تسجيل الدخول

سرى خيال ليلى كماء السراب
فتيم القلبُ وسمّرَ القمر وأسهرا

دنت إليّ بأحلامي من بعيدٍ
فابتهجَ القلبُ بأحسنِِ منظرا

لما لمستُ طيفكِ بأحداقِ وجدي
كرهتٌ الصبح لخوفي أن أهجرا

هجرتني والهجرُ موتٌ بغيضٌ
ماضركِ الوصلُ ونحنُ عليه أقدرا

هل ؟ تعذر الوصالُ بيننا ونقضى!
أوهي الأيام أم قدرٌ من الله قد قدرا

فلو شاء الله لجمع بيننا من جديداً
وأحيا هوىً كاد أن ينسى ويقبرا

لكِ في القلبِ لوعةٌ لم أجد منها مفراً
ومكمن عشق لم أجد له مصرفا

كان مثل غصن الزيتون الغضِ
برقت الغمام الربابيِّ وليدٌ أبكرا

تأملتُ عينيكِ لأرى السحر القديم
وعذر المشتاق ومُباحُ أن ينظرا

حتى أضاء الغمامَ بسياطِ الحبِ
وزداد بياضاً ونوراً لمن أبصرا

عاشقينِ بكل ذرةٍ من جسمنا
حتى تلون الليل وأصبح أخضرا

وقد كنا حبيبين بكل ألوان القوسِ
حتى جاء قضاء الله علينا وما قدرا

ففترقنا بعد الوصال والتوحدا
ولتقت أرواحنا فوق الغمام أشهرا

ونتقما من العزالِ وأرجعنا كيدهم
وخروا من ضنكِ كيدهم شرَ وقودا

وبانت الفتنة الظلماء حقيقتاً
بعدما جعلت بياض الثلج أكدرا

وإذا أحييناالعشق القديم وألوانهُ
أبا الظلامٌ أن نكملَ طريقاً جعلوه أبترا

تركوا مناقب المجد كلها ونشغلوا
بنا بتقريقنا وثاروا وأثاروا الهيبا

قومُ جهلوا معنى الحب وقوامهُ
كادت من كيدهم الأرض أن تميدا

جبارين حقودين على العشقِ
معشراً قارعوا الحب بالحديدا

حُلمنا كَحُلمِ الأرض عظيمٌ كبيرٌ
حلم الزهر من بين الصخر تفجرا

وتصبرنا على مُرِّ فراق طويلاً
ونتصرنا على الظلام نصراً مظفرا

ضمت الأرض أرواحهم الحمقاء
وأكلت النار أجسادهم والسحاب أمطرا

فنما حبنا من جديداً كعشب الأرض
من خصب العشقِ وأزهر ورداً أحمرا

ولتقى جسدانا بعد لقيا أرواحُنا
وشربنا من خمر الشفاه حتى المدا

وصبغنا أجسادنا بالون الورديِّ
بكفنا وعمَ الدفءُ في الشتاءِ وأمطرا