تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed yakon
زائر
  • المشاركات : n/a
mohamed yakon
زائر
المعنى الصحيح لـ الليبرالية والعلمانية .
19-07-2016, 04:30 PM

بسبب الخلط المقصود لمفاهيم العلمانية و اللبيرالية ارتأيت مشاركة الاعضاء و القراء الكرام هذا النص الذي يحاول شرح بعض الغموض . قراءة ممتعة ...


المعنى الصحيح لـ الليبرالية والعلمانية .
‏20 ديسمبر، 2012‏ .‏
نص منقول


أكتب هذه المقالة رداً على رسائل كثيرة تصلني بإستمرار لطرح أسئلة عدة وأهم هذه الأسئلة هو السؤال عن معنى الليبرالية والعلمانية ولماذا اتخذ الاتجاه العلمانى او الليبرالى
..
فأجد من يقول في رسالته "ما معنى الليبرالية ولماذا يكره الليبراليين المسلمين !! وقد قال لي أحد الأصدقاء إذا كنت ليبرالياً فهذا يعني أنك تخون دينك" !!
ومن يقول "أنني سمعت أن الليبرالية هي تنحية الدين بعيداً وأن تصل حدود الحرية أن يسير الناس في الشوارع بلا ملابس" !!
ومن يقول أيضاً "أن الليبرالية تعني أن أترك لأبنائي الحرية في إختيار دينهم" هذه النقطة سأتحدث فيها فيما يلي لأنه نقطة غاية في الأهمية .
وهناك رسائل جميعها يتفق في سؤال واحد هو"ما معنى الليبرالية والعلمانية" وأيضاً لفت نظري من يقول من أين ظهرتم بعد الثورة من منطلق أن العلمانيين هم كائنات فضائية ظهروا فجأة في الأونة الأخير!!
وهذا أيضاً من منطلق أن العلمانيين أعداء لكل من له عقيدة أياً كانت وأن التحرر معناه الحرية الجنسية وأن حياة العلمانيين هي حفلات جنس جماعي، فلا يدركون من أي شئ إلا الجانب الجنسي منه نظراً للهوس الجنسي الناتج من الثقافة القمعية الآتية من دول متصحرة وحيث أن رجال الدين لا يتحدثون إلا عن الجنس بشكل غير طبيعي !

بداية أنا لا أضع تعريفات لأي مفاهيم ولكني أحاول في هذه المقالة أن أجعلها مفيدة لمن يطرح أسئلة كالسابق ذكرها!
العلمانية المعنى اللفظي لها مترجم من secularism المشتقة من الكلمة اللاتينية saeculum والتي تعني العالم أو الدنيا ويترادف مع لفظة علمانية كلمات مثل مدني او غير كهنوتي فالدولة العلمانية في مقابل الدولة الكهنوتية التي يكون الحكم فيها ديني في يد الكنيسة أو رجال الدين
ويتضح من المعنى اللفظي للعلمانية أنه يمكن تعريفها أنها هي فصل الدين عن السياسة أو تنحية رجال الدين أو الكهنة من ممارسة السياسة أو الإستيلاء على نظام الحكم في الدولة..

