تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو المجد مصطفى
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2016
  • المشاركات : 191
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • أبو المجد مصطفى is on a distinguished road
أبو المجد مصطفى
عضو فعال
خطــــــأ مطبعــــــــي
12-03-2017, 05:47 PM
خطأ مـــــــــــــطبعي


جدران متهالكة اعتلاها غبار السنين السحيقة . و فرخت بين لبناتها الرطوبة البغيضة...
تتقاطع تلك الجدران فيما بينها بعفوية بالغة لتتيح لبنيان أن ينمو و يرتفع في خجل ... تعتلي واجهته المتواضعة لافتة من خشب السنديان كتبوا عليها بأحرف مرتبكة – مقهـــــى الحرية-
اتخذ سعيد لنفسه مقعدا متواريا في زاوية من زوايا المقهى العديدة...
هو من الرواد الأوفياء لهذا المقهى الشعبي و العريق معا.
يروق له أن يختلف إلى هذا الموقع وجه النهار حاملا معه كوكبة من أمهات الكتب...
هو بصدد الأعداد لرسالة الماجستير في علم الاجتماع ..
لا يجد لذة التهام تلك الأسفار إلا تحت هذا السقف الأثري و تحت تلك المروحة التي ترسل نسيمها باردا و منعشا.
يلقي الفتى نظرة عابرة إلى الطاولات العتيقة و إلى تلك الكراسي التي لا يجلس عليها إلا المرموقون و اللامعون من أهل الحي ..من المفكرين و الأدباء و الطلبة...
هنا في هذا الديكور غير المتناسق و منذ أعوام خلت التهمت ذاكرته بشغف كتاب
– العقد الاجتماعي- للفيلسوف جان جاك روسو...
حفظه عن ظهر قلب في أسبوع أو يزيد... سعيد لا يزال يحتفظ بالجميل لذلك العنوان الخلاب الذي أسلمه إلى علم الاجتماع ...
استهواه ذلك العلم فكرس له كل الجهد وكل الوقت.
- شاي أو عصير يا سيد سعيد ؟- قال النادل في أدب جم.
- شاي بالنعناع لو سمحت. وحده النعناع كفيل أن يفك طلاسم تلك الكتب التي تراها أمامك يا صديقي -
تلاشى النادل بين الطاولات و المقاعد المشربة بالرطوبة. ثم أقبل و ورقة نعناع تتدلى فوق أذنه اليمنى:
- تفضل الشاي عزيزي سعيد. بالمناسبة لقد اتصل سعدون منذ ساعة و قال أن زميلك سمير سيغادر إلى الجامعة بعد غد الأربعاء و هو يرغب في صحبتك –
اغتبط سعيد و راح يرنو إلى ورقة النعناع المتألقة على وجه النادل و قال:
- أشكرك على رسالتك الشفهية الثمينة –
سعيد و سعدون توأمان...سعيد أسن من سعدون بعشر دقائق كاملة.
أهل الحي يجدون مشقة في التعرف عليهما. الشبه بينهما قوي إلى درجة يصعب معها الجزم أيهما سعيد و أيهما سعدون.
إن صاحبنا فتى جميل المعشر و طيب القلب و صاحب شهامة و مروءة.. .
أما شقيقه سعدون على النقيض من ذلك... فتى طائش و حاد الطبع. فهو لا ينتهي من خصومة حتى يدخل في خصومة جديدة...
فصلوه من الثانوية يوم قال لمعلمه برعونة و جفاء :
– إن النادل الذي يشتغل في مقهى حينا أرسخ قدما منك في الحساب و لغة الارقام - ...
تقول والدتهما متبرمة :
– سعيد قطعة من كبدي و سعدون قطعة من جهنم –
في هذا الوقت الذي كان سعيد في المقهى ينهل من تلك الكتب...كان سعدون يتسكع في محطة السكة الحديد ليستقبل فتاة ساقطة من فتيات الشوارع...
أحدق به رهط من الشباب الطائش و هم يتصايحون في حقد :
(هيا..هيا..يا رفاق دونكم هذا الرقيع )
أحاطوا بسعدون و قد هموا أن يوسعوه ضربا...
يستميت الفتى دفاعا عن نفسه..لقد كان مبارزا لامعا رغم كل عيوبه و مساوئه..
يشج رأس أحدهم...و ينهال على الثاني لطما و لكما و يتركه مضرجا في دمه...
بيب...بيب...بيب...تصرخ صافرة القطار من بعيد.
هي فرصة ذهبية للإفلات...يتخلص سعدون من أولائك الأشرار بعد لأي و ينجو منتصرا.
أحدهم يصيح بصوت متهدج :
– ستدفع الثمن باهظا أيها النذل –
فرغ سعيد من إكمال عدة السفر إلى الجامعة.. اليوم هو الأربعاء ،وقد اتفق مع سمير أن يلتقيا في محطة السكة الحديد ليسافرا سويا...
وصل سعيد إلى المحطة في الوقت المحدد...
خاطب نفسه و قد ساوره شيء من قلق:
– سمير لم يلتحق بعد. يا له من فتى خامل و كسول – و أرسل يصره حيث ساعة المحطة . لقد كانت تشير إلى التاسعة إلا خمس مساءا...
ما زالت هناك خمس دقائق عن موعد الانطلاق . المحطة شاغرة كأنها مرتع للأشباح ...الأضواء باهتة توحي بمشهد جنائزي.
- ها قد ظهرت مرة أخرى أيها الجبان- صاح الفتى الذي جرحه سعدون في المرة السابقة.
تحلق أولائك الأشرار بسعيد و أوسعوه ركلا و صفعا حتى أدموا وجهه و صدعوا أضلاعه و غيروا تضاريس وجهه البريء...
و انهار الفتى الجامعي الطيب على الإسفلت مغشيا عليه.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو المجد مصطفى ; 12-03-2017 الساعة 05:53 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية علي قوادري
علي قوادري
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 30-07-2008
  • المشاركات : 4,559
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • علي قوادري is on a distinguished road
الصورة الرمزية علي قوادري
علي قوادري
مشرف شرفي
رد: خطــــــأ مطبعــــــــي
12-03-2017, 08:39 PM
البطن تنجب الصالح والطالح وأحيانا
ندفع أخطاء الغير..
جميل ما سردت هنا أخي مصطفى
الديمقراطيه الأمريكيه أشبه بحصان طرواده الحريه من الخارج ومليشيات الموت في الداخل... ولا يثق بأمريكا إلا مغفل ولا تمدح أمريكا إلا خادم لها !
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:29 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى