظهرت النتائج بصورة سريعة بالشارع العراقي، حيث برزت أثار الفتنة بين إفراد المجتمعوانتشرت كالنار بالهشيم وأن كانت بشكل مكبوت نوعاً ما، ولاحت بوادر التعاطف معالطرح الإيراني الجديد من قبل الكثيرين، بسبب انتشار الكتب والمنشورات والتسجيلاتالصوتية بحيث أصبحت متداولة بين المواطنين بصورة شبه واضحة، وقد أدت هذه الحملةالإيرانية إلى ظهور ممارسات جديدة وغريبة دخلت إلى المجتمع العراقي كزواج المتعةالتي روج له الفكر الإيراني الجديد، راح ضحيتها الكثير من النساء بقضايا غسل العار،وكذلك عمليات اغتيال طالت بعض رجال الدين على خلفياتهم ومواقفهم المناهضة للفكرالجديد، بالإضافة إلى عمليات تخريبية لمحال بيع الخمور ومحال التسجيلات الصوتيةوالصورية، خصوصاً في المناطق الجنوبية من العراق، بالإضافة إلى التطرف الدينيالفكري الذي أصبح هاجس يهدد باجتياح المجتمع بجميع طبقاته، خصوصا وأن الفتوىالإيرانية قد بدأت تجد لها رواج داخل العراق خاصة ما يعني بالمناسبات الدينيةكالأعياد، وقد باتت هذه الإحداث تمثل خطر حقيقي على الأمن القومي العراقي وتثقلكاهل القيادة العراقية، وكان لابد من أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بردع هذه المؤامرةالطائفية، خصوصا وأن إيران فتحت الباب على مصراعيه لاحتضان العراقيين كلاجئين علىأراضيها بعد أن وفرت لهم سبل الخروج من العراق بشكل غير شرعي للاستفادة منهم كقاعدةشعبية تدعم مشروعهم الطائفي.
موقف رجال الدين في النجف ..
لم يحرك رجالالدين في النجف ساكناً لردع هذه الفتنة، ولم يظهروا موقفاً واضحاً من المؤامرةالطائفية، وعلى العكس فقد أيدوا قراءة إيران الجديدة وروجوها بالخفاء مستعينينبوكلائهم والمقربين منهم لإعلان تأييدهم، كونهم متعاطفين مع إيران وأفكارها الهدامةومنغمسين في الفكر المتطرف الذي تتبناه إيران ومرجعيتها الدينية، خصوصاً وأنه يتبنىفكرة الغلو في طاعة المرجع الديني الأعلى ومنحه صفة الدكتاتورية الدينية الواجبتقبلها كجزء من الفلسفة المذهبية التي تدخل في صميم العبادة، وتلبية أوامره بحكمأنه ولي الأمر الواجب أتباعه وعدم مناقشته فيما يرتئيه أو محاسبته كونه الأعلم فيالحياة الدنيوية، الأمر الذي يصب في النهاية بمصلحة رجال الدين الذين أصبحت لهمحسابات مصرفية عملاقة تضاهي ميزانية بعض الدول والذي كونوه مما يتقاضوه من أتباعهمكإحدى الواجبات الدينية المسماة بالخمس، ومن جانب أخر فأن المخابرات الإيرانيةمسيطرة على هذه الدائرة الضيقة، حيث يخضع اختيار المرجع الديني الأعلى اللاحقلسياسة النص والتعيين من قبل المرجع الديني الأعلى الحالي، والتي تخضع لتوجيهاتالمخابرات الإيرانية في كل الأحوال، وهي سياسة جعلت المراجع من غير العرب ومسيطرعليها من قبل إيران منذ زمن بعيد، فقد احتلت العنصرية القومية والولاء لإيرانالمكان الأول في الاختيار والتعيين بغض النظر عن مؤهلاته أو أعلميته كما يجب أنيمتاز بالمرجع الديني الأعلى.
مظلومية الشيعة في العراق ودعم أجهزةالمخابرات لها ..
عمل ما يسمى بالمعارضة العراقية في الخارج بجهد، تحت شعارمظلومية الشيعة في العراق، ليثيروا الرأي العام العالمي من خلال ندوات ومؤتمراتوكتابة مقالات في الصحف والانترنت لتعلو صيحات الغارقين في المشروع الطائفيوصرخاتهم في فضاء العالم الرحب، مدعومين من قبل الـ CIA و M16 و المخابراتالإيرانية بصورة مباشرة (بالإضافة إلى دعم وتعاون خاص من الموساد الإسرائيلي وحكومةالكويت)، حيث كانت للمخابرات الأمريكية وجهة نظر بهذا الموضوع تدخل في مشروع الحربالمستقبلية المزمع شنها على العراق وهذا الأمر يثير الكيان الإسرائيلي ويدفعباتجاهه منذ زمن كون العراق يمثل الخطر الحقيقي عليهم، وكذلك الكويتيين الذينيرغبون بالتخلص من نظام يرعبهم، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة دعمت هذا المشروعالطائفي المتبنى من قبل إيران لأسباب سياسية تخص منطقة الخليج العربي، أماالمخابرات الإيرانية فأن هذا الشعار يدعم مشروعهم الطائفي ومحاولة لإثارة حماسالمواطن العراقي الشيعي لدعمه والتعاطف معه، ورغم محدودية المعلومات الحاصل عليهاالمواطن العراقي عن هذه المؤتمرات والندوات الداعمة للشعار الطائفي، إلا أن ذلك لميمنع من تسلل الأخبار إلى داخل العراق بصورة سريعة وكبيرة وفي بعض الأحيان بصورةدقيقة، مما زاد من هول الحملة الطائفية وثقلها على كاهل العراق، خصوصاً وأنالشائعات التي كانت تنتشر في الشارع تتكلم عن قتل جماعي للشيعة وتطهير مذهبي تمارسهالدولة.