والدولة العلمانية تحترم كل الأفكار والمعتقدات سواء معتقدات دينية أو فلسفية..إلخ على شريطة ألا يكون الحكم قائم على أساس معتقد دون آخر و ألا يفرض صاحب أي معتقد معتقده على الآخرين، فكل إنسان له حريته في تشكيل وإختيار أفكاره ومعتقداته فلا أحد يملك الحق في الحجر على حرية الآخرين أو أذى الآخرين..
فحرية الفكر والإبداع هي أبسط حقوق الإنسان كحيوان مفكر!
فإذا قامت الدولة على أساس معتقد ما دون الآخر فهي سوف تهمش باقي الآراء والأفكار أو ستجبرهم على إعتناق هذا الفكر أو ستقمع أي فكر مخالف ...إلخ كما نرى في كثير من الدول التي تقوم على أساس عقيدة ما أو إيديولجية ما ففي كلتا الأحوال ستكون الدولة قائمة على أساس عنصري وستزعم إمتلاكها للحقيقة المطلقة ومن يخالفها مخطئ وستقوم الدولة بقولبة الأفراد بالفكر الذي تريده فلا مجال للتفكير وحرية الإختيار!
ولنا في العصور الوسطى الأوروبية خير دليل على أن رجال الدين لا يصلحوا للعمل السياسي وأيضاً إنهيار الدولة الإسلامية دليل آخر..
ففي الدولة التي تقوم على أساس عقيدة ما لا نجد فيها الصراعات بين عقيدة الدولة والعقائد الآخرى بل نجد إنشقاقات وحروب بين أطراف ينتمون لنفس العقيدة ولكل منهم
إتجاه فكري مختلف في فهم هذه العقيدة ولأنهم لا يوجد في قاموسهم سوى لونين "الأبيض والأسود" فلا يوجد مكان لألوان آخرى فإما أن يسود اللون الأبيض أو الأسود!!

الدولة العلمانية تقوم على مبدأ الإختلاف أن الجميع مختلفون وأن الإشكالية ليست في من هو على حق ومن هو على باطل إنما الإشكالية هي في كيفية التعايش بين المختلفين وقبول الإختلاف وإحترامه، فكل إنسان حر حرية كاملة في إسلوب تفكيره وإختياراته وفي تعبيره عن آرائه فحرية الرأي لا تعني أن يحتفظ الفرد برأيه لنفسه ولكنها تعني حرية التعبير عن هذا الرأي دون أن يتعرض له أي شخص بالأذى لمجرد أنه مختلف معه في الرأي! أقول هذا لأنني أسمع من البعض جمل مثل "إن كان هذا رأيك فعليك الإحتفاظ به لنفسك" !! فكل فرد يريد أن يسمع للرأي الموالي له فقط!

ومن المؤسف أن من يريد سماع الآراء الموالية له فقط هو من يتحدث عن الديمقراطية كحق من حقوقه!! الديمقراطية أن تكن ديمقراطي في حياتك قبل أن تطالب بها في الحياة السياسية!
فالدولة العلمانية إذاً تضع القواعد والتشريعات التي تناسب الجميع أياً كان شكل الإختلاف بين أفراد هذه الدولة إختلاف عرقي عقيدي فكري سياسي ديني جنسي...إلخ فالهدف هو جعل كل هؤلاء يتعايش مع الآخر ويتقبله ويتقبل وجود آلوان آخرى لا نهاية لها ووضع قوانين تحمي كل هؤلاء الأفراد تحمي حق الإختلاف! فهي لا تسعى لقولبة أفراد الدولة في قالب عقيدي أو فكري موحد وهو فكر الدولة.. فالإختلاف هو أساس الحياة الديمقراطية..
وأياً كانت توجهات رئيس الدولة أو الحكومة أو توجهات الحكومة عامة فهي لا تستطيع فرض هذه التوجهات على أفراد المجتمع فالشخص الذي يتقلد منصب سياسي أو الحكم هو مقيد يقوانين وتشريعات وضعت من أجل حماية حقوق وحريات الجميع وليس من أجل حماية كرسي سيادته أو توجهاته..

إذاً الدولة التي تقوم على أساس قوانين وضعية هي دولة علمانية والمدنية هي علمانية أيضاً وأي توجه فكري ليس له أساس كهنوتي هو توجه علماني أياً كانت المسميات إشتراكية يسارية شيوعية، ليبرالية رأسمالية إلى آخره..

