مرافعة من أجل الجزائر.. رئيس الجزائر .. نريده رجل المحاسبة
21-01-2010, 09:45 PM
مرافعة من أجل الجزائر
حتى لا يكون رئيس الجزائر المقبل على شكل سابقيه
نريده رجل المحاسبة !!
لئن كان الفضاء قد ضاق بأهل هذا الوادي من الجزائريين فأصبحنا لا نسمع إلا أخبار القتل و الإجرام، سواء في صورته الإرهابية أو في الواقع السلمي !! و أخبار الموت الأزرق ( !! ) الذي يحصد الهاربين في عرض المتوسط، و أخبار الفساد الذي تغلغل في الإدارات العمومية مما يجعل التشاؤم و الاغتراب يجثمان على الصدور و الألباب، فإن استشراف المستقبل يغدو أمرا مقلقا للطامحين و الطامعين في تغير الأوضاع في الغد القريب، كما أن وضع اليد على الجرح هو أمر يفوق قدرة الفرد الواحد و حتى العصبة الكبيرة من الخبراء و المثقفين و المفكرين و المتابعين فكيف بالمواطن البسيط...
و قدر الجزائر أن محنتها جاءت من غموض سياسة القائمين عليها .. إن الجيل الجديد لا يكاد يعرف شيئا عن تاريخ بلاده و لا حتى عن واقعها الحالي، كل ما يدركه أن السلطة في الجزائر لا يمكن إلا أن تكون وراءها أيد خفية فليس هؤلاء الرؤساء الذين جاؤوا إلى الحكم أصحاب سلطة كاملة في قراراتهم و لا حتى في تقرير البقاء أو الذهاب، بل إننا لا نعدو الحقيقة إن قلنا أنهم غير مسؤولين عما يجري ( !! ) أليست هذه نتيجة منطقية ؟!
و لكن لماذا قلنا في العنوان أننا نريد رجل المحاسبة ؟ و هل المحاسبة اليوم مفقودة ؟ نعم إنها كذلك !
إن الرئيس الحالي - في نظري – لم يخفق في شيء من برنامجه كما أخفق في محاربة الفساد، هذا العنوان الكبير الذي يذكرنا بأول خطاباته لمن يذكر حين قال بأن الجزائر مريضة ! و الإدارة مريضة أي بالفساد، فهل زاد في الجزائر إلا هذا الفساد و هذا المرض؟!
و لماذا نلقي وزر الفشل في محاربة الفساد على هذا الرئيس وحده ؟! إن رؤساء الجزائر كلهم لم يفلحوا في هذا السبيل، بل إن أحدهم دفع الضريبة غالية من دمه و حياته حين أبدى نيته في محاربة رؤوس الفساد .
و في كتاب " مواقف جزائرية " لمحمد الميلي حديث مهم عن هذا الأمر عند نقده لوثائق المؤتمر الخامس لحزب جبهة التحرير الوطني، فقد ذكر أن هناك بعض المسائل كانت مشمولة بنوع من تحريم النقاش و الخوض فيها و على رأسها موضوع " انعدام المحاسبة نتيجة لانعدام أو تجميد أجهزة الرقابة".
و قد أرجع المؤلف الخبير أسباب ذلك إلى ما خلفه النقاش الواسع الذي فتحه الرئيس بومدين قبل ذلك حول الميثاق الوطني، حيث تميز بحملة واسعة على بعض كبار المسؤولين في الدولة من طرف المواطنين، و لكن بومدين الذي أصبحت بيده ورقة هامة يستطيع استعمالها في محاربة الفساد تريث في هذا الأمر حتى أن " ذلك التريث قد خلف نوعا من اليأس و القنوط لدى عدد من المناضلين، كما أدى إلى ترسيخ فكرة أن هناك أشخاصا لا يمكن أن يطالبهم القانون" ، و يزيد الميلي هذا الأمر وضوحا فيقول:" و في ظل هذا اليأس تصور الكثيرون أن بومدين كان محكوما بمراكز قوى لم يكن يريد الفكاك منها و القضاء عليها" .. ثم يصرح بعدم وضوح المسألة.. " ... و الواقع أنه من الصعب الآن تفسير هذه النقطة لعدم توافر المعلومات، لكن هناك من رفاق الرئيس الراحل الذين لم يتورطوا من يؤكد أن بومدين كان آنذاك يرى أن الوقت لم يحن بعد للتخلص من مراكز القوى تلك، مع أنه ضد المحاسبة و تصفية الحسابات العمومية"، و إذا كان الميلي يصرح بعدم توفر المعلومات فكيف بنا نحن أبناء الجيل الجديد؟!