الحملة الإيمانية ..
اتخذت القيادة العراقية تدابير لمواجهة هذاالمشروع، من خلال رد الفتنة وتوعية المواطنين بصورة غير مباشرة وتفويت الفرصة علىالمؤججين، حيث تبنت القيادة في العراق سياسة جديدة أطلق عليها الحملة الإيمانية،والتي تهدف إلى تقويم الأفكار التي جاء بها المشروع الإيراني، من خلال زج موظفيالدولة والكادر الحزبي بدورات دينية تثقيفية يديرها رجال دين، وكذلك فتح باب نشربعض المطبوعات التي تحمل الأفكار المناقضة للفكر الإيراني، ودعم المؤلفينوالناشرين، وكذلك فسح المجال أمام الشيعة للممارسة طقوسهم الدينية في عاشوراء داخلالحسينيات والمساجد وغض النظر عن بعض التصرفات التي كانت ممنوعة آنذاك، وتأمينالحماية لزوار العتبات المقدسة وحفظ النظام، حرصاً على عدم حدوث أمر ما تخطط لهالمخابرات الإيرانية، خصوصا وأن السلطات الأمنية أفشلت الكثير من المخططاتالإرهابية التي كانت تستهدف الأبرياء والمخطط لها من قبل المخابرات الإيرانية، كماألقت القبض على خلية تابعة لحزب الدعوة كانت تخطط لوضع متفجرات بين زوار العتبات فيالزيارة الشعبانية عام 1992، وقد خصصت الدولة مبالغ مالية لإقامة الولائم فيعاشوراء، أسوة بما كان يقام في هذه المناسبات، وكذلك طالت هذه الحملة محال بيعالخمور والنوادي الليلية، حيث تم تحديدها عملها بقانون جديد يتناسب مع هذا الطرح،ومن جانب أخر ركزت الجامعات والمعاهد الحكومية على تدريس مادة الثقافة القوميةلينال الطلبة جزء من حملة التوعية والتثقيف التي مارستها الدولة، وركزت الدولة بشكلكبير على بناء المساجد ودعم القديمة منها بالأثاث وزع على القائمون عليها وطالت هذهالعملية الحسينيات والمقامات ومع التوجه الجديد للدولة إلا أن الفتنة كانت تسريبالجسد العراقي كالسرطان، وبدأ حزب الدعوة بتشكيل تنظيم خيطي جديد للشباب داخلالعراق القي القبض على عدد كبير منهم حتى نهاية عام 1999.
الهجوم أفضلوسيلة للدفاع ..
اتخذت المخابرات العراقية التدابير اللازمة لتبني الموضوعوالتصدي لهذا المشروع الطائفي منذ البداية، ومن خلال دراسة مكثفة للوضع وتقييمللواقع، فقد توصل جهاز المخابرات العراقية إلى أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، وقدتم وضع الإمكانيات المتاحة والمطلوبة لتنفيذ خطة الدفاع والتصدي لهذه الحربالديماغوجية التي باتت تشغل الكيان العراقي أكثر من أي شيء أخر، حيث أنها بدأت تصدعالرابط الاجتماعي داخل العراق وتثير الرأي العام العالمي وتسيره باتجاه المصالحالإيرانية وعملائهم، وكان على رجال المخابرات أن يضعوا نصب أعينهم حجم هذه الحربالعدوانية وأن يحسبوا حساب أدق تفاصيلها، ليتسنى لهم العمل وفق إستراتيجية دقيقةغير قابلة للخطاء في أي جانب من جوانبها، خصوصاً وأن العمل يتشعب بعدة اتجاهاتمختلفة، وحسب ما تقتضيه وسيلة الدفاع القومي التي تبناها ووضع قواعدها رجال منالمخابرات متمرسين ومحترفين في شؤون الأمن القومي والوطني للبلد.
اختراقالند والحصول على المعلومات ..
أن عملية الحصول على المعلومات من مصدرها لم يكنبالأمر السهل، لكن مع جهاز مخابرات محترف كجهاز المخابرات العراقية لدية منازلاتعديدة مع الجانب الإيراني وهو الخطر الأكبر لقربه من العراق، فأن الوصول إلى مصدرالمعلومات لم يشكل عائق أمام تنفيذ الإستراتيجية الموضوعة من قبل الجهاز، خاصة وأنإيران تتعامل معها العديد من الدوائر في هذا القطاع المهم في الدولة العراقية،كالشعبة الإيرانية والتجسس ... الخ، ورغم أن رأس الفتنة وقائدها العميل محمد باقرالحكيم كان يختفي داخل قلعة محصنة في إيران، وتحيط به المخابرات الإيرانية وتحرسهعناصر الحرس الثوري الإيراني وقوات بدر، إلا ان ذلك لم يمنع من اختراق جهازالمخابرات العراقية للحلقة الضيقة التي تحيط به وزرع أحد عملائها الذي زودهابالكثير من المعلومات والبيانات المهمة والتي لها صلة مباشرة بإحداث الفتنة داخلالعراق ونشاطات عملائهم وتحركاتهم وعملياتهم التخريبية، ومع أن محمد باقر الحكيم لميكن سوى دمية ينفذ أوامر تصله من مرؤوسيه في المخابرات الإيرانية، ألا أن المعلوماتأغلبها كانت على جانب كبير من الأهمية وتصل إلى جهاز المخابرات العراقية حال ورودهاإلى محمد باقر الحكيم، ويتم تحليلها ودراستها بعناية ويتخذ ما يلزم بخصوصها بفترةقياسية، ورغم أن بعض المعلومات الواردة تكون منقوصة وغير كاملة مما جعل بعضالدراسات تعتمد بشكل أساس على التخمين والاستنتاج.