أما عن التساؤلات حول معنى الليبرالية فكلمة ليبرالي "liberal" مشتقة من كلمة "liber" اللاتينية والتي تعني حر والمصطلح يشير إلى معاني مثل التحرر والديمقراطية أو الأفراد الأحرار..إلخ وإصطلاح الليبرالية نفسه "liberalism" يشير إلى توجه فكري أو سياسي أو إقتصادي يقوم على أساس الحرية، فالحرية هي القيمة الأسمى في هذه الإيديولوجية..
فالليبرالية تهدف إلى وضع قيود على سلطات الهيئة الحاكمة وإحترام كل الحريات الفردية والفكرية وسيادة القانون.. فالأفراد في المجتمع الحر أو الليبرالي السيادة للقانون الذي يحمي حرية وحقوق كل فرد فالأفراد في المجتمع يحترمون القانون ولا يخضعون لسلطة أي فرد من أفراد الهيئة الحاكمة..
إذا هناك ثلاث مبادئ نستخلصها السيادة للقانون، الحرية للجميع، تقييد نفوذ الهيئة الحاكمة.. وهذا يعني تقييد فرصة أن تطغى الحكومة أو أن تقمع حريات الأفراد أو أن تفرض حكم ديكتاتوري فردي أو أن تتعدى على حرية أو حقوق أي فرد فالسيادة هنا ليست لها وإنما للقانون.. وهذا القانون الذي تم تشريعه من أجل حماية حقوق وحريات الأفراد..

فأساس الإيديولجية الليبرالية هو الحرية فهي شئ مقدس وحق طبيعي لكل إنسان و أي محاولة لسلب الإنسان حريته فهي غير مقبولة فكل إنسان حر مادام لا يتسبب في ضرر أو أذى الآخرين..
أما بالنسبة لإتجاهات الليبرالية كالليبرالية الإقتصادية والليبرالية السياسية والليبرالية الثقافية إلى آخره فأنا لستُ بصدد شرح مفصل أو بحث مفصل لليبرالية كي أتطرق لكل الجوانب وإنما أردت من خلال هذه المقالة الإجابة بشكل بسيط على أسئلة البعض..

بالنسبة للرأي القائل أن الليبرالية أن تترك لأبنائك حرية إختيار عقيدتهم فأرد عليه بأن الإنسان فعلاً حر في إختيار عقيدته وأفكاره ولا أحد يملك الحق في التحكم فيه فأبنائك ليسوا ملكك وليسوا عبيد لديك لتتحكم في إختياراتهم.. وبما أن صاحب هذا الرأي كان ينتمي للدين الإسلامي سأذكر نصوص دينية تدل على أن حرية الإعتقاد ليست في الليبرالية فقط.. "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" (البقرة 256) "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" (الكهف 29) "لكم دينكم ولي دين" (الكافرون 6 ).. وكما أن في العقيدة الإسلامية عقاب وثواب فهذا العقاب والثواب نابع من وجود مسؤولية كل فرد عن إختياراته وهذه المسؤولية لن تأتي بدون وجود حرية سابقة عليها..
فإذا فرض على الإنسان شئ أو فكر أو تصرف أو عقيدة ما فهنا ينفى عنه صفة حرية الإختيار فتسقط المسؤلية إذا فكيف يكون هُناك ثواب وعقاب إن كان الفرد لم يختر شئ! وعلى هذا فكان من الواجب لكي يختار هذا الفرد ليس فقط أن تتوفر له الحرية بل عليه إعمال عقله والوصول لإختياراته بإعمال عقله والتفكير لأنه إذا أخذ فكر مُعلب دون أن يفككه أو يفهمه ويفهم غيره من الأفكار بعد تفكيكها ففي هذه الحالة أيضاً سوف تسقط عنه حرية الإختيار ومن ثم المسؤولية ومن ثم الثواب والعقاب..
لذا تجد أغلب النصوص الواردة في القرآن تؤكد على إعمال العقل مثل "أفلا تعقلون، يا أولي الألباب، ..." لأن لو كان إختيار الإنسان وراثى أو بالتلقين بدون إعمال عقل فسوف تسقط عنه مسؤولية حرية الإختيار ومن ثم الثواب والعقاب..!

