أنظمة عربية أم صهيونية
04-01-2016, 12:34 PM
صورتنا في العالم العربي لم تختلف على نظيرتها في فلسطين المحتلة، فكلها كما قال طفل ما في يوم ما كلها تشييع جنازات، قد يختلف بعض من مشاهد الصورة كالعدو مثلا، فهو هنا مثلا ليس الاسرائيلي انما أنظمة حكمتنا طيلة عقود من الزمن، شبت و كبرت في حكمنا على طريقتها و هاهي الآن تشيخ على ذلك و تموت عليه، و بل أخذت على عاتقها تتبنى ما اصطلح عليه محاربة الارهاب و القاعدة و العناصر المندسة، فهي تجمعت كلها في شعوب أرادة الحرية و الديمقراطية كأساس لحكمها، و الصورة لم تنتهي بعد فهناك أنظمة استأسدت على شعوبها فقتلت و حاصرت بما تملك من جيش و أمن، كان لابد له أن يقوم بدور غير الذي انيط له، ربما في عالم أخر هو بالتأكيد عالم مصنف بالمتحضر و عالم ثالث هو عالمنا و أعطيت له هذه المرتبة بسبب أنظمة شاذة، بقيت طيلت عقود من الزمن تحكم بقبضة الحديد و النار و الـتآمر على شعوبها، من أجل حسابات ضيقة لا تتعدى المال والسلطة.

هذه الأنظمة لا تختلف كثيرا على الكيان الصهيوني، فكليهما كيانان غريبان على المنطقة دخلا عبر بوابة التآمر و الوصاية على شعوب المنطقة، فالقتل معنى لبقاءهما و القوة دليل على تسيدهما بشكل ما و مهما كلف الثمن، فهي قد تضطر الى النهش من جسمها حتى تبقى حية، كالوحش الذي لم يجد ما يأكل فيضطر الى النهش من جسده عله يبقى حيا، هنا المفارقة عجيبة فما يحدث في سوريا من قتل لمواطنين و جند أو ما يحدث في ليبيا أيضا، قد ينطبق على هذا الوحش الذي يبحث على البقاء ولو على حساب أطراف في جسده أصبح يراها زائدة، فهكذا فعلت روما و هكذا فعلت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، و كذلك ستفعل أمريكا أو ربما قد تكون فعلت ذلك.

لكن لابد لهذا الظلم ان ينجلي هناك حيث نهاية هذا النفق المظلم فرج لكل العالم العربي ومنها فلسطين، بعد عقود من الاضطهاد و الظلم بيد كل الجبارين، و بعد هذا العسر سيأتي اليسر حيث نتحرر من ضعفنا و من جبروت أنظمة طاغية تستمد قوتها من قبضت الحديد و من سكوت الغرب و تأمره معها، مهما تظاهر بالمبادئ فانه في النهاية يبحث عن مصالحه و أين تطأ قدمه على حسابنا، و يعقد صفقاته مع هذه الأنظمة على حساب مصالحنا كشعوب لهذه المنطقة من العالم، شعوب تلتقي في أشياء كثيرة أكثر من ما تتفرق، لا تختزل مسيرتها في ثورة هنا أو هناك انما بتاريخ حافل، أعطت للعالم أكثر من ما أخذت منه و ضحت في سبيل نماء هذا العالم أكثر من من صادر خيرات العالم و تاريخه.