الفايس بووك بين الفائدة وتجزية الوقت
05-04-2013, 10:18 PM
الفايس بووك بين الفائدة وتجزية الوقت
إلى وقت قريب كانت المنتديات الملاذ الوحيد لكثير من رواد الشبكة العنكبوتية ، غير أنه ما فتئ ينقص بريقها منذ أن بدأت مواقع التواصل الإجتماعي في الظهور، ولعل الذي قصم ظهر الأولى هو موقع الفايس بووك الذي يرتاده قرابة المليار مستخدم ، وإذا ما رجعنا إلى دلالة الكلمة فإنها إنجليزية تنقسم إلى قسمين فايس وبووك وتعنى واجهة الكاتب ، وحين أنشأ مارك زوكيرببيرغ هذا الموقع سنة 2003 كان موجها لطلاب جامعة هارفارد فقط ثم بدأ ينتشر شيئا فشيئا عبر الجامعات ثم الثانويات ثم الجميع ، و أصبح بذلك ثالث أكبر تجمع سكاني بعد الصين والهند ، وبهذا فإن ظاهر تأسيسه كان بنية علمية بحتة ، غير أن معناه الأول "واجهة الكتاب" تحول إلى معان كثيرة في ما بعد، ففي مجال السياسة يستعمله أهلها في نشر أفكارهم والتشهير لحملاتهم ووجد فيه المحرضون ينبوعا ليفجروا منه مشاكل للشعوب ولنا في ثورات الربيع العربي خير دليل على ذلك ، وفي المجال الإجتماعي قرب كثيرا بين الناس من خلال تواصلاتهم العديدة والمستمرة ، أما في مجال الرياضة فقد قرب بين المشاهير ومحبيهم ، وإنتشرت النظريات العلمية والفكرية وهو بذلك الموقع رقم واحد لمعرفة أي جديد في كل المجالات ، وكل أصبح يستخدمه حسب حاجاته .
الغرب لحد الآن مازالوا يستعملونه في أمور جدية ، أما نحن فقد إنحرف الكثيرمنا عن نطاق تعريفه وإستخدامه ، فناقصوا العقول يستعملون بروفايلات بنات ووراء الشاشات هم رجال ويدعون بأنهم يتلاعبون بغيرهم في حين هم لا يتلاعبون إلا بأنفسهم ، وضحايا الحب على أرض الواقع والذين فشلوا في إقامة علاقات حميمية وجدوا فيه مرتعا للبحث عن عشيقات ولإنجاح علاقاتهم في العالم الإفتراضي ، ولا ننسى السخرية بالغير والتلاعبات بالمشاعر والأفكار والكثير الكثير من الأمورالسلبية التي لا تمت بصلة إلى أخلاقنا أبدا ، والأمر الذي يندى له الجبين هو تلك المقارنات السخيفة التي ينشرها الكثير من شبابنا ولا ندري إن كانت لهم عقول أم لا فتجد الواحد منهم يضع صورة فيها إسم لاعب أو فنان مثلا وفي الجهة المقابلة يضع صورة للمصحف الشريف من أجل مقارنة لا ندري كيف وسوست له نفسه لتقبلها ونشرها ، أو تجد أحدهم يقول لك : قل "لا إله إلا الله "فإن لم تفعل فاعلم أن ذنوبك هي التي منعتك ويبعث لك آخر برسالة فيها رؤيا أو منام لأحد الصالحين ويطلب منك نشرها فإن فعلت فستجزى خيرا في قريب الأيام وإن لم تفعل سيصيبك مكروه في عاجلها ، وتحول زر الإعجاب إلى شيئ خارق فإن لم تضغط عليه في بعض الأحيان فأنت لست مسلما على حد تفكيرهم الغبي والأحمق والساذج والجاهل .
لقد أصبح إستعمالنا لهذا الموقع من أجل تجزية الوقت وفرض ذواتنا في العالم الإفتراضي بعدما عجزنا عن ذلك في العالم الحقيقي وعثنا فيه فسادا وعبثا ، ويبدو أن نظرية إبن خلدون " إذا عربت خربت " تتوافق والجو العام لإستخدامنا للفايس بووك .
