الشعوب العربية... بحثا عن الديمقراطية بين المطرقة و السندان
11-01-2011, 08:27 PM
حكامنا وشعوبهم المقهورة -- مات الملك عاش الملك ومات الرئيس يؤتى باخر من شلته او بالطريقة العربية الحديثة يورث ابنه وهكذا كانهم خلقوا لكي يحكمونا ولا يحكمونا فقط بل يستمتعون بخيرات شعوبنا لوحدهم كانما الله خيرهم لكي يعيشوا بخيرات بلداننا هم واهلهم باسم انهم حكام وفقط وياريت كانوا يحكموننا بحق وحقيقي بل بالسوط واشياء اخرى
دائما نحن الشعوب في وسط هذه الدوامة التي تقتلنا يوميا وتطحننا بلا ادنى شفقة ورحمة كيف ذلك اوضحه كما يلي :

نحن الشعوب جئنا بين مطرقة السلطة وسندان المعارضة و المجتمع المدني بجمعياته واحزابه ونقاباته:

مطرقة حكم شمولي غير ديمقراطي يقتلنا ويقتل فينا المبادرة والفكرة لاجل حياة افضل وسط مجتمعاتنا حكم غير ديمقراطي وسلطة ظالمة لا تبغي اي تحرك يعيق افكارها البالية لانها لاتقنعها او بالاحرى لا تستغيها لانها افكار تفوق خيالها حيث خيالها لا يتعدى سوى احكام قبضتها لتظهر صرامتها في الحكم ترهيبا وليس تطبيقا للقوانين فكرها المنغلق على الشعوب المفتوح على من والاهم ومن ينتمي اليهم سواء اهلهم واصهارهم او من يمشي في فلكهم من الوصوليين وهم من يمثلون الشعب في هذه الحالة لترتسم صورة باهتة تمثل الدولة او قل السلطة التي تتحكم في الدولة :
اصحاب النفوذ الذين يتحكمون في السلطة الفعلية واهلهم وحاشيتهم المقربون ثم الوصوليين المنافقين الذين يستدعون لتنفيذ الادوار اي تمثيل الشعب في اي مكان او شيئ تقوم به السلطة يكونوا هؤلاء للتصفيق والحضور ليظهروا ان الشعب موجود وان الديمقراطية في امان وان الحكم قائم على وجه صحيح في حين ان اول من يبيع هذه السلطة في اول سوق للسقوط هم هؤلاء الوصوليين المنافقين .
وشعب فقير لا يدري في اي اتجاه يسير ولمن يشتكي ولمن يقرا زابوره ولمن يصل صدى صراخه وانينه واهاته وحتى ضحكاته الباهتة بسبب ما يعانيه من الالام وجراح وهموم يومية يصطدم بها يوميا واجباريا لانها في كل مكان في بيته وفي الشارع والادارات والمرافق العامة او الخاصة وحتى في طرق اسفاره وفي عمله ايضا .........

وسندان المعارضة وهي انواع :
معارضة هادئة وهي التي تتطلب احزاب ومجتمع مدني يؤمن بحق بافكاره ويجسدها في معارضته لتنوير هذه السلطة ولاجبارها على تعديل ماهو خاطئ ولصالح المجتمع والمواطن وتعود الفائدة للكل المواطن والدولة ككل وهذا النوع في وطننا العربي يكاد يكون في حكم الانعدام.........
معارضة منافقة تداهن السلطة وتدعي تمثيل شريحة كبيرة من الشعب تمثلها بعض الاحزاب كثيرة الصراخ في السراب وكثيرة الحركة والخطابات والبلاغات نظريا فقط اضافة الى الجمعيات المنافقة التي تستمد صيرورتها من اموال الدولة ولا تعمل الا في تقديم التقرير المالي والادبي الى وزارات الداخلية لتمثل حضورها وبالتالي يعاد تقديم الدعم لها في كل مرة ككل المرات هذا النوع تجده ---يسخن البندير كما نقول نحن في الجزائر ---في الانتخابات وفي التجمعات وفي حضور المسؤوليين وذلك بتوجييه لهم الدعوات للحضور حيث هم من يمثلون المجتمع المدني ولا يدخل الى هذه التجمعات او المراسيم الا هم لكي يصفقوا ويشعرون المسؤول ان الشعب راض على ما يقوم به في ميدانه وهو اشد النضال نفاقا وهو الاكثر حضورا في حياتنا اليومية الاجتماعية والسياسية .....لكن وقت الشدة للسلطة ووقت المشاكل والامور الجدية التي تحتاج فيها السلطة لهم ولنضالهم ولمناضليهم لا تجدهم ولا تسمع لهم خبرا .....لكنهم يعاودون الحضور بعد انقشاع الضباب بقناع اخر وما اكثر ما يحتفظون به من اقنعة...........
ومعارضة متشددة غير مداهنة وثائرة معارضة جدية لكنها لا تخضع الى تنظيم او اساليب سليمة لممارسة هذا النوع من النضال حيث في كل مرة تقع في ما لا تحمد عقباه و تتسبب في الكثير من الاخطاء بتهور تعطي الصفة للسلطة لمحاكمتهم والزج بهم في السجون وهم يستغلون الفرص للقيام بهذا النوع من النضال وهو في حد ذاته نضال مناسباتي يعتمد على السرية خوفا من السلطة وهذه السرية تقودها دوما الى القيام باعمال لا تعود عليها ولا على المجتمع بالخير ونضالها يعتمد على التسرع والقوة في استغلال الفرص بلا اسس ولا قواعد تحكمه ..........