و مما يعمق لدينا الأسف و الحسرة أن يذكر الميلي أنه بعد وفاة بومدين ( الغامضة ) ظهر تياران أساسيان بخصوص الموضوع الذي نحن بصدده:
حتى لا يكون رئيس الجزائر المقبل على شكل سابقيه
نريده رجل المحاسبة !!
لئن كان الفضاء قد ضاق بأهل هذا الوادي من الجزائريين فأصبحنا لا نسمع إلا أخبار القتل و الإجرام، سواء في صورته الإرهابية أو في الواقع السلمي !! و أخبار الموت الأزرق ( !! ) الذي يحصد الهاربين في عرض المتوسط، و أخبار الفساد الذي تغلغل في الإدارات العمومية مما يجعل التشاؤم و الاغتراب يجثمان على الصدور و الألباب، فإن استشراف المستقبل يغدو أمرا مقلقا للطامحين و الطامعين في تغير الأوضاع في الغد القريب، كما أن وضع اليد على الجرح هو أمر يفوق قدرة الفرد الواحد و حتى العصبة الكبيرة من الخبراء و المثقفين و المفكرين و المتابعين فكيف بالمواطن البسيط...
و قدر الجزائر أن محنتها جاءت من غموض سياسة القائمين عليها .. إن الجيل الجديد لا يكاد يعرف شيئا عن تاريخ بلاده و لا حتى عن واقعها الحالي، كل ما يدركه أن السلطة في الجزائر لا يمكن إلا أن تكون وراءها أيد خفية فليس هؤلاء الرؤساء الذين جاؤوا إلى الحكم أصحاب سلطة كاملة في قراراتهم و لا حتى في تقرير البقاء أو الذهاب، بل إننا لا نعدو الحقيقة إن قلنا أنهم غير مسؤولين عما يجري ( !! ) أليست هذه نتيجة منطقية ؟!
و لكن لماذا قلنا في العنوان أننا نريد رجل المحاسبة ؟ و هل المحاسبة اليوم مفقودة ؟ نعم إنها كذلك !
إن الرئيس الحالي - في نظري – لم يخفق في شيء من برنامجه كما أخفق في محاربة الفساد، هذا العنوان الكبير الذي يذكرنا بأول خطاباته لمن يذكر حين قال بأن الجزائر مريضة ! و الإدارة مريضة أي بالفساد، فهل زاد في الجزائر إلا هذا الفساد و هذا المرض؟!
و لماذا نلقي وزر الفشل في محاربة الفساد على هذا الرئيس وحده ؟! إن رؤساء الجزائر كلهم لم يفلحوا في هذا السبيل، بل إن أحدهم دفع الضريبة غالية من دمه و حياته حين أبدى نيته في محاربة رؤوس الفساد .
و في كتاب " مواقف جزائرية " لمحمد الميلي حديث مهم عن هذا الأمر عند نقده لوثائق المؤتمر الخامس لحزب جبهة التحرير الوطني، فقد ذكر أن هناك بعض المسائل كانت مشمولة بنوع من تحريم النقاش و الخوض فيها و على رأسها موضوع " انعدام المحاسبة نتيجة لانعدام أو تجميد أجهزة الرقابة".
و قد أرجع المؤلف الخبير أسباب ذلك إلى ما خلفه النقاش الواسع الذي فتحه الرئيس بومدين قبل ذلك حول الميثاق الوطني، حيث تميز بحملة واسعة على بعض كبار المسؤولين في الدولة من طرف المواطنين، و لكن بومدين الذي أصبحت بيده ورقة هامة يستطيع استعمالها في محاربة الفساد تريث في هذا الأمر حتى أن " ذلك التريث قد خلف نوعا من اليأس و القنوط لدى عدد من المناضلين، كما أدى إلى ترسيخ فكرة أن هناك أشخاصا لا يمكن أن يطالبهم القانون" ، و يزيد الميلي هذا الأمر وضوحا فيقول:" و في ظل هذا اليأس تصور الكثيرون أن بومدين كان محكوما بمراكز قوى لم يكن يريد الفكاك منها و القضاء عليها" .. ثم يصرح بعدم وضوح المسألة.. " ... و الواقع أنه من الصعب الآن تفسير هذه النقطة لعدم توافر المعلومات، لكن هناك من رفاق الرئيس الراحل الذين لم يتورطوا من يؤكد أن بومدين كان آنذاك يرى أن الوقت لم يحن بعد للتخلص من مراكز القوى تلك، مع أنه ضد المحاسبة و تصفية الحسابات العمومية"، و إذا كان الميلي يصرح بعدم توفر المعلومات فكيف بنا نحن أبناء الجيل الجديد؟!
و مما يعمق لدينا الأسف و الحسرة أن يذكر الميلي أنه بعد وفاة بومدين ( الغامضة ) ظهر تياران أساسيان بخصوص الموضوع الذي نحن بصدده:
- فئة ترى وجوب التغيير و تجديد دماء النظام و تصفية الأوضاع.
- و فئة تنادي بمهادنة مراكز القوى بعنوان الاستمرارية.
ترى؟! أين وصل أصحاب الاستمرارية و مهادنة مراكز القوى ؟ هذا هو السؤال؟ أما ما أبداه الميلي من تفاؤل بعد ذكر هذه الحقائق فإنه للأسف لم يتحقق، و لعل السر في عدم تحققه هو عدم نجاح مساعي الرئيس بن جديد في محاربة الفساد نظرا لفقدانه سلطة القرار، و هو الأمر الذي تأكد بظهور أحداث أكتوبر و ما تبعها من خلعه من الحكم من طرف أولئك المتنفذين المخفيين.
و إذا كان الرئيس بن جديد الذي أوضح سياسته و وضح معالمها خلال المؤتمر الخامس لم يفلح في مساعيه، فإن من جاؤوا بعده أجدر بألا يفلحوا ... هذا إذا أتيح لهم أن يفكروا في هذا الأمر.
من هذه المنطلقات بات من الواضح أن الجزائر ليست في حاجة في المرحلة القادمة إلا لمن يملك بيده مفاتيح محاربة الفساد و محاسبة أهله، و بيد من حديد و بقوانين صارمة، و لن يتأتى له ذلك إلا إذا أعانه المجتمع كله، ليس بإعطائه الأصوات فحسب، و لكن بإيمانه بأن من لا يجعل محاربة الفساد على رأس اهتماماته ليس خليقا بأن يوفق في العودة بالجزائر إلا مصاف الدول المستقلة حقا كما يطمح هذا الشعب، كيف و قد استشرى هذا الفساد حتى بلغ البر و البحر و النهر و المدينة و الريف و المدارس و الجامعات و المحاكم و المساجد و دور الاستشفاء و دور اللهو و كل مكان...
ألا إنني ناصح لهذا الشعب أن يتمسك برجل المحاسبة و حده فقد ضقنا ذرعا بهؤلاء الذين لا يحاسبون و لا يحاسبون!!
الأستاذ: ب. فيصل
و إذا كان الرئيس بن جديد الذي أوضح سياسته و وضح معالمها خلال المؤتمر الخامس لم يفلح في مساعيه، فإن من جاؤوا بعده أجدر بألا يفلحوا ... هذا إذا أتيح لهم أن يفكروا في هذا الأمر.
من هذه المنطلقات بات من الواضح أن الجزائر ليست في حاجة في المرحلة القادمة إلا لمن يملك بيده مفاتيح محاربة الفساد و محاسبة أهله، و بيد من حديد و بقوانين صارمة، و لن يتأتى له ذلك إلا إذا أعانه المجتمع كله، ليس بإعطائه الأصوات فحسب، و لكن بإيمانه بأن من لا يجعل محاربة الفساد على رأس اهتماماته ليس خليقا بأن يوفق في العودة بالجزائر إلا مصاف الدول المستقلة حقا كما يطمح هذا الشعب، كيف و قد استشرى هذا الفساد حتى بلغ البر و البحر و النهر و المدينة و الريف و المدارس و الجامعات و المحاكم و المساجد و دور الاستشفاء و دور اللهو و كل مكان...
ألا إنني ناصح لهذا الشعب أن يتمسك برجل المحاسبة و حده فقد ضقنا ذرعا بهؤلاء الذين لا يحاسبون و لا يحاسبون!!
الأستاذ: ب. فيصل
من مواضيعي
0 الملتقى الدولي الأول الموسوم بـ : التحديات و الرهانات الأمنية في منطقة شمال إفريقيا بين فرص الاحتو
0 أهم نقائص بيان مجلس الوزراء (1)
0 رأي ابن القيم فى الأحداث الجارية ؟!
0 كلمة إمام الدعاة الشعراوي رحمه الله لحسني مبارك
0 كلمة إمام الدعاة الشعراوي رحمه الله لحسني مبارك
0 الجزيرة متوقفة تماما على النيل سات ... و العبرية تنقل الاكاذيب
0 أهم نقائص بيان مجلس الوزراء (1)
0 رأي ابن القيم فى الأحداث الجارية ؟!
0 كلمة إمام الدعاة الشعراوي رحمه الله لحسني مبارك
0 كلمة إمام الدعاة الشعراوي رحمه الله لحسني مبارك
0 الجزيرة متوقفة تماما على النيل سات ... و العبرية تنقل الاكاذيب