كلمة الاعلامي غازي ابوكشك في اربعينية القائد والمفكر القومي داعس ابوكشك
07-01-2012, 02:23 PM
كلمة الاعلامي غازي ابوكشك في اربعينية القائد والمفكر القومي داعس ابوكشك


ايها الاخ والصديق ايها القائد والمعلم والتربوي والمناضل داعس ابوكشك نحن اليوم نقف اعلاميين وادباء وباحثين و مثقفين و اصدقاء للثقافة والعلم والادب في اربعينية الراحل عنا ، و هذا الحزن سيد اللحظة ، لنعبر عن ألمنا بفقدان اديب من ادباء الوطن ، و مؤسس من مؤسسي ثورة الثقافة والعلم ، يوم لم تكن نابلس التي احبتك واحببتها سوى مدينة صغيرة و ضائعة على ضفة بحر يافا وضفة نهر الاردن . و أشار الاعلامي غازي ابوكشك بأن الراحل داعس ابوكشك حمل هم الوطن والكتابة و الكتاب ، و الناس الفقراء الذين ينتمي اليهم ، فاستطاع بحسه ووجدانه و نزوعه نحو الخير ان ينقل همومهم ، و يقارب احلامهم و آلامهم ، مؤكداً بأن اعماله ستظل علامة حية تؤرخ لمرحلة من مراحل تطورنا ، و علامة تضاف الى إرثنا الادبي والتا ريخي ، و منارة للاجيال الادبية القادمة . : أيها الصديق الحاضر في الذاكرة ابداً ما عساي اقول في ذكرى رحيلك ، و قد اخذت الرعشة تصيبني ، و القوة تعوزني ، و أنا أذكر رحيلك على جناح الصمت و الحزن ، و اصداء الشهقات المحترقة على الشفاه التي تردد تاريخ فراقك ، أيها الراحل على جناح الغياب ستظل صورتك المخزونة بالصدق و المحبة و التفاني في العمل ترفرف فوق اشرعة القلوب النابضة بحسك المرهف . و أضاف الاعلامي غازي ابوكشك : اليك ايها الهادئ في جوف الثرى ، يا من غسلت بصدق القول و الفعل ارضنا المعذبة بالنفاق و الخداع و الخيانة .. آثرت ان تبتعد عن حياتنا بعد ان ازهرت الكتابة بفوح رياضك الممتلئة حيوية في دراساتك المتلألئة ببريق الرقة وجراحها . ، فاستطاع اخي ابوكمال ان يمد جسور التواصل و المحبة مع الادباء في نابلس والقدس والناصرة وحيفا ورام الله ، و في المحافظات الاخرى الفلسطينية فكان رسولهم الفاعل في اتحاد الكتاب العرب . : آمن أبو ابوكمال في كل المجالات ، و أكد ذلك فيما كتب ، و فيما قال ، و فيما عاش ، وبهذه الروح النبيلة تعايش مع اقرانه ، فكانت كتاباته هي خبزه الذي ما لحهم به ، و حياته التي تقاسمها معهم ، و بالمحبة ذاتها اضاء المكان معطياً يده للاحقين للتتواصل مسيرة الابداع ، فكان متواضعاً و حميماً ، و حفياً بنا ، علمنا بأخوة ، قربنا من قلبه ، و دلنا على الطر يق اخي داعس ابوكشك الذي نازع الفكر بالفكر النيّر بعيدًا عن نزعة التعصب والتقليد الأعمى ، ومناقشاً أساطين النظريات الفكرية بطروحاته العلمية السليمة وإفحامهم بأدلته القوية ،
اخي داعس ابوكشك كان فيلسوفاً ذا هم قومي، وهذا الهم كان يؤرقه دوما ً ويقضّ مضجعه باستمرار وكان طويل التأمل والبحث حول مأساة شعبه الذي ينتمي إليه ، كان دائم البحث دائم عن المغزى المعرفي للثقافة الفلسطينية وكان على تواصل منذ الصغر مع العديد من الكتاي والمثقفين امثال الشاعر العربي الكبير سميح القاسم والدكتور اميل توما وسلمان ناطور وعفيف سالم ومحمود درويش والدكتور عبد اللطيف عقل والى اخره استطاع المفكر القومي الفلسطيني داعس ابوكشك أن يمثل بكل إخلاص ضمير الشعب في تلك الحقبة التاريخية المهمة فيبقى المفكر القائد داعس ابوكشك في القلب وفي ذاكرة الأجيال كقصيدة خالدة بكل صفاء مآثر الأمة في صنع مجد الحاضر والمستقبل وبعد رحيله عنا قبل اربعين يوما عام بكل هدوء مزهواً ًبشموخ ا لجبال، وبكرامة فارس بلا كبوة،حاملاً معه هموم قرنه الغابر،متأملا ًفي عيون الجيل الجديد فضاءً أوسع ، وتفاؤلا ً أكبر من فضاء التناحر والكوارث .
رحل عنا عملاق الفكر والأدب العربي والتراث الفلسطيني ،