وكل هذه الانواع من المعارضة تمثلها عبارة السندان فانه هذه المعارضة التي تعارض السلطة فانها تقوم ببعض الاعمال التي تسهل الامر للسلطة في التحكم في امر المشكل وتسييره لصالحها بفعل نفاقها وتهورها واستغلالها للفرض وعدم تمثيلها للشعب بصورة حقيقة لعكس مطالبه للسلطة والمطالبة بها بقوة لاجل تحقيقها لصالح الجميع .
ان صفة هذه الممارسة وطرق عملها يكلفها الكثير في كل المرات ويكلف المجتمع العودة الى نقطة الانطلاق حيث ان بعضها وفي اكثر المرات يتصرف بطرق غير عقلانية وغير منطقية تساهم كثيرا في هموم المواطن كمثال ان عدم قدرتها على معارضة السلطة بندية ولعدم تسطيرها لبرامج واستغلالها للفرص او تنافق السلطة بالوقوف معها بصورة كيدية او كمثال للمعارضة المتشددة حيث تمارس معارضة احيانا تصل بها الى حد التحالف مع قوى خارجية لمعارضة السلطة او تطرح نفسها لاستغلالها من طرف مخابرات دولا اخرى لتنفيذ مشروعها او ابتزاز السلطة لاجل القبول بما تطمع اليه مخابرات هذه الدول او ساستها .....وهو ما يعود بسوء للمجتمع وللشعوب ويترتب عليه الكثير من التضييق وقهر للحريات ودعم للحكم الشمولي غير الديمقراطي وتشجيعا للنضال المنافق وهو ما لا يخدم لا الوطن ولا المواطن..........
ومن هنا تكمن مشكلة وقوع الشعوب في قبضة هذه الانظمة غير اليمقراطية بينكماشة المطرقة والسندان حكم جائر وبلا اهداف تخدم صالح المواطن حيث يعمل لصالحه الشخصي ولكل من يمشي في فلكه ومعارضة غير بريئة منافقة مداهنة او مستغلة للفرص او متهورة حتى ولو تحالفت مع الاعداء والشياطين ويبقى بين فراغهما المواطن يعاني الضربات تلو الاخرى لا سلطة استمعت له ولا معارضة عبرت عنه و تاريخ اوطاننا شاهد على ذلك بانظمته الشمولية ومعارضته المنافقة يدفعون بشعوبهم الى التقدم........... لكن نحو الهاوية .

يقول احد المفكرين ""ان المجتمع المقسم الى قسمين قسم ينعم ويامر ويحكم ويفعل ما يريد وقسم مهمش ومفقر هو مجتمع عنف ولذلك ولكي نقضي على العنف يجب ان نقضي اولا على هذا المشكل من التقسيم الى عالميين متناقضيين""

ان ما تعانيه شعوبنا من هذه هذه الانظمة ومن هذه المعارضة بكل انواعها هو العنف بعينه الذي لا يخدم مصلحته في العيش الكريم بكل حرية وسط جو مريح يساعده كيف يعرف واجباته من حقوقه ليمارسها بكل ديمقراطية وبكل شفافية ووضوح يحفظ له شخصيته التي تترجم صورة الدولة القوية بشعبها وليس بجبروتها وهو ما يتمناه المواطن مستقبلا وليس كما يحياها حاضرا مع نظام حكمه المتسلط و ماضيا مع المستدمر ولكي تتغير عقلية هذا النظام المبنية على نظرية واحدة (من القصر الى القبر) هو الحاكم والامر والناهي وهو كل شيئ وهو الدولة في حين ان الدولة تتكون من شعب وسلطة ويحكمهما القانون العام وحتى الخاص لكن بكل شفافية بعيدا عن سلطة القمع.............




عبد الباقي فكايريabdelbakifekairi
( كن كالمطر اينما نزل نفع)
صالح باي سطيف
http://www.elaphblog.com/abdelbakifekairi