الجرْس ( وحي العيد )
02-07-2016, 10:16 AM
الجرس
( وحي العيد)


شعر علي عزوزي أبوأشرف
ــ

بعد شهر هلال عيدك أمسى
في بساط السماء يرسم قوسا
*
من تناجي وشعرك اجتـرَّ حرفا
لم يحرك من المشاعر إنسا
*
يا قريضا طوى من الهجر شأوا
حين رامت صبابتي منه أُنسا
*
صغته من سلافة القلب شوقا
أحتسي خمرها بما لذ كأسا
*
كيف صارت مرابع الأمس قفرا
كيف أضحت زهور عمرك يبسا
*
واستحالت معالم الشعر ذكرى
وانتهت في شفاه لحنك همسا
*
ورجوت الحظوظ منه صغيرا
فملأت الحقول زهرا وغرسا
*
كيف غادرت عالم الشعر طوعا
هل قديم من المنازل ينسى
*
ذا جديد من المحبة عيد
إذْ أقام الهلال في الأفق عرسا
*
فأعاد السؤالُ شكوى ارتيابي
حين لفَّـت بشائر العيد حسا
*
كلما جلت في خرائط أمس
أقتفي من خطوطها الرسمَ درسا
*
تتجلى حقائق العيد فينا
فنراها تعيد في الظن يأسا
*
أي عيد تثار فيه المآسي
كي تزيد الرجا من الصلح بُؤسا
*
لم يحقق تفاوض القوم شيئا
إنما ازدادت الطوائف بَأسا
*
واستمرت بضاعة النفط حكرا
تترجى من الزبائن بخسا
*
ما متاح من القديم معاد
حقك المرتجى تحول حُبسا
*
واستجدت من الحروب هموم
صيَّرت من إرادة الصلح نكسا
*
كل حين يطالع القوم رهطٌ
بمسمى يصادف المرء حدسا
*
كل عيد تصور النشء بعثا
ثلةٌ ولَّدت من الخلط جنسا
*
كل عام فصيلة من جديد
تتبنى من المآثم رجسا
*
وأقامت من التفرق رمزا
بالرضا طاب جائر منه نفسا
*
غير أن الشعوب عند التحدي
تعتلي عرش عزة المجد رأسا
*
ورجاء الصلاح في الله باق
كم أزالت طلائع الفأل نحسا
*
لك عيد مبارك رغم حزن
لا تبالي ـ أخي ـ بما جاء عكسا
*
فالليالي وإن قست فطباع
وعداوات من يهينك أقسى
*
فالتمس في منابع الشوق نجوى
قد تعري عن الحقائق لبسا
*
واستعد في سفائن الشعر كنزا
كي تلاقي لمقصد الشعر مرسى
*
لن تموت الزهور والقلب يُسقى
لن تُرى الملهمات في الحس خُـرسا
*
سوف يأتيك وحيها من بعيد
باعثا من بقية النزف جرسا
*
وصلاتي على النبي وآل
من شآبيب رحمة الله تُكسى
***





[/center][/color][/size]


رد مع اقتباس