وإستكمالاً لردي لمن قال أن الليبرالية تنحية الدين والتجرد من الملابس.. أقول لك إن الدين هو مسألة شخصية تخص كل فرد وحده وليست مسألة جماعية فمن ينحي الدين من حياته هو حر ومن لا ينحيه من حياته هو أيضاً حر فلن يأتي أحد ليفرض على الأخير أن ينحي الدين عن حياته أو يأتي آخر للأول ليفرض عليه ألا ينحيه وهذا أيضاً نابع من حرية الإختيار التي هي حق لكل فرد فكل إنسان حر في إختياراته ومسؤول أيضاً عنها والأهم في كل هذا أنه لا يضر أحد ولا يتسبب في الأذى لأحد..
أو كما يقول أحد الأمثال "أنت حر ما لم تضر" أما عن التجرد من الملابس فهو حر أيضاً وهل الدين في رأيك هو الذي جعلك ترتدي ملابس!!!

بالنسبة لرسائل السب والتحرشات الجنسية فهذا نابع أولاً من ثقافة الإقصاء وعدم قبول الآخر رغم أنه لا يعرف معنى العلمانية أو الليبرالية لو عرف المعنيان لأدرك أن العلمانية تسعى لحماية حقه هو الآخر في حرية الإعتقاد والتعبير وإحترام فكره..
ثانياً المشكلة أن الغالبية يأخذ مفاهيم مغلوطة وغير موضوعية ويقتنع كل الإقتناع بتلك المفاهيم دون أن يكلف نفسه ويسأل أو يبحث
ثالثاً من يقول أن الليبراليين يكرهون المسلمين! الليبرالية ليس في عداء مع أي فكر أو معتقد وإنما هي في عداء مع الفكر الإقصائي وعدم قبول الإختلاف وعدم إحترام الآخر وفكره، وهذا لا علاقة له بأي معتقد فكل إنسان حر في إختيار معتقده مادام لا يفرضه على الآخرين، فأين الكراهية إذاً في فكر يريد أن يوفر لك الحرية في إختيار معتقدك أياً كان!! فكونك ليبرالي هذا لا يتنافي مع كونك مسيحي أو يهودي أو مسلم أو مجوسي!
رابعاً من سأل من أين ظهر العلمانيون يا عزيزي العلماني ليس كائن فضاء هبط عليك مؤخراً فالعلمانية نشأت منذ إنتهاء العصور الوسطى الأوربية أو عصور الظلام!

خامساً التحرشات الجنسية والتي سببها في رأيي نظرة هؤلاء إلى أن التحرر والعلمانية هي الحرية الجنسية وهذا ليس بغريب عليهم لأن المجتمع أصبح لا يرى من الأشياء إلا الجانب الجنسي كرد فعل لقمعهم وإزدواجيتهم وتشتتهم والخطاب الديني الذي لا يتحدث إلا في الجنس وفيما ترتدي النساء وفي أن المرأة عورة وسبب هوسهم الجنسي
والحيقية أن هذه الإشكالية سأذكر عنها مثال لتوضيحها "عندما يأتي شخص يمنع الطعام عن الناس ويقول لهم أنه رذيلة وشئ حقير وعليك الحصول على تصريح ما لكي تأكل وذلك على الرغم أن هذا الشئ هو حقير، في هذه الحالة لن يفكر الناس إلا في الأكل ليس فقط لأنه عملية بيولوجية ولكن أيضاً لأن الممنوع مرغوب وسوف يظهر من يحتقر الأكل لأنه يسبب له الإحساس بالجوع وسيكون الفكر الشائع في هذه الحالة عن الحرية هي الحرية في تناول الطعام"!!

