العناية بالجلد
06-07-2009, 09:59 AM

الجلد هو أكبر عضو في الجسم ويمثّل الحد الفاصل بين البيئة الداخلية الحية للعضوية وبين المحيط بكل ما يحمله من مؤثرات حية كالجراثيم والكائنات الأخرى ومؤثرات غير حية كالعوامل الفيزيائية والعوامل الكيماوية ، وتقع على الجلد مسؤولية الحفاظ على البيئة الداخلية للعضوية ومنع تأثرها بالمحيط بالإضافة لمسؤولية تحسس واستشعار البيئة الخارجية بواسطة المستقبلات الحسية التي يحويها والتي تسمح لح بتحسس حس اللمس والحرارة والضغط والاهتزاز ، وفوق كل ذلك للجلد دور في الناحية الشكلية والجمالية للإنسان . ويتطلب هذا العضو عناية خاصة لضمان قيامه بوظائفه الحياتية والجمالية ، فهو يحتاج للتنظيف المناسب والترطيب واستعمال الواقيات الشمسية بالإضافة للعناية بصحة العضوية بشكل عام التي ينتمي الجلد إليها ويستمدّ منها حيويته .
تنظيف الوجه...
مهما يكن نوع البشرة لديكم دهنية أو جافة أو متوازنة أو مركبة فإن القاعدة العامة في تنظيف الوجه هي اللطف في التعامل مع الجلد ، وحاولوا أن تراعوا النقاط التالية :
• إزالة ماكياج العينين : استعملوا في ذلك إسفنجة ناعمة أو قطعة قطن مكوَّرة ونظيفة مبللة بالكريم المرطب Moisturizing cream وذلك لتجنب الإساءة للنسج الحساسة حول العين ، وإذا كان الماكياج من النوع الثقيل والمقاوم للماء فربما تحتاجون استعمال أحد المستحضرات ذات الأساس الزيتي كالهلام البترولي Petroleum jelly .
• استعملوا الماء الفاتر وتجنبوا استعمال الماء الساخن أو الحار فهو يؤدي لجفاف الجلد .
• تجنبوا الصوابين القوية : فهي تزيل كل مفرزات الجلد الزيتية وتعرضه لخطر الجفاف ، ومثل هذه الصوابين لاتحتوي عادة على إضافات مرطبة أو حافظة لرطوبة الجلد ، ومن الصوابين القوية تلك التي تحوي سلفات الغار Lauryl sulfates ، ومن الخيارات الجيدة الصوابين التي تحتوي على مركبات لطيفة مثل : الساركوسينات Sarcosinates و السلفوسوكسينات Sulfosuccinates و ثنائي حماضات الكاكاو Cocoamphodiacetates .
• تجنبوا الإضافات المخرشة للجلد : وخاصة لذوي البشرة الحساسة فالمستحضرات التي تحتوي على صبغات صناعية أو عطور يمكن لها أن تخرش الجلد وقد تؤدي للتحسس .
• استعملوا أيديكم في غسل الوجه وتجنبوا استعمال قطع القماش التي تسوَّق تجارياً فهي لن تكون أنعم من اليدين على البشرة .
• بعد الغسل بشكل كامل وبكمية وافرة من الماء استعملوا قطعة قماش قطنية ناعمة للتجفيف وراعوا أن تجففوا وجهكم بتربيتات ناعمة وليس بحركات مسح مع ضغط على الجلد .

بشكل عام يكفي غسل الوجه مرة في الصباح ومرة في المساء ومرة بعد الرياضة أو بعد الفعاليات التي تتطلب جهداً كالتمارين ، وقد يُكتفى بالغسل مرة واحدة في اليوم إذا كانت البشرة جافة وسريعة التهيج ، أما إذا كانت من النوع الدهني وتميل لتشكيل الزيوان الأسود وحب الشباب فهي تحتاج للغسل لأكثر من مرتين في اليوم خاصة في البيئات التي تميل للحرارة مع ارتفاع الرطوبة مع مراعاة استعمال الصوابين والمنظفات الخاصة بالبشرة الدهنية فهي تستطيع إزالة كمية أكبر من مفرزات البشرة ولاتحتوي على زيوت مرطبة .
يمكن بعد الغسل استعمال أحد المستحضرات التي تزيد من مقوية الجلد Toner وتشده Astringent ، فهذه المستحضرات تزيل بقايا الزيوت والصوابين وتساعد في جعل الجلد نظيفاً ومشدوداً وهي مجففة للجلد وتحتوي على الكحول أو غليكول البروبيلين Propylene glycol أو حمض الصفصاف Salicylic acid أو الهاماميليس (التي تستخلص من نبات المُشتَرِكة Witch hazel ) ، وقد تسبب هذه المستحضرات الجفاف لدى بعض الناس بينما قد يجدها البعض الآخر جيدة ولابأس بالتجريب والحكم على النتائج شخصياً .

الاستحمام....
إن الاستحمام إجراء صحي ضروري لكنه يحرم الجلد من زيوته الطبيعية وللتقليل من جفاف الجلد التالي للحمام يمكن اتباع النصائح التالية :
• الاستحمام ليس أكثر من مرة في اليوم وإذا كانت البشرة من النوع الجاف يكتفى بمرة واحدة كل يومين .
• استعملوا الماء الفاتر وتجنبوا الماء الحار وقللوا من مدة تماس الصوابين مع الجلد .
• اختاروا الصوابين الملائمة : وأفضلها تلك التي أُضيفت إليها الزيوت والدسم المطرية بعد التصنيع، وفكّروا باستعمال المستحضرات البديلة للصوابين وهي كثيرة ومتباينة وكلها تحوي مركبات صنعية منظفة ولطيفة أو تحوي زيوت مع عوامل مرطبة وقوامها سائل أو جيل وهي اقل إحداثاً للجفاف من الصابون .
• استعملوا للتجفيف منشفة ناعمة واتركوا بعض الرطوبة على الجلد وطبقوا الزيت أو الكريم المرطب للجلد بأسرع ما يمكن بعد الاستحمام .

ترطيب الجلد :
تساعد مرطبات الجلد Moisturizers في الحفاظ على المستوى الطبيعي من الماء في الجلد وهي تعمل على تزويد الجلد بطبقة رقيقة تمنع نضوب الماء أو على الأقل تخفف من ذلك .
تُطبق المرطبات بعد الاستحمام مباشرة لتساعد في إحتجاز الماء في الطبقات السطحية من الجلد ، وتعطي كريمات الزيت في الأساس المائي شعوراً جيداً على الجلد مثل مستحضرات زيت السيتان Cetane ، وتحتاج البشرة الجافة لزيت أثقل قليلاً بدلاً من المرطبات التي تحتوي على الماء ، وفي حالات جفاف الجلد يحتاج الأمر لاستعمال الزيت ويمكن تطبيق أحد مستحضرات الزيوت المخصصة لترطيب بشرة الأطفال الرضّع حيث يبقى الزيت على البشرة لفترة أطول وبالتالي يؤمن الحفاظ على رطوبة الجلد أكثر ، أما ذوي البشرة الدهنية فربما لا يحتاجون لتطبيق المرطبات لأن مفرزات البشرة الزائدة يمكن أن تقوم بذلك الدور .
بالنسبة لمرطبات الوجه فيعتمد اختيارها على نوع البشرة والعمر وعلى الحالة الصحية للجلد مثل وجود حب الشباب أو التجاعيد أو غيرها.... وللبشرة الدهنية يمكن استعمال مرطب زيت خفيف مع أساس مائي أو يمكن عند البعض الاستغناء عن المرطب ، أما البشرة الحساسة فتحتاج لمرطب ذو قوام زيتي أكثر من المائي مع مراعاة خلو المستحضر ما أمكن من الصبغات والمواد المعطّرة والإضافات غير المبررة صحياً . وفي النهار تحتاج البشرة لمرطب يحتوي على واقي شمسي ذو عامل وقاية Sun Protecting Factor (SPF) ليس أقل من 15 ليتمكن من حماية البشرة من التأثيرات السيئة للأشعة فوق البنفسجية التي تسبب التجاعيد والكلف وخشونة الجلد ومع الزمن يمكن أن تؤدي لسرطان الجلد .

النموذج الصحي في الحياة داعم للجلد :
إن الحفاظ على جلد صحي سليم يستلزم ما هو أكثر من اختيار الصابون والمرطب الملائم ، فالجلد قبل كل شيء عضو من الجسم وصحته من صحة الجسم وهو يتأثر بالحدثيات العضوية والنفسية التي تصيب الجسم، ومن المؤكّد أن لنموذج الحياة دور هام في صحة الجلد ومظهره الجمالي ، ومن هنا فإننا ننصح بـ :
• اعتماد الغذاء الصحي المتوازن فالجسم يحتاج لكميات كافية من البروتين والفيتامينات والمعادن ليتمكن من الحفاظ على جلد سليم ، والتغذية السليمة هي تلك التي تشمل كميات كافية من الفواكه والخضار والحبوب الكاملة والدسم غير المشبعة بالإضافة لكميات وافرة من الماء .
• تساعد الحركة والرياضة على تحسين الجريان الدموي وزيادة ورود المغذيات للجلد وسرعة إزالة مخلفات الاستقلاب من خلاياه وبالتالي تتحسن مقويته ولونه .
• النوم الكافي فالكل يعلم كيف يميز من لم يستطع النوم في الليلة السابقة من خلال ما تبديه بشرته من تعب وإرهاق ، وتسبب قلة النوم شحوب البشرة واتخاذها اللون الكامد .
• تجنب التدخين فمن الثابت اليوم أن التدخين يسبب الشيخوخة المبكرة للبشرة بالإضافة لتأثيراته السيئة الأخرى على الرئتين والقلب والشرايين .
• الوقاية من تأثيرات الشمس حيث يمكن للبشرة السمراء أن تتحمّل الشمس أكثر من البشرة الفاتحة وفي كل الأحوال فإن التعرض الزائد للشمس يسبب تبقع الجلد وقساوته وتشققه ، ويمكن تجنب ذلك باستعمال الواقيات الشمسية والألبسة المناسبة وتجنب التعرض للشمس في فترات النهار بين العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر .