أخيرا..
30-11-2014, 05:55 PM
أخيرا... استفاقوا
(تعليق على ندوة دراسية حول القراءة في الوسط المدرسي)
أخيرا صفعت مسؤولي التربية الوطنية موجة وعي.. استفاقوا بعد طول سبات، وأدركوا بأن القراءة هي الغذاء الذي ينمي الجانب الأسمى في الإنسان، العقل والوجدان، ويشكل شخصيته، ويصورها بميزتها الجزائرية...وأدركوا معه، بأن ما يقرأه الطفل الجزائري، ليس هو المطلوب..
فقد تربى أولادنا طيلة فترة الاستقلال، على أن يكونوا أشخاصا لا ينتمون للجزائر، لأنهم "يأكلون ويشربون"مما تنتجه مجتمعات أخرى، قد نشترك مع هذه المجتمعات في بعض الجوانب الإنسانية العامة، ولكن نختلف عنهم في كثير، فهيئوا ليكونوا مواطنين صالحين لغير وطنهم الذي أنجبهم...أي أن غذاءهم الذي تشبعوا منه، لا يتماشى مع الأهداف النظرية المسطرة في المواثيق الرسمية للدولة الجزائرية.. بمعنى آخر، كونت المنظومة التربوية بهذا المعنى ـ منطقيا ـ إنسانا يخدم الآخرين الذين رضع ثقافتهم، كونت إطارات لبلدان أخرى ـ مجانا ، كونت إنسانا يحب بلاده ظاهرا، ويكرهها ضمنا، أي، لا يؤدي بالجدية اللازمة، حق خدمة الوطن الذي ولده ورباه، ولست في حاجة ـ هنا ـ إلى إثبات كلامي، فواقع البلاد المعيش، ينطق بهذه الحقيقة.
وأتساءل في الأخير، ما إذا كانت هذه استفاقة من مسؤولي التربية، أم هي مجرد شطحة من شطحات العقل الساخر؟ يتكلم المتكلمون، ثم يرمون كلامهم في سلة المهملات، أو في أحسن الأحوال، يرتبونه في رف من رفوف الأرشيف..ينام نومه المعهود.. ويؤكدون بذلك على أنهم لا يختلفون عن الشبان الذين يهتفون بحياة الجزائر التي تتقاذفها الأرجل، في ملاعب الكرة بالنهار، وبالليل يرمون أنفسهم في زورق يحملهم إلى الفضاء الراسخ في أذهانهم !؟