وأخيراً من يقول أن العلمانية تؤدي لإنتشار المثلية الجنسية في الحقيقة إن وجود المثلية في المجتمع العلماني نابع من حرية إختيار كاملة أما في المجتمعات القمعية ولاسيما الدينية نابع من الكبت والقمع وأيضاً الإعتداء على الأطفال جنسياً كظاهرة منتشرة في المجتمعات القمعية..
غير أن القمع هذا لن يسفر إلا عن خلق أفراد ليسوا أسوياء وسيجعل المجتمع لا يفكر إلا في الأشياء الممنوعة عنه وبالتالي لن يستطيع اللحاق بركب الحضارة!
وسيظل منشغل بقضايا لا معنى لها !


نص منقول دون تصرف .
التعديل الأخير تم بواسطة mohamed yakon ; 19-07-2016 الساعة 04:33 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed yakon
زائر
  • المشاركات : n/a
mohamed yakon
زائر
رد: المعنى الصحيح لـ الليبرالية والعلمانية .
21-07-2016, 06:27 PM
العلمانية وحملة التشويه
الخميس 26 أبريل 2012
نص منقول دون تصرف


على امتداد سنوات تعرضت للتشويه العديد من المفاهيم ذات النزعة الإنسانية التحررية،فارتبط بسبب ذلك الفكر التحرري بالكفر والإلحاد في أذهان المواطن البسيط ،كما كان الحديث عن العلمانية من الطابوهات ،وتم تصويرها على أنها خطر يحدق بالإسلام والمسلمين ويهدد وجودهم ،وتكرست فكرة مفادها أن “العلمانية”هي نقيض”الإسلام”.

ولطالما طرح البعض السؤال التالي:هل فلان مسلم أم علماني؟وكأن العلمانية ديانة و(مناقضة للإسلام)، وقد وصل البعض إلى حد ربطها بشكل غريب بالماسونية والإيباحية(يحاول أحدهم إعطاء نبذة عن كيفية التعرف على العلماني ورصد “خطره المحدق” قائلا:”العلماني تجده يطالب بالسفور والإباحية والاختلاط ويحبذ عدم الترابط الأسري”….)في حين اعتبرها البعض “تدور حول الدفاع عن حرية بيع كتب الجنس الرخيص….” و إمعانا في تشويهها عرفها البعض على أنها “إقامة الحياة على غير الدين”معوما مفهوم الحياة التي قد تكون حياة خاصة أو عامة أو سياسية .

وكان خيال البعض أوسع حين أكد أن العلمانية قد “ظهرت مع قوم النبي شعيب واستشهد بالاية الكريمة القائلة(أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد اباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء) ليستنتج أن من يتبنى العلمانية كافر كالكافرين من قوم شعيب ..”واعتبر البعض المعتزلة علمانيين “كفرة” لإعطائهم أهمية للعلم والعقل أكثر من النقل واعتبرهم ضحايا” لأثر الفلسفة اليونانية والفارسية والهندية..”في رفض واضح لكل ما له علاقة بإعمال العقل.

وتعج الكثير من الكتابات بمثل هذه المغالطات يروجها كل من يخاف مما يجهله ، ومن خلال العديد من هاته الكتابات المحسوبة على من نصبوا أنفسهم زورا وبهتانا مدافعين عن الفقه والسنة ،يفترض بالمتدينين أن يستشعروا أن هؤلاء لا يمثلونهم وبالتالي كان لزاما عليهم مقارعتهم أكثر من غيرهم ، ثانيا جهلهم بما يتحدثون عنه وبالتالي من الطبيعي عندما يجهلون أمرا أن يُكونوا عنه مجرد تمثلات مبنية على أفكار مسبقة وليس على تحليل منطقي.

