تسجيل الدخول

كمن يشحد الحب من محب ليس يرجو منه اي عطاء
يبعث من القلب الى القلب املا تعلوه خيبة رجاء
...تتهاوى ادمع من العينين و كانها سلاسل شبه زرقاء
داء أصاب الروح ...فهل من دواء...؟
إني رمى الريح روحي ألى مسالك الحزن و العراء
إني أنا من كابرت و جحدت ولبست تلابيب فتاة خرساء
إني أنا من عاندت و رفعت راية صماء عمياء
إني أنا الآن أعزي نفسي بذكراك و بسماع الاصداء
فقولوا لمن أهوى إني مللت البعد و هل من لقاء
عنوان بؤس هذا الذي رسمته على قدري و شقاء
...كنت اعيش وسط زاوية دهماء وسط هذا العالم المضاء
حرمت نفسي ان تكون هي و نفسها على حد سواء
...............................................
تذكرته تحت المطر و قد تحدرت على خديه قطرات من الماء
تذكرت عينيه
تذكرت وجهه المعتمر في قبعته الحمراء
تذكرته وقد أشعل سيكارته في صمت عم تلك الأرجاء
تذكرته كمن حبس الهواء في رئتيه لئلا يلفح وجه الحسناء
تذكرت عينيه ذوات الجفنين المتعبين ذوات الصفاء
تذكرت الرذاذ الفضي الصغير يتساقط ذاك المساء
فقولوا لمن أهوى إني مللت البعد وهل لنا من لقاء
هو عالم من الأغنيات من ضحكات الأطفال من الحمائم البيضاء
هو برق هو لمع يلوح من بين اضلع الغمائم السوداء
هو ذكرى ستسكن للأبد بين جوانح فتاة هيفاء
...إنها انا إنه قدري و إنني هنا الآن ألملم ما تبقى من الأجزاء
أجزاء احلامي التي غادرت من عالم السواد المضاء
من روضة لم تسمع فيها ضحكة و لم يؤلف فيها طرب الغناء
من بقعة غطى السواد نهارها فليس يلمح فيها اي ضياء
من ارض جرداء غطت روابيها اوراق الخريف الصفراء
فقولوا لمن اهوى إني مللت البعد وهل لنا من لقاء
خبروه اني سأذكره دوما و ساصلب على أعمدة الوفاء
سأكون كمن إن ردعت او منعت صرخت بصوت تناقلته جل الأصداء
أن اقتلوني دمروني و اسلبوا مني الحياة بلا رجاء
أحرقوني و ارموا جثتي المفحمة في العراء
انثروا أشلاء رماد الاسى اليائسة في الهواء
و اتركوني دونما اي ثناء
فليس المهم ان تراق دمائي في كل الاثناء
ولكن المهم أن يأخذ فؤادي مع رحيله العزاء
المهم أن تكتب من اجل ذكراه قصائد الرثاء
ان يعلم ان رحيله هو نقطة للبقاء
و ان رحيله اسمى من العيش مختنقا بين الاحباء
اسمى من ان تدوسه نعال لم تعرف اي معنى للوفاء
فلترحل بعيدا على ان تحيى حياة الجفاء
...وهل من لقاء...