تحجيم القاعدة الشعبيةللمعارضة..
تحتاج الأطراف المعارضة إلى قاعدة شعبية كبيرة كركيزة تدعمها وتمنحهاالثقة وتعكس صورتها، وبالنسبة لما يسمى بالمعارضة العراقية الإسلامية في إيرانفأنها تستمد قاعدتها الشعبية من مجموعة العراقيين اللاجئين في إيران، والمتعاطفينمع الفكر الإسلامي المتطرف الذي تبنته أفكارهم، مما جعل تفتيت هذه القاعدة وتحجيمهامن أولويات المنازلة التي سيعمل عليها جهاز المخابرات العراقية، وعليه فأن أفضلطريقة لتحجيم القاعدة هي تسهيل عملية خروج اللاجئين من إيران، والتي ستمنحهم في نفسالوقت متنفس لفضح حقيقة ما كان يدور داخل إيران وعملائهم أمام المخدوعين بأصواتعملاء إيران، أي فضح حقيقة ما يسمى بالمعارضة عن طريق قاعدتها، وعلى هذا الأساس تمتقسيم اللاجئين إلى ثلاث فئات تعتمد على رغبة الفرد بالخروج من إيران، فالفئةالأولى ضمت الجماعات القريبة من الرؤوس الكبيرة والتي تفضل البقاء في إيران، أماالفئة الثانية فهي مجموعة العراقيين الراغبين بالخروج من إيران دون العودة للعراق،والفئة الثالثة هي التي ترغب بالعودة للعراق مع ضمانات بعدم ملاحقتهم من قبلالسلطات العراقية، ومع منح عفو عام عن الراغبين بالعودة للعراق مع الضمانات تحفزالكثيرين للعودة، ولضمان عدم تحرك الجانب الإيراني وعملائهم باتجاه العائدين ومنعهممن دخول الأراضي العراقية، سربت المخابرات العراقية معلومات إلى الجانب الإيرانيمفادها أن السلطات العراقية ستلاحق العائدين وتضعهم تحت طائلة القانون، الأمر الذيتراقص له الإيرانيون وعملائهم كونه يصب بمصلحتهم من عدة جوانب، كالاستفادة من الحدثللتباكي وتحريك الرأي العام، فهم يتصيدون بالماء العكر وكما يقال (مصائب قوم عندقوم فوائد)، وكذلك لزعزعة الثقة بالقيادة العراقية، الأمر بالنهاية سهل تدفقالعائدين دون ممانعة من الجانب الإيراني وعملائهم، وقد حصل العائدون على ضمانات عدمملاحقة السلطات العراقية لهم، أما مجموعة الراغبين بالخروج من إيران دون العودةللعراق فهم الأكثر، وقد عمل جهاز المخابرات العراقية بصورة غير مباشرة على تهيئةالظروف والمستلزمات الممكنة لتسهيل خروجهم من إيران، من خلال دعم لوجستي كامل لاتظهر فيه أي بصمة للمخابرات العراقية، كتسهيل مرور جزء منهم إلى منطقة كردستانالعراق وتوفير ودعم المهربين، كذلك دعم وتسهيل عمليات نقل جزء أخر إلى الأراضيالتركية أو عن طريق البحر باتجاه الكويت، كما حصل بعض اللاجئين على جوازات سفرمزورة مختلفة الجنسيات عبر وسطاء يعملون مع المخابرات العراقية لتمنحهم حرية التحركوالتنقل عن طريق البوابات الحدودية في إيران، وقد حفزت المخابرات العراقية بصورةغير مباشرة المنظمات الإنسانية كالصليب الأحمر بتسجيل الخارجين من إيران لضمان عدمإعادتهم من قبل سلطات الدول المستضيفة، وقد أوعزت المخابرات الإيرانية لعملائهابالتحرك لوقف هذه العمليات وإعادة الفارين من الدول المجاورة، وهناك أمر أخر كانيدفع العميل محمد باقر الحكيم وأعوانه للتمسك باللاجئين هي المساعدات الضخمة التيتمنح لهم ويقوم بالاستيلاء عليها، والتي تقلصت مع تقلص عدد اللاجئين.
التحركباتجاه الفئة المؤيدة ..