إن حملة التشويه التي طالت هذا المفهوم وإن بدا ظاهريا أن الباعث عليها هو الحرص على الدين ،فإن الحقيقة تتجاوز ذلك بكثير ،فمن يخوض حملة التضليل هاته إما متحجر الفكر يعتبر كل من يقف في غير زاوية رؤيته النقلية كافرا بشهادته على نفسه(حين يعيب على المعتزلة احترام العقل ويعتبرهم أقرب للعلمانية التي يراها كفرا)،وهو إذ يصدر حكمه هذا يتناقض مع قيم الدين نفسه الذي يحترم العقل والعلم ، أو أن العلمانية تشكل خطرا عليه من حيث رفضها للاضطهاد الديني الذي يستعمله هو وأمثاله سلاحا لتصفية حسابات سياسية ودنيوية محضة، بمعنى أنه ليس متدينا في عمقه بالضرورة لكنه يرفض العلمانية لأنها ستقطع عليه طريق توظيف الدين والاتجار به لحشد الدعم لمواقف سياسية بحتة لا علاقة لها بالدين، وإنما يسبغها به لجعلها تنتقل من خانة المواقف البشرية النسبية الصواب إلى خانة المواقف المقدسة المطلقة الصحة،كما أن الحرص على رفض العلمانية مرتبط أساسا بدول يستمد حكامها شرعيتهم من حظوة ما ،مرتبطة بدين معين تجعل باقي المواطنين في مرتبة دون هؤلاء الحكام من حيث مواطنتهم وتنأى بالحكام من المساءلات المرتبطة باحتكارهم للسلطة طالما يلتحفون برداء الدين لتبرير الاستبداد وهذا متناقض مع القيم الدينية التي جوهرها العدل والشورى….


من خلال ما أسلفت فالعلمانية خطوة إلى الأمام لقطع الطريق على عنصرين يسيئان للدين قبل الدنيا :الاستبداد باسم الدين والاتجار بهذا الأخير ثم التحجر والتعصب الديني المفضي إلى الاضطهاد الديني الموجه ضد كل مختلف دينيا أو مذهبيا ،أو ضد من يستعمل نعمة العقل في التفكير والمساءلة للتراث الديني ، إذ لاينبغي أن يظل باب الاجتهاد مغلقا والتراث محنطا لا يفتح إلا للحديث عن المضاجعات ،إن أصحاب هذه الفتاوى يلتحفون بالدين لذا كانوا فوق المحاسبة والمساءلة لأن كلامهم يتماهى عند البعض مع المقدس ، وهو ما يؤكد تحليلنا حول استغلالهم للدين لتمرير ما لا يُتوقع تقبله من الاخرين ،فلو لم يلتحفوا بالدين لتم اعتقالهم تماما كما حدث مع صاحب محل الدار البيضاء للأكسسوارات الجنسية ،ولو كانت الدولة علمانية لما سنحت لهم الفرصة لممارسة سلطة كهنوتية على أدمغة الشباب ولما استغل الدين سياسيا لتحويل انتباه الرأي العام عن أمور جوهرية أكثر أهمية.

والعلمانية تحدد إطارا معينا عادلا للتعامل مع الاختلافات الدينية والعقائدية داخل المجتمع ، وتحمي الدين من الاتجار السياسي به كما تحمي المجتمع من الاحتقان المضمر المولد للطائفية على المدى الطويل بسبب إحساس أقليات مذهبية أو دينية بالحيف والتضييق (لابد من الإشارة إلى ما يلاحظ من ازدياد هذا الاحتقان مع انتشار حركات سياسية ذات تلاوين دينية رافضة للعلمانية).

إن من يتدين ظاهريا فقط لأن الدولة لها نفس لونه الديني أو المذهبي ليس متدينا بمعنى التدين الحقيقي المبني أساسا على علاقة ثنائية بين الفرد وربه ،

و التحاف الدولة لونا دينيا ومذهبيا معينا وجعل معتنقيه مواطنين من الدرجة الأولى يكرس النفاق والرياء الاجتماعي ،وينتج مجتمعا متدينا ظاهريا لكن يعاني أزمة أخلاقية في عمقه لزيف قيم أفراده وزيف تدينهم ،فلاغرابة أن نرى أفراد المجتمعات التي تسود فيها حرية المعتقد أكثر شعورا بالمسؤولية من أفراد المجتمعات التي تحكمها دول دينية .