إلى وقت قريب كانت المنتديات الملاذ الوحيد لكثير من رواد الشبكة العنكبوتية ، غير أنه ما فتئ ينقص بريقها منذ أن بدأت مواقع التواصل الإجتماعي في الظهور، ولعل الذي قصم ظهر الأولى هو موقع الفايس بووك الذي يرتاده قرابة المليار مستخدم ، وإذا ما رجعنا إلى دلالة الكلمة فإنها إنجليزية تنقسم إلى قسمين فايس وبووك وتعنى واجهة الكاتب ، وحين أنشأ مارك زوكيرببيرغ هذا الموقع سنة 2003 كان موجها لطلاب جامعة هارفارد فقط ثم بدأ ينتشر شيئا فشيئا عبر الجامعات ثم الثانويات ثم الجميع ، و أصبح بذلك ثالث أكبر تجمع سكاني بعد الصين والهند ، وبهذا فإن ظاهر تأسيسه كان بنية علمية بحتة ، غير أن معناه الأول "واجهة الكتاب" تحول إلى معان كثيرة في ما بعد، ففي مجال السياسة يستعمله أهلها في نشر أفكارهم والتشهير لحملاتهم ووجد فيه المحرضون ينبوعا ليفجروا منه مشاكل للشعوب ولنا في ثورات الربيع العربي خير دليل على ذلك ، وفي المجال الإجتماعي قرب كثيرا بين الناس من خلال تواصلاتهم العديدة والمستمرة ، أما في مجال الرياضة فقد قرب بين المشاهير ومحبيهم ، وإنتشرت النظريات العلمية والفكرية وهو بذلك الموقع رقم واحد لمعرفة أي جديد في كل المجالات ، وكل أصبح يستخدمه حسب حاجاته .
الغرب لحد الآن مازالوا يستعملونه في أمور جدية ، أما نحن فقد إنحرف الكثيرمنا عن نطاق تعريفه وإستخدامه ، فناقصوا العقول يستعملون بروفايلات بنات ووراء الشاشات هم رجال ويدعون بأنهم يتلاعبون بغيرهم في حين هم لا يتلاعبون إلا بأنفسهم ، وضحايا الحب على أرض الواقع والذين فشلوا في إقامة علاقات حميمية وجدوا فيه مرتعا للبحث عن عشيقات ولإنجاح علاقاتهم في العالم الإفتراضي ، ولا ننسى السخرية بالغير والتلاعبات بالمشاعر والأفكار والكثير الكثير من الأمورالسلبية التي لا تمت بصلة إلى أخلاقنا أبدا ، والأمر الذي يندى له الجبين هو تلك المقارنات السخيفة التي ينشرها الكثير من شبابنا ولا ندري إن كانت لهم عقول أم لا فتجد الواحد منهم يضع صورة فيها إسم لاعب أو فنان مثلا وفي الجهة المقابلة يضع صورة للمصحف الشريف من أجل مقارنة لا ندري كيف وسوست له نفسه لتقبلها ونشرها ، أو تجد أحدهم يقول لك : قل "لا إله إلا الله "فإن لم تفعل فاعلم أن ذنوبك هي التي منعتك ويبعث لك آخر برسالة فيها رؤيا أو منام لأحد الصالحين ويطلب منك نشرها فإن فعلت فستجزى خيرا في قريب الأيام وإن لم تفعل سيصيبك مكروه في عاجلها ، وتحول زر الإعجاب إلى شيئ خارق فإن لم تضغط عليه في بعض الأحيان فأنت لست مسلما على حد تفكيرهم الغبي والأحمق والساذج والجاهل .
لقد أصبح إستعمالنا لهذا الموقع من أجل تجزية الوقت وفرض ذواتنا في العالم الإفتراضي بعدما عجزنا عن ذلك في العالم الحقيقي وعثنا فيه فسادا وعبثا ، ويبدو أن نظرية إبن خلدون " إذا عربت خربت " تتوافق والجو العام لإستخدامنا للفايس بووك .
أَلَيسَ الصُّبحُ بِقَرِيبٍ
تَحسَبُهُم جَمِيعًا وَقُلُوبُهُم شَتَّى
تَحسَبُهُم جَمِيعًا وَقُلُوبُهُم شَتَّى