المواطنة..
09-11-2014, 09:11 PM
المواطنة... عند البعض ..أنانية

لا أدري ما مفهوم المواطنة عند البعض، ممن تطغى على تعاملهم مع قوانين الدولة وأعراف المجتمع، أننية مقيتة..مرفوضة، ترفضها قوانين الدولة كما ترفضها الأعراف. يوميا، نشاهد في بلادنا تصرفات لأشخاص يعدون أنفسهم مواطنين ولكن تصرفاتهم تلك، لا صلة لها بالمواطنة في شيء.
إذا كانت المواطنة تستلزم المشاركة في العمل من أجل الصالح العام، فإن هذا الصنف من الأشخاص، لا يفهمون من المواطنة غير ما يقف عند تحقيق رغباتهم الضيقة..ذلك ما نستشفه من أولئك الذين يطالبون ويحتجون بشتى الطرق والوسائل، للاستجابة لطلباتهم التي تتخذ الصفة الجماعية، حتى إذا بلغت الاستجابة حدود مرماهم..انقلبوا إلى عصاة، يعترضون ـ بقوة الأنانية ـ ويوقفون مواصلة المشاريع العامة.
فبالله عليكم، قولوا لي، كيف نسمي شخصا كان من أشد المتحمسين للمطالبة بتوصيل الغاز الطبيعي إلى قريته، فلما بلغ المشروع بيته، اعترض وأوقف الأشغال لأنه لايقبل أن تمر الأنابيب بأرضه ( مثال في بلدية بولاية بجاية نسيت اسمها)، وهذا الذي أخر استكمال طريق اجتنابي لأنها تقطع أرضه ( مثال من خراطة بولاية بجاية)، وهذا الآخر الذي أخر أشغال طريق وطني سنوات، لأن "فلته" فائضة على مسار الطريقٍ ( مثال من برج الكيفان، بالعاصمة)ووو... كم من واحد وقف حجر عثرة أمام مشاريع للفائدة العامة، وقبل ذلك كان من المطالبين بمشاريع تنموية للاستفادة العامة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتنازل عن جزء من حقه لهذا الصالح العام..يعترض ويضرب عرض الحائط بالمصلحة العامة!!؟ والعجيب في الأمر، أن جيرانه الذين تضرروا من تعنته، يتضامنون معه بسكوتهم أو باحتجاجهم.. خدمة لأنانيته!! لا يحركون ساكنا لتغليب منطق المصلحة العامة لأنهم، حسب الظاهر، ..في أنانيتهم سواء!!!!
فأية مواطنة هذه، وأي وطن هذا، الذي تتعايش فيه المتناقضات!؟