إن ضغوط المجتمع والدولة لفرض لون ديني معين يجعل أفراد المجتمع يميلون تدريجيا إلى كل ماهو ظاهري وسطحي في التدين ليتم تقبلهم اجتماعيا أو ليرتزقوا سياسيا ،وينأون عن القيم الجوهرية النبيلة للدين لدرجة اختزل فيها هذا الأخير في الطقوس المرئية والملابس واستعمال مصطلحات معينة في الحديث مع الاخرين على حساب المعاملات والأخلاق والمبادئ والقيم الانسانية النبيلة(ولكم أن تتخيلوا بنكيران مثلا كرافض للعلمانية يخاطب مسؤولا أمنيا أنهى مهمة قمع المحتجين قائلا “جزاك الله خيرا”أو المسؤول الأمني نفسه يقول “باسم الله “قبل إعطاء الأمر لجلد الغاضبين أو وزيرا يبدأ بيانا متخما بالأكاذيب بكلمة”باسم الله”فيبدو للبعض في إطار”الشرعية” …)

ومن الخطأ اعتبارالعلمانية الية من اليات محاربة الأديان وإنما هي الية من اليات الحفاظ على حرية الفرد في الاعتقاد أو عدمه تضمنه الدولة التي تقف على نفس المسافة من جميع الأديان،ومن هذا المنطلق فالدولة الملحدة أو الداعية للإلحاد ليست دولة علمانية لأنها تسقط على المواطنين حقهم في التدين أو عدمه وحقهم في ممارسة طقوسهم كما يشاؤون.

وتجدر الإشارة في النهاية إلى أن مسؤولية رفع اللبس عن مفهوم العلمانية تقع على المتدينين أكثر من غيرهم وأن من يعارض العلمانية من المفروض أن يفعل ذلك بناء على تحليل علمي منطقي قد يتم تصنيفه في خانة الاختلاف الصحي بين مختلف الرؤى ولا ينبغي بناء رفض المفهوم على جهل به أو على عداء مسبق مبنٍ على سيل من المغالطات التي تدخل في إطار الحرب والاضطهاد الديني على كل مختلف مع مروجيها..

