تسجيل الدخول

كان يوم الخميس 12 جويلية من بين اجمل ايام هذا الصيف (من ناحية الجو المشمس والبحر الهادئ) تنقلت خلاله الى شاطئ بومرداس للاستمتاع بزرقة البحر والسباحة كذلك ، فأنا لم أفعل ذلك منذ زمن ، ومع وصولي للشاطئ رفقة افراد عائلتي بدأت التجوال قليلا تعرفت على أصدقاء من ولاية بومرداس وكان الحديث عن جمالية السباحة في الزرقة بعيدا عن اماكن تواجد الجمع من المصطافين حيث المياه المتسخة، اخبرني الأصدقاء أن لا متعة تضاهي متعة القفز من (الروشي) ، فاتفقنا لنذهب الى هناك وكلنا لا يعرف ما المصير الذي ينتظره، ذهبنا الى هناك واستكشفنا فعلا تلك الروعة وصنعنا لأنفسنا لحظات سعيدة ، وفي مرة من المرات عند القفز اطلت البقاء والتأمل في البحر، لحظات عادت بي إلى ذكرى صديقا لي رحمة الله عليه، وافته المنية في اعماق البحر غير بعيد من هذا اليوم، لم اعبأ بنفسي حتى وجدتني ابتعد كثيرا عن الأصدقاء بدأت الهواجس تتسلل الى قلبي والتوتر ارتفع في اعصابي، خاصة مع احساسي بالتعب وعدم القدرة على مواصلة السباحة، بدأت اشير الى اصدقائي ليتداركونني قبل ان يقع ما أخشاه لكنهم لم يفهموا ما أقصد، لحظات حتى وجدتني اطفق بين الموت والحياة لا أدري ما كانت ذلك مجرى واد او منخفض وسط البحر قوة هائلة تجذبني الى الوراء لم اقوى على المقاومة وبدأت أفشل وأصبت بالخوار، تملكني خوف شديد حد الرعب، و استرجعت كل الذين ماتوا غرقا وقلت رباه هل مصيري مصيرهم، كنت احاول رفع يدي طلبا للنجدة لكن هيهات، لم يأبه لي احد وأنا على مشارف الموت، يقال أن بين الحياة والموت خيط رقيق ، لقد احسست بهذا الخيط ذلك اليوم حقا، حيث غشاني الموج من كل جانب وحبست انفاسي لمدة لكنني لم استطع البقاء اكثر فشربت ماءا وكدت اموت لولا رأفة الله بي الذي بعث لي من رآني اغرق وأسرع لإنقاذي، كنت اوشك على القضاء، ولولا رحمة من ربي كنت للأهلك حتما.
وأنا بين الموت والحياة تذكرت امورا كثيرة، وولجت لقلبي خواطر جمة، مدى تقصيري، أخطائي، وكل أعمالي السيئة، كنت احاول البكاء طلبا للرحمة من رب قوي متين عزيز جبار يأخذ أخذ مقتدر، ولأنه هو الغفور الرحيم، الرحمن الكريم اللطيف بعباده، من علي برحمة منه وأتم نعمته التي انعم علي ومنحني حياة جديدة ولله الحمد و الشكر.
إن هذه التجربة جعلتني استكشف امورا عظيمة، جعلتني لا أتوانى في كتابة حيثياتها وأشارك اخوتي ببها من بينها صعوبة البحر والموت غرقا، التي يروح ضحيتها العديد من الضحايا كل عام، ثم أنه مهما كان غرورك بنفسك لا تثق ابدا بالبحر ولا تبتعد حتى وكنت امهر سباح، فبين الغرق والنجاة فاصل دقيق قد تتيه في ثناياه، ومن هنا اوجه ندائي لكل الذين يذهبون الى الشواطئ أن يتحلوا بالحذر و إجراءات الاحتياط، فذلك هو الواجب، والله سبحانه وتعالى يقول «ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة» .
هذا من جانب ، ثم من جانب اجل وأعظم أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، ولا تحسبن الله غافل عما تعلمون. أخطأت كثير في هذه الحياة ، وتماديت كثيرا ، وفرطت في جنب الله ، وأراد الله أن ينبهني إلى أخطائي فقد كتب لي عمر آخر يوم 12 جويلية 2012 أتمنى ، أن يكون دربي بعده خال من الأخطاء ، وأن أرعى الله في جميع تصرفاتي وأعمالي .

بارك الله لك أخي يوسف في نفسك الجديد و بارك الله فيك لما سطرته مما سيعود بالنفع على إخوانك بإذن الواحد الأحد، ما أروعها من تذكرة و ما أبلغها من موعظة إنها لحظات سنمر بها كلنا و إنه لكأس سنشرب منه لا محالة. الموت و ما أدراكم ما الموت كفى به موعظة. أسأل الله جل في علاه أن يجعل خير أعمالنا خواتمها و خير أيامنا يوم نلقاه و أن يثبتنا بالقول الثابت في الدنيا و الاخرة.

فهي تزلزل الصم الصلاب ،بل وأكثر
::
وغير بعيد ..رُحت أخوض فيها ألف ألف تجربة ,,,
وأتصورني ...في لحظة يفقد فيها المرء كل شيء ...كل شيء..
إلا ماكسبت يداه
إلا ماكسبت يداه
إلا ماكسبت يداه

بوركتم ..~

إنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْفَى ثَلاثًا فِي ثَلاثٍ : أَخْفَى غَضَبَهُ فِي مَعْصِيَتِهِ ، وَأَخْفَى رِضَاءَهُ فِي طَاعَتِهِ ، وَأَخْفَى وَلايَتَهُ فِي عِبَادِهِ ، فَلا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ مَعَاصِيهِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ غَضَبُهُ ، وَلا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ طَاعَتِهِ فَلَعَلَّهُ يَكُونُ فِيهِ رِضَاؤُهُ ، وَلا تَحْقِرَنَّ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ وَلِيًّا مِنْ أَوْلِيَائِهِ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر القبي بارك الله لك أخي يوسف في نفسك الجديد و بارك الله فيك لما سطرته مما سيعود بالنفع على إخوانك بإذن الواحد الأحد، ما أروعها من تذكرة و ما أبلغها من موعظة إنها لحظات سنمر بها كلنا و إنه لكأس سنشرب منه لا محالة. الموت و ما أدراكم ما الموت كفى به موعظة. أسأل الله جل في علاه أن يجعل خير أعمالنا خواتمها و خير أيامنا يوم نلقاه و أن يثبتنا بالقول الثابت في الدنيا و الاخرة.

وفيك بارك أخي عمر

اللهم آمين نسأل الله العفو

مع رمضان رب يعجل لنا بالتوبة جميعا

تحياتي اخي

بارك الله فيك وسدد خطاك
شكرا على مشاركتنا هذه القصة التي تحمل في ثنياتها عبرة قيمة جدا المهم انك ادركت اخطاءك وانت تحاول ان تعيش حياة جديدة كلها ايمان وطاعة ومحاولة للقضاء على الاخطاء كل انسان يخطىء لكن القليل منهم يدرك التوبة بارك الله فيك