رد: عبر عن شعورك في هذه اللّحظة
06-12-2019, 10:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
منذ شهر تقريبا كنت كلما أضع رأسي لأنام كل ليلة تنتابني هواجس وكانت صورة أبي تطرد عني النوم فينتابني شعور مقلق فتدمع عيناي ويتملكني الخوف فلا أستطيع النوم ..بقيت على هذا النحو لأيام ، وذات يوم في الصباح الباكر وأنا أعد نفسي لاحظت أبي يتألم فخال في نفسي شعور مقلق واستغرقت النظر فيه وبدأت بالدعاء له .. في المساء كنت عائدة في حافلة النقل الجامعي لا أدري كيف ولكني تصورت أن أبي قد وقع له حادث ،المهم كان الوقت متأخرا وقد أذن أذان المغرب وفي حنك هذا الظلام وزخات المطر المتساقط كنت متجهة للمنزل رن هاتفي فكانت أختي لم أرد عليها لأني قريبة من المنزل..وصلت أخيرا تملكني شعور مريب فأنا لم أجد أي سيارة لا شاحنة أبي الصغيرة ولا سيارة إحدى أعمامي ..دخلت المنزل وأنا أصعد الدرج صادفت زوجة عمي ألقيت السلام وصعدت ولكني لاحظت أنها متجهة معي إلى شقتنا دخلت من الباب حينها وجدت حركة غير المعتاد ألقيت حقيبتي على الأرض وذهبت نحو الغرفة و سألت مالذي يحدث فأجابتني زوجة عمي أن أبي قد وقع له حادث وهو في المستشفى حينها انتبهت أن أخواتي الثلاث جاهزات للذهاب للمستشفى فقررت الذهاب معهن ..طول الطريق لم تجف دموعي للحظة عادت إلي الهواجس التي كانت ترتابني وتذكرت كلام أبي ليلة أمس حين كنا نتحدث وقال لنا أنه يشعر أنه لن يعيش طويلا وأنه سيموت قريبا .. فجأة رن هاتف صهر عمي الذي أخذنا فطمأننا أنه بخير ولا بأس عليه ولكن أختي قالت لي أنها لا تصدق كلامه وأن نبرة صوته لم تعجبها فبدأت بالتخفيف عنها رغم أني خائفة جدا.. ياألله لكم كانت الطريق طويلة جدا وأخيرا وصلنا ..عند دخولي كانت عيناي تراقب بلهفة رؤية ولو طيف أبي..الحمد لله ها هو .لقد رأيته ولكن مابه عمي متجه به على الكرسي المتحرك اتجهت أنا وأخواتي بلهفة نحوه ..وجميعا:الحمد لله على سلامتك يا أبي، فأجابنا أبي بصوت يكاد يسمع: لا تقلقن علي أنا بخير ، لم نستطع حبس دموعنا وذهبنا لنجلس وأخذه عمي ونحن ننتظر وكل دقيقة كنا ندعو الله أن يرده سالما ..عاد أبي من غرفة المعاينة ويده بالجبيرة وأدخل إلى إحدى الغرف ..كانت يده مكسورة ولديه بعض الجروح وهو مستلق على الفراش والجهاز متصل به ..دخلنا عنده وتمالكن أنفسنا ولكن أثر الدموع لا يخفى لا سيما أختي الصغيرة ذات الإحدى عشر سنة كانت تذرف الدموع ..وأبي العزيز لا زال يقول لا تقلقن علي، خولة يا ابنتي لا تبكي أنا بخير، منعته من الكلام لأنه لايستطيع أن يتحدث أو يتحرك فقفصه الصدري قد انكسر، لم يكمل أبي الكلام وسكت وبقي ينظر إلينا والدموع تنسال من عينيه على خده الشاحب..كنت أحبس دموعي عند النظر إلى وجهه ولكني لا أستطيع فأبي الغالى وكل حياتي على الفراش وأنا أشاهد بلا حول ولا قوة لي ..ياالله اشفه وخفف عنه..
بعد إلحاح من عمي عدنا للمزل وبقيت أختي الكبرى.. عند وصولنا للمنزل وجدنا شاحنة أبي التي لم تعد تصلح لشيئ فقد هشمت ..في الحقيقة حمدت الله كثيرا فأبي خرج منها بالرغم من الإصابة.
اإه ..ياألله كم كانت هذه اللية من أصعب أيام حياتي كدت أن أفقد أبي الغالي وبؤبؤ عيني ..نمت ودمعي سيل على خذي ..أضغاث أحلام رافقتني في هذه الليلة العصيبة.
والحمد لله على كل حال ..اليوم أبي يمشي رغم تعبه وأراه أمام عيني وكلماأراه يتحرك ويخرج ويتحدث أستغرق النظر وأشكر الله العظيم وأدعوا الله أن يطيل في عمر والدي الحبيب ويشفيه ويحفظ له صحته ويبعد عنه الأحزان والآلام.
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيئ قدير"
التعديل الأخير تم بواسطة Ayate.dz ; 06-12-2019 الساعة 10:58 PM