رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
22-07-2015, 09:37 PM
أيها المارّون من هنا.
على رسلكم!
فهلاّ أنختم رحلكم؟
لتسمعوا مني؛
أو لتقرؤوا كلماتي؟..
كنتُ كالشاردِ الذي لا يرى في سبيله إلاّ زمهريرَ شتاء.
سيلا ً عرمًا يمزنُ ولا يُمطرُ كالفصول في بواقي الأرضِ، ولكنّه رعدٌ وبرقٌ، وصيّبٌ ينهمرُ ويدمّرُ.
ترتعشُ لسريانهِ قشعريرةٌ في مظانِ الكيانِ.
وقد تدبرتُ صنائع الكونِ، فتأكّد لي أن كلَّ ذرةٍ مشمولاته التمسكِ بضروب الحياة والصراع من أجل البقاءِ.
فهي تصادمُ وتقاوم.
رأيتُ هذا في صمود الأشجار والأزهار رغم الريح والإعصار.
في مقاومةٍ شرسةٍ واستماتةٍ من أجل البقاء.
فأرثي لحالها بعد انقشاعِ السحب الداكنةِ والسيول الكاسحةِ، وقدِ انهارت وخارت من هجمةِ الجبروتِ قواها، وتعرّت من شدةِ العصفِ أوراقـها، وتطارحتْ من هوج الريح على الأرض أغصانها.
ترى هل تتهاوى بعد ذلك جذوعها؟
آهٍ! فقد جفّت قبل الأوان براعمها.
فيصيبني بعض حزنٍ وأسى لأوضاعها فاستبكيها وأباكيها، وهي تتساقط على الأرض متدحرجة ً متناثرةً كأنها لم تكن من قبل أشجارًا باسقة سامقةً، وازهاراً فواحة ً بالأريج عابقةً، تسرّ الناظرين بخضرة أوراقها، وتعانق أغصانها، في نظامٍ بديع ٍ يدلّ على عظمة الخالقِ.
ومع ذلك، فلم يبق منها إلاّ أثرًا بعد عين.
وهناك قائل يقول:
إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة.