تسجيل الدخول

بارك الله في كل الأعضاء الذين أبدو إعجابهم بالموضوع ...وتقبلوا تحياتي

الأخت أماني ...
قبل التعقيب على كلامك وددت أن أشكرك أولا على الإضافات المتميزة في تعليقك وكذا شكرك على اعتبار الموضوع في حد ذاته قيم ...
أما ما جاء في تعليقك:
أولا – اعتبار الشاعر إيليا ملحد لا يقتضي الكثير من الجهد بحكم أن الرجل يعبر عن معتقداته بعبارات صريحة توحي بأنه لا يؤمن مطلقا وهذا ما تأكيدنه أنت في تعليقك بقولك... "اما ان كنا امام حالة كافر نشأ في بيئة كافرة" ومنه فبما أن الأخت أماني تعتبر إيليا كافر ...فلا فرق بين الكفر و الإلحاد إلا من حيث التعريفات فعلى العموم هما وجهان لعملة واحدة ...
ثانيا – قضية التفكر والتدبر في خلق الله للاهتداء إليه مسلمة لا ينكرها عاقل ولكن هذا لا يقتضي أن الشخص المتدبر بضرورة الحال ولد كافر ...ففي حالة الشاعر "إيليا" فنحن نعلم علم اليقين أنه ولد نصرانيا ...والنصارة تؤمن بما يؤمن به المسلمون من حيث بدأ الخلق و تدبير الرب (الله عز وجل ) لشؤون الكون وكذا إرسال الرسل والكتب لهداية الناس إليه ...وكل ما له علاقة بعقيدة النصارة ومنه فتساؤلات إيليا تقتضي أنه خرج من شرك النصارة إلى فضاء الإلحاد الواسع ...
ثالثا- وهو لب الموضوع – باعتبار أن الذي رد على إيليا مسلم (الدّكتور ربيع سعيد عبد الحليم) فهو بطبيعة الحال يعتبره منتكس عن الفطرة السوية التي خلق الله الناس عليها ...لأسباب عدة تستند إلى نصوص شرعية مثلا كحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ) والفطرة المذكورة في الحديث هي بمعنى أن الإنسان يولد مستسلم لله منقاد بجبلته خاضعا له ...وهذا هو أفضل تعريف للإسلام و منه فكل من استسلم لغير الله وخضع لرغبات أخرى غير ما ارتضاه الله له فهو منتكس عن الفطرة السوية وكذلك من لم يؤمن بالله أصلا ...ومنه بعث الله الرسل مبشرين ومنذرين...و الرسل بدورها اعتمدت فطرة الناس وكذا الأدلة الكونية التي أمر الله عباده بالتدبر فيها...للوصول إليه... إذ أن التدبر والتفكر في الآيات الكونية وحده لا يقتضي الإيمان الصحيح الذي يرضاه الله...(ولنا في عباد البقر وعباد الشمس والكواكب و غيرها عبرة...)

ختاما-
أكبر دليل على أن الإستسلام للخالق و الانقياد له هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها هي تساؤلات " إليا " و صراعه النفسي فلو أنه كان مطمئنا لإلحاده لما طرح مثل تلك التساؤلات أصلا....؟؟؟؟