السعدية الفضيلي
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: المعنى الصحيح لـ الليبرالية والعلمانية .
21-07-2016, 07:36 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها المحترم.
لي قناعة شبه تامة أنّ لكلّ منا رؤية للأمور لا تروق للآخر.
وإن يكن أحدنا في وادٍ، فالآخر لفي وادٍ آخر.
ومع ذلك تجشمتُ هذه المرة أن أعلّق على موضوعك هذا، وفي ذهني أنّ ما أودّ ديباجته هنا ينطبق على ما أرمي إليه.
يا محترم.
ذرني أقول لك:
فعلاً أنه ليسرني أن أتحاور في أمور، يريد بعض أصحاب الفكر الديني أن يجعلوا منها وكأنها من "الكفر البواح"
" فجنّدوا" "فصائل من الجيوش الإليكترونية" لنشر وإعادة نشر ما ذهب إليه من " مكفّري كل ما يأتي من الغرب".
وعندما رأيتُ موضوعك.
استبشرتُ خيرًا
على أن يكون بعض الحوار
لأن مسألة " الليبرالية" أو " العلمانية ( اللائكية )" .
تكلّم البعض عنها وفي نفس كل واحدٍ " مآرب أخرى"
فتفرق في مدلولها " بعض مثقفي العرب "طرائق قدادًا "
فصدقني فلم يعرف العرب " خيرها " ليأتوا به، ولم يعرفوا " شرها " ليتجنّبوه.
كان عليك يا محترم أن تبسط المقال، وليس عيبًا أن يقتبس المرء كلام المفكرين
للاستشهاد به، وذلك لتقويّة حجته، أو دحض رؤى مخالفيه.
كان بودي أن يكون مقالك.
ربما يكون لي بعض الكلام.
لأنني أتحاشى الخوض في كلام ليس من بنات أفكار صاحب الموضوع.
وأنه ليحزنني ذلك.
لأن المواضيع الفكرية وخصوصًا المواضيع ذات الساعة فالكلام فيها لذو خيرٍ .
لأنّ العالم الآن أصبح عبارة عن قرية صغيرة يقطنها مجتمعات عرقية ذات اختلافات ثقافية ودينية وسياسية.
وكم ذكرتُ لك أتجنب المواضيع التي أعيد نشرها بحذافيرها.
تحياتي
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 21-07-2016 الساعة 09:44 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed yakon
زائر
  • المشاركات : n/a
mohamed yakon
زائر
رد: المعنى الصحيح لـ الليبرالية والعلمانية .
21-07-2016, 08:14 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها المحترم.
لي قناعة شبه تامة أنّ لكلّ منا رؤية للأمور لا تروق للآخر.
وإن يكن أحدنا في وادٍ، فالآخر فلقي وادٍ آخر.
ومع ذلك تجشمتُ هذه المرة أن أعلّق على موضوعك هذا، وفي ذهني أنّ ما أودّ ديباجته هنا ينطبق على ما أرمي إليه.
يا محترم.
ذرني أقول لك:
فعلاً أنه ليسرني أن أتحاور في أمور، يريد بعض أصحاب الفكر الديني أن يجعل منها وكأنها من "الكفر البواح"
" فجنّدوا" "فصائل من الجيوش الإليكترونية" لنشر وإعادة نشر ما ذهب إليه " مكفّري كل ما يأتي من الغرب".
وعندما رأيتُ موضوعك.
استبشرتُ خيرًا
على أن يكون بعض الحوار
لأن مسألة " الليبرالية" أو " العلمانية ( اللائكية " .
تكلّم البعض عنها وفي نفس كل واحدٍ " مآرب أخرى"
فتفرق في مدلولها " بعض مثقفي العرب "طرائق قدادًا "
فصدقني فلم يعرف العرب " خيرها " ليأتوا به، ولم يعرفوا " شرها " ليتجنّبوه.
كان عليك يا محترم أن تبسط المقال، وليس عيبًا أن يقتبس المرء كلام المفكرين
للاستشهاد به، وذلك لتقويّة حجته، أو دحض رؤى مخالفيه.
كان بودي أن يكون مقالك.
ربما يكون لي بعض الكلام.
لأنني أتحاشى الخوض في كلام ليس من بنات أفكار صاحب الموضوع.
وأنه ليحزنني ذلك.
لأن المواضيع الفكرية وخصوصًا المواضيع ذات الساعة فالكلام فيها لذي خيرٍ .
لأنّ العالم الآن أصبح عبارة عن قرية صغيرة يقطنها مجتمعات عرقية ذات اختلافات ثقافية ودينية وسياسية.
وكم ذكرتُ لك أتجنب المواضيع التي أعيد نشرها بحذافيرها.
تحياتي



على العموم شكرا على التعليق . واضح أن المقال منقول و هذا لا يعيب الافكار الواردة فيه و هي جديرة بالنقاش و الإثراء . الشجاعة في مناقشة الافكار الجيدة افضل من إجترار مواضيع بالية وقديمة و لكن الجرأة مازلت محتشمة في التطرق الي مثل هذه المسائل في مجتمعنا المتخلف ..
التعديل الأخير تم بواسطة mohamed yakon ; 22-07-2016 الساعة 12:45 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:15 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى