تسجيل الدخول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد وضعت الموضوع منذ فترة طويلة.. أذكر أنه لا أحد أبدى تعليقا عليه حتى أني نسيته تماما، شكرا للذواقة المتميزة أفراح التي أعادت رفعه ولكل الذين مروا من هنا وان شاء الله أكيد أكيد سأعود للتعقيب على كل الردود واحدا واحدا وكل على حدى ابتداءا من رد الغالية أفراح.
تحياتي للجميع.

لا أجد ما أضيفه على قلت يا أفراح... بارك الله فيك ونفع بك.

أهلا بالأخ الكريم أسير الحياة على متصفحي هذا
أعتقد يا أخي أن الزمن وحده -حتى وان طال- لا يكفي لمعرفة معادن الناس مالم يحدث خلاله اختبارت حقيقية تكشف الأصيل من الزائف، الرجل لم يشكك في أن تكون زوجته خائنة -ولا أدري ماذا قصدت بعبارة هذه الأربع؟- بل إنه يحسبها على خير ولكن العقل والمنطق عنده يقول -وأنا أوافقه على ذلك- بأنه لايمكن الحكم بقطعية أصالة معدنها مادامت لم تمر فعليا على تلك الاختبارات.

واسمح لي أن أبدي بعض التحفظ على المثل الذي سقته لنا.. أتعلم يا أخي هذا الجيل من يتساهل ويتسرع كثيرا في بناء علاقات الصداقة ومن الطبيعي أن يتعرض للخذلان من طرف أشخاص أساء تقدير معادنهم بتسرعه ووضعهم موضع الأصدقاء لأني الصديق الحقيقي يحمى به الظهر أيام الشدائد والمحن.
أتذكر أن الوالدة -حفظها الله- دائما كانت تسرد على مسامعنا هذه القصة:
تقول أنه قديما قدم التاريخ كان لرجل ولد كثير الأصحاب والأصدقاء وفي جلسة سمر ونقاش مع ولده تحدثا في هذا الموضوع، وأخد الوالد يحاول اقناع ابنه بأن علاقات الصداقة تحتاج إلى عرى وثقا لتوطيدها وتحتاج لأن تختبر صديقك هذا في امتحانات عصيبة وأخبره بأنه لا يملك سوى صديقا واحدا فقط، ظل الولد يردد بأن له العديد من الأصدقاء الذين يثق بهم وأن العصر قد تغير والمفاهيم القديمة التي عرفها جيله تختلف عما يعرفه جيل الولد بحكم تغيرات المعطيات والواقع، لما رأى الوالد هذا الاصرار من ابنه على قناعته في المسألة قال له حسنا إذن سنجري امتحان نتفق عليه لنعرف معدن صديقي ومعدن أصدقائك فهل توفق على هذا؟ أجاب الفتى طبعا أوافق أنا متأكد منهم وواثق فيهم مثلما أثق بأني أراك أماي الآن.
قال الوالد إذن بعد منصف الليل إذهب لجميع أصدقائك واحدا واحدا وأخبرهم بأن لصا هجم علينا في البيت ولما تفطنا له وواجهه والدي ما كان منه إلا أن اضطر لقتله بعدما هدد حياته، واطلب منهم أن يوافونا للبيت لنتمكن من دفنه قبل أن يطلع الضوء... ذهب الولد لجميع أصدقائه واحدا واحدا وكل منهم تهرب وامنتع عن القدوم معه منهم من قال له "واش بيك هبلت راك باغي تبلينا" (هذي زدتها من عندي ماشي يما ألي قالتها)
المهم عاد لوالده يجر أذيال الخيبة من ورائه وأخبره بما وقع معه.
بعدها أرسله الوالد لصديقه هو -صديق الوالد الوحيد- وأخبره بمثلما أخبرت أصدقاءك، وما إن وصل الولد لصديق والده وأطلعه على رسالته، سرج خيله وانطلق كالسهم يسابق الرياح لصديقه وما إن وصل طلب والد الفتى منه أن يدخل لتناول القهو ويسرد عليه القصة -على مرأى ومسمع من ابنه- فرفض الصديق ذلك وقال له: "ندفنوا قبل هذيك الجيفة ونوليو نستقهواو ونعاودوا نتعشاو إذا حبييت" (هذي صح قالتها الوالدة كيما راهي)
حينها رفع الوالد الستار على تلك الجثة الملقية في الارض فإذا به خروف مذبوح تسامرا طيلة الليل على الشواء من حوله.. وأدرك الفتى بأن الذين وصفهم بالأصدقاء لم يكونوا من الأساس كذلك.
لعلي أطلت عليكم ولكنها واحدة من روائع القصص التي نشأت أنا واخوتي على سماعها بين الفترة والأخرى وظلت مطبوعة بداخلي أردت أن أتشاركها معكم.

بارك الله فيك أخي نسيم
الموضوع وجهته أساسا لفئة الشباب المراهقين منهم خصوصا، وأؤكد لك قطعا أنه يوجد من بينهم -حتى لا أقول السواد الأعظم منهم- من يعيش فترة مراهقة حتى وهو طالب في الجامعة.
أمام بخصوص الاشخاص الذين تعرفت على معادنهم حق المعرفة في أيام معدودات فهذا لايشكل استثناءا للموضوع بل تكملة لجزئه الناقص -وأنت طبعا مشكوور على ذلك- أتدري لما؟؟
لأن أشخاص مثلك غزت بعض شعيرات الشيب رأسهم -لاتغضب أعلم انك لاتزال شابا يافعا في مقتبل العمر- (ما شاء الله عليك)
أقول أن شعيرات الشيب هذه دفعت ثمنها سنوات غالية من العمر جعلت من هم مثلك يتمتعون بكامل نضجهم الاجتماعي، لذلك عندما يحكمون على معدن شخص ما لا يكون حكمهم من فراغ بل هم يستندون في ذلك على مؤشرات ومعايير في غاية الدقة والذكاء مبنية على تجاربهم وتجارب غيرهم التي اطلعوا عليها وفقهوها حق الفقه.
تحية تليق بما جاد به علينا الرجل الأول للمنتدى