المجموعة العاملة بالمشروع الإيراني الطائفي منالعراقيين داخل إيران وخارجها، تم تقسيمهم إلى فئتين (متعاطفين، ومتواطئين)، فالفئةالأولى هم المتطرفين والمؤيدين للفكر الجديد والجادين في تبنيه ونشره، أماالمتواطئين فهم غير مستسلمين له أو حتى مقتنعين به، بل أن دافعهم الرئيسي هوالمردودات المادية التي يحصلون عليها نتيجة تواطئهم والوعود التي تنبئهم بمستقبلزاهر فيما لو تحقق المبتغى، وهذه الفئة أثارت رجال المخابرات العراقية ودرستأمكانية احتوائهم، وقد تم التحرك باتجاههم واحتواء عدد منهم وتم منحهم الأموال التيأودعت في حسابات مصرفية لهم في بيروت وعمان وبريطانيا ... الخ، وقد تلقى البعضالأخر القطوعات النفطية كجزء من أتعابهم، لا لغرض إسكاتهم أو لاحتوائهم أوالاستفادة من المعلومات التي قدموها كما فهموا بل لغرض تكبيلهم بصفة متعاونين معالمخابرات العراقية وفضحهم عند اللزوم لزرع الفرقة بينهم وزعزعة الثقة، ومن أهماللقاءات التي حدثت كانت في فرنسا، فقد تم التعامل مع أحد الأعضاء البارزين فيالتيار الإسلامي المعارض في إيران (وهو حاليا من كبار المسئولين في ما يسمى الحكومةالعراقية الحالية)، وكذلك تم التعامل مع عدد كانوا يقيمون في بريطانيا والنروجوهولندا والسويد و الدنمارك وسوريا ولبنان وقد حصلوا جميعهم على منح مالية أودعت فيحساباتهم، أما المتخذين من إيران مقر لهم، فقد تم التواصل معهم عبر الوسطاء وحصلاللقاء لأغلبهم خارج إيران ليكونوا بمأمن عن أنظار المخابرات الإيرانية، وقد تماحتواء أعضاء بارزين في المجلس الأعلى وحزب الدعوة وحركة الدعوة الإسلامية وحزبالله (يشغلون اليوم مناصب في الحكومة والبرلمان) وأحد أبرز الذين تعامل مع جهازالمخابرات العراقية تم اللقاء معه في أحدى نوادي شارع الحمرا الليلية في بيروت،وأنتقل مع أحد ضباط المخابرات العراقية إلى تركيا بجواز سفر بريطاني وحدث اللقاء في Save haws التابع للمخابرات العراقية في ديار بكر، وقد وزود المخابرات العراقيةبمعلومات على مدى طويل، وكان لكل واحد من هؤلاء المتعاونين ضابط ارتباط يكون مسئولاعنه يتم الاتصال بينهم عن طريق قنوات سرية، والمعلومات التي حصل عليها جهازالمخابرات من الذين تعاونوا معه كانت على جانب كبير من الأهمية ولكنها لم تكن نقية،كون المصدر كان حذر من نقل أدق التفاصيل خوفاً من انكشاف أمره، وقد تم تصفية بعض منهؤلاء المتعاونين من قبل المخابرات الإيرانية بعد انكشاف أمرهم.
توسيع الدعملعرب الأحواز واكراد إيران وأشغال الكويتيين..
كان جهاز المخابرات العراقيةيتحين الفرص لإشغال الجهات المعادية بمشاكل داخلية، يستخدمها كوسيلة ضغط في الوقتالمحدد، وبالنسبة للكويتيين كان دعمهم مادي أكثر مما هو مخابراتي لما يسمىبالمعارضة العراقية المتورطين في المؤامرة الإيرانية، وقد وضعت المخابرات العراقيةالكويتيين أمام أزمتين داخليتين، وهي غض النظر عن المهربين وعدم ملاحقتهم، وإثارةمسألة البدون ودعمهم، أما ما يخص إيران فأن توسيع الدعم لمعارضيهم في الداخلوالخارج شكل أزمة داخلية خصوصاً وأنها شملت جميع الأطراف المعارضة العرب منهموالكورد، بالإضافة إلى فتح الباب على مصراعيه أمام منظمة مجاهدي خلق لمزاولة نشاطهاداخل الأراضي الإيرانية، ومن المؤكد أن هذه العمليات لم تحد من نشاط الدول المعاديةإلا أنها شكلت ضغطاً على مخابراتها.
احتواء مرجعية النجف وتعريب الحوزةالعلمية ..
كانت المرجعية الدينية في النجف يغلفها التحزب القومي، ومسيطر عليهامن قبل المخابرات الإيرانية، ويعتمد صعود رجل الدين إلى منصة القيادة الدينية بشكلأساسي على الاختيار والتعيين بغض النظر عن مدى أعلميته، وهذا ما جعل المسألة خاضعةللاحتواء العرقي والسيطرة من قبل قومية واحدة، وهذه المسألة بحد ذاتها مؤشر خطيرعلى أبعاد المراجع من الأصول العربية، وقد كانت للمخابرات الإيرانية خطوة جريئةيقدمون عليها لتصفية المراجع ليضربوا عصفورين بحجر واحد، وهو توجه المقلدين نحوإيران للتقليد الديني بعد أفراغ الساحة منهم، وزرع فتنة قد تحدث تحرك شعبي كبيرباتجاه الدولة بعد أن يوهموا بأن الفاعل هو المخابرات العراقية، لكن الأخيرة اكتشفتهذه المؤامرة وألقت القبض على شبكة كانت تعمل على تنفيذ المخطط واتخذت الدولةالعراقية التدابير اللازمة لحماية المراجع الموالين أصلا إلى إيران رغم نوايا الفرسالخبيثة، لتفويت الفرصة على إيران.
كانت المخابرات العراقية تدرس أمكانيةاحتواء المرجعية الشيعية ووضعها تحت الغطاء الوطني وإيجاد الرجل المناسب الذي يكونولائه للوطن أكثر مما هو للمذهب، وينهض بالمدرسة الدينية في النجف ويحررها منالسيطرة الإيرانية وجعلها عربية اللغة والمفهوم والرسالة، وقد تبين أن هذه الأمورتحتاج إلى رجل دين عربي عراقي موالي للوطن يقرب من المذاهب ويعمل على رد الفكرالطائفي الإيراني إلى نحره ويقلب السحر على الساحر، وقد تجسدت هذه الأفكار بشخصيةرجل الدين محمد محمد صادق الصدر الذي تصدر المرجعية الدينية في النجف عن استحقاقكمرجع ديني عربي عراقي يعود تاريخ أسرته إلى بداية تأسيس الدولة العراقية، ولهذاالرجل مقدرة هائلة على سحب البساط من تحت أقدام المراجع الموالين لإيران، ورغم أنهقريب لمؤسس حزب الدعوة في العراق محمد باقر الصدر الذي أعدم بتهمة الخيانة والتعاملمع إيران مع شقيقته في العام 1980، إلا أن ذلك لم يمنع الدولة العراقية من أن تضعثقتها في قريبه محمد محمد صادق الصدر الذي منح دعم غير محدود منالدولة.
محمد باقر الصدر..
أسس محمد باقر الصدر حزب الدعوة في العراق عام 1957، ليكون ندا للتيارات الشيوعية والقومية التي انتشرت في العراق، وقد وجدالخميني ضالته بهذا التيار الديني منذ لجوئه للعراق في ستينات القرن الماضي، وطرحداخله أفكاره الطائفية الهدامة التي تناغمت مع الطموح الغربي بشق الصف العربيالإسلامي، ليجد بعد ذلك التيار مكانه وسط الدعم الغربي له والدعم الإيراني بعد وصولالخميني إلى سدة الحكم في طهران بدعم أمريكي مباشر تبناه الحزب الجمهوري الأمريكيوالموساد على حد سواء (وكما يتبين من قضية رهائن السفارة الأمريكية وفضيحة إيرانكونترا فيما بعد)، ومع تحول حزب الدعوة من تيار ديني فكري إلى مؤسسة طائفية تخريبيةتعمل ضد الدولة لمصلحة إيران، تم حضر الحزب الذي أصبح تنظيم خيطي يصعب تقفي أثرأعضائه وشكل قانون يعاقب الذي ينتمي له أو يحمل أفكاره، والقي القبض على مؤسسه محمدباقر الصدر الذي فضحت إيران تعامله معهم عن طريق نشر مراسلاته إلى الخميني بالإذاعةالإيرانية، وقد قام الأخير بالاعتراف عن اتصالاته بإيران وعن رؤوس التنظيم الذييقوده مما سهل عملية القبض عليهم ووضعهم تحت طائلة القانون، وكذلك طالت اعترافاتهضلوع شقيقته في عمل تنظيمه الخيطي، مما أدى إلى الحكم علية وفق القانون بالإعدام،وقد نفذ الحكم ليلة 13/نيسان/1980، وليس 9/ نيسان كما يحدده البعض.
دورمحمد محمد صادق الصدر برد الفتنة..
أستطاع هذا الرجل شق طريقه بسرعة كبيرةليتربع على عرش المرجعية الدينية الشيعية ويصنع له شعبية قل نظيرها رغم ما جوبه بهمن تحزب مناهض من قبل جماعة رجل إيران الكبير علي حسين السيستاني (مرجع ديني إيرانيالأصل مقيم في العراق ويحمل الجنسية الإيرانية)، وقد منح محمد محمد صادق الصدرمقلديه فكر جديد جوبه بانتقادات لاذعة من قبل منافسيه، وحقق لإتباعه ما عجز عنهباقي المراجع كإقامة صلاة الجمعة التي كانت محرمة على الشيعة وحسب رؤية مراجعهمبعدم اكتمال أركان أقامتها لعدم وجود الحاكم العادل (بالإشارة إلى حزب البعثوالرئيس صدام حسين) وهذه أحدى البدع التي يحاولون من خلالها شق الصف وتشويه صورةالقيادة العراقية، وكذلك عمل رجل الدين محمد محمد صادق الصدر على التقريب بين السنةوالشيعة من خلال حثه على أقامة الصلاة خلف السنة والعمل بالعكس، وكان لهذه المبادرةالجبارة أثر واضح على المشروع الطائفي الإيراني وتفتيت سننه الحادة الممزقة للوحدةالعراقية بوجه خاص والإسلامية بوجه عام، بالمقابل منح مقلديه الثقة وأصبح أتباعهلهم ثقلهم بالشارع الشيعي ولهم فكرهم الخاص الجديد الذي أزهق روح المؤامرةالإيرانية وعملائهم، ونفسهم هذا لم يتناسب والطرح الطائفي المرسوم من المخابراتالإيرانية والمدعوم غربياً، خصوصاً وأن أفكار رجل الدين الجديد على ساحة المرجعيةقد أخذت طريقها نحو الانتشار بشكل واسع شملت حتى داخل إيران نفسها عن طريق كتبهومنشوراته وتسجيلاته الصوتية، وعليه فأن هذا الرجل صنع معجزة لم تعجبالكثيرين.
سياسة رجل الدين محمد محمد صادق الصدر..
