قصة رائعة
بارك الله فيك
أذكر أنه قد انتهى عقدي في إطار عقود ما قبل التشغيل دون أن يدمجوننا
كنت اشتري جريدة الشعب أو الجمهورية فقط للحصول على تواريخ مسابقات توظيف تهمني
وذات مرة وقع نظري على مسابقة وطنية من تنظيم وزارة المالية بصفة مباشرة لتوظيف 200 موظف برتبة مفتش مركزي للخزينة والتأمينات
كان العدد المغري والرتبة فوق الطموح أكثر شيئين يخيفانني وما خوفني أيضال أن المسابقة وطنية وتحتاج مصاريف كثيرة للمبيت اكثر من ليلة في العاصمة أو البليدة أو حتى تيبازة
ترددت وترددت في المشاركة لأن ما أكثرها المسابقات التي فزت جميعها في الكتابي وفشلت في الشفوي
وأخيرا بعثت ملفي
لم يصلني شيئا رغم أن تاريخ المسابقة قد اقترب كثيرا
اتصلت بالهاتف وأيضا بصديق عاصمي من المنتدى الذي لم يبخل عليَّ وذهب شخصيا لوزارة المالية يسأل عن ملفي وناولوه الرقم الهاتفي الداخلي للمصلحة حيث اتصلت بهم وأكدوا لي بوجوب الذهاب لاجتياز المسابقة وطالبوني بالحضور إلى الوزارة لاستلام وصل أستطيع به تسديد مصاريف المسابقة لأنها وثيقة ضرورية يجب إستظهارها أثناء الامتحان
وصلت لليوم الموعود للامتحان ويدي على قلبي لأني لم أكن قد سددت المصاريف بعد بسبب كل الظروف القاهرة التي عاكستني والتي بسببها ايضا أحسست أني أستقبل إشارات واضحة بفشلي الذريع في هذه المسابقة
تنفست قليلا فقط حينما منحونا أيام الامتحان مهلة اسبوع لإيداع وصل التسديد في مقر الوزارة
وبالفعل قمت بكل شيء في العاصمة وأيضا وضعت ملفا آخر لاجتياز مسابقة مفتشين مركزيين للضرائب بنفس المدرسة
أذكر أنها كانت أياما عصيبة ومليئة بالسوسبانس فقد أجريت الامتحان الكتابي في تخصص الخزينة ونجحت فيه وأجريت أيضا الامتحان الشفوي ولم تظهر النتائج رغم المدة الطويلة واجريت بعدها الامتحان الكتابي في تخصص الضرائب وبعدما أنهيته وجدت في ساحة المدرسة رجلا يجلس على نصف جدار ظننته من عمال الادارة فسألته عن مسابقة الخزينة فأجابني بسرعة البرق نتصل بالوزارة لنستعلم عنك وكان بقربه موظف آخر أجابه "ما تشقاش" فنظرنا كلينا إليه باستغراب ثم قال لي ما اسمك فأجبته "فلان الفلاني" فقال لي بصحتك وما تنسانيش في حق البشارة , تجمد كل شيء حولي لا اعرف ما يجري فسأله الجالس على نصف جدار وكيف عرفت؟؟ قال الراسبون ثلاثة فقط وهو ليس بينهم , أكدت عليه فأكد لي ثم أكدت فأكدَّ تأكيدا
سلمت عليهما سلام المنتشين , ثم خاطبني ذاك الجالس يوصيني "إذا وصلك شيء بخصوص المر فلا تأت لاجتياز الامتحان الشفوي للضرائب إن أنت نجحت في هذا الامتحان الكتابي" , وعدته ثم أكملت عودتي للدار
رغم تأكيد الوزارة فيما بعد نجاحنا إلى أنه لم يرتح لي بال واخلفت وعدي واجتزت بقية الامتحان
من بطالة مرة إلى اختيار حلو بين وظيفتين بعدما وصلني استدعاءين للالتحاق بكليهما
وانا أجري التربص التكويني وصلني أيضا عرض من صديق للعودة إلى وظيفتي السابقة بعدما وصل دوري في الادماج وبعدها بدأت تصلني عروض وعروض
الحمد لله وكيما يقولوا ناس بكري "ما يتبلع باب حتى يحل ربي عشرة"
ـــــــــــــــ
ملاحظة: ذلك الرجل المتواضع الجالس على نصف جدار اكتشفت ايام التكوين انه هو مدير المدرسة
ومن شدة تواضعه كوَّن فريقا لكرة القدم للإداريين وفاز بثلاثية في النهائي على الطلبة وله هدفين جميلين برأسيات زيدانية محكمة