تسجيل الدخول

صاحبي شاب مسلم أحسبه ذو خلق و إستقامة و لا أزكي على الله أحدا
هجر الأهل و الوطن يبغي على الأقل واحدة من فوائد الأسفار الخمسة :
تغرب عن الأوطان في طلب العلا ** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّجُ هم ، واكتساب معيشـة ** وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد
يزور والديه و أهله مرة كل سنة ليقضي بينهم أياما معدودات ليعود بعدها إلى الغربة و قد قرت عينه وانشرح صدره و هو في قمة السعادة
يستقبله أصحابه في بلاد الغربة أو هكذا يظنون أنفسهم عنده فيسألونه متفكهين
" كيف تركت بلاد القفار و الغبار , بلاد النكد و الشؤم "
فيرد عليهم قائلا : " قضيت أياما في الجنة "
يسألون و يكررون فلا يلقون منه إلا الجواب نفسه
فضحكوا منه وقالوا اننا نراك رجلا عاقلا قبل اليوم فيبدو ان غربتك قد أثرت عليك فاذهب الى طبيب حتى يراك لعل الله يشفيك مما أنت فيه
فرد عليهم : لماذا لا تجعلون بيني وبينكم حكما يصدقني أويرمي بي إلى مصحة نفسية فذهب الجميع إلى امام مسجد وحكوا له قصتهم مع صاحبي
فقال الامام : ما حكايتك يارجل
فقال صاحبي :إن لي والدين وكلما حانت عطلتي السنوية انطلقت متوكلا على الله الى بلدي فإذا وصلت كنت لوالديّ عبدا و خادما أصل النهار بالليل حتى إذا انتصف الليل آخذ عباءتي وأنام تحت أقدامهما فإذا أصبحت أيقظتهما للصلاة وجهزت فطورهما ووضوؤهما وقضيت حاجتهما ، و هذا عهدي معهما حتى
أرجع إلى غربتي شاكرا لله حيث أستشعر نفسيا وروحيا انني قد بتي ليالي في الجنة .
فقال الامام : لقد صدق والله صاحبكم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" الجنة تحت أقدام الأمهات "

فهنيئا لصاحبي بره بوالديه.

و نعم الأخلاق ...
بر الوالدين..