لم يكن من السهل أنيجد رجل الدين محمد محمد صادق الصدر طريقة وسط الكتل المتآمرة على الدولة والمدعومةمن إيران، ألا أن السياسة التي أتبعها كانت مجدية فقد سهل مفهوم الدين ونزل إلىمستوى غير المتعلمين لتنويرهم بالفكر الديني المخالف للفكر السياسي الديني الإيرانيالمطروح في الشارع الشيعي وخاطب أتباعه بخطاب جديد مفهوم لديهم ينبع من قاعدة يشتركبها مع أتباعه ألا وهي انتمائهم للقومية العربية والجنسية العراقية، ومن مزايا ماقام به هذا الرجل الروحي هو مخاطبة أتباعه وجها لوجه دون أن يكون هناك وسيط أو وكيلينقل أفكاره ويكون حاجزاً بينه وبين مرديه، وهذه الحالة أختلف بها مع باقي المراجعالتي لم يرى صورتهم الكثير من أتباعهم، وكذلك شملت فلسفته الدينية المرونة فيواجبات الدين والتخلي عن التعصب الديني من خلال تبني فكرة لا يكلف الله نفسا ألاوسعها، فقد طرح مفهوم أعمل على قدر ما تستطيع (ومن ذلك جاءت نظرية التدخين أثناءالصوم)، وكثير من الأفكار الجديدة التي طرحها هذا الرجل الروحي ليعطي مفهوماً واضحاوبسيطاً عن الدين لكل شرائح المجتمع، وبالتالي فأن ما طرحه وجد من يتلقاه وعلى هذاالأساس أستطاع أن يسحب البساط من تحت أقدام منافسيه المدعومين من إيران، خصوصاً وأنأفكاره وجدت ضالتها بشارع متعطش لمثل هذه الخطوات الجريئة التي أقدم عليها وخالفبها مرجعية سياسية تنفذ الأوامر أكثر مما هي دينية، خصوصاً وأنه قرب بين المذاهبالتي طالما حرمت من قبل غيره.
دعم الدولة لرجل الدين الجديد..
لقد وجدتالمخابرات العراقية ضالتها بهذا الرجل الديني القادر على تحريك الشارع الشيعي بوجهالتآمر الإيراني، وكان لابد من دعمه بشتى الطرق ليصل إلى مقدمة ركب المرجعيةالشيعية في النجف، وعليه فقد عملت الدولة على منحه الحرية الكاملة في التصرف،وتذليل جميع العقبات التي تحول دون تقدمه، بما في ذلك التركيز على إقامة صلاةالجمعة وتسهيل وتنظيم ودعم مراسيم عاشوراء وما يتبعها، وتزويده بالمعلومات التييحتاجها لمواجهة المتصدين له، وقد نالت أفكاره دعماً كبيراً من الدولة وترويجها منخلال توسيع منافذ النشر والتوزيع لمؤلفاته حتى أحرزت المخابرات العراقية نجاحاًكبيراً في توزيعها داخل إيران نفسها، ودعمت أيضاً المدرسة الدينية (الحوزة العلمية) التي يقودها محمد محمد صادق الصدر وإعفاء طلابه من الخدمة العسكرية الأمر الذي زادمن عدد المتقدمين لها، بالإضافة إلى توجيه شيوخ عشائر العراق الشيعية على منح الخمسإلى هذا المرجع دون غيره، ومع صعود هذا الرجل والدعم الذي تلقاه بات يشكل خطراًحقيقياً على المشروع الإيراني الذي تدعمه المخابرات الغربية، وقد أفصحت المخابراتالعراقية له عن تخوفها من قيام أعداء العراق بالتخلص منه كونه أصبح الشوكة التيتؤرقهم، ولمح هو بدوره لا تباعه بأن موته سيفرح أمريكا وإسرائيل.
موقف محمدمحمد باقر الصدر من باقي المراجع ..
أن الدعم الكبير الذي حصل عليه السيد الصدرمن الدولة، واطلاعه على خفايا مخططات المخابرات الإيرانية والغربية المعاديةللعراق، جعله يعمل باندفاع كبير كان أولها إرسال مبعوث لرجال دين لهم ثقلهم بالنجفكالسيستاني والنجفي والفياض (وهم مقيمين بالعراق لا يحملون الجنسية العراقية) يطلبمنهم مغادرة العراق بأسرع وقت ممكن، مما جعلهم يستنجدون بالقيادة العراقية لحمايتهموتمديد أقامتهم بالعراق، وحصل هذا عن طريق تقديم طلبات معنونة إلى السيد رئيسالجمهورية، الذي أمن لهم أقامتهم رغم أنهم جزء من المخطط الطائفي الذي توغل فيالعراق، كانت فكرة الصدر تنحصر بتوليه مهام المرجع الديني الوحيد الموجود في العراقبعد أفراغ الساحة من المتواطئين مع الفكر الطائفي الجديد، لكن كانت للمخابراتالعراقية نظرة مخالفة بهذا الشأن.
أثر ظهور المرجع الجديد..
ترك ظهورالمرجع الجديد أثر واضحاً في الشارع العراقي، فقد تباينت آراء ومواقف العراقيين بينمؤيد له ومقلد لفكره، وبين معارض له ومنافس لتياره الجديد الذي وقف بوجه الفتنة،وقد بدأت تنمو خلافات (شيعية – شيعية) فيما يخص أعلميته واقتداره على قيادة الحوزةالعلمية وإمكانياته في قيادة المرجعية، وكذلك تحدث البعض عن صلاته بالمخابراتالعراقية والدعم الذي تلقاه من الدولة، وكل هذا كان لتحجيم دورة الفعال في جذبالانتباه نحوه وتوجيه السهم الطائفي لصدر مطلقيه، وأن دل هذا على شيء فانه يدل علىنجاح رجل الدين محمد محمد صادق الصدر في مسعاه.
الموقف الإيراني والغربي منمحمد محمد صادق الصدر..
لم يكن ظهور رجل الدين محمد محمد صادق الصدر في الوسطالشيعي يخدم مصالح أجهزة المخابرات الداعمة للمخطط التآمري وخصوصاً المخابراتالإيرانية، وقد بات وجوده يهدد مشروعهم الطائفي ويحجم وجود رجل إيران المتواطئ علىالسيستاني، وعليه فقد حاولت تلك الأجهزة أن تنال من هذا الرجل من خلال شن هجمات عنطريق أتباعهم للتشكيك في أعلميته وقدرته الدينية، ومن جانب أخر بحثت أجهزةالمخابرات المعادية عن ثغرات وردت في مؤلفاته تخالف مفهوم المذهب الجعفري الفقهيلإثبات عدم أهليته كمرجع معتمد، وقد قام أحد رجال الدين المسمى حسن الكوفي (أحدالمقربين من السيستاني ومتواطئ مع المخابرات الإيرانية) بمحاولات عديدة لجر الصدرإلى مناظرة علنية يثبت من خلالها عدم كفاءة الأخير، إلا أن كل تلك المحاولاتبالتنكيل قد ذهبت أدراج الرياح وواصل الصدر مسيرته بدعم كامل من قبل الدولةالعراقية، مما جعل أمر اغتياله من أولويات ما ستفعله المخابرات الإيرانية بمساعدةعملائهم.
وفد يحمل رسالة إلى السيد الصدر..
بعد مواقف هذا الرجل منالفتنة الطائفية، والعمل على تحجيمها، مؤازراً بذلك بلده وحكومته بدافع وطني، فقدأرسل رئيس الجمهورية وفداً مؤلفاً من وزير الأوقاف و محافظ النجف ومدير مرورالمحافظة ومسئول تنظيمات الفرات لحزب البعث وأمين سر فرع الحزب في النجف يرافقهمضابط في المخابرات العراقية، يحملون رسالة من السيد رئيس الجمهورية يثني بمواقفهالوطنية تجاه الفتنة الطائفية وتعزيز دور الدولة في النهوض بالحوزة العلمية منجديد، وقد طلب السيد الصدر حينها تخصيص مبلغ مالي لتشييد وبناء الحوزة العلميةبكافة تفرعاتها من مساكن للطلاب ومركز صحي ومكتبات ويشمل هذا تطوير المنهاجالتدريسي بتخصيص الحاسبات وكافة المستلزمات للقيام بحوزة متقدمة ومتطورة، وقد حضراللقاء مع السيد محمد محمد صادق الصدر كل من أولاده الثلاث (مصطفى، مؤمل، مقتدى)،وقد كانت المقابلة في ديوان عربي أنتقل بعدها إلى ديوان أخر فيه مقاعد.
المخابرات الإيرانية تقيم الوضع الجديد..
بعد أن تمكنت المخابراتالعراقية من أيجاد السلاح الفتاك الذي يردع المشروع الإيراني الطائفي أصبح من الصعبعلى المخابرات الإيرانية النهوض بمشروعهم من جديد خصوصاً بوجود السيد الصدر في ساحةالمرجعية وهو يتمتع بشعبية كبيرة ودعم حكومي، ورغم محاولات تحجيم دور السيد الصدرمن قبل إيران وعملائها والتشكيك بمكانته العلمية إلا أن ذلك لم يترك أثر واضح فينفوس مريديه أو حتى في الشارع الشيعي، وعليه فأن بقاء الصدر قد يؤدي إلى انتحاركامل للمشروع الطائفي، وعلى هذا الأساس تم تشكيل لجنة داخل المخابرات الإيرانيةبرئاسة ضابط كبير في المخابرات الإيرانية (عمل سنوات عديدة في السافاك) لدراسةالمستجدات وتقييم الوضع ورفع التوصيات لاتخاذ ما يلزم، وقد رفعت هذه اللجنة توصياتتتلخص باغتيال السيد الصدر وتغيير المخططات الطائفية بشكل يضمن كسب مقلدي الصدروأتباعه لجانبهم وإدخالهم في أجندتهم الجديدة.
اغتيال محمد محمد صادقالصدر..
اتخذت المخابرات الإيرانية القرار بالتخلص من السيد الصدر بترحيبومباركة من المخابرات الغربية، وقد وضعت جميع التدابير اللازمة لتنفيذ المهمة التيأسندت إلى مجموعة من عناصر ينتمون لقوات بدر الذي يرأسها محمد باقر الحكيم، تلقواتدريبهم على يد المخابرات الإيرانية داخل معسكرات الحرس الثوري الإيراني، وقد تمدعمهم لوجستياً حيث عبروا الحدود العراقية عن طريق منافذ الأهوار على شكل مجموعاتاستقرت أولا في محافظة ذي قار، ثم توجهت إلى النجف بعد أن وفر لهم حسن الكوفي (رجلدين يعمل لحساب المخابرات الإيرانية) المكان الأمن، وبعد مراقبة دقيقة للوضع ودراسةلكافة الاحتمالات تم تجهيز المجموعة بالأسلحة الرشاشة والمسدسات والتي كانت مخفيةبإحدى سراديب مقبرة النجف وشراء السيارات اللازمة لتنفيذ المهمة وتوزيع المهام كمامخطط لها ومدربين عليها حيث تفرقوا إلى ثلاث مجموعات تقوم مجموعتان بالمساندة فيماالثالثة تقوم بالتنفيذ، وقد تم تنفيذ العملية كما خطط لها والتي ذهب ضحيتها رجلالدين محمد محمد صادق الصدر وولديه مؤمل ومصطفى الذين كانا برفقته بسيارتهم الخاصةبطريقهم إلى منزلهم.
ما بعد الاغتيال..
تشكلت لجنة للتحقيق بقضيةالاغتيال وقد توصلت اللجنة إلى كشف كافة الملابسات والتي أدت بالنهاية إلى القبضعلى المنفذين ومعهم حسن الكوفي وأصبحوا تحت طائلة القانون، وقد كانت المؤشرات واضحةمنذ البداية على ضلوع المخابرات الإيرانية في مؤامرة الاغتيال، وخصوصاً لإتباع رجلالدين الصدر إلى درجة أن بعض مجالس العزاء التي أقيمت في إيران طرد من أحداها محمدباقر الحكيم (زعيم أكبر تجمع يتعامل مع المخابرات الإيرانية وينفذون أوامرهم) وضرببالأحذية والحجارة من قبل أتباع الصدر، وكان من المفروض أن يكون الطريق مفتوح أمامعودة المشروع الطائفي من جديد إلا أن هذا أصبح من المستحيل، خصوصاً أن إيران أصبحتمكشوفة أمام أتباع الصدر، وهو الأمر الذي حسب له من الجانب الإيراني وعلى هذاالأساس فان المخابرات الإيرانية وعملائهم واعدوا العدة لما بعد اغتيال الصدرليضربون عصفورين بحجر واحد، أولا توجيه أصابع الاتهام إلى المخابرات العراقية منخلال ردة فعل تصدر من بعض أتباع الصدر تجاه الدولة كانت المخابرات الإيرانية قدجهزت له قبل التنفيذ، وثانيا استغلال الحدث ودمجه مع المشروع الطائفي باعتماد أتباعالصدر وضمهم إلى صفهم، وكما أوصت به اللجنة المشكلة داخل المخابراتالإيرانية.
التحرك الإيراني وأحداث 17/3/1999..
قبل تنفيذ عملية الاغتيالجندت المخابرات الايرانية مجموعة من أتباع رجل الدين الصدر والمتواجدين أصلاً فيإيران للقيام بعمل لاحق، وكذلك سربت معلومات مفادها أن المخابرات العراقية على وشكوضع مخطط للتخلص من السيد الصدر، وبعد تنفيذ الاغتيال أناطت بثلاث شخصيات دينية فيمدينة البصرة كان أحدهم وكيلا سرياً لمديرية أمن البصرة يدعى عبد الستار البهادليوالثاني يدعى صالح الجيزاني أما الثالث فهو أحمد المالكي مهمة التحشيد الشعبي لأخذثأر رجل الدين الصدر وذلك من خلال مهاجمة مؤسسات الدولة في مدينة البصرة والتيحددتها لهم المخابرات الإيرانية حسب خطة مرسومة سابقاً، وقد وضعت المخابراتالإيرانية الخطة بشكل لا يؤثر سلباً على الدولة العراقية ويسمح بالنتيجة للسلطاتالعراقية باعتقال المهاجمين، وذلك من خلال تسريب معلومات أولية للمخابرات العراقيةعن موعد حدوث أعمال شغب حدد موعدها بثلاث أيام قبل ساعة الصفر، إناطة المهمة برجالدين غير مؤتمنين من قبل المخابرات الإيرانية فهم على علم مسبق بارتباط عبد الستارالبهادلي بمديرية الأمن، والذي قام بدوره بنقل كافة المعلومات إلى ضابط ارتباطه(ولمحاولة التمويه سجن لمدة ستة أشهر)، كذلك حددت المخابرات الإيرانية الأهدافللمهاجمين بالاعتماد على ضيق المكان وصعوبة انسحاب المهاجمين بعد تنفيذ العملية أوعند محاصرتهم، والنتيجة كانت وكما خططت لها المخابرات الإيرانية هي اعتقال معظمالمنفذين والمتورطين بإحداث ليلة 17-18/3/1999 والتي بدأت في الساعة الحادية عشراًليلا بتوقيت البصرة وانتهت في الساعة الثانية ليلا كأخر مهاجم بقي صامداً، وقد حققتإيران بذلك هدفها على حساب الذين جندتهم، فقد استغلت الحدث كثورة عارمة ضد النظامراح ضحيته مئات من العراقيين وهو بذلك خدم الماكنة الإعلامية لعملائهم المدعينالمعارضة، وتوجيه أصابع الاتهام لمقتل الصدر إلى الدولة من خلال ذوي الضحايا الذينجندتهم المخابرات الإيرانية لإحداث 17/3 ، وبالتالي اتجاه الأنظار نحو المخابراتالعراقية كجهة منفذة لاغتيال الصدر.

شبكة المنصور
23 / 04 / 2007
  • ملف العضو
  • معلومات
aminemms
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 05-03-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 97
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • aminemms is on a distinguished road
aminemms
عضو نشيط
